عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-2008, 03:31 PM   رقم المشاركة : 3
luchia
سايونارا
 
الصورة الرمزية luchia





معلومات إضافية
  النقاط : 19317
  علم الدولة: علم الدولة Egypt
  الحالة :luchia غير متصل
My SMS =) ... أود دائمًا أن أودعكم بابتسامة .. فتذكروني بها .. =)


أوسمتي

الفصل الثاني

انتهبت الفتاة لما يجرى ...
وفى نفس اللحظة التي اقتربت السيارة منها، ركضت الفتاة بأقصى سرعة وتجاوزتها السيارة بسنتيمتر واحد،

انحرفت السيارة عن مسارها، بينما سقطت الفتاة على الأرض وبسرعة استدارت واقفة وهمست لنفسها ساخرة: هه! إنهم أسرع مما توقعت! لقد بدأت الجولة الأولى على حين غرة منى..!!

****
في مكان ما...على أرض القاهرة..
انتفض الرجل من خلف المكتب قائلاً: ماذا؟ استطاعت إنقاذ نفسها في اللحظة الأخيرة؟!
أومىء الرجل الواقف أمامه فى أسف وغمغم قائلاً: ولكنها أظهرت أولى أوراقها،إنها سريعة،بما يعنى أن اللعب

معها،لن يكون بطريقة مباشرة!
همهم الرجل بكلماتِ غير مفهومة وهو يقول: بالطبع ،لن نستخدم الأسلوب المباشر مرة أخرى،على الأقل فى الوقت الحاضر..ستكون منتبهة لأي شيء غير طبيعي.
التقط أنفاسه وتابع قائلاً: الآن،علينا أن نلجأ للمواجهة المباشرة، سيكون غداً اليوم الدراسي الأول فى المدارس والجامعات،ستبدأ خطتنا الفعلية من الغد !

مر النهار بهدوء،وفى غرفتها 752 بالفندق، دق جرس الهاتف،فالتقطت السماعة بطريقة آلية قائلة: آلو؟!
-.......
- حسناً،سأكون هناك.
- ........
-إلى اللقاء.
وأغُلق َ الخط.

ليل القاهرة...الساعة الثامنة إلا ربع، المطعم العائم...
جلست الفتاة الأجنبية عربية الملامح، على مائدة بجوار البلكون المطل على النيل، وعيناها مركزتان على
الباب،لابد إنها تنتظر أحدهم!
دخل شاب طويل القامة ويرتدى بذلة سوداء ونظارة سوداء رغم انه المساء،واقترب من الطاولة وتمتم
بخفوت: آمون...
رفعت الآنسة عيناها ببطء وقالت:...قد ترك رسالة!
ابتسم الشاب،وخلع نظاراته،وجلس قائلاً: مساء الخير، مرحباً بكـِ فى مصر!
ابتسمت الفتاة بهدوء وقالت: مصر جميلة...
ثم استدركت قائلة: ...رغم وجود ذلك المزعج،لكنت استمتعت بإجازتي هنا!
قهقه ذلك الشاب بحرارة،وكأنهما صديقان منذ زمن،وقال: حسناً ،وماهى خطتم العبقرية؟
تململت الشابة فى مقعدها وقالت:سأراقبه لمدة أسبوعين،وأحاول جمع كل المعلومات الممكنة عنه!
رفع الشاب حاجباه بإندهاش وقال: فقط؟! ثم ابتسم ساخراً وقال: هل هذا كل ما توصلتم إليه فى أميركا؟!
انعقد حاجباها فى شدة وقالت: ألمح فى لهجتك سخرية يا أستاذ "خالد" ،ولعلمك،إنتمائى لأميركا فوق إنتمائى
لأي دولة أخرى!
اقترب خالد منها قائلاً: الشيء الوحيد الذى تنتمين إليه هو الإجرام يا عزيزتي (ل)!

وانطلق يضحك مجدداً...
...وانعقد حاجباها فى شدة وعقلها يعيد ترتيب حساباته...ويحفر ملامح الشاب الجالس أمامها جيداً وقد بدت
لها ضحكاته ...
...أطلقت صيحة رعب فجأة ، وقامت بتوتر وقالت : علىّ الذهاب يا خالد،آراك لاحقاً!
وانطلقت مسرعة،كان المركب قد توقف عند الكورنيش،فأسرعت خارجة و عيناها تلمحان الشخص الذى
دخل منذ دقائق...إنه هو!

