◄صُدَفـــツ مُشارِكَـة.~► صفحة الطباعة

صُدَف.~
هَل تَوقَفَ قَلبي؟؟!
حمداً لِله مآ أزآل أُحِسُ بٍهـِ يَدَقُ بَينَ ضلوعِي,تَمآماً كالسآعةِ التي تَدُقُ أمامِي مُعلِنَةً السآعَة 6ص..
إرتَجَفتُ مِن أعلى شعيرآت رأسي إلى أَخمَصِ قَدمي’’’
يــآ إلهي مآ هـَذآ البَردُ العَجيب بَحثتُ عَن غِطآـئي الأبيَض ..وَجَدتهـُ مَرمياً على الأرضِ بإهمال وقَد تحول لَونهُ إلى الأبيَضِ الباهِت من غزآرَةِ الدُموعِ التِي تَنهَمِرُ عَليهـِ كُل يَومـ..
نَهَضتُ عَنِ السَرير وأنـا أَرتجِف رفعتُ الغِطآء ووضعتهـُ على السرير بِخقَة .~
لبِستُ خُفي وإتجَهتُ لِلمَطبَخ كالعآدة لِأُعٍدَّ الشاي بِالحَليب ,حُبي الأبضدي أَدمَنتهـُ في حيـاتي صباحاً ومساءاً وفِي كُلَّ وقت ,صَعَدتُ لِلسَطح وأنآ أحمِلُ كوبَ الشآيِ الدافِئ ’,حَتى السَطحُ أصبَح أبيَضاً مِن كثآفةِ الثلوجِ التي تُغَطيهـ بَحَثتُ عَن مَكَانٍ أَضَعُ فيهـِ قَدمَي ,وَصَلتُ حتى السور أَرَى البيوتَ مِن بَعيد وَكـأنهآ مكعبآت ُ مُثَلجات..إبتسمتُ لِوصفي.~
نَظَرتُ مِن بَعيد إلى أول مَبنىً فِي التَقاطُع إختقى شبحُ الإبستسامةِ من شَفَتي,عَضضتُ عَليهما وكـأني أُعاقِبهُما عَلى فِعلَةِ شنعاءَ إرتكبتاها ..نَظـرتُ لِلمبنَى مُطولاً المُسمى بـ"ليـونيـس" أذكُرُ بِنائَهُ البَسيطَ الدافِئ دَخلتُهُ من أَولِ وَهلَةٍ لاحَظتُهُ فيهآ كانَ شِبهَ فارِغ فَتاةٌ وحيدة تجلس فِي الرُكن وتَنظُر مِن النافِذة ,وزوجآن مُسِنان يشربانِ مابَدا كَعصيرِ الفراوِلَة .~
جَذَبَتني الفَتاةُ التي في الرُكن تَبدو فِي مِثلِ عُمرِي تَقريباً قامَة ممشوقَة, شَعر أسوَد طَويل,عينان زرقاوتان شَارِدَتان شَدتني هيأتهآ جَلَست في الطاوِلَة التي أمامهآ وأنا أَختَلِسُ النَظَر إليهآ كُلَّ فترة ثُمَّ وكأنَهآ لاحَظَت ذلِك فَقَد وَقَفَت واتجَهَت نَحوي وهي تحمِل في يدهآ كوباً خشبياً جَلَسَت قبالَتي في الطاوِلَة وَتَحَدَثَت بِما تتَحدَث بِهِ الفَتيات عادةً عِندَ بدأِ التَعارُف :
"أَهلاً"
تَلَعثَمت:"أ..أهلاً"
"مَا اسمُك؟"
"إيلينـا..أممممـ وأَنتِي؟"
"يونيس..بِالمناسَبة إسمُكِ جَميل"
"آه..شُكراً"
أَكملتُ بَعدَ لَحظة صَمت:"أَقلتِ أنَّ إسمكِ يونيس إنهُ يُشبِهُ إسمَ هذا المَكان"
أجابَت بإبتسِامَة:"صَحيح,إنَّ جَدي هوَ مالِكُ هذا المكان وإسمهُ ليونيس وَقَد سمانِي أَبي عليه ولكِن مَع إزالة حَرف اللام"
قُلت:"إِنَهُ يُناسِب عُنوان قِصَة أَو شيئاً مِن هذا القَبيل "
إنفَجَرَت ضاحِكَة وقَالَت:"الجَميع يَقول هذآ"
..عَودَة إلى الواقِع وَرَشقَة مِن كوبِ الشاي..
تذَكَرتُ كَيفَ جَمَعَتنا الاَقدار في مَدرَسة واحِدة في نَفسِ الصَف حتى أنهآ تجلِسُ أمامي نتبادَلُ تَحيَةَ الصباح هِي التي جَعَلَتني أَترُكُ إنطوائيتي ,بُحتُ لها بأَسراري وباحَت لي بأسرارِها التي كانَت تُشبِهُ الأُحجيات,أَتسَلى بِمحاولَة فَك طلاسيمها عِندما أكون مُتَفَرَغَة .سألتهآ يوماً:
"ألا ترينَ أنَّ الأَمرَ غَريب,أَعني تَجمعُنآ الصُدفَةُ بِبعضِنا دائِماً"
أجابَت:"إنَّ الصُدفَةَ تَجعَلُ الأشيآء الجَميلة تَحدثُ دوماً,ولا تَجعَلُ الأشياء السيئَة تحدُثُ أبَداً.."
..عودَة إلى الواقِع وَرَشفَة مِن كوبِ الشاي..
