قصة من تـأليفي .. تكفون آرائكم .." عندما كنت وحيده "
سأكتب لكم قصة من تأليفي .. تحكي معانة طفلة معاقة .. سميتها " عندما كنت وحيده " ::القصة :: ..عندما كنت وحيده .. في أحد المنازل بمدينة الرياض ، كانت هناك فتاة تجلس على مقعد في حديقة منزلهم ، فلقد كان الكرسي صديقها الوفي في حياتها ، كانت ولاء من ذوي الاحتياجات الخاصة ، فكانت لا تستطيع التنقل إلا بالكرسي ، وبطبيعة الحال فإن الفتاة في عمر الزهور تكون دائما تحب اللعب والمرح والاعتماد على النفس ، أما ولاء البالغة من العمر خمسة عشر ربيعا فهي محرومة من ذلك كله ، فلقد كان ترتيبها الثالثة من بين أخواتها الأربعة ، و جميعهم سليمين ما عداها ، فكم كان هذا مؤلم بالنسبة لها . في صباح أحد الأيام المشرقة بشمسها الدافئة ، كانت ولاء كعادتها في الحديقة تتأمل الأشجار و تسمع أصوات العصافير الرائعة ، في هذه اللحظات لفت انتباه ولاء أصوات أخواتها وهن يلعبن ، وكانت أمها بالقرب منها تتصفح أحد الكتب المفضلة لها بهدوء ، قالت ولاء لأمها : أمي لماذا لا أستطيع العب مع أخواتي ؟ فأنا دوما أتمنى بأن أشاركهن في اللعب ، لم تستطع منال الرد على ولاء فهي لم تجد كلاما تستطيع قوله لها ، فاكتفت منال بالصمت متجاهلة سؤال ابنتها الصغيرة التي كانت متلهفة جدا لسماع رد لهذا السؤال . بعد مضي بضعة أيام تسلمت منال دعوة لأحد الحفلات ، وبدأ كل من في المنزل بالاستعداد لهذه الحفلة ، كل هذا يحدث و ولاء تكتفي بالمشاهدة ، قالت منال لابنتها الكبرى شذى : تبدين رائعة بهذا الفستان الرائع و الكل سيعجب بك . فرحت شذى بهذا الكلام وهي تردد : أنا جميلة و الكل يحبني وليس مثل ولاء فهي ممقوتة من الجميع . حزنت ولاء و ذهبت إلى غرفتها تبكي ، و لم يأتي أحد إليها لكي يعتذر لها أو يطلب منها المجيء معهم ، ذهبت الأم مع أخوات ولاء إلى الحفلة تاركينها خلفهم تتجرع ألم الحرمان من الحب ، تتحسر على طفولتها التي لم تسعد بها ، على أهلها الذين أهملوها ، فكرت ولاء بالانتحار و لكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة لعدم جرأتها على الإقدام بهذا العمل ، فلم تجد من يرشدها أو يخفف عنها ، وفي هذا الجو المليء بالأحزان توجهت ولاء إلى لوحتها لكي ترسم أي شيء فلقد كانت تحب الرسم ، فهي لم تجد أي شيء تعمله سوى الرسم وأنها لو بقيت على هذه الحال فإنها ستصاب بالجنون يوما ما ، فلقد كانت رسامه بارعة و لكن لم يلاحظ أحد ذلك حتى أبيها سعد كان مشغولا بأعماله و طلبات أمها و أخواتها ، عندما انتهت ولاء من رسم لوحتها الطفوليه ، شعرت ولاء بالتعب فذهبت لكي تنام وهي كلها آمال بأن تستيقظ و تجد نفسها سعيدة تجري في الحديقة و في ردهات المنزل ، و لكن لم يحدث هذا أبدا .. |
