عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2012, 08:21 PM   رقم المشاركة : 140
Miss AzOoOz
أنيدراوي مجتهد
 
الصورة الرمزية Miss AzOoOz





معلومات إضافية
  النقاط : 16479
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :Miss AzOoOz غير متصل
My SMS


أوسمتي
رد: روآيــــة شفـــاهـ بـــلون الكرز

البارت الحادي عشر والأخير :
في غرفة مظلمة نامت جيون على سريرها في منزلها بعد أن عادت قبل ساعات من الرحلة منهكة الجسد إلا أن قلبها بدا أكثر إرهاقا وحزنا بعد أن إسترجعت ما حدث فور وصولها ...
"جو وون أوبا ... إنني سعيدة حقا .."
جو وون ينظر إلى أخته ترفرف حوله بسعادة فرد يستفهم منها ما يسعدها ليشاركها الفرحة ذاتها
"جيونا ...ماذا بك...أكانت الرحلة ممتعة...هل تعرفتي على أصدقاء كثيرون ؟"
وقفت جيون فجأة تتذكر بأن أخاها لم ولن يقبل بعلاقتها من نيكون صديقة العزيز ... ولكن هذا كان في الماضي لن أسمح لأي شخص كان بالتدخل في حياتي الخاصة وإن كان ذالك الشخص عزيزا على قلبي ...
بثقة إستمدتها من تشجيعها لنفسها : "لقد وقت بالحب ...أوبا ..لقد إعترف لي أحدهم بحبه اليوم وأنا بادلته الشعور ذاته..."
"حب؟!!....هذا رائع يا جميلتي ..." فرش ذراعية بالهواء وأكمل "دعيني أحتضنكٍ للمرة الأخيرة قبل أن تذهبي لغيري ..."
جيون بنبرة جادة "أولا تريد أن تعرف من هذا الشخص الذي أبادله الحب ...أخي "
"أنتي هل تحبينه ؟"
"أجل ..."
"إذا لن أعترض عليه ..والآن تعالي إلى حضن أخاكِ "
جيون تطير من السعادة التي غمرتها ترتمي إلى صدر أخاها "أوبا ..أعتقد بأن نيكون أوبا سيفرح بموافقتك ..فهذا .."
أبعدها ممسكاً بكتفها "نيكون وما دخله ؟....أهو من تحبينه؟"
جيون بصمت تهز رأسها فصرخ فيها " لا ليس نيكون ...لن أسمح لكِ بذالك جيون "
إبتعدت عنه وبدأت تصرخ هيا الأخرى "لست وصيا على حياتي ..لما تكرهه إلى هذه التدرجه ..إنكما صديقان .."
"ليس بعد الآن ...جيون ليس بعد الآن بعد أن خانني .."
جيون تستفهم ولكن بطريقة أغاضت أخاها "ماذا خانك ؟...أأنت شاد أوبا تحب الرجال ؟...إن سببك لا يقنعني كيف خانك؟!!"
أدار جسده للجهة الأخرى وقال : "لا شأن لك بذالك والآن عديني بأنك لن تقابلية أبداً .."
"لا بل سأقابله ...وسأحبه من كل قلبي ..وأنت لا دخل لك في حياتي .."
توجه نحو باب المنزل وفتحه على مصراعيه وقال "إذا هيا أخرجي من المنزل ..هيا إذهبي له ..فلقد هربتي مرة ولن تكون الثانية صعبة ..هيا ماذا تنتظرين ؟.."
همت بالمغادرة إلا أن بكاء تلك الطفلة مين جو أوقفها للحظات ثم قررت أن تذهب تصعد إلى الأعلى على أن تترك هذه الطفلة على عاتق أخاها ليربها وحده ...
"آآهـ ..أشعر بأن سعادتي حبست في ركنٍ مظلم من قلبي داخل هذا الظلام المخيف ..لما يقف أخي دائما في طريق سعادتي ؟...لا أحتمل ذالك..لا.." ثم أجهشت بالبكاء حتى نامت .
أيقضها الألم وصفير بطنها ..."آهــ أشعر بالجوع .." نظرت إلى غرفتها التي ما تزال مظلمة حتى الآن فقالت "ما هذا ...ألم يحل الصباح بعد؟"
فركت عيناها براحة يدها وهي تزل الدرج ...
