محمد الهاشمي
15-08-2009, 08:16 PM
مترجمة بتصرف من مقالة متداولة بالانجليزية في الانترنت أحببت المشاركة بها معكم.
ترجمة : محمد الهـاشمي
اللورد يامانوتشي ، أحد أرستقراطيي القرن الثامن عشر في اليابان ، طلب ذات مرة من رئيس الخدم أن يرافقه في زيارته ل " إدو " – ما يعرف ب طوكيو في يومنا الحالي - ، حيث أراد أن يمضي فيها بعض الوقت ، كما أراد أن يبرهن لأنظاره مهارة رئيس الخدم في تأدية
طقوس " حفل الشاي " . و لقد كان رئيس الخدم محيطاً بكل ما يتعلق ب " حفل الشاي " ، آدابه و فنونه ، إلا أنه لا يكاد يعرف أي شيء آخر ، لأن معظم التدريب
الذي تلقاه ، و مجمل ما تعلمه في حياته يتعلق بطريقة أو بأخرى بفنون حفلات الشاي . شيء واحد اضطر أن يلتزم به بحكم منصبه الرفيع هو أن يلبس زي الساموراي ، و الساموراي هو المبارز المقاتل الياباني المتميز في قديم الزمان .
في يوم من الأيام ، وبينما كان رئيس الخدم يتنزه في أرجاء المدينة ، إذ بساموراي يعترض طريقه ، و يتحداه بمواجهته و مبارزته .
حاول رئيس الخدم أن يخبر الساموراي أنه لا يعلم أي من فنون القتال و يشرح له لم هو مرتدٍ لهذه الملابس ، لكن الساموراي أبى أن يستمع لما لدى رئيس الخدم من مبررات ، و أصر على القتال . كان من المستحيل على رئيس الخدم أن يرفض التحدي ، حيث أن ذلك سيجلب العار لرب
عمله ، و يخزي عائلته ، في ذات الوقت قبوله التحدي يعني موته المحتم !
قبل رئيس الخدم المبارزة بشرط أن يؤجل الحدث حتى اليوم التالي ، فوافقه خصمه على ذلك .
هرول رئيس الخدم إلى أقرب مدرسة مبارزة و هو في حالة يرثى لها من الذعر و الهلع . و قال في قرارة نفسه : إذا كان مصيري الموت غداً
فليكن ، و لكن فلأمت بكرامة و شرف .
في تلك الأيام كان من المستحيل الوصول إلى معلم للمبارزة من دون موعد مسبق أو رسالة توصية ... و لكن هذا الرجل – رئيس الخدم – كان على درجة من الإصرار و منح مقابلة فورية مع المعلم .
أنصت المعلم إلى رواية رئيس الخدم ، فتعاطف معه و وافق على أن يعلمه فن الموت بكرامة ، و لكن قبل ذلك طلب منه أن يحضر له فنجاناً من الشاي . شرع رئيس الخدم في تحضير الشاي بكامل هدوءه و تركيزه و الثقة تملؤه ، و كان المعلم يراقبه في هذه الأثناء . فجأة صاح المعلم من الإثارة قائلاً : " لا داع لأن تتعلم فن الموت بكرامة ! إن الحالة الذهنية التي تمر بها الآن تكفي لمواجهة أي ساموراي ! عندما تتواجه مع خصمك ، تخيل أنك تقدم الشاي إلى أحد الضيوف و تصرف بنفس الرزانة و الثقة ، إبدأ بخلع معطفك ، و اطوه بحرص ، ثم ضع مروحتك الورقية عليه بدقة ، كما تفعل و أنت تقدم الشاي ، بعد انتهائك من هذه الطقوس ، إرفع سيفك بنفس اليقظة و السكينة ، و عندها ستكون مستعداً للموت بكرامة .
شكر رئيس الخدم معلم المبارزة بحرارة و وعده بأن ينفذ كل ما قاله له المعلم بحذافيره . شعر رئيس الخدم بالطمأنينة و السعادة حيث أحس بأن هذه الدورة التدريبية القصيرة هي كل ما يحتاجه ليدافع عن كرامته و كرامة رب عمله . تجمع الناس في اليوم التالي ليشهدوا هزيمة رئيس الخدم و مقتله المحتم أمام الساموراي العظيم .
وقف الساموراي بثقة معتداً بنفسه و لكنه ما لبث أن لاحظ النظرة الثاقبة ، و الثقة و الهدوء الذي تحلى بها رئيس الخدم و هو يخلع معطفه برصانة . فأخذ يقول محدثاً نفسه : " ما المأزق الذي وضعت نفسي به ؟ يبدو أن رئيس الخدم هذا مقاتل بارع ، خلال دقائق معدودة سينتهي أمري ... ماذا أفعل ؟
توسل الساموراي رئيس الخدم ليعفو عنه و يخلي سبيله و قبل أن يرد عليه رئيس الخدم ، فر الساموراي هارباً ، مسنفراً بحياته .
