الـحـــارس...قـصـة قصـيـرة
مجرد فكرة زارتني ..فكتبت عنها..ولم تأخد مني سوى دقائق.. فعذرا إن لم تكن الأسلوب في المستوى المطلوب ولم تصلكم فحوى المضمون... سبق وقد قمت بنشره في موقع آخر، لكني أردت لهذه الأقصوصة أن تكون بدايتي الأولى هنا الــحــارس + + + كان يوماً طويلاً.. تناول عشاءه بهدوء وهو يفكر بما بروتين الغد.. تناوله وحيداً..فأسياد القصر نائمون ..وهو الخادم الحارس ساهراً على أناس لا يربطون له بصلة .. لكنه سعيد في النهاية.. وليس هناك أسعد لإنسان مثله يحصل على طعام مجاني فاخر وملابس تليق به وفكرة أنه يعيش في قصر تخفي عنه الحقيقة أنه ينام في ملحق خارجها.. يأكل اللحم بروية وتمهل..يستمتع بكل ما فيه .. ولا يبتلع اللقمة إلا بعد أن تذوب.. البرد قارس من الخارج ، والثلج كادت أن تغطي نافذة المطبخ حيث يجلس هو لتناول العشاء يعدل معطفه ، يشعر أنه مثل أسياده ، من حقه أن ينعم بحياة دافئة.. فهو ملك نفسه في النهاية..سيأخذ ما يريد في الوقت الذي يريد.. رغم حقيقة أنه عمل خادماً طوال حياته ، لكنه سعيد بما كتب له .. مدام يأكل من حصاد تعبه وينام قرير العين.. كلاب الحراسة تنبح في الخارج ..ينتظرون نصيبهم من بقايا العشاء.. يجهزها لهم في أطباق خاصة، ويدفع بقدميه الباب ويزحف بقدميه الغارقة في الثلج يسرع نحو بيت الكلاب ، يراهم ينبحون ويصرخون ، يقترب منهم ويقدم لهم ما يظنه سيرضيهم.. لكن أفواههم أبت أن تغلق..ينبحون بلا توقف وأعينهم شاخصة محدقة إلى خارج بوابة القصر.. يمد عنقه ويصغر عيناه عله يفهم ما يضيق هذه الحيوانات.. يقرر في النهاية أن يتجه نحو البوابة ، ويدفعها بيديه.. وأمام القصر الذي يحرسه قصور أخرى لأثرياء آخرون .. وبين جنبات قصر وأخرى يلمح حركة خفية ، فيعقد جبينه ويقوده فضوله إليه.. وما أن يصل إليه حتى يجد أمامه كومة غطاء ملفوفة على بعضها ، فيأخذها ويزيحها ويتفاجأ أيما مفاجأة ثلاثة أطفال صغار ملتمسين دفء بعضهم البعض ، رؤوسهم مطرقة وأوجههم مخفية بين ذراعي الآخر.. واحد منهم فقط تدفئه الجرأة ويستنجد بالرجل الكبير يغطيه ثلاثة معاطف .. يرفع الصغير وجهه الشاحب ويحرك شفتيه الزرقاوتين: " ماتا..أخواي لقد ماتا" يتفاجي الحارس بالدموع المجمدة و كريستالات الألم تخرج من عيني الصغير.. يدرك دوره وما يجب فعله فيأخذ معطفه ويلفها حول الصغير.. فيما هو يفعل ذلك..حتى يشعر بروح هذا الطفل تمر من خلال يديه فيعيش قصته وحكايته.. وشعور كالماء البارد تجري في عروقه.. ورفع الرجل رأسه كأنه يتأمل هذا الروح تطير عاليا إلى السماء..ليرحل إلى حيث رحل أخواه ويصبح معهم طيورا من طيور الجنة.. + + + تمت آمل أن تصلكم رسالتي عبر هذه الاقصوصة وشكرا لدقائقكم الذي قضيتموها بين كلماتي في أمان الله |
ما شاء الله
