عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2012, 03:22 PM   رقم المشاركة : 12
C O F F E
سولاريتشا!
 
الصورة الرمزية C O F F E





معلومات إضافية
  النقاط : 3660462
  الجنس: الجنس: Male
  الحالة :C O F F E غير متصل
My SMS اللهم مَن أراد بِي سُوءاً فردَّ كيدَه فِي نحرِه واكفِني شرَّه


أوسمتي
Pix214 -2- بدايةُ الرَّحلةِ, نحُوَ القصِر الغامِض ..




-2-

" بدايةُ الرَّحلةِ, نحُوَ القصِر الغامِض "


-2- بدايةُ الرَّحلةِ, نحُوَ القصِر الغامِض ..,أنيدرا


كاَنت مايَا قَد سارَت بمعنويَّاتٍ مُرتفَعةٍ هذَا اليُوَم ليَس
لأنُّه يُومُ عُطلةٍ فقَط, بَل لأنَّها متشوَّقةٌ حقَّاً لـ خُوضِ مُغامرَةٍ جديَدةٍ
تقُوَدها نُحوَ وجُهتِهمُ الِّتي حمَلت خلَفها الكثيَر مِن المُغامرَاتِ وَ الأسرارِ
الشَّيقَة.

وصلَت حيُث كُرسِّيٌ خشبِّيٌ كانَت رُوز قَد جلَست علِيه بهدُوءٍ
تتأمُّل مَا حُولَها لـ تُلِقَي مايَا بتحيَّةِ الصَّباحِ وتُجاوِرَ صديَقتها
الجلُوسَ بقُولِها :

- أتيِت مُبكّرةً هذِه المرَّة ؟!

ابتسَمت رُوز وهِيَ تلِتفُت إلَى صديْقَتِها :

- أجَل هذَا صحيْح, إنَّنِي
متشوَّقةٌ لـ رؤيَةِ ذلِكَ القصِر الغامِضَ !


لكِنَّ مايَا ردَّدَت بمرَح :

- أتعلَمِين ؟!, إنَّ مَن يراكِ تتحدَّثيِنَ
بمثِل هذِه النَّبرَةِ الرَّقيْقَةِ لَن يتصوَّر أبداً أنَّكِ
تمتلِكَينَ أيَّ نوعِ مِن الشَّجاعَةِ لـ آستِكشافِ
مكانٍ مُخيفِ كـ ذلِكَ القَصر !

قَهْقَهت رُوز وردَّدَت :

- حقَّاً ؟!, لَم أكُن أعلُم
بذلَك أبداً !؟


لكِنَّ مايَا انتَقلت بعَد ذلِكَ
بـ دافِع الفضُول إلَى طرِح سؤالٍ مفادُهـ :

- بالمُناسَبة, مِمَّن كانَت تلِكَ الرَّسالةُ
الِّتي كُنتِ تقرأيِنَها بالأمَس ؟!


غاصَت رُوز فِي صمِت تذُّكرِ ذلَك المُوقِف
المُحرِج حيَن تناوَلت عينيَّ جيني شيْئاً ممَّا جاءَ فِيها,
ولكِنَّ صُوَت الأخيَرةِ قَد علاَ لـ يقَطع سكُوَن الصَّمِت :

- إنَّها مِن ستيْف!

التَفتْت مايَا بفزعٍ وهَتفَت :

- جينِي ؟!, هَل تحُبِّيَن مُفاجئَة الآخريَن
دائِماً ؟!, ألا تُجيَديَن إلَقاءَ تحيَّةِ الصَّباحِ أبداً ؟!


لكِنَّ جينِي لوَّحَت لـ ثلاثةِ ظلالٍ
قادَمةٍ كانَ أصحابُها مألُوفَيْنِ كثيْراً إذْ
راحَت تصِيحُ بأسماءِهم :

- كارْل, ماكسْ , جيمي ! .. نحنُ هُنـااا

قالَتها فـ وقَفت كُلُّ مِن مايَا وروز فِي
تحيَّةِ القادِميَن, لـ يتوجَّهَ الجميُع نُحوَ القطارِ الِّذِي

توقَّفَ للتَّوِ وينِتهيَ الأمُر بِم فِي مقطُورَةٍ واحدَةٍ تجاوَر فِيها كُلُّ مِن
ماكَسْ وَ جينِي المقاعِد. بيَنما جلَس مُقابِلُهم كُلٌّ مِن جِيمي وكَارْل

ولكِنَّ مايَا ورُوز كانَتا خلَفهُم, مُقابَل أمراةٍ عجُوزٍ
استَسْلَمت للنّوِم لأنَّ رحَلتها كانَت أطَول مِن مُجرَّدِ التَّوِجه للغابةِ
حسْبما بدآ لهُما مِن أمتِعتِها الكثيَرِة
الِّتي لَم تسَمح لأحدٍ بالجلُوسِ
بجانِبها.

وكاَن جلُوس رُوز وماَيا بجوارِ بعضِهما,
وصَخبِ أحادِيث كارْل وَ جيمي وَ جينِي أمامُهم قَد سمَح
لـ مايا أنْ تِهمسَ بفضُول لَم ينتِهي :

- مَن هُوَ ستيْف ؟!

