الفَصل الثآني :متآهآت
مدخل:
عِندمآ تحوم أروآحنآ
دآخِل متآهَة مِن علآمآت الإستفهآم والـ"تعجب"!
كآنَت هذهِ خآدمتهمآ "دورآ" وصلتهمآ وهي تشهق وتحآول أن تلتقِطَ أنفآسَهآ ثُمَ قآلت بِرعب:"السيِدَة "رين" إنهآ في خَطَر "
نَظَرت أليس إليهآ بحيرَة قآلت :"مآ الذي تَقصدينه؟"
"دورآ":"لَقَد كنتُ أَعملُ في المَطبخِ معَ الأُخريآت عِندمآ سمِعنآ صوتَ ريحٍ قويَة تَلآهآ صَرخَة قويَة مِن السَيدة"رين"وعِندمآ هَرعنآ للأعلَى لَم نجِدهآ"
قالت "أليس" بِحمق:"أتمآزحينني..ألآ تَعلمينَ أنَّ أمي تَخآفُ بِسهولَة ربمآ طآر شيئٌ بِقُربهآ فأرعَبَهآ"
"دورآ":لَقَد فَكَرنا بِهذآ أَيضاً ..ولكننآ بَحثنآ عَنهآ فِي كلَّ أَرجاءِ القَصر ولَم نَجِدهآ كَمآ أَننآ بَحَثنآ في الحَديقَة الخلفيَة والبسآتين المجآوِرَة..حَتَى أننآ بَقينآ نَقولُ لأَنفُسِنا أنهآ ربمآ خَرَجَت فِي نُزهـَة قَصيرَة ولكِن ليسَ لهآ أيُ أَثَر"
على بُعدِ أَمتار قليلَة ورآء شجرة ضَخمَة كانَ "ألفريد آرثر"موجوداً بمآ يَسمح له بمتآبعة الحوار بسهولَة فِي السآبِعَةَ عشر مِن عمره شَعره أَسود دآكِن..ملآبِسهُ غَريبة بَعض الشيء بِخآصة أنه يَرتدي عبآءة طَويلَة فِي منتَصَفِ الصَيف .. يَختلِس النَظَر إلى الفتآتين المُرتعبتين ..هَمَس لنفسهِ بِهدوء:"أنآ آسف كآن عليَّ أَن أفعَل هذآ عَليكُمآ الإبتعآد عَن وآلدتكمآ قَليلاً ..أَخرَجَ مِن إحدى جيوبِهِ قِطعَة مَعدنية صَغيرة تَلمَع بِِشِدَة ..أَحكَم قَبضتهُ عليهآ بِقوَة ثُمَ ردد بِهدوء:"أزينآريآ" واختفى ..!
..~
في"أزينآريآ"
فِي القَصرِ المَلكي فِي غُرفَة مُعتِمَة تُطِل عَلَى حافةِ البَريَة فَتآة مُستَلقيَة عَلى الأرض بإنهآك..تَئِن بِهدوء..نَفذت قُوتُهآ تماماً ,تَعرضَت لتَعذيب مُريع ,مِن قِبَل قُسآة عَديمي الرَحمَة,حآولَت النُهوض ولَكِنهآ خَرَت سآقِطَة بإستسلآم ,بِرغم صعوبة المَوقِف فإن "لورين" إبتسَمَت إبتسآمَة خآليَة مِن المشآعِر وكأنهآ تَقتُلُ الألَم, عِندمآ نَظَرَت لِشعرهآ البني الحريري وهُوَ يَتَسآقَط أمآمهآ خُصلة خصلة في الأرضية البآردَة الزلقَة نآهيكَ عَن إتسآخهِ الوآضِح هَمَسَت لِنفسِهآ بسخريَة :"حَسناً يَبدو أنَ جميلةَ الجميلآت بَدَأَت تَخسَرُ جمآلَهآ ..يآ لَلحَسرَة "
تَذكرت أنهآ قبل أيآم قليلَة كآنت فِي قَصرِهآ فِي "أيآمينيآ"كَوريثَةِ العَرش ,منيرَة كأميرَة حَقيقية سَعيدَة ومُرتآحَة تَرتدي أَفضَل ردآء يُمكِن أَن يحلُم بهِ شَخص مآ وشَعرهآ الحَريري الطويـل مًصَفف بِعنآيَة ..نَظَرَت لِنَفسِهآ ..أَينَ هِي مِن هذآ الآن مَعَ هذآ الشَعرِ المُتسآقِط وهذِهِ الملآبِسِ البآهِتة والغرفة التِي لَن يَستغرِبَ شَخص إذا رآهآ تَنهآر أمآمه..كآنت سَتبكي على حآلِهآ ولَكِنهآ كأميرَة لَديهآ مِنَ الكِبرياء ما يمنَعهآ ,حآولَت الزَحف لِلوصول إلى الجِدآر أَسنَدَت عليهِ ظهرَهآ بِخِفَة وَزَفَرت زَفرَة طَويلَة عَلَّهآ تطفئ نيرآن الغَضَب المُتَأجِجَة فِي قلبِهآ ..أَرآدَت أن تَصرُخ ولكِنهآ لم تَستَطِع..وكيف تَستطيع وهي لَم تَذُق طَعمَ المآءِ مُنذُ يَومين,قآلَت فِي نَفسِهآ :"كلَُ هذآ بسببِكَ يآ آرثَر سَتَندَم عَلى اليومِ الذِي رأيتَني فيه "
..~
فِي"إيآمينيآ"
مَبنَى حَقير صَغير فِي زقآق مُظلِم يَسير نَحوهُ "أَلفريد" بِخطى حذِرَة طَرَقَ البآب خَمسَ مرآت فِي أمآكِن مُحَدَدَة ..تلآهآ فَتحُ جُزء خَشبي صَغير مِن البآب كَشَفَ عن عينين طفوليتين شَقيتين وصَوت أُنثوي يقول بِحذر:"مآ هُوَ أَفضَل شَيئٍ في طآئِر الـ"فينيكس"؟!