عندما استيقظت فوجئت بهدوء المنزل ، المنزل الذي كان من المستحيلات أن يكون هادئ في وجود أفراد الأسرة ، فشذى دوما على الموسيقى ، و ندى على التلفاز ، أما أختها الصغرى جوري فهي تملأ المنزل بضحكاتها و مرحها ، ولكن لم يكن هناك أي صوت ، تعجبت ولاء من ذلك و لم تصدق ، اعتقدت في بادئ الأمر بأنها تحلم و لا زالت نائمة ، ولكن سرعان ما علمت بأنها مستيقظة . حاولت ولاء النهوض و لكنها لم تستطيع فهي عندما نامت كانت منهكة ، و لكنها حاولت و حاولت حتى استطاعت النهوض ، أخذت تدير عجلات الكرسي في خوف و خرجت من غرفتها ، فبدأت تنادي أمها و أبيها و أخواتها و لم يرد عليها أحد ، فشعرت بالذعر وقالت : أين ذهبوا يا ترى ؟ لماذا تركوني وحيده ألم يخافوا على ابنتهم ؟ و بينما كانت ولاء تتصارع مع أفكارها ، رأت امرأة غريبة تقف عند باب المنزل ، فتعجبت ولاء منها فهي لم تراها أبدا ، و تعجبت من حضورها في هذا الصباح الباكر . رمقت المرأة ولاء بنظرة تعجب و دهشة ، فهي لم تكن تتوقع بأن تجد أحد في المنزل ، و تقدمت ريما من الفتاة المقعدة و هي لا تزال ترمقها بتلك النظرة ، خافت ولاء و بدأت بالتراجع إلى الخلف ، فبادرت ولاء بسؤالها : من أنت ؟ و ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ ردت عليها قائله : أنا ريما أخت صاحب المنزل ، وأتيت إلى هنا لكي أرى ما يمكنني عمله في منزلي ، فلقد أعطاني أخي هذا المنزل قبل عدة أسابيع لأنه يريد إخراج المستأجرين و كان هذا اليوم مناسب . ذهلت ولاء من إجابتها ، ما الذي يحدث لماذا تريد أخذ منزلنا الذي نقيم فيه وأين أهلي ؟ آه يكاد رأسي أن ينفجر ، قطعت ريما حبل أفكارها و هي ترّبت على كتفها و تسألها : لقد علمت من أنا فمن أنت ؟ فأجابت ولاء : أنا ولاء سعد أسكن مع أهلي في هذا المنزل ، فلماذا تريدين أخذه منا ؟ ذهلت ريما و علمت بأن ولاء لا تعلم بما حدث لأهلها ، فأصبحت في حيره من أمرها فما الذي ستقوله ، يا له من موقف صعب بأن تقول لفتاة صغيرة أن أهلها توفوا في حادث بالأمس ، و لكن كيف تقول ذلك ؟ فعلمت بأنه لا مفر إلا تغيير مجرى الحديث ، فابتسمت ريما و قالت لها : يا لك من فتاة رائعة فإنك جميلة جدا ، أتمنى أن يرزقني الله بفتاة مثلك . لم تستطيع ولاء أن تتكلم ، ما بال هذه المرأة تتمنى أن يرزقها الله بفتاة مثلي ، ما الذي يحدث أتريد فتاة مقعدة و لا تنفع بشيء ؟ قاطعتها ريما و هي تنظر إلى أحد رسوماتها و هي تقول : يا لهذه اللوحة الرائعة من رسمها ؟ تفاجأت ولاء من كلامها فإنه لم يمدحها أحد أو يعيرها أي اهتمام ، شعرت بالسعادة رغم خوفها فأجابت : أنا من رسمها فهل حقا أعجبتك لوحتي يا ريما ؟ قالت : طبعا إنها جدا رائعة فلم أرى لوحة في جمالها قط . |
شعرت ولاء بأن أبواب الحياة بدأت تتفتح أمامها ، شعرت بأنها تستطيع أن تعمل شيء مفيد ، يا لها من مشاعر تدفقت إلى داخلها بدفء فلقد غمرتها ريما بالثقة ، قالت ولاء : ليت أمي تكون مثلك ، ليتها اهتمت بي ، لماذا لم تفعل ذلك ؟ لماذا تركتني أشعر بأني أقل من غيري ؟ و لماذا كانت تميز أخواتي عني ؟ فأصبحت ولاء تتحدث و ريما تنصت إليها بكل هدوء ، و عندما انتهت من حديثها سألتها ريما : أتحبين الله ؟ أجابت بذهول : نعم . قالت ريما : إذا كنت تحبينه حقيقة فأجيبيني بكل صراحة ، ولاء قالتها و هي تمسك يديها بقوة أنت فتاة ماهرة بالرسم صحيح أنك حرمت من المشي ولكن الله وهبك نعمة العقل و وهبك مهارة في الرسم فهل شكرتيه ؟ تعجبت ولاء من السؤال فهي لم تفكر قط بهذه الطريقة فأجابت في حزن شديد : بكل صراحة لم أشكره لأني لم ألحظ ذلك فليتك تجلسين مع أمي و تحديثها فأنا أريدها أن تحبني كما تحبيني . سقطت دمعة من ريما فهي لم تستطع أن تتمالك نفسها ، تعجبت ولاء و سألتها : ماذا بك ؟ أجابت بحزن شديد : لقد توفوا أهلك أثر حادث بالأمس . يا له من خبر محزن أخذت الدموع تتساقط بحرارة من عيني ولاء و هي تتساءل وأنا أين سأذهب ؟ أصبحت ريما تهدئ ولاء و تقول لها إن الأعمار بيد الله يا حبيبتي و هذا قضاء و قدر و تذكرها بفضل الصبر حتى هدأت . قالت ولاء : ريما ماذا سيحدث لي و ماذا سأفعل و أين سأعيش بعد موت أهلي ؟ الآن أحسست بقيمتهم حقيقة ، فلقد كنت أعيش في المنزل معهم ولا أحمل هم السكن و المعيشة ، ليتكم تعودون و لكن قدر الله و ما شاء فعل . قالت ريما لها : ولاء ألم أدعوا الله بأن يرزقني بفتاة مثلك ؟ اعتقد بأن الله حقق لي دعوتي ، فأنا أرملة و لم أرزق بأطفال فما رأيك بأن تصبحي مثل ابنتي ؟ حدقت ولاء في ريما و هي مصدومة من كلامها ، هل حقا سوف أصبح مثل ابنتها ؟ الحمد لله الذي عوضني بريما . عاشت ولاء مع ريما في سعادة و لم تشعر يوما ما بأنها أقل من غيرها بالذات بعد ما أن تعلمت و أصبحت رسامة معروفة تعرض لوحاتها في المعارض و تحوز على إعجاب الناس ، فرفعت ولاء رأسها عاليا و هي مبتسمة و تقول : أحمدك يا ربي حقا أنه بعد العسر يسرا وبعد الضيقة فرج ، فشكرت ريما على ما قدمته لها خصوصا و هي ليست ابنتها حقيقة ، فمضت إلى الأمام من دون أي تردد لتثبت ذاتها . أتمنى أن تعجبكم القصة ويا ليت تقولون رايكم فيها بكل صراحة .. أنتظر ردودكم بفارغ الصبر .. و دمتم بود أختكم :: فلورانس .. |
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته اهلا اختي فلورنس ^_^ ما شاء الله لى العيدية الحلوة .. قصة كمان !! شكلها النهار كل شوي يصير احسن ^_^ القصة جميلة بصراحة .. و البداية - بدون ضحك - ذكرتني بقصة سندريللا :d .. أقصد الاخت المظلومة و الحلفة و الام المهتمة بباقي البنات و الاب المشغول .. و لما وصلنا للضيفة الغامضة خطرت على بالي قصة فلة ( سنووايت ^_^ ) .. ( الاخ قديمًا كان يشوف كل شيء ينعرض على سبيس تون حرفيًا ^_^ ) لكن خبر وفاة العائلة رجعني لأرض الواقع بسرعة البرق @_@ و فكرة ذكية منك جعل البطلة من ذوي الإحتياجات الخاصة .. لأنه هذا يكسبها تعاطف القراء + انك جعلتي واقعها العائلي مؤلم .. و هذا يزيد التعاطف .. بصراحة أحس إنك تمهدين لتكملة خرافية !! أٌقصد رائعة جدا تعوضي بها "ولاء" عن كل هذا الحرمان .. اقتباس:
و اعتقد انه ريما المرحومة من الاطفال راح تقدر قيمة ولاء حق قدرها ^_^ اقتباس:
اقصد انها واقعية .. على عكس بعض النهايات السعيدة اللي الواحد يشعر بانها مفروضة فرض ( لا الاحداث و لا القصة تشير لها ^_^ ) .. عمل رائع اختي فلورنس ^_^ و جاري تقييم القصة ^_^ بس ملاحظة : اقتباس:
بس صفة الوفاء غريبة شوي على كرسي .. كنت اتصور انه الوصف الاجمل هو "مؤنس وحدتها" أو "صديقها الوحيد" .. او اي شيء مثل هذا ^_^ أنتظر التكلمة بفارغ الصبر ^_^ و كل سنة و أنت طيبة اختي فلورنس ^_^ و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته |
لم أنتهِ من قراءة القصة
إلا أن الأسلوب الجميل والمتميز جعلاني أضيف القصة ضمن المواضيع المميزة بالمنتدى ^_^ لك كل تحية وتقدير والسلام عليكم |
الساعة الآن 07:51 AM. |