" جو وون أوبا ..مين جو ..أين أنتم ؟...أين ذهبوا ..آهـ لا يهم سأذهب لتناول بعض الطعام"
المائدة قد عدت مسبقاً وغطت وملاحظة علقت أعلاها "اغسلي وجهك ويدك قبل البدأ بالأكل ..جو وون "
"ما هذا ..رغم عدم وجوده إلا أنني أشعر بالعكس "
رفعت الغطاء وبدأت تتناول الطعام بشراهة كبيرة وما إن إمتلئت معدتها سمعت صوت الباب يفتح ..
أسرعت تنظر لترى بأنه أخاها قد عاد يحمل الطفلة مين جو بين يديه وسيدة بالأربعين من عمرها حضرت معه أيضاً ...
جو وون " أخيراً إستيقظتي جيون ...جيون هذه السيدة .."
قاطعته وهي تردد دون توقف "إنها ..والدتي..أأنتي ماما؟..ماما؟.."
تقدمت تلك السيدة نحو جيون وهي تقول "جيون..إبنتهي لقد كبيرتي جداً ..وأصبحتي فاتنه"
إبتعدت عنها جيون ..والدموع تنهمر من عينيها تصعد درجات السلم فتسقط ..تمالكت نفسها وصعدتها جميعها متجه إلى حجرتها تحبس نفسها ..
"جيون ..."
جيون متثاقلة الجسد جلست على المقعد المكتبي وأشعلت جهازها المحمول تنظر أزراره بقوة حتى تمكنت من الدخول إلى صندوق الدردشة خاصتها تبحث عن نيكون ولحسن حظها منذ أن دخلت كلمها ...وقال "جيون...يبدوا بأنكِ ..قد أتيتي أخيراً.."
أرسلت إلية بعض الأوجه الحزينة وقالت "أوبا ...أوبا .."
قصت عليه القصة جميعها كيف أن والدتها قد أتت وأن أخاها رفض حبهما ..
أهدأ من روعها وقال "لا عليكِ جيون..الوقت سيحل هذه المشاكل ..فلا تحزني .."
"معك حقا نيكون أوبا..ولكن ما يحيرني بأن أخي لا يوافق أبدا على علاقتها ...يبدوا بأن هنالك أمرا ما لم يخبرني به .."
"أمر؟..لا ...جيون أخبريني يا نبض قلبي ما مقدار حبك لي؟
جيون تبتسم"قدر هذا العالم ..لا بل حبي لك لا يقدر .."
"ومنذ متى..؟"
بدأت الحوارات بين جيون ونيكون تدخل منحنيات الحب والرومانسية يعيش كل واحد منهم في حضن الآخر رغم بعد المسافة بينهم ..واستمر هذا الحال حتى الصباح..
اشعة الشمس قرعت زجاج نافذتها كما سمعت دقات تقرع باب غرفتها
"جيون...أأنتي مستيقظة ؟"
أغلقت حاسوبها بسرعة وذهبت تستلقى على سريرها ثم قالت :
" أدخل ..."
جلس على طرف سريرها وقال:"أما تزالين مستآئه مني ؟.."
لم تجبه جيونا ..ليكمل "إن مين جو تحتاج إلى حنان والدتها ...ألا توافقيني الرأي"
"...أين وجدت تلم السيدة..وهل ستبقى هنا ..معنا؟."
"بعد أن أبلغت رجال الشرطة بحثوا عنها ووجدوها بعد أن استقلت الرحلة من اليابان إلى كوريا..وبعد ذالك تعرفت عليها مين جو ..كانت والدتنا تفر من زوجها الثاني يائسة فهل تمانعين أن تبقى معنا لبضعة أشهر فقط حتى أطمئن عليها فهي والدتها جيون وأيضا لا أرغب أن تفقد مين جو والدتها كما فقدتها أنتي "
"إذا لتأخذ طفلتها وترحل .."
"جيون ..يا صاحبة القلب العطوف هل ترغبين بأن تضرب والدتها من ذالك الزوج المتوحش لو أنك نظرتي إلى آثار الضرب على جسدها ..."
جيون صمتت قليلا ثم قالت غاضبة "وعندما تركتني ..ألم أكن صغيرة أيضا؟"
"ولكنني كنت معك يا عزيزتي ..."
