خطيبة كامي
09-01-2009, 07:42 PM
إذا أردت حياة شبه هانئة ومديدة قليلاً وبصحة لا بأس بها، فإياك ونظرية “خربانة.. خربانة”. وربما لن تصدق أن أكثر من تبتلعهم حفر المقابر وهم في عز الشباب، كانوا من المؤمنين بهذه النظرية البائسة والتي لا تقول إلا شيئاً غبياً واحداً: ما دام هذا سيحصل، فليحصل مع هذا أيضاً.
مثلاً الواحد منهم إذا دخّن السجائر، فإنه يضع رجلاً على رجل ويدخن الشيشة أيضاً، فما دامت الصحة راحلة مع السجائر، فلتحزم حقائبها مع الشيشة، بينما الحقيقة أن لكل سيجارة ضررها، كل سيجارة تقصّر العمر بنحو عشر دقائق، ولكل سحبة شيشة ضررها الخاص بها، ربما تقصّر يوماً أو يومين.
وإذا أكل خروفاً كاملاً على العشاء، فإنه يرسل مع الخروف زجاجة كولا، فأكل خروف يعني القضاء على شيء اسمه الريجيم، والكولا تحصيل حاصل أمام خروف كامل. لكن للخروف المتدحرج إلى البطن ضرره، وللكولا ضررها، واجتماع ثاني أوكسيد الأضرار، ينتج قنبلة هيدرومرضية.
وإذا “زفّت” في امتحان واحد، فإنه يتخلف عن حضور باقي الامتحانات، كأن الحصول على دائرة حمراء واحدة في الشهادة، يساوي اصطفاف الدوائر بعضها بجنب بعض. وإذا تهور وانحرف على سيارة، فإنه يواصل انحرافه على أي سيارة تعترضه إلى أن يصل مكفوناًَ إلى مثواه الأخير، بينما كان يستطيع التعوّذ من شر قيادته بعد الانحراف الأول ويعود إلى أهله سالماً.
ونظرية “خربانة.. خربانة” لا تنشر آثارها السيئة على الأمور الكبيرة، فحتى أصغر الأشياء وأدقها، تتسرب إليها هذه النظرية وتفسد حياة المؤمنين بها. فمثلاً يدخل أحدهم حماماً في مكان عام، ولأنه يعرف أن هذا المكان هو الحصن الحصين للجراثيم، والبيئة الآمنة لها، وأنه لا بد من جرثومة عاطلة عن العمل ستتسلق ثيابه، فإنه لا يبالي وهو يقبض على كل ما يصادفه بيدين حانيتين، على الرغم من أنه يستطيع فتح الباب الرئيسي للحمام برفسه برجله، وفتح باب الحمام من أعلاه، وإغلاق القفل بعد تغطية يده بورق محارم.
المشكلة أنه يعتقد أن غسل اليدين بالصابون يقضي على الجراثيم، وهو كذلك، لكنه يعود فيغلق صنبور الماء الملوث بيده، ويعيد فتح الباب بيده، لأنه ببساطة من المؤمنين بنظرية “خربانة.. خربانة”، لكن غير المؤمن بالنظرية، يغلق صنبور الماء بظاهر كفه وليس بباطنه الذي يأكل من خلاله، ويجذب قبضة الباب من أصعب زواياها التي لا تطالها الأيدي عادة. وهكذا، يدخل ويخرج من فندق الجراثيم من دون أن يحمل أياً من نزيلاته معه. وفي أسوأ الأحوال، يكون قد حمل معه جرثومة واحدة وليس نزيلات الفندق بأكمله.
فما هي نقطة المنطق المفقودة والتي تجعل بعض الناس يبيعون حياتهم من أجل نظرية “خربانة.. خربانة”؟ النقطة المفقودة أن لكل أمر ضار، ثمناً معيناً، وكلما زادت المضار، زادت الأثمان وامتلأت الفاتورة النهائية بالأرقام، ومع تراكم الفواتير، تتم مقاصة أرقامها الإجمالية بسعادة المرء وصحته وحياته.
مثلاً الواحد منهم إذا دخّن السجائر، فإنه يضع رجلاً على رجل ويدخن الشيشة أيضاً، فما دامت الصحة راحلة مع السجائر، فلتحزم حقائبها مع الشيشة، بينما الحقيقة أن لكل سيجارة ضررها، كل سيجارة تقصّر العمر بنحو عشر دقائق، ولكل سحبة شيشة ضررها الخاص بها، ربما تقصّر يوماً أو يومين.
وإذا أكل خروفاً كاملاً على العشاء، فإنه يرسل مع الخروف زجاجة كولا، فأكل خروف يعني القضاء على شيء اسمه الريجيم، والكولا تحصيل حاصل أمام خروف كامل. لكن للخروف المتدحرج إلى البطن ضرره، وللكولا ضررها، واجتماع ثاني أوكسيد الأضرار، ينتج قنبلة هيدرومرضية.
وإذا “زفّت” في امتحان واحد، فإنه يتخلف عن حضور باقي الامتحانات، كأن الحصول على دائرة حمراء واحدة في الشهادة، يساوي اصطفاف الدوائر بعضها بجنب بعض. وإذا تهور وانحرف على سيارة، فإنه يواصل انحرافه على أي سيارة تعترضه إلى أن يصل مكفوناًَ إلى مثواه الأخير، بينما كان يستطيع التعوّذ من شر قيادته بعد الانحراف الأول ويعود إلى أهله سالماً.
ونظرية “خربانة.. خربانة” لا تنشر آثارها السيئة على الأمور الكبيرة، فحتى أصغر الأشياء وأدقها، تتسرب إليها هذه النظرية وتفسد حياة المؤمنين بها. فمثلاً يدخل أحدهم حماماً في مكان عام، ولأنه يعرف أن هذا المكان هو الحصن الحصين للجراثيم، والبيئة الآمنة لها، وأنه لا بد من جرثومة عاطلة عن العمل ستتسلق ثيابه، فإنه لا يبالي وهو يقبض على كل ما يصادفه بيدين حانيتين، على الرغم من أنه يستطيع فتح الباب الرئيسي للحمام برفسه برجله، وفتح باب الحمام من أعلاه، وإغلاق القفل بعد تغطية يده بورق محارم.
المشكلة أنه يعتقد أن غسل اليدين بالصابون يقضي على الجراثيم، وهو كذلك، لكنه يعود فيغلق صنبور الماء الملوث بيده، ويعيد فتح الباب بيده، لأنه ببساطة من المؤمنين بنظرية “خربانة.. خربانة”، لكن غير المؤمن بالنظرية، يغلق صنبور الماء بظاهر كفه وليس بباطنه الذي يأكل من خلاله، ويجذب قبضة الباب من أصعب زواياها التي لا تطالها الأيدي عادة. وهكذا، يدخل ويخرج من فندق الجراثيم من دون أن يحمل أياً من نزيلاته معه. وفي أسوأ الأحوال، يكون قد حمل معه جرثومة واحدة وليس نزيلات الفندق بأكمله.
فما هي نقطة المنطق المفقودة والتي تجعل بعض الناس يبيعون حياتهم من أجل نظرية “خربانة.. خربانة”؟ النقطة المفقودة أن لكل أمر ضار، ثمناً معيناً، وكلما زادت المضار، زادت الأثمان وامتلأت الفاتورة النهائية بالأرقام، ومع تراكم الفواتير، تتم مقاصة أرقامها الإجمالية بسعادة المرء وصحته وحياته.