الله يبارك هذي أنت قاعدة تقولي أنك ما دققت فكيف إن فعلت وصف رااااااائع أكثر ما أعجبني اقتباس:
و طبعا تستاهلين التقييم مشكووووورة لا تحرمينا مثل هذا الإبداع |
اقتباس:
أهلاً وسهلاً بك أختً عزيزة معنا في المنتدى لقد جذبني العنوان وتحركت حواسي كلها فيما بين سطوك الرائعة الجمال فشكراً لك غاليتي على ما كتبتِ :SnipeR (69): لك مني كل الود ولكن لماذا النهاية حزينة embarrassed3 ومع ذلك فقد تغلغلت جواهرها في صدري فجزاك الله خيراً:) أختك ... هانا.... |
عمل دقائق .. لكنه يستحق البقاء في الذاكرة لفترة اطول بكثير .. عندك اسلوب عجيب .. لكنه لطيف .. تحبين وصف انفعالات الشخصية بطريقة مميزة جدًا .. يذكرني اسلوبك بشخص ما .. لكن لا يأتي الاسم لذاكرتي الان .. القصة نفسها حزينة .. لكن هذا ما جعلها واقعية .. وصفك للحارس و للاطفال الثلاثة .. و كانهم اشياء غريبة عن المحيط .. كان مؤثر .. تعليقاتك التي يُفهم منها ان الحارس موهوم بظنونه .. كانت جميلة و لم تكن صريحة .. و هذا اروع ما فيها .. اقتباس:
اقتباس:
لانه كتابتك بها عفوية غريبة .. و محببة .. و هذه الكلمة .. اظهرت بعض التكلف .. لكن عملك حاليا فوق النقد ^_^ و اتمنى بصدق اشوف لك اعمال اخرى هنا ^_^ |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت أعلم ان لأقصوصتي هذه قصور كثيرة .لكني لم ألتمسها إلى بعد أن قرأت تعليقاتكم الطيبة وكما توقعت فإني لم أحسن ايصال الرسالة بشكل الجيد كل ماأردت أن اصور في القصة هي أن أبين مستوى معيشة أفراد القصر لدرجة أن الحارس والخادم يتنعم بفائض ترفهم في حين ماحول القصر يوجد هناك من يبحث عن عود كبريت ليشعله ويتدفأ به.. knouh أشكرك كونوه ( اسمك غريب ) كل ماصدته هي مجرد وصفات بسيطة من لزوم القصة نورتنا أخي العزيز + + + Colourful Hana @_@ عزيزتي أشكرك على ردك الطيب وتعقيبك المفيد اقتباس:
ماذا بها كلمة فحوى الفحوى: فحوى القول أي مضمونة و مرماه ^_^ اقتباس:
عدل الشيء: اي سواه به ( هذا في المعجم) يعدل ليست كلمة عامية، كثير من كتاب القصة يستعينون بهذه الكلمة ، هي الأفضل اذا ماكان شيء مائلاً فسوى به أما ترتيب فهي من التنظيم، تستخدم لأكثر من شي تألف ببعضا البعض اقتباس:
نقدك في محله Colourful Hana أراكِ كاتبة ناقدة ذات همة عالية غاليتي أشكرك بالفعل لوجودك الذي أثراني بالفائده والمتعة جزيت خيرا ^_^ + + + Mr_Misery لا أخفي اني سعدت بوجودك وتعليقك ، الذي كان اكثر ممااستحق بالفعل اقتباس:
شعرت بثقل كلمة " كريستالات الألم" لكن لم أجد غيرها لوصف دمع تجمد بمجرد ان خرجت من مقله الصغير. Mr_Misery ولا شيء غير التعليقات الصادقة تلهمني ، وتجعلني اعيد النظر في كثير من الأمور أشكرك |
الساعة الآن 07:43 AM. |