عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-2013, 12:01 PM   رقم المشاركة : 13
حكآية روح !
 
الصورة الرمزية حكآية روح !





معلومات إضافية
  النقاط : 18061
  علم الدولة: علم الدولة United Arab Emirates
  الحالة :حكآية روح ! غير متصل
My SMS عطرك فاح بالأرجاء ...ولنا لقاء


أوسمتي
رد: في دمائي ...ترتشف مشاعر دامية !!




" كيف ؟! "

مرّ أسبوعين على بقائي في هذه المدرسة ذات الطراز المخيف بنظري ....لم يحصل أي شيء مما كنت أتوقع حدوثه ..ولكنّ في هذا اليوم بالذات وبينما كنت متوجه الى فصل كازوكي ...ألتقطت أذناي موجات صوتية مؤكدة الشعور الذي يخالجني .

-لين ! ...لماذا تلتصق بي كما يلتصق الطفل بأمه ؟!

هذا صوت "ريو " ..لقد بدا في هذه اللحظة شخصاً آخر متوحش ...ألصقت جسدي بجذع الشجرة لأ لتقط المزيد من الموجات الخبيثة ....بعد برهة من الصمت أنفرجت شفتايّ لين تصلصل :-

-لا يصح لأحد مثلك ...أن يرافق شيميزو الساذج ...فأنت تعلم جلياً موقعه هنا !!

-ماذا تعني ؟!

-بلا ريب أنت تخشى من كشف ماضيك الأسود !!

ساعدتني أستدارة ريو الى الخلف على الرؤية بشكل واضح لملامح وجهه المتوترة ...والوجلّة ..وهو يرص على أسنانه بقوة ...وأخيراً زمجر بصوت عالٍ :-

-ليس بأمكانك لمس شعرة من شيميزو وأنا على قيد الحياة !! ...
فأردف :-

-لن أسمح بتكرار الأمر أبداً !!

تبلدّ ذهني عن التفكير ....وتشتت أفكاري في خضم هذا التصريح المرعب ...كما توقعت تماماً ...هنا رائحة خطر وغدر تلّف حولي بأنسجام مع شخصيتي الساذجة ...لقد أيقنت الآن بأنه دوري لأعتلي منصة الحوار ...حثتت رجلي على السير الى تلك الباحة ذي الهآلة السوداء ...فأنتصبت بشموخ أرمق لين من ركن عينيّ وهو يهب واقفاً على قدميه ...فأردت أن أنهي هذا الحوار برمته بتصريح فيه شيء من القوة ...والنباهة :-

-ليس لأعضائي القدرة على الكذب ....فأنا سمعت أسمي يتلفظ هنا !!

بكل برود ...وبأستدارة مريبة ...وبكلمات أنبثقت بمشاعر جليدية :-

-"ريو " ....الراوي هنا !!

بكلماته الحاصفة والقليلة أنهى لين بداية هذا الشجار ...فالتفت من فوري الى ريو ...الذي بدا مصفوعاً بحديثي وبدّلت ملامحي العابسة الى أخرى ذي شكل محببّ فطمأنته بكلام زائف :-

-لم أسمع أي شيء هنا !! ...ولكنّ رأيتك متوتراً ..فأردت التخفيف عنك !!

-شيميزو !!
أعلن ريو بها ..أنهياره التام ...بطمأنينة يشوبها قلق جارف حيال ذاك الأمر ...
أمسكت بمعصمه وأبتسمت بهدوء وقلت :-

-مارأيك أن تقابل كازوكي ؟..الذي أخبرتك عنه !!

-أعتذر ...لدي موعد مع أحدهم ..إنه ينتظرني بالجوار !!

لمست بتلك النبرة قليلاً من الراحة والهدوء ....الذي ماكان سيصبح أذا لم أتدخل من فوري ...كانت فرصة مناسبة لأستمع لكل ماكنت أريده ...وأطمع لمعرفته ...ولكنّ شفقتي بحالة ريو أثنتني عن التجسس .



وقت عصيب مرّ علي وأنا أحاول أختلاق عذر مناسب لكازوكي وقد أبدى أستيائه من تأخري الدائم غير المبرر ...لمحت أشارة من عينيه ..خمنت بأن الشك بدأ يتسرب أليه كماينتشر المرض في الجسد ..لكزته لكزة خفيفة في كوعه وأجبت تلك النظرات العابسة بكلمات غاضبة :-

-لم أنسى صداقتك كازوكي ....بل أنت الوحيد الذي أدمنت وجوده هنا .

أدمان ؟...شعرت بأني