شجارنا الذي لن ينتهي !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شلوونكم ؟ شخبااركم ؟ إن شاء الله بألف خير .. ليست بالكثير .. لكنها مجرد فضفضة >< .. خرجت من غرفة التسجيل المزدحمة و المكتظة بالفتيات ، و أنا أتمتم ساخطة مع نفسي " تلك البلهاء ، لقد أكلت درجة كاملة مع فطورها ! " .. شاهدتني زميلتي و قد رفعت أكمام قميصي ، و تقطب جبيني بتلك التقطيبة التي تميزني أنا و والدي حينما يكون تفكيرنا مركز على شيء واحد فقط .. فقالت بابتسامة واسعة على وجهها : ما هي أخبار الشهادة ؟ زفرت بقوة و أنا ألوح بالشهادة و صحت : حمقاء ! سأريها ، سأكون كشوكة في بلعومها ، لا يحق لها أن تبلع درجة كاملة مع فطورها الغني بالبروتين ! كتمت صديقتي ضحكتها و قالت : من هي ؟ ـ و من غيرها يا (( سوسو عسل )) ! إنها مدرسة اللغة العربية (( ......... )) ، ستفقدني صوابي حتمًا ! لا تضحكوا رجاءً فلست أنا من أطلق هذا الاسم الطفولي على صديقتي ، بل شقيقها الأصغر الذي يناديها هكذا دائمًا ! ربتت سوسو عسل على كتفي و قالت : لا تحرقي أعصابك .. بإمكانك أن تكلميها طكورة ! حسنًا طكورة ليس باسمي الحقيقي ، إنه اسم التدليل الذي أطلقه والدي علي ! أعدت رفع أكمامي التي نزلت قليلاً و قلت : طبعًا لن أتركها ! و تسارعت خطواتي ، على فكرة خطواتي دائمًا سريعة و كبيرة لهذا تجد سوسو عسل مشكلة في اللحاق بي ! لا ، ليس كما تظنون سوسو عسل ليست بالسمينة أبدًا ، لكن فارق الطول يقف إلى جانبي .. لم أكد أصل لمنتصف ساحتنا المدرسية حتى رن ذلك الجرس ، جرس انتهاء الفرصة معلنًا بداية الساعة الدراسية الرابعة ، لم أكن قد هدأت بعد لهذا صحت قائلة : تبًا لك أيها الجرس ! جرس إنذار ! أليس من الأفضل أن تضعوا لنا موسيقى (( ياني )) حتى نسعد و نحن نتوجه إلى ساعاتنا الدراسية الكئيبة ! ضحكت سوسو عسل علي و لم ألمها ، ذلك المزاج الذي يتغير بسرعة .. ضحكت أيضًا ثم قلت بسرعة : سوسو عسل لن أحضر للمدرسة في الغد .. تفاجأت صديقتي و قالت : لم ؟ ابتسمت ابتسامة واسعة و قلت : غدًا هو حفل زفاف ابنة خالتي .. ـ آه .. هكذا إذن ! جاءت المعلمات يكنسن الساحة منا و يقلن : هيا إلى فصولكن ! ألم تكتفين من ثرثرتكن التي لا طائل منها ! انظروا من يتكلم ! نحن نثرثر أم أنتن ؟ كما أننا كلما ندخل عليكن أقسامكن رائحة البيض و الفول تعطر المكان ، و لا نلبث حتى نخرج لنتقيأ من تلك الروائح ! * * * ركبت السيارة و أنا أتمتم سخطًا مع نفسي ، سلمت على والدي و ناولته شهادتي و أنا أسب و ألعن ، فقال لي : لم هكذا طكورة بكورة ! أرأيتم اسم تدليل رائع جدًا ! أنا لا أسخر من الاسم أبدًا ، لكنني أعشقه جدًا جدًا ! فلت لساني و رحت أشرح له ما يحدث لي مع معلمة اللغة العربية التي تنجح دائمًا في رفع ضغطي .. و بكل ثقة نسيت أن أخبر والدي عن اجتماع أولياء الأمور المقام في الغد .. و هكذا تلقيت توبيخًا صغيرًا من والدي العزيز عندما علم بالأمر و هو ذاهب للمدرسة حتى يحضر لي ورقة طبية تعفيني من حساب غيابي في يوم حفل زفاف ابنة خالتي ! * * * يا إلهي سأقتلها حتمًا في يوم من الأيام .. طبعًا معلمة اللغة العربية ! في الأيام التي تدرسني فيها ، أتوجه متثاقلة نحو فصلي لا أطيق أن أتكلم مع أحد أبدًا .. و الأسوأ أني قد أعطيتها دفتري بعد أن أكملته ! حسنًا دفتري ليس مرتبًا تمامًا ، فالخط سيء جيدًا ، و أقوم بتزيينه أبدًا ، إلا اللهم أكتب بلونين مختلفين حتى لا تفقد معلمتي بصرها و هي تحاول قراءة خطي الكوفي ! دخلت إلى الفصل و جلست في مكاني المعتاد ، في الصف الثاني .. فصلنا لا يحتوي على الكثير من الفتيات .. أربع عشرة فتاةً فقط ! و لم تحفظ اسمي حتى الآن .. علي أن أخبركم بالحقيقة .. أنا فتاة هادئة ، مطيعة ، و أنفذ الأوامر دون شد وجذب كثير .. كما أنني من فتيات لوحة الشرف ! و لا أعلم ما الذي أصابها حتى نبدأ بالشجار .. قالت : أين طكورة (( ..... )) ؟ طبعًا لم تنادني بهذا الاسم ، لكنني غيرته و أنتم تعلمون السبب .. نهضت من مكاني و توجهت لها و أنا أغلي غيظًا ، فلقد شوهت دفتري الجميل بخطوطها الحمراء و أسلوب كتابتها الذي يخاطبني و كأنني فتى ! لا فتاة مؤدبة لطيفة جميلة رزينة عاقلة مزاجية متفوقة !! المهم .. صرخت في وجهي قائلة : لم تكتبين التواريخ باللغة الإنجليزية ؟ فتحت فمي لأقول له : يا (( أبلة )) .. أبلة تعني خبلة و هبلة و طبلة ! لا أني أمزح .. أعتقد أنها كلمة تركية أخذناها لنطلقها على لقب المعلمة .. فصرخت ثانية و قالت : و لا كلمة ! و لماذا لا تكتبين الجهد الذاتي ؟ و لم تكتبين بالرصاص ! نجحت أخيرًا في فتح فمي و قلت لها : يا أبلة .. أنا من القسم العلمي .. في الرياضيات و جميع مواد العلوم أكتب باللغة الإنجليزية ، و أنا على هذه الحال من ثلاث سنوات و لم يقل لي أحد أي شيء ! حتى وإن كتبت باللغة العربية ، أبدو كشخص مصاب بالدسلكسيا ! لم أعد قادرة على فهم الأرقام العربية .. هذا أمر حقيقي و لم أبالغ فيه حتى .. عادت لتصرخ و أنا أنظر لها ببلاهة : لا ! لا شأن لي بموادك .. قومي بمسح التواريخ و اكتبيها مجددًا بالعربية .. هززت رأسي كناية عن الموافقة .. و أنا أخاطب نفسي قائلة : صححت دفتري من قبل و كل التورايخ كانت باللغة الإنجليزية و لم تفتحي فمك لتقولي لي أي شيء .. ثم أكملت صياحها : و لماذا لم تكتبي الجهد الذاتي ؟ شهقت و قلت : أنا لم أكتب ! أم أنك أنت التي لا تعطينا جهدًا ذاتيًا ؟ و ضعت دفتري الحبيب على الطاولة بعنف و قالت : لا يهمني .. ما نكتبه على جهة اليسار ، أنقليه مرة أخرى مكان الجهد الذاتي ! فغرت فاهي في دهشة .. ثم قلت لها : أنت لم تقولي لي من قبل ، و لو أنك قد قلت لي لم أكن لأعاندك ! فلست عنيدة بهذه الأشياء .. كررت كلماتي و قد حورتها : أنت عنيدة ! كم قلت لك أن تكتبي .. زفرت ، يا عمي ! أنت لا تعرفين في أي فصل أنا ، و لا تعرفين ما هو اسمي أو شكلي ! بعد أن هدأت قليلاً قالت لي : لم تكتبين بالرصاص ؟ قلت لها بدهشة : و هل كتابة الملاحظات تعتبر جريمة أحاسب عليها ! ـ نعم ! المدرسة الأولى ترفض هذا ! قمت بحك رأسي بطريقة مضحكة ، و قلت و أنا أعبس وجهي : تخلف ! سمعتني معلمتي و ابتسمت و قالت : نعم تخلف ! لا تسمح بقلم الرصاص ! ابتسمت باستهزاء .. و أنا آخذ دفتري و أقول لمعلمتي بكل برود : أبلة .. سأعدل دفتري ! ثم جلست في مكاني بكل هدوء و أنا أحاول إخماد ذلك البركان الذي يغلي في .. * * * لم يبق كرسي إلا و ركلته بعيدًا ، و لا دفتر إلا و رميته بعيدًا .. اقتربت من سوسو و قالت : اهدئي لا يستحق الأمر كل هذا الغضب ! صحت قائلة : إنها تغيضني ! و أنا التي قلت لنفسي لا بد أن يكون الإنسان متسامحًا كريمًا مع الآخرين ! لا ينفع أن أفكر في هذا الأمر عندما أراها ! ثم أخذت كتاب الأحياء و أنا أدفع حقيبتي بعنف على الأرض .. * * * بانتظار آرائكم .. تعليقاتكم .. سلامي |
. . موضوع يبيله ترويق مع ترمس شاهي :D لي عودة خلال مده أقصاها يومين :D .. . . |
لي رجعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة^^
|
الساعة الآن 07:22 AM. |