التَفَتتْ رُوز وعلاماتُ التًّساؤُلِ
لَم تُفارِق مُحيَّاها, لـ تٌكِمل مايَا :

- ذلِكَ الّذِي قالَت جِيني أنُّه كَتب
لكِ تلَك الرّسالَة ؟!

- آهـ, إنُّه لاعبٌ فِي فريْقِ
كُرةِ السَّلةِ فِي المدرسَـة !


- آآهـا, ولكِنَّنِي لَم أرهُ مِن قَبل ؟!

- أجَل, إنّه لَيَس فِي صفِّنَا !

أومأت مايَا برأسِها, واستمرَّ
حديُث الصَّديقَتِين حُولَ الكثيَرِ مِن الأمُورِ وصُولاً إلَى
توقَّعاتِهم بشأنِ تلَك الرَّحلِة, حيث كانَ
ذلِكَ هُوَ ذاتُه محَور حدِيِث
كُلِّ مِن كارْل وَ جيِني وَ جيمي !


***


وصَل الأصِدقاءُ إلَى الغابةِ أخيْراً بعَد رحلةٍ لَم تتجاوَز
ساعَةً واحدةً حيُث وصَلُوا فِي تمامِ العاشَرة.


كانَت غابةً واسعةً, يعدُّه سكُّانِ المديَنةِ كـ مُتنَّزِهٍ رئيسيِّ
لـ عُشَّاقِ التَّخِييْم والرِّحلاتِ الطَّويلَةِ إذْ كانَت مساحُتها شاسِعةً
لَن يقطَعها عابرٌ فِي يُومٍ واحدٍ .

ولَا تستِطِيعُ السَّياراتُ دخُولَها وخُوضَ

غمارِها بسهُولةٍ بسَببِ افتقارِها للطُّرقِ المُمهدّةِ وكثافةِ تلَك الأشجارِ الَّتِي تنِتشُر
وتتنافُس فِي طُولِها لـ تُخبِّئَ بيَنها الكثيَر مِن

الزُّهور والحشائِش والنَّباتاٍ المتنوَّعةٍ
بالإضافةِ إلَى العدَيِد مِن الحيواناتِ حيثُ كانَت بيئةً مثالَّيةً لهُم
لَم تمْسسَها أيدِ البشِر بعْد !.

فرَد ماكْس الخريَطة, بيَن يدِيه ثُمَّ أشار إلَى
نُقطَةٍ زرقاءَ قائِلاً :

- هذَا هُوَ مُوقِعُنا !

ومضَى يُحرِّكُ يَدُه نحُوَ نُقطَةٍ لوَّنَها بالأحمِر قائِلاً :

- وذلِكَ هُوَ القَصْر !

هتَفت مايَا الِّتي كانَت واقفةً إلَى يمِينه باستِياءْ:

- ذلِكَ بعيدٌ حقَّاً ولَن نصِلُه قَبلَ حُلولِ
الظَّلامِ !

- وهَذا ما يجُعل الأمرَ مُثيْراً أكثَر,
أعنِيَ أنَّ تلِكَ الأمُورَ الغريبةَ لَن تُحَدث إلَّا فِي اللَّيَل

قالَها جيمي الواقُف إلَى يسارِ ماكْس,
بـ سعادةٍ بالغةٍ, قُوبلَت بالتَّهُكِم مِن قبِلَ مايَا :

- حقَّاً ؟!, هَذا ليَس
سببْاً يدُعو إلَّا هَذا الكمِّ مِن السَّعادةِ جيمي !

لكِنَّ جيني كانَت إلَى صفِّ الأخيِر,
إذْ هَتفَت وِهِيَ تبِتعُد عُنه ببضعِ خُطواتٍ إلَى الأمامْ :

- علَى العكِس تماماً, يا صاحبَة
الوجِه الكئِيب !

صرخت مايَا بغضَب :

- ماذَا قُلتِي ؟!

لـ تلُوذَ الأخيُرة بالفرِارِ وَ تتْبعها
مايَا وهِيَ تصرُخ :

- سـ ألقَّنُكِ درساً لا يُنسَى, انتظِري فقَط !

لكِنَّ كارْل و رُوز الّذِين كانَ خلَف ماكْس وجيمي
قَد راحا ينُظرانِ نُحَو ذلِكَ المشهِد المُتكٍّرٍرِ دُوماً بـ ابتسامةٍ
هادئةٍ قاطَعها كارْل بقُولِه مُوجِّهاً الخِطابْ لـ ماكْس :

- ماكْس لـ نلَحقِ بِهما,
قبَل أنْ يضَيع أحَد فُهما لا تملِكانِ خريطةً أبداً !