تَذَكَرتُ آخِرَ يومٍ لنا مَعَ بَعضِنا الذي ظننتهُ يوماًعادياً لاحَظتُ تغيرها منذُ التي دَخَلتُ فيها لِمقهى "ليونيس" لَم تَكُن مُبتَسِمَة كَالعادَة وَقَد صارَ هناكَ غشاء يَحجِب لَمعانَ عينيها لَم أرِد أن أزعِجها بإستِفساراتي إكتفيتُ بإلقاء التحية وَجَلَستُ دونَ أن أنبِت بِبِنتِ شَفَة وِبَعدَ فَترة صَمت طويلة ,لا أدري قصيرة (يبدو أن التفاصيل بدأت تضيع) تَحَدَثَت أخيراً:
"إيلينا؟؟!"
"نَعَم!"
"أَتذكُرينَ جَدي ليونيس؟؟"
"مَن؟آه أجَل تَذكرته صاحِبُ المَحَل"
إكتَفَت بالنَظَرِ إلي
"ماذا بِه؟"
"لَقَد أصيبَ بِجلطَة دِماغية ,سيقيمونَ لهُ عملية في الصين الليلة"
"آه عزيزتي أنا آسِفة مِن أجلِه أتمَنى لهُ الشِفاء العاجِل "
نَظَرَت إلى النافِذّة بِقُربِها
"ألا تَفهَمين ,أَخبَرَني الطبيب أن إحتمال نجاح العملية ضئيل جداً"
أجَبتُها وأنا أحاوِل تَجاهُلَ قَصدِها :"تَحلَي بالأمَل عَزيزَتِي"
تَجاهَلَتني:"إِّن نَجَحَت تِلكَ العَمَلية فَسنَعود أَما إذا فَشِلَت..."
إِنتَظَرتُ تَكمِلَتَها ولَكِنَها لَم تُكمِل
قُلتُ بِتَوَتُر وأنَا أعصِر كوبَ الشايِ بينَ يدي :"ماذا"
قَالَت بِهدوء:"لَن أَرجَع سأَبقى هناك لأَعتَني بِجَدَتي ..كما أَني لَن أبقى وَحدي هُنا"
صَمَتُ لِلَحظَة..جَمَعتُ فيها شَتات أَفكاري ..ماهَذا ؟أَتَقولُ أَنها ستُسَافِر؟ وإلى أَين؟ إلى الصين؟؟ هل يَعني هذا أَني سـَأبقى وَحيدَة .نَزَلَت دَمعَتي بِمُجَرَدِ التَفكيرِ في الأمر ثُمَّ سُرعانَ ما تَلَتها الكَثيرُ مِنَ الدموع ,نَزَلَت دمعَتُهآ أيضاً وقالَت:"لاأَستَطيعُ البَقاء أَنا آسِفة "
صَرَختُ في وَجهِها وَالدموعُ تُغَطي وجهي:"أَلَم تقولي أنَّ الصُدفَة لاتَجعَلُ الأشياءَ السيئة تَحدثُ أبَداً؟؟أَلَم تقولِي هذا؟!".
..عَودة إلى الواقِع وآخِر رشفة مِن الكوب..
مَسَحتُ دُموعَ وَجهي التي نَزلت معَ تِلكَ الذكرياتِ المَريرة ..ذَلِكَ المَقهى لَم أدخلهُ مُنذ 6شهور بالرُغمِ مِن قربِهِ مني ,تَأَمَلتُ ذَلِكَ المقهى لِفَترَة ثُمَّ فَجأة رأيتُ بِصعوبَةٍ مابدا كَفَتاةٍ تُساعِد إمرأة مُسِنَة على الدُخولِ معها إِلى المَقهى .
تُرى مَن تِلكَ الفَتاة ,أَيمكِن أَن تَكونَ هي ,لامُستحيل لَقَد سافَرَت "يُونيس"وَلَن تَعود ,وَلَكِن ..ماذا لَو عادَت ؟؟أَوقَعتُ كوبَ الشايِ مِن هَولِ الفِكرة بالنِسبة لي ..هَرعتُ للأسفَل وَرَميتُ وِشاحاً صوفياً فوقَ فُستانِ نَومي وهَرَعتُ إلى الخَارِجِ وأنا أَركُضُ بِأقصَى سُرعَتي وَقَلبي ينبض بِسرعة أحاوِل أن أقنِعَ نَفسي بأن هذهِ ليست "يونيس" وأنها لن تَعود وَلَكِن الحَماسَ سَيطَر علي لاحَظتُ أني أركُضُ بِخُفي المَنزلي مما جَعَلَ شَكلي يَبدو غَريباً وَلكنِي لَم أَهتَم,وصَلت أَمسَكتُ بِمقبَضِ البابِ وأَدرتُه,دخلتُ بإرتجاف وقد سرى دِفئ المكانِ في أوصالي كَالسِحر ,وَلَكِني أراها أجَل إنها هِيَ تدورُ حَولَ المَكانِ وتردد"لَقَد عدت"لمحَتني وإبتسمت حتى ظهرت نواجِذُها قَفَزت إلي وَحضنتني بِقوة نَزَلَت دُموعُ الفَرحِ مني وإحتضنتَها بِقوَة أَكبَر وَهَمَست :"لقَد..لَقد ..عدتي "
أجابَت بإبتسامة:"أجَل..عُدتُ هذا الصَباح..أَلَم أقل لكي الصدفَة لاتَجعَلُ الأشياء السيئة تَحدثُ ..فقَد إلتقينا أخيراً..إشتقتُ لكي".
إمتَلئَ قَلبي بِالفَرح بِالسعادة..فرحة اللقاء سَرت في داخلي ..فرحة أمَل إخلاص شوق..كَم أحِبكي صديقتي..~

هَمسَة:..~
تَحلَّو بالأمَل تَجِدونَ غايتَكُم وتَرومونَ مُرادَكُم =)

منتديات أنيدرا An-Dr للدراما الآسيوية و الأنمي