وبشكل يتناسب مع هذا الاتجاه يوجد عدد مماثل من الأسواق التي تقام بشكل منتظم، ويضيف بولانجر إن كبار الاساتذة من الطهاة يأتون دائما من

مدرسة للطهي في الحي.

وتقع أحيانا حوادث صغيرة، فقد حدث ذات مرة أن جرح شريف ، وهو رجل غزا الشيب شعره وله لحية ،
إصبعه عندما كان يقشر ثمار التفاح، وكان ذلك أمرا محرجا بالنسبة له حيث أنه يمتلك مطعما ويمضي ساعات طويلة داخل المطبخ.

ولم يستغرق الأمر طويلا لوضع ضمادة على إصبعه المصاب، وفي نفس الوقت انتهى

شخص آخر من تقشير التفاح وتقطيعه حتى يمكن استخراج كرات صغيرة منه.

ولا يتعلم المشاركون في دروس الطهي الوصفات وطرق إعداد الأطعمة فقط ولكنهم يتعلمون أيضا المفردات المتعلقة بالطهي والتي يستخدمها الخبراء،

وحتى في فرنسا لا يعلم كل فرد أن إناء الخلط نصف المستدير يشار إليه بعبارة "
مؤخرة الدجاجة"،

وهو الإناء الذي يستخدمه شريف حاليا لخلط صفار البيض والسكر

لإعداد الكريمة على الطريقة الإنجليزية، وفي هذه المرة يتم إعداد الحلوى
أولا فيلقى بكرات التفاح في إناء القلي ويقدم بصوص الكارميل اللذيذ.

تحك صوفي أنفها وهي تنظر إلى طريقة إعداد وجبة الطعام الرئيسية،
وتتساءل وصوتها تشوبه نبرة من الدهشة البالغة:
"هل يمكن نقع الدجاج وتتبيله في مشروب الكولا ؟ ".

غير أن كبير الطهاة يهدأ من روعها ويقول:
"إن الإسم يستخدم فقط لجذب الانتباه، فاللحم لن يكون بطعم الكولا،
ولكن السكر في المشروب سيضيف إليه مذاق حلوى الكارميل ويعطيه مذاقا خاصا ".

وكلما كانت الروائح الطيبة والشهية تنبعث من المطابخ المقامة في الهواء الطلق كلما

زاد عدد المتسوقين الذين يقفون أمامها ليشاهدوا طرق إعداد الأطعمة باهتمام،

وتوجد بحوزة منظمي هذه الدورات التدريبية في الطهي مجموعة إضافية من مريلة

الطهي تقدم لأي شخص يقرر بشكل تلقائي أن يشارك في الإعداد.

ويقول بولانجر ضاحكا إن هذا يحدث بدرجة أكبر في فصل الربيع بأكثر مما يحدث في الشتاء.

من ناحية أخرى ، يقوم شريف بحشو خليط من جبن الماعز والتفاح المبشور داخل شرائح من السالمون المدخن ثم لفها، وبعد ساعة ونصف الساعة
تكون الوجبة المكونة من ثلاثة أصناف جاهزة ،
ويتزامن ذلك مع وقت الغداء، ويقوم أحد الأشخاص

بشراء الخبز الفرنسي الطازج من مخبز قريب ليستمتع الطهاة الهواة بالوجبة التي أعدوها بأنفسهم.

تؤكد صوفي إنها لم تكن تتصور أن تتبيل الدجاجة بمشروب الكولا سيجعل مذاقها شهيا إلى هذه الدرجة.