سبَحان الله ! والحمد لله على نعِمه وعلى واسع فضِله وكرِمه
وها نحن ذا نتقلِّب بين النَّعم دُون أن نستشعرها ونغرق
في الغفله وننسى أنَّ هذا الأمن وهذا الطريق وهذا القُرب
نعمة لا يحظى بها غيرُنا ، تذَّكرت الأيَّام الِّتي أتذَّمر بها من
الحافلات وضيقها وإزدحامها وطول الطَّريق وَ المطر الّذي يبّلل
القليل من حذاءِي فقط! فكيف بهؤلاءِ الأطفال ؟!


فعلاً الحمُد لله على كلِّ نِعَمه
صُورهم مؤثَّرة تثير الإعجاب والحُزن والألم في نفِس
الوقِت وتدفع بي للقول بأن الكثيرين منهم بل كلَّهم ربَّما
أجدر من كثير من المتذَّمرين القابعين خلف تكييف سيَّاراتهم
الِّتي تقلِّهم إلى أعمالهم ومدارسهم وفوق هذا بالكاد يحملون
أنفسهم على الذَّهاب ويختارون الغضب وَ التذَّمر والتسخط
كم آسَى لحالهم ولحالنا فنحن لا نستشعر نعِماً قد تُزول عنَّا
بين ليلةٍ وضحاها فنحَّس بقيمتها حقاً


هل كنت تتوقع وجود هذه المعاناه للذهاب إلى المدرسة!؟

أبداً سمعت عن معاناة البعض وكُان خيالِي محصُوراً
في كونها مسافة طويلة يضطَّرون لقطعها على الأقدام لكنَّني
لم أعي حجم خطُورتها

ماهي الوسيلة الأخطر !؟

كلَّها لأكُون صادِقة ولكِن ربَّما أكثر ما أخافنِي
تلك الِّتي يتَّعرض بها الطلاب حرفيَّاً لخطر المُوت كلَّ يُوم
ولن أستطيع الاختيار بينها =(

ماذا كنت ستختار لو أنت في هذا الموقف هل الذهاب إلى المدرسة أم الجلوس في البيت!؟


بصراحة شديدة لو كان لديَّ جزء من عزِمهم الجميل
ورغبتهم العارِمة في التعلَّم لاخترت الوسيلة الآمن قدر الإمكان
رُغم عدم وجودها كخيارٍ مُتاح غالبِاً لكن لا نعرف الإجابة
الصادِقة إلا حين نكون في موقفهم وبهذا لا أظن بأنَّني سأمتلك
نصف تلك الشجَّاعة مع الأسف


شكراً لموضوعك وتنسيقك والصَّور الِّتي علَّمتنا وآلمتنا في آن واحد