بعد صمت دام لحظات بين الشقيقين قال جو وون " وموضوع نيكون..لن أسمح لك بذالك..جيون لا تجعلي هذا الأمر يفرقنا .."
جيون بحزن أخفته "حسنا..أخي " ولكن في سرها قالت آسفة حقا أوبا..لن أستطيع أن أتخلى عن نيكون أوبا ..
بفرح قال جو وون "لما لا تنزلين لتري والدتنا ...لابد بأنكِ مشتاقة لا ...هيا يا عزيزتي "
سحبها من يدها لى الطابق السفلي أجلسها بجانب والدتها ونسحب بهدوء..
والدتها "جيون..إن والدتكِ آسفه سامحيني يا بنيتي ..أرجوكِ سامحيني .." ثم تقدمت واحتضنتها وجيون لا تفعل شئ سوا دموعا حارة سقطت من عينيها .."
الرابعة والعشرون أصبح عمر جيون الآن بسنتها الرابعة للجامعة قسم الفنون المسرحية ...
حدثت تغيرات كثيرة جدا فيها ..
جو وون أصبح محامياً كبيراً و تزوج كيوري التي تخلت عن عملها كممثلة بعد أن أنجبت طفل جميل أسمياه مي كي...
يونا وجدت والديها يقنطان في قرية جيجو بحياة جميلة وما تزال حتى الآن تخرج بصحبة تيكيون الذي إتفقا أن يتزوجا بعد الدراسة الجامعة والعيش بالقرية مع والديها ...
سولي أصبحت تحت رعاية شركية للمواهب الغنائية مغنية مشهورة جدا..وكاتب أغانيها وملحنها سيونغ هو ...بقيا كثنائيان حتى بعد الشهرة ...
يوري أحبت رجل إيطالي وقررت أن تكمل دراستها هناك في إيطاليها ..فحبه قد تأجج في قلبها بعد أن فشلت بأخذ قلب نيكون الذي ترك الجامعة كمعيد منذ أن تخطت جيون سنتها الأولى وتحول إلى مدرسة داخلية مدرسا للفنون فيها بعد أن حاصره جو وون في كل مكان بالجامعة وأصبح يراقبهم ...
جيون بآخر خطوة على مستقبلها لتغدوا ممثلة مشهورة تضع نصب عينيها كيوري قدوتها التي سطعت في عينيها للوهلة الأولى منذ أن رأتها ...تحسنت علاقتها مع والدتها كثيرا وأصبحت لا تفعل شئ إلا بمشاورتها ..وأخيرا حلت السعادة على بيتهم الصغير.
والشيء الوحيد الذي لم يتغير طيلة تلك السنوات حب جيون لنيكون الذي يزداد يوما بعد يوم وبقاء تلك العلاقة طي الكتمان وسرا عن أخيها جو وون ...
"جيون أين أنتي؟.."
"نيكون أوبا مرحبا ..أمم أنا سأخرج قريبا من الجامعة ..سأعود للمنزل"
"وهل سيأتي جو وون لإصطحابك؟؟"
"لا..فلدية جلسة محكمة ..لن يستطيع "
"إذا لا تتحرك من مكانك سآتي لأصطحبك"
"أنت ..أوبا ؟!!!...آهـ يا لسعادتي لم أعتقد بأنني سأراك اليوم حسنا سأنتظرك؟"
من جهة أخرى ...
"أيها المحامي جو وون ..إننا نعتذر منك ولكن جلسة الرفع تم تأجيلها ..إننا آسفون حقاً "
"لا عليك ..حسنا شكرا لإبلاغي مقدما .." بعد أن أغلق هاتفه المحمول "آهـ أوشكت أن أصل ما هذا ..هل أذهب إلى جيون ...ولكن ربما تكون قد عادت للمنزل ...فالوقت قد تأخر كثيراً ."
"نيكون أوبا ...كيف هو عملك ؟.."
"إنه جيد والأطفال موهوبين جداً ... يتعلمون بسرعة "
"آهـ هذا حقا رائع ..."
توقفت السيارة عن الدوران أمام منزل جيونا ..نزل نيكون يفتح لها بابا السيارة "لقد وصلنا يا آنستي الجميلة .."وضع يده على رأسها "احذري لرأسك.."
