مؤخراً لم أقرأ المزيد اكتفيت بالانتهاء من رواية 1984 لجورج أورويل وأُصبت
بالكآبة لفرط ما تناولت هذه الرواية أتذكرون حين قلت بأن عليَّ ألّا أقرأ رواية من
أدب السجون بعد " ذكريات من منزل الأموات " !؟
حسناً لقد فعلت أمر آخر فقد قرأت حكاية
تتحدث عن الحكومات والاستبداد وَ مصادرة الحريات رواية تندمج فيها السياسَة مع الخيال جنباً
إلى جنب فعلاً!
صحيح أنني لا أنكر روعة وَ مدى إعجابي وانبهارِي بفكرة جورج أورويل صحيح أن الرواية
قديمة لكنها مختلفة عن الروايات الأدبية الأخرى هذه الرواية تحتفظ بابتكارية فكرتها وكيف
أن السياسة والمفاهيم الموجودة في الحكاية لازلت تنطبق في بعض جوانبها المرعبة على مجتماعتنا
حتى هذا الوقت هذه الحقيقة صدمتني وأخافتني ، أشكال الترهيب والإرهاب والإضطهاد وكيف أن
الخوف النفسي وزعزعة المعتقدات والمفاهيم والإيمان من قلوب الشعوب هو ما يُسقطها حقاً
وليس الحرب بمعناها الحرفي فالحرب تخلق النضّال والنضال يخلِّد القضيَّة ويزرع القوة ويسطَّر
للشعب المناضل مجداً بينما الانسلاخ عن المفاهيم والمعتقدات يمسخ الشعب إلى آلة صمَّاء مكبلة بقيود
القوانين والأنظمة الصارمة وقد نسيت مفهوم الحرية حتى!!
الرواية تتحدث عن عالم ينقسم إلى 3 دول فقط :
" أوقيانيا - أوراسيا - وراسيا "
وفي الدولة التي تجري بها أحداث الرواية أوقيانيا يُمارَس الشعب حياتهم تحت ضوء
القوانين التالية : " الحرب هي السلم ، الحرية هي العبودية ، الجهل هو القوة "!!
وعن رجل يدُعى ونستون يبدأ بمقاومة أفكاره الداخلية في عالم لا يحق للشعب فيه أن يفكر
أو يتنفس أو يأكل أو يشرب او يلبس إلا ما تضعه وتقرره الحكومة له ، فجأة تستيقظ الذكريات في داخل
ونستون ويبدأ بالشعور بالذعر من ذاته ويحاول التغطية على ما يمرَّ به وإيجاد منفذ لكل ذلك
خصوصاً وأن كل منزل مُزود بشاشات مراقبة ترصد أدنى تغير على المرء مثل شخصيته وَ إيقاع تنفسه
وتعابير وجهه!! مكبلاً بكل تلك القيود يحاول ونستون بشدة أن يجد ذاته ويفهم العالم المشوَّه من
حوله فهماً أكبر
صدقاً الرواية كانت فضيعة جداً جداً ، أريد أن أحكي المزيد عنها لكنني أخشى أن أفشيها
لكم وما يحدث فيها بل إنني لم أذكر لكم كل الشخصيات الموجودة فيها لأن من الأفضل لكم قراءتها
واكتشاف ذلك بأنفسكم ، بالنسبة لي استفدت من طريقة شرح " الرأسمالية والاشتراكية " وتأثيراتهما
السلبية كثيراً وسخرية جورج أورويل السوداء من هاذين النظامين ، والحكاية ليست معقدة لا تقلقوا
فهي توصل مفهومها حتى لمن لا يحب السياسَة مثلِي ! لكن كل ما يمكنني قوله هو أنها مؤلمة جداً جداً
وحين حاولت فتح الكتاب التالي لم أستطع لذا أخذت استراحة منذ أنهيتها وحتى هذا اليوم دون أن أقرأ
شيْئاً جديداً أظن بأنني اكتفيت بالألم الذي جلبه لي خيالي الذي تراءت أمامه مشاهد تلك الرواية
لكنني لا أنكر جمال طريقة سرد الكاتب لأفكاره ورسالته فيها
وعلى أيَّةِ حال ، من بعد هذه الرواية أنا عالقة في الحيرة من بعد هذه الرواية
لذا ربما أعود للقراءة من خلال كتاب خفيف وصغير ^^ مستبقلاً
اهـ صحيح ،
ما رأيكم بالقراءة الجماعيَّة لم أجرب ذلك من قبل لكن البعض أثنى على
مثل هذه التجارب ؟ هل تؤمِنون بجدواها ؟