وانَتهَت مُطاردةُ مايَا وجيني المُعتادةٌ بأنَّ
نفَّسَت الأخيُرة عَن غضبِها ونالَ مِنها التَّعُب قَبل أنْ تُلِّقَن
جيني ذلِكَ الدَّرَس القاسِي كما يحدُث مَعها دائِماً, وانتَهى بِهما
الأمُر إلَى تناسِي هذِه القصَّةِ , والسَّيرِ بجانبِ بعضِهما والاستِمتِاعِ
بتناُولِ البسكُويَتِ الّذِي امتلأتْ بِه حقيَبةُ جيني الصَّغيَرة!

بيَنما سار خلُفهما كارْل وجيمي ورُوز
وتقدَّم ماكْس المجُموَعة بصفتِه حاملاً لـ الخريطةِ
الِّتي سـ تُرشِدُهم لـ المكانِ المطلُوب .

وأثناءَ سيرِهم لَم ينسَى الأصدقاءُ تلطِيَف جوِّ
هذِه الرَّحلةِ اللَّطِيفَةِ بـ الكثيْرِ مِن الأحادِيث و الشِّجاراتِ
المُضحَكةِ .

قاطِعيَن مسافةَ ذلِكَ الطَّرِيق الطَّويِل إلَى أنْ نالَ
مِن مُعضِمهم تعبٌ أوقَف تلِكَ الأحادَيْثَ,
لـ يُعلِنَ مُعه ماكْس الّذِي انتبَه لذلِك :

- لـ نرْتَح قليْلاً, الشَّمسُ بدَأت تغرُب !

قالَها فـ قُوبَلت باستِحْسانِ الجمِيع,
ورضاهِم عَن هذِه الفكرَةِ بدءاً بـ مايَا الِّتي تنَّهَدت بعُمقٍ ورَمت
بأثقالِ حقيِبتهِا جانبِاً,

وكارْل وجيمي الّذِين تنَّهدا وقَد راح الأخيُر
يُردِّدُ بسعادَة :

- أخيْراً, هيَّا كارْل لـ نأتِي ببعضِ الحطَبِ ونُشِعلَ
النَّار. حتْماً نحتاجُ لـ تناوُل وجبةٍ ساخَنةٍ الآن


ومضَى الاثَنِين تاركَيْن لـ رُوز وجيني الانِضمام

لـ مايَا الِّتي جلَست فُوقَ جذِع شجرةٍ, أتَت بهِ بمساعدةٍ ماكْس
الّذِي انضَّم لـ رحلةِ البحثِ عَن الحطِب تلَك الّتِي لَم تُدم طُويلاً فِي مكانٍ

كـ هذَا . إذْ أتَى بهِ الثَّلاثُة وتحلَّقُوا حُولَه .

وقَد أخرَجت كُلُّ مِن جيني ورُوز الأطِعَمة الّذِيذَة
وشرائِحَ اللحَّمِ استَعداداً لوضِعها فُوق النَّارِ الِّتي أضاءَت ظُلمةً
باتْت تغُمر المكانَ تدريجياً !.

***



علا صُوت جيني حيَن هتَفت فجأةً
مُقاطِعَةً الأحادِيَث الجميَلة لـ المجُموَعة :

- آهـ, لَقد نسيُت حقيَبتِي خَلف
الأشجارِ ! يا إلهِي

لكِنَّ ماكْس هَتف بهُدوءْ :

- حقَّاً ؟!, لكِنَّ الظَّلام قدْ حلَّ الآن !

- أعلُم ذلِك, سـ أذُهب لـ البحِث عَنها
لَن أتَّأخَر

قالَتها وِهيَ تقِفُ فجأةً, بيَنما صاح
كارْل يُقاطِعُ اندفاعها :

- لحظةً واحِدَة, لا تذَهبِي لوحَدكِ !

- لا تقْلَق أعرِفُ مكانَها جيِّداً ! إنَّها خلَف تلِكَ الأشجَارِ
قريبةُ جدَّاً لَن يطُوَل غيابِي أبداً

قالَتها وركَضْت. لـ تُردِّد مايَا بَقلْق :

- هَل ترُكَها تذُهب لوِحدَها أمرٌ جيّد ؟!

وقَفت رُوز الِّتي كانَت مُنشِغلةً
بتأمُّلِ تلِكَ النّيرانِ أماَمها وتحرِيك الحطَبِ أسَفلها
بصعاً خشبيّةٍ رفيعَة :

- سـ ألحُق بِها !

قالَتها وقَد أشَعلت فِي العصَا بيَن
يدَيَها شُعلةً أضاءَت لها دربها , وَ جيمي الّذِي قرَّرَ
مُرافَقتها .

ومضَى الاثِنانِ ببُطءٍ يجُرَّانِ طريُقُهما, حتَّى
اختَفى طيُفهَما فِي ذاتِ الاتِّجاهِ الّذِي ذَهبت إلِيه جيني !


لكِنَّ دقائِقَ الانِتظارِ طالَت,
بشكلٍ رسَم القَلق وَ وجَل الانِتظارِ الّذِي علَّفُه
صبرٌ بَدأ ينفِذُ وتحوَّل إلى ذُعرٍ حيَن دوَت صرخُة رُوز

لـ يرُكضَ الثّلاثُة بلا وعيٍ إلَى مصدرٍ
الصَّوت .


يتبْع .. .. ..