ضحكت جيون وهي تقول "حسنا يا سيدي...سأفعل ذالك"
أغلق باب السيارة ثم حاصرها بين ذراعية يقرب رأسه من رأسها التي مالت حتى إلتصقت بباب السيارة فأغمضت عيناها وهنا بقبلة سحرية طبعها على شفتها ..
جو وون الواقف يراقب ما يفعلان أمام عينية لم يحرك ساكنا ...
"نيكون أوبا ..أصبحت تجيد التقبيل حتى كدت أرغب بأن تطول ..إن قبلاتك تسحرني "
ضحك بفخر ثم أردف "بالطبع ستكون كذالك فالشفاه التي أقبلها بلون الكرز"
أبعدته عنها بكلتا يديها ثم قالت تتشقق سعادة "سأذهب قبل أن تفعل أكثر من هذا..أوبا سنتقابل مجدداً ..وداعا"
رفع يده يودعها حتى غابت عن عينيه وعندما هم أن يدخل سيارته لآحظ وجود جو وون فقال كأنه بذالك سيخفي ما فعله مع جيون تواً " جو وون صديقي ..لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة تحدثنا معاً ..منذ.."
جو وون بصمت لم يتحدث معه تبسم له ودخل إلى منزله ..ولكن عيناها تقدح غضباً شرارها كاد أن يحرقه حقا ..
جيون بفرح تصعد الدرجات ولكن صوت جو وون الهادئ أفزعها وتوقفت مكانها "جيون كيف كانت قبلتك ؟..أكانت رائعة تستحق كل هذه السعادة "
تلفتت نحوه تتمتم بخوف "آهـ..ماذا ؟"
صعد جو وون تلك الثلاث درجات دفعة واحدة حتى وصل إلى جيون وبدأ يتفحص وجهها "آهـ .. شفتاكِ لا تزال تحتفظ بآثار لعاب نيكون ...كيف كان مذاقه ؟..."
دفعته بقوة كاد يسقط منها بعد أن فقد توازنه لبرهة وقالت والدموع تترقرق في عيناها "مستفز...أحمق ..جو وون أوبا إنني أكرهك..."
أسرعت إلى حجرتها وأغلقت الباب خلفها لحقها ولكنه لم يتمكن من أن تفتح الباب له ...
بطرقات قوية وصراخ عالٍ ..."جيون ..افتحي الباب ...هيا "
توقف قليلا لتعود نبرة الحنان إلى صوته عندما سمع صوت بكائها "جيون...عزيزتي وأختي الغالية ...افتحي الباب سأخبرك بكل شئ ...هيا "
جيون التي تستمع لكلماته رغم تألمها قررت أن تفتح الباب وتعرف سر رفضه حبها لنيكون طيلة هذه السنوات ..
"جيون ..أخيرا"أراد أن يضمها إلى صدره معتذرا ولكنها مدت يدها توقفه "أوبا ..هات ما لديك.."
جو وون وقد فقد كل سبل الفرار من مواجهة الحقيقة قرر أخيرا أن يصارحها
"جيون ...إستمعي إلي جيداً ..نيكون ..وأنتي لا يجب أن تكونا معاً .."
" ليس هذا ما أريد سماعه..."
وضع يده على جبهته يفركها ثم توجه إلى شعره يبعثره ليقول بعد برهة من الصمت " والد نيكون....."
"وماذا به والده؟..."
"هو السبب في تدمير عائلتنا جيون ... هو الذي أدخل والدنا إلى السجن ..أبي الذي تعفن بالسجن ومات جراء عجزه ...كان السبب في كل هذا والد نيكون ..."
جيون وقفت مصعوقة كأنها قد صفعت للتو واللحظة على خدها الغارق بسير من الدموع رغم يبوس ملامح وجهها ..
جو وون بخيبة أمل قد خيمت على وجهه إذ كيف لم يستطع أن يحمي أخته من هذا الحزن ...
جيون بصوت شحيح "كيف حدث ذالك..والده..إنني لم أرى والده قط أبداً منذ طفولتنا ..كيف ذالك..أوبا"
"شركة أبي الكبيرة متفرعة في اليابان والصين وتايوان ..كان هنالك فرعا لها أيضا في تايلاند ... وهذا الفرع أدارة والد نيكون ...ومع علاقات العمل تولدت بين أبي وذالك الرجل علاقة صداقة فكيف لرجل بأن يهتم بشركة غيره كأنها ملكه يخاف عليها ويعتني بها ؟!!!
