|
كيف يموت القلب من كمدٍ
" ولأنني لا أعرف للمواساة طريقًا
أحاول جاهدًا إغلاق - عينا قلبي - عن رؤية ألمك علني أنساه قليلا لكن أنَّى لي ذلك وأنت تُصر على تذكيري به - كلما التقت أعيننا - بتلك الابتسامة المزيفة التي ترسمها على شفتيك وتعكس بوضوح حجم البؤس الذي تحاول مواراته خلفها أعلم أنك من الانهيار الداخلي ما يجعلك غير قادر على تحمل أدنى نقرة حزن أخرى على فؤادك العليل، وإن حصل فستكون بمثابة الدكة التي ستزعزع نبضاته، وتهد حصون تماسكك فوقه، ما سيترك الحرية لدمائه حتى تفيض كبحر هائج يجرف في طريقه كل ما يربط قلبك صلة بالحياة، فينسف كل شريان نابض، ويمزق الأوردة، ويُنهي حبل الوصل حين يقطع منك الوتين أخشى أن كمدك سيقضي عليك قبل أن يفعل مرضك ذلك. آه .. لا تعلم كم تمزقني رغبتين مجنونتين بين البقاء بجوارك و الابتعاد عنك فلا يخفى عليك عدم إتقاني لفن المواساة مع رغبتي الشديدة بالتخفيف عنك " في أسفل الورقة وجد تتمة بخط صغير متردد : "بعد تفكير، حضوري الصامت سيعذبك ويعذبني أكثر، لذا اخترت أهون الشرين وقررت الرحيل" الخيبة نقشت تفاصيلها على ملامح وجهه الذابلة وبأسىً ولوعة أخذ عقله يكرر " كيف حُكم عليه بالموت وهو لا يزال حيا ؟! " وأخيرا ارتعشت كفه وسقطت الورقة، نعم كما توقع صديقه تماما ها هو يتلقى صفعة جديدة - من يد حديدية - على قلبه، فجرت نياطه، ونثرت دمائه على الجدار المقابل ! لقد نجح صديقه في قتله وبجدارة ! وضع مصدر تعاسته على الطاولة، وكتب من خلفها ملاحظة بخط شاحب ( كلانا يحاول مواساة الآخر لكنا لا نفعل ذلك بالطريقة الصحيحة ) ورغم أن قلبه أعلن نهايته قبل قليل، إلا أنه غادر المكان وابتسامة كبيرة تتربع فوق شفتيه ! |
رد: كيف يموت القلب من كمدٍ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتبروها مجرد خربشة عابرة وتمرين للقلم .. أرجو أن لا تلقي عليكم من كآبتها ظلال حزينة وعذرا على الأخطاء أيًا كانت |
رد: كيف يموت القلب من كمدٍ
قرأت ذات مرة مقولة فاجئتني و صدمتني في بعضهم
تقول ... الصديق .. هو ذاك الذي لا يفكر بالفراق كـ حل للمشاكل بينكما ! هل ابطالك كانا بالفعل صديقين ؟! الحقيقة تصويرك للحدث كان عميقاً .. قلما نجد تقريباً للألم يصل الى مرحلة النبل كما صورتيها لنا ، مابين شخص مغادر و آخر يتمرغ في حزنه مرتدياً قناعاً من الابتسام صراع المشاعر .. حزن و تردد ، احتياج و هجر .. ألم .. كم هائل من المشاعر تتنافس في الظهور على الصفحة .. كل منها حاملة معها جزء من الصورة الكبيرة الفائقة الحسن التشبيهات .. التضاد في بعض الجمل .. اسلوبك البلاغي يرسم ابتسامة الاعجاب بلا شك كثير من العبارات استوقفتني فلأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر طبعاً .. آه .. لا تعلم كم تمزقني رغبتين مجنونتين بين البقاء بجوارك أو الابتعاد عنك فلا يخفى عليك عدم إتقاني لفن المواساة مع رغبتي الشديدة بالتخفيف عنك " الفكرتين تتصارعان بإحترافية .. ! الحقيقة هي انها اربعة افكار .. و لكن و كما ارى ان احياناً البقاء الصامت هو نوع من المواساة و العزاء كما و ان الابتعاد يضع الملح على الجرح و يزيد الألم لكن لا فائدة من تقييد طيراً اراد الرحيل ! ورغم أن قلبه أعلن نهايته قبل قليل، إلا أنه غادر المكان وابتسامة كبيرة تتربع فوق شفتيه ! للحزن اشكال و وجوه و هذه احدها كيف يموت القلب من كمد لستُ بخير :mixed-smiles-307::mixed-smiles-288: عزيزتي كم احببت خربشاتك .. الحقيقة انا اعشق الخربشات أظنها أكثر صدقاً من النصوص المنمقة المنقحة .. التي قد شذبت اطرافها فتفقد جزءاً مهماً من عمقها و ماهيتها كنت أكيدة -عندما قرأت أسمكِ- أني سأجد شيئاً رائعاً استثنائياً و كان بالفعل .. اشكرك لهذا الجمال المنثور دمتِ بخير :mixed-smiles-094: |
رد: كيف يموت القلب من كمدٍ
ماشاء الله
لققد اوديت بي الى عآلم ثان بخربشآتكك .. الصرراحةة مبدع وكلاامك يدخخل القلب وربي :mixed-smiles-288: وآصلل كثثير من يتآبعك :mixed-smiles-277: |
رد: كيف يموت القلب من كمدٍ
اقتباس:
ردك فاجأني وأسعدني بنفس الوقت وتحليلك راقني كثيرا ممتنة لطلتك البهية .. دمتِ بخير |
| الساعة الآن 07:07 AM. |