صادق النية
26-01-2009, 01:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم , أخواني وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام
لعل أكثر ما يمكن أن يُشعِر الإنسان بالتعاسة والبؤس هو أن يشعر بلحظة ندم قد تكون بسبب موقف ما تعرض له أو خطأ ارتكبه وما يزيد الأمر سوءاً هو ان تأتيه النصيحة من ناصح محب أو صديق مخلص فلا يلتفت لها ولا يكترث بها ولا يتذكرها إلا عندما يقع في المحذور فيؤنبه ضميره ويندم على ما فعل في وقت لا ينفع في الندم, يقول الشاعر :
أمرتك أمراً جازماً فعصيتني****** فأصبحت مسلوب الإمارة نادما
فلا أنا بالباكي عليك صبابتاً******* و لا أنا بالداعي لترجع سالما
وقد تكون لحظات الندم اشبه بالكابوس على الشخص الواقع في الندامة فهو مناحيه يشعر بفداحة الخطأ الذي ارتكبه ومن ناحية أخرى يتمنى لو عاد الزمان إلى الوراء حتى يصحح ما ندم عليه ولكن هيهات ان يعود الزمان ما حدث قد حدث ولا يمكن الرجوع ولكن قد تكون هذه التجربة عبرة للعاقل يستفيد منها في تصحيح مساره بل قد تكون له خير في درء أمور اكبر منها في المستقبل وهذا حال الكيس من الناس ولكن البعض لا تردعه المصيبة بل يستمر في الخطأ ويندم ويعود مرة أخرى وهذا هو الأحمق الذي لا يرجى منه خير فالحماقة أعيت من يداويها.
وقد تكون لحظة ندم تكلف العمر كله فلا يستطيع معها الإنسان أن يصحح الغلطة أو الخطأ ويتدارك ما فاته بل تكون هي القاصمة و التي قد تكلفه حياته فلا ينفع معها الندم أو البكاء على اللبن المسكوب والشواهد على ذلك كثيرة .
فكم من شخص ندم على أمور فعلها في حياته وقد جاءته النصيحة فلم يأخذ بها فندم على ذلك أشد الندم إن كان بقي له من عمر يندم عليه .
وقد يكون الندم توبة , قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة : (الندم توبة ).
فإذا جلس الإنسان يتذكر ذنوبه وأخذ يذكر تلك المعاصي، وتلك الليالي الظلماء، ويتذكر يوم أن جلس مع صديق السوء، أو ما أرتكبه من اخطاء وآثام ثم أستغفر ربه وطلب منه العفو والمغفرة فقد يكون سبب في توبته وعودته إلى طريق الحق والهداية.
قال الله عز وجل : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 135]
روي أن حاتم الأصم وهو رجل صالح فاتته صلاة العصر في جماعة، فصلاها في البيت، فجلس يبكي؛ لأن صلاة الجماعة قد فاتته -نقول هذا لكثيرٍ من المؤمنين الذين تفوتهم الصلاة بكليتها حتى يخرج وقتها- فجاءه أصحابه يعزونه على فوات صلاة الجماعة، فنظر إليهم وكانوا قلة فبكى، قالوا: ما يبكيك رحمك الله؟ قال: لو مات ابن من أبنائي لأتى أهل المدينة كلهم يعزونني، أما أن تفوتني صلاة فلا يأتيني إلا بعض أهل المدينة!! ووالله لموت أبنائي جميعاً أهون عندي من فوات صلاة الجماعة
دمتم بخير
تحياتي
السلام عليكم , أخواني وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام
لعل أكثر ما يمكن أن يُشعِر الإنسان بالتعاسة والبؤس هو أن يشعر بلحظة ندم قد تكون بسبب موقف ما تعرض له أو خطأ ارتكبه وما يزيد الأمر سوءاً هو ان تأتيه النصيحة من ناصح محب أو صديق مخلص فلا يلتفت لها ولا يكترث بها ولا يتذكرها إلا عندما يقع في المحذور فيؤنبه ضميره ويندم على ما فعل في وقت لا ينفع في الندم, يقول الشاعر :
أمرتك أمراً جازماً فعصيتني****** فأصبحت مسلوب الإمارة نادما
فلا أنا بالباكي عليك صبابتاً******* و لا أنا بالداعي لترجع سالما
وقد تكون لحظات الندم اشبه بالكابوس على الشخص الواقع في الندامة فهو مناحيه يشعر بفداحة الخطأ الذي ارتكبه ومن ناحية أخرى يتمنى لو عاد الزمان إلى الوراء حتى يصحح ما ندم عليه ولكن هيهات ان يعود الزمان ما حدث قد حدث ولا يمكن الرجوع ولكن قد تكون هذه التجربة عبرة للعاقل يستفيد منها في تصحيح مساره بل قد تكون له خير في درء أمور اكبر منها في المستقبل وهذا حال الكيس من الناس ولكن البعض لا تردعه المصيبة بل يستمر في الخطأ ويندم ويعود مرة أخرى وهذا هو الأحمق الذي لا يرجى منه خير فالحماقة أعيت من يداويها.
وقد تكون لحظة ندم تكلف العمر كله فلا يستطيع معها الإنسان أن يصحح الغلطة أو الخطأ ويتدارك ما فاته بل تكون هي القاصمة و التي قد تكلفه حياته فلا ينفع معها الندم أو البكاء على اللبن المسكوب والشواهد على ذلك كثيرة .
فكم من شخص ندم على أمور فعلها في حياته وقد جاءته النصيحة فلم يأخذ بها فندم على ذلك أشد الندم إن كان بقي له من عمر يندم عليه .
وقد يكون الندم توبة , قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة : (الندم توبة ).
فإذا جلس الإنسان يتذكر ذنوبه وأخذ يذكر تلك المعاصي، وتلك الليالي الظلماء، ويتذكر يوم أن جلس مع صديق السوء، أو ما أرتكبه من اخطاء وآثام ثم أستغفر ربه وطلب منه العفو والمغفرة فقد يكون سبب في توبته وعودته إلى طريق الحق والهداية.
قال الله عز وجل : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 135]
روي أن حاتم الأصم وهو رجل صالح فاتته صلاة العصر في جماعة، فصلاها في البيت، فجلس يبكي؛ لأن صلاة الجماعة قد فاتته -نقول هذا لكثيرٍ من المؤمنين الذين تفوتهم الصلاة بكليتها حتى يخرج وقتها- فجاءه أصحابه يعزونه على فوات صلاة الجماعة، فنظر إليهم وكانوا قلة فبكى، قالوا: ما يبكيك رحمك الله؟ قال: لو مات ابن من أبنائي لأتى أهل المدينة كلهم يعزونني، أما أن تفوتني صلاة فلا يأتيني إلا بعض أهل المدينة!! ووالله لموت أبنائي جميعاً أهون عندي من فوات صلاة الجماعة
دمتم بخير
تحياتي