هذا ما أدهش أبي فأتمنه على معظم أملاكه ..ولكن وفي يوم من الأيام ..أفلست الفروع التي باليابان والصين وتايوان ..والممول الرئيسي الذي تبقى الذي بتايلاند فقرر أبي أن يصفي تلك الشركة لينقذ شركته بكوريا ..
أتعلمين ماذا فعل والده ؟...جيون ؟"
جيون تعجز الكلمات أن تخرج من فمها فأكمل جو وون "لقد حول كل شئ بإسمه ...لا بل حتى معظم المستثمرين في شركتنا في كوريا قد جعلهم في صفه ..و...و.."
جو وون الذي سقطت دموع غضب من عينيه أدار وجهه ليمسحها بعجز ..
"لقد..طالب أبي أن يخلي له الشركه ...ثقة أبي التي منحها لذالك الرجل ...آهــ يا أبي ..لم يكتفي بذالك ..ولكنه أتهم أبي بالتزوير وغسيل الأموال والمتاجرة بالمخدرات ..فتكفلت تلك بنهاية أبي والحكم عليه عشرون عام ..لم يتحمل سقوطه ..فنتحر هذه هيا القصة كاملة جيون ...
ألم تشهدي سقوط أبي وكيف أنه كان يخرج غضبه على أمي ...لقد رأيت دماء والدتي ...تسيل منها هنا وهناك .." أمسك رأس جيون بقبضته وبدأ يعصره "تذكري ...تذكري .."
جيون تحرر نفسها وتصرخ "توقف جو وون أوبا ..توقف "
"تحبينه ...ها ..وبعد أن طاردتنا الديانة في كل مكان كان يجب أن أحميكِ فوالدتي لم تتحمل الأمر وهجرتنا ...وكادت أكثر من مرة أن تلحق بوالدنا لولا أنكِ توقفيها كل مرة فتنكب باكية ..
ونيكون ..ذالك الفارس ..الطفل المدلل ..أتاني برزمة من الأموال ..فسددت الديانة ..ولكن تعلمين ماذا قال لي بعدها ؟..
قال إن تلك الأموال تعاطفاً من أبي على حالكما ..
تعاطفا!!...ها ...لقد تعاطف علينا والده من أموالنا ... ونيكون يعلم بكل شئ ...كل شيء جيون .."
جيون تصرخ "لا ...لا ...إنك مخطأ لا .."
"بل يعلم ..وها أنا درست المحاماة لأنقذ سمعة أبي التي لوثها والده ..إنه الآن يتنعم بملكنا ... ونحن حتى كسرة خبز أحيانا لم نكن نجدها ... ولا أخجل من عملي وخداعي للنساء سابقا وسرق أموالهم فلقد كان بيدي طفله..يجب أن تحي ..وأنا..لم أكن إلا مراهقا ...جيون أتفهمين ماذا مراهقا يا شقيقتي ؟.."
أشاح بوجهه إلى جدار مستندا عليه بجسده وبدأ يجهش بالبكاء ...
جيون بعد صمتها ذاك هرولت مسرعة نحو منزل نيكون حافية القدمين ...
الطرقات تسابق بعضها على الباب والدموع صنعت أنهارا تحتها ..
نيكون مذعور "من...من " فتح الباب ليتلقى ضربات على صدره متتالية من قبضة جيون
"أحمق ...أحمق ...لما فعلت ذالك ..لما خدعتني وأخي...لقد أحببتك ..أحببتك ."
وبدأت تبكي بين ذراعيه ...
نيكون علم أخيراً بأنها قد عرفت الحقيقة كلها فبدأ يهدئها إلا أنها قفزت للخلف خطوة "إياك أن تلمسني ... لن أسامحك أبدا ..أكنت طعما سهلاً ووجبة لذيذة ..أكنت حمقاء رمت بنفسها عليك؟..
هل إكتفيت من لعبك بي "
نيكون "جيون ...أصمتي ...كفى ..."
أكملت دون أن تكترث لكلماته"هل إستمتعت بحبي لك ...أكنت ..."