الصباح التالي، اليوم الجامعي الأول –كالعادة-
مزدحم وخاصةً فى دولة كبيرة مثل مصر
كانت الشمس حارقة،والجميع قد إتخذ موضعه تحت إحدى الشجيرات المنتشرة فى أنحاء الكلية..
...زمجرت (ل) بعصبية وهى تدلف من البوابة، كانت تشعر بتوتر شديد،خاصة وقد لاحظت العيون الكثيرة
التي تعلقت بها وغمغمت بضيق: ستكون مهمتي صعبة وسط هؤلاء المزعجين!
وبدأت المحاضرات..
..وأخيراً،جاءت المحاضرة المنتظرة ،ودخل السيد (م) أو كما يعرفه طلابه الدكتور "عادل أشرف"
والجميع بلا استثناء...يحب الدكتور عادل أشرف،ويستمتع بمحاضراته كثيراً، فهو عالم وباحث
مصريات،وله مغامرات كثيرة،أثناء الكشف عن الآثار..،ولذلك فإن معلوماته كثيرة وحديثه مشوق
يجذب الاهتمام ويثير الدهشة والانبهار..
وما أن دلف الدكتور عادل إلى القاعة،حتى لمح الفتاة الجديدة ، فوقف قائلاً: صباح الخير يا علماء المستقبل..
..كان ينادى طلابه هكذا دائماً..!!
ثم أكمل قائلاً: أرى إنكم قد زدتم حيوية ونضوجاً عن العام الماضي، أوه...هل لدينا طالبة جديدة هنا؟
...وكأنه لم يلحظ وجودها من قبل...وتصنع الدهشة !!
وقفت الفتاة وتمتمت بخجل: أ..أجل...اسمي هو شيرين...طالبة جديدة، عائلتي تسكن فى باريس!
هاااااه...وانطلقت صيحات الإعجاب...باريس!!
وابتسم الدكتور عادل وقال: مرحباً بكِ معنا!
بينما فى أعماقه،كان يدرك تماماً،إن طائرتها وصلت من اليونان وليست من فرنسا!
وبدأت المحاضرة ،وزادت نظرات الإعجاب من طلابه،وزاد حرص الدكتور عادل فى كلماته مع وجود
الطالبة الجديدة،بينما أنصتت شيرين جيداً،أنصتت لكي تكتشف الخيط الأول!

بعد انتهاء اليوم الجامعي بالنسبة للدكتور عادل والذي ينتهي فى الساعة الخامسة مساءً...
...خرج من البوابة وهو يهم بالسير تجاه سيارته،عندما قطعت طريقه "شيرين" قائلة: مرحباً يا دكتور،هل
تريد أن أوصلك معي؟
تردد الدكتور قليلاً ثم قال: لا،شكرا لك!
وابتعد قليلاً،فقالت شيرين بسخرية: هل تظن إنك ستهرب يا دكتور؟ لا تظن إنك ذكى للدرجة التي تسمح لك
بالهرب منى...أوه أرجوك...فأنا لا أحب الخسارة...مثلما أنت لا تحب تناول الطعام فى جو نيلي لطيف!
قالت الجملة الأخيرة بخبث، و اتجهت لسيارتها ،وركبتها...
وانطلقت خلف الدكتور عادل،ثم اقتربت من سيارته، وصاحت قائلة: اتبعني!
عقد الدكتور حاجبيه،و صاح: لن أفعل!
-إذن،فقد اخترت الطريقة الأصعب يا مستر أشرف!
و تركته يتجاوزها،ثم بدأت كلتا السيارتين تهدأ من سرعتها عند المنعطف، وفجأة..
...داست شيرين الوقود،واندفعت بسرعة متهورة لا تناسب حالة المنعطف،و اقتربت أكثر من سيارة الدكتور
عادل، وبدأت فى محاولة دفع السيارة إلى خارج المنعطف...
...دار الدكتور عادل بسرعة،وحاول أن يفلت ..
فاقتربت شيرين أكثر،ومازالت سرعتها جنونية...وحكت السيارة..
..وعندها، حول الدكتور عادل السيارة لوضعية الصعود...
...ولكن الوقت لم يحالفه...لقد تراجعت سيارة شيرين ثم اندفعت فجأة،فقلبت سيارة الدكتور عادل، وخرجت
من المنعطف، و...النهر فى الأسفل...!!