ترجمة : محمد الهـاشمي
اللورد يامانوتشي ، أحد أرستقراطيي القرن الثامن عشر في اليابان ، طلب ذات مرة من رئيس الخدم أن يرافقه في زيارته ل " إدو " – ما يعرف ب طوكيو في يومنا الحالي - ، حيث أراد أن يمضي فيها بعض الوقت ، كما أراد أن يبرهن لأنظاره مهارة رئيس الخدم في تأدية
طقوس " حفل الشاي " . و لقد كان رئيس الخدم محيطاً بكل ما يتعلق ب " حفل الشاي " ، آدابه و فنونه ، إلا أنه لا يكاد يعرف أي شيء آخر ، لأن معظم التدريب
الذي تلقاه ، و مجمل ما تعلمه في حياته يتعلق بطريقة أو بأخرى بفنون حفلات الشاي . شيء واحد اضطر أن يلتزم به بحكم منصبه الرفيع هو أن يلبس زي الساموراي ، و الساموراي هو المبارز المقاتل الياباني المتميز في قديم الزمان .
في يوم من الأيام ، وبينما كان رئيس الخدم يتنزه في أرجاء المدينة ، إذ بساموراي يعترض طريقه ، و يتحداه بمواجهته و مبارزته .
حاول رئيس الخدم أن يخبر الساموراي أنه لا يعلم أي من فنون القتال و يشرح له لم هو مرتدٍ لهذه الملابس ، لكن الساموراي أبى أن يستمع لما لدى رئيس الخدم من مبررات ، و أصر على القتال . كان من المستحيل على رئيس الخدم أن يرفض التحدي ، حيث أن ذلك سيجلب العار لرب
عمله ، و يخزي عائلته ، في ذات الوقت قبوله التحدي يعني موته المحتم !
قبل رئيس الخدم المبارزة بشرط أن يؤجل الحدث حتى اليوم التالي ، فوافقه خصمه على ذلك .
هرول رئيس الخدم إلى أقرب مدرسة مبارزة و هو في حالة يرثى لها من الذعر و الهلع . و قال في قرارة نفسه : إذا كان مصيري الموت غداً
فليكن ، و لكن فلأمت بكرامة و شرف .
في تلك الأيام كان من المستحيل الوصول إلى معلم للمبارزة من دون موعد مسبق أو رسالة توصية ... و لكن هذا الرجل – رئيس الخدم – كان على درجة من الإصرار و منح مقابلة فورية مع المعلم .
أنصت المعلم إلى رواية رئيس الخدم ، فتعاطف معه و وافق على أن يعلمه فن الموت بكرامة ، و لكن قبل ذلك طلب منه أن يحضر له فنجاناً من الشاي . شرع رئيس الخدم في تحضير الشاي بكامل هدوءه و تركيزه و الثقة تملؤه ، و كان المعلم يراقبه في هذه الأثناء . فجأة صاح المعلم من الإثارة قائلاً : " لا داع لأن تتعلم فن الموت بكرامة ! إن الحالة الذهنية التي تمر بها الآن تكفي لمواجهة أي ساموراي ! عندما تتواجه مع خصمك ، تخيل أنك تقدم الشاي إلى أحد الضيوف و تصرف بنفس الرزانة و الثقة ، إبدأ بخلع معطفك ، و اطوه بحرص ، ثم ضع مروحتك الورقية عليه بدقة ، كما تفعل و أنت تقدم الشاي ، بعد انتهائك من هذه الطقوس ، إرفع سيفك بنفس اليقظة و السكينة ، و عندها ستكون مستعداً للموت بكرامة .
شكر رئيس الخدم معلم المبارزة بحرارة و وعده بأن ينفذ كل ما قاله له المعلم بحذافيره . شعر رئيس الخدم بالطمأنينة و السعادة حيث أحس بأن هذه الدورة التدريبية القصيرة هي كل ما يحتاجه ليدافع عن كرامته و كرامة رب عمله . تجمع الناس في اليوم التالي ليشهدوا هزيمة رئيس الخدم و مقتله المحتم أمام الساموراي العظيم .
وقف الساموراي بثقة معتداً بنفسه و لكنه ما لبث أن لاحظ النظرة الثاقبة ، و الثقة و الهدوء الذي تحلى بها رئيس الخدم و هو يخلع معطفه برصانة . فأخذ يقول محدثاً نفسه : " ما المأزق الذي وضعت نفسي به ؟ يبدو أن رئيس الخدم هذا مقاتل بارع ، خلال دقائق معدودة سينتهي أمري ... ماذا أفعل ؟
توسل الساموراي رئيس الخدم ليعفو عنه و يخلي سبيله و قبل أن يرد عليه رئيس الخدم ، فر الساموراي هارباً ، مسنفراً بحياته .