صفعها على وجهها بقوة ثم قال "جيون..لم أستطع أن أخبرك ..لقد ..لقد خشيت أن تبتعدين عني ..أن أخسرك للأبد ..كما الآن "
وضعت يدها على مكان الصفعة وبإبتسامة ملئها الغضب "وهذا ما سيحدث ..وداعا"
ذهبت مسرعة نحو منزلهم متوجه إلى غرفتها تغلق بابها فالسرير هو مقصدها وداخل الغطاء مكانا ليحميها من خوفها ...
ترتعش أطرافها وفمها تطقطق بداخله أسنانها ...
الحمى أصبحت رفيقتها وقطرات العرق أصبح هو من يغرقها ..
والدتها التي بدأ اليأس يصيب قلبها يوماً كامل وجيون لم تخرج لا طعام ..لا شراب ..لا مجيب .
جو وون لم يتحمل هذا الحال فأخذ يطرق الباب بقوة عليها ثم بعد يأس كسره ..
ليجدها غائبة عن الوعي جراء حمى عالية ..
فرقدت بالمستشفى أسبوعان ...
تحولت بعدها كدمية لا تتحرك ...إستسلمت للحزن والصمت المخيف ...
"لقد تعافى جسدها الآن ..ولكن يجب أن تعرضوها إلى طبيب نفسي " مد الطبيب لجو وون ووالدته كرت دون عليه أسم لطبيب مشهور في طب النفس ومداواتها ...ثم أكمل "سيساعدها في تحسين نفسيتها ..ولكن يجب أن تحل الأمور المعلقة والتي تسببت لها بهذه الحالة "
جو وون يشكر الطبيب بينما والدتها تحاول جاهدة أن تطعمها بعض الأرز المسلوق ولكن جيون تستمر بالرفض ..
بعد تلك الحادثة المريرة مضت سنة غيرت حياة جيون تماماً تركت الجامعة بمستواها الرابع منها ...هجرت الأصدقاء ...إنطوت في حجرتها ..فقد أدمنت النوم والجلوس على حاسوبها تقرا مراراً وتكراراً تلك المحادثات المسجله لها من نيكون ..ليزداد حالها سوءاً يوماً بعد يوم ...
عجز جو وون خلال تلك السنة أن يصطحبها للطبيب النفسي وكذالك فعلت والدته ...
إلا أن أتى ذالك اليوم الذي لم يتحمل جو وون جلوس أخته هكذا ...
فستان أبيض طويل ناعم في تفصيله...شعرها الحريري عقد بطريقة جميلة فوق رأسها والتاج يستريح في مقدمته ...
عقد وأقراط من الألماس ... إكتملت أناقتها مع ذالك الحذاء الفضي ..
كيوري بعد عناء شاق قررت أن تصطحب جيون في حفلة ..أرغمتها عليها بعد مشقة عاونها جو وون بذالك ..
جيون أصبحت كالأميرة جميع الأنظار متوجهة إليها ...
كيوري وجو وون خلفها توقفا عند باب قاعة الحفل الكبيرة بألوانها البراقة وأصوات الموسيقى يصدع فيها.
يونا ... سولي ..يوري ..جميعهم كانوا هنالك تتشابك أيديهم بأيدي سيونغ هو وتيكيون وطوني حبيب يوري ...
بسرعة تقدمت الفتيات من جيون ..
يونا "جيون..كم أنتي رائعة ...لقد أصبحتي نجمة الحفل "
يوري مازحة "أين ذهبت عيناك يونا ألا ترينني ؟!!"
سولي بإبتسامة شاركتهم ويدها تحمل المايكروفون تتوجه نحو مسرح دائري يقع في منتصف القاعة ..
يونا نحو البيانو جلست خلفه تعاون سولي ..
يوري قادت جيون بحيث ترى صديقتيها ...
سولي بكلمات عذبه غنت لتسلب عقول الجميع بتلك الهمسات ويونا تتسابق يدها على لوحة المفاتيح بسيمفونية سحرت الأجواء ..
جيون رغم السعادة التي تلفها والإبتسامة التي رسمتها على وجهها إلا أن قلبها يصرخ ألما ...
إنتهت تلك الأغنية فقدمت سولي المايكروفون لرجل لم تنسى جيون صوته أبدا..