أجآب "ألفريد" :"أَنهـُ يُولَد مِن جَديد مِن الرمآد"
الصَوت:"إجآبَة مَقبولة"
سُمع صَوت صليل مَعدني ثُمَ تكة خفيفة ثُم مآ لبثَ أَن فُتِحَ البابُ الخَشبي مُحدِثاً صَوتاً فَظيعاً كآشِفاً عَن فَتاة صَغيرَة في الحآدية عشرة مِن عمرِهآ وشَعر بِلونِ الكَستنآء يَنسدِل حَتَى كَتفيهآ
دَخَل "أَلفريد" بِسرعَة وهوَ يَقول :"عَلينآ أن نغيِرَ هَذآ البآب سَيفضَحُ أمرَنا ذآتَ يَوم"
قآلت "ليليآن" بِعبوس :"مَعَ وآلِدِكَ هذآ, لآشَكَ أَننآ سَنغيرهُ عِندمآ يَخرج القَمَر فِي الصَباح..المهم ماالأخبآر؟"
قآل "أَلفريد" وقَد رَمَى بِثِقَلهِ عَلى أَريكَة بَسيطة:"حَسَناً ..لآشيء جَديد سِوى أَني تَسَلمتُ رسآلة مِن "كريستيآن" الليلة"
"ليليآن بِفضول:"مآذآ قَآل فيهآ"
"أَلفريد":"لَم أفك رموزهآ بَعد سأقيم إجتماعاً في الغَد لِننظُرَ فِي أَمرِها..مآ أخبآر أمي؟!وَأين الجميع"
"حَسَناً الجَميعُ غطَّ في نومٍ عَميق إنهآ الثآنية صباحاً مآذآ كنتَ تَتوَقع..عَى أيةِ حآل "السيدَة رين" بخير لَقَد كآنَت فَرِحَةً جِداً بِلقاءِ بآقي أَفرادِ الجَماعَة كآن لِقاءً حَميمياً فِعلاً ,وَلكِني إستطعتُ تَمييز نَظرةٍ حَزينَةٍ فِي عينيهآ"
"ألفريد" بشرود:"مآذآ تََتَوَقعين مِن أُمٍ تَرَكَت إبنتيهآ لِلتو؟!"
..~
في "لندن"
كآنَت "أليس" تَجلِس فِي كُرسي وَردي زآهي بالقُربِ مِن السَرير الذي كآنت "كآميليآ"مُتَلَحِفَة فيه وَقَد كآنَت آثار الدموع بآقيَة بِوضوح فِي وَجَنتيهآ, بالرغُم مِن دفئِ البَيتِ الجَديد إلآ أن الأَحداث التي صآحبَت إنتقآلهم إليهـ سَودآويَة مُعتَمَة ..حآوَلَت "أليس" أن تبقى قَويَة..ولكِنَهآ وَبِصِدق إنهآرَت تَحت الضُغوط فَأُمهآ اختَفَت تماماً كما اختَفى وآلِدهآ "آرثر" فِي ظروف غآمِضَة ,وَلَديهآ أُختُهآ الصَغيرَة "كآميليآ" لِتَعتني بِهآ ..بَدَأَت بِالبُكآء بِحرقَة شَهقة تِلوَ الأخرى ودَمعَة وَالتِي تَليهآ,نَظَرَت لِوجهِ أًختِها الطفولي الحزين الذي كآن يُردد:"أُمي,أَينَ أنتِ؟"
تَوقَفت عينآ "أَليس" عِندَ قِطعَة دآئرية مَلفوفة بِقمآش أَخضَر لآمِع بِالقرب مِن وِسآدة كآميليآ ..
تَسَآئَلَت "أَليس" عَن مآهيتهآ ..إلتقطت أصآبِعهآ المُرتعِشَة ذلِكَ "الشيء" ,نَزَعت عَنهُ القُماش الأَخضَر اللآمِع ليَكشِف عن قِطعَة مَعدنية تَلمع بِشِدة بالقرب مِنهآ ورقَة مَطويَة بِعنآية ,فَتحَتهآ"أليس" بِفضول كآنت مكتوبة بِلون زُمردي مُبهِج إلتهمت "أليس"أسطرهآ القَليلَة بِسرعَة ثُم رَفَعَت رأسَهآ لِتَجِد نَفسَهآ تَقول بِحيرَة "أُمي؟"
(نهآية الفصل الثآني)
..\
مَخرَج:
.،لَم يَتَبَق لنآ الكَثيـر ..لآ شَكَّ أنَّ الإستسلآم هُوَ نهآية الطريق الذي سَلكنآه ..طريق (الحَرب)..،،
..
آرآئكم ومآهي أَكثر شَخصيَة نآلَت إعجآبكم؟؟
رأيكم في وصف الأشيآء ..هَل أَحتاج أن أصف أكثر؟!
مآذآ تَتَوقعون أن يحدث في الفصول القآدِمَة
فِي رعآيةِ الله .^^