"مرحباً بكم جميعاً ...في حفلي الترحبيبي ..أشكركم جميعاً على تلبية دعوتي ...والآن دعوني أقدم لكم مخطوبتي ..جيون "
صفق الجميع وأنظارهم نحوها ..أما هيا تقف مذعورة بينهم لا تعلم ماذا يحدث ..
أتى جو وون وسحبها من يدها ليسوقها نحو نيكون وقال هامساً ...
"اليوم ..ستكون خطبتكِ يا صغيرتي ..مبروك "
جيون مذهولة مصدومة لم تتفوه لكلمة ...
إحتضنت يدها يدى نيكون ليعود الدفء إليها من جديد ويذيب ذالك الجليد عن قلبها العليل ..
نيكون بقبله على شفتها ثم يلبسها خاتما ألماسي تناسب مع عقدها وأقراطها ثم همس همسات في أذنها "أعتذر لتأخري ..يا فارسة أحلامي ..يا صاحبة الشفاه لطخها لون الكرز .."
صفق الجميع لهم بحرارة والسعادة تتبعثر بالمكان تشاركهم لحظاتهم ..
جيون رغم جهلها بما يحدث حولها قررت أن تغوص مع ما تشعر به وتتجاهله ...
رقص وغناء حتى الصباح ..
نيكون وجيونا يحتضنان بعضيهما وخاتما الخطبة يربطهما ببعضهما ..
"نيكون أوبا ..ماذا حدث؟..أين ذهبت وتركتني خلفك سنة كاملة؟"
نيكون بسعادة وقلب يرفرف "ذهب لأعيد لكِ حقكِ"
"حقي..أنا؟!!"
"أجل ...لقد أعدت الشركة من أبي...شركة والدكِ وكتبها بإسمك.."
بصوت خفيض جيون قلقة " وأباك...؟"
"لم يحدث له شيء ..فقط بضع سنوات بالسجن .."
توقفت جيون عن الرقص وقالت "أوبا..إنه أباك لما فعلت به ذالك؟...لما ؟!!"
"لم أفعل له شيء بل هو الذي فعل ذالك بنفسه ..ولا بد أن ينال جزائه جراء ما إقترفته يداه ..فأنا ووالدتي عانينا منه أيضا..لقد عشنا بجحيم بسبب أبي... جيون ..لو لم تكوني بحياتي لعشت فقط لأنتقم من أبي ولكان إمتلى قلبي بالحقد .." ملامح حزن إرتسمت على وجهه فأحتضنته جيون إلى صدرها "إنني آسفه ...وشكرا أوبا "
نيكون يحتضن جيون بقوة ويقول "سيعود كل شيء إلى مكانه.. وستجد السعادة لنا طريقا".
في الصباح جيون تستعد للعودة إلى الجامعة بعد غياب سنة لتعيد مستواها الأخير ...
نيكون يحدثها بالهاتف "جيون هيا يا عزيزتي سأصلك إلى الجامعة.."
ركبت معه ...متوجهان إلى الجامعة ..
نيكون "ها قد وصلنا يا أميرتي ومخطوبتي الرائعه ..هيا .."
أسرع ليفتح لها الباب ..
نزلت جيون وبغفلة منها قبلها ..فضربته "إن الطلاب ينظرون نحونا ...ماذا تفعل أوبا "
ضحك وقال "أقبل مخطوبتي ...لن أخفي أمر حبي لكِ أبداً .."
تبسمت له وودعته بحب ...
في قاعة الفصل يجلس الجميع في مقاعدهم وجيون تجلس معهم ينتظرون قدوم معلمهم ..
"مرحبا بكم جميعا ...أنا نيكون معلمك ؟!!!"
جيون وقفت تصرخ "مـــــــــــــــــــاذا ؟..."
ضحك نيكون وقال "آهـ وتلك مخطوبتي ...جيون "
تقدم يحتضنها وبقبلة على شفتيها كتم صرختها ..
صرخ الجميع لذالك الموقف الجميل الذي جمع بطلين شاءت الأقدار أن تجمعهم في نهاية المطاف ..

الحمدلله تم الإنتهاء من روايتي شفاه بلون الكرز
فشكرا لمن دعمني حتى النهاية
لا أستطع أن أعبر عن إمتناني لكم بالكلمات
فهس تعجز عن التعبير




  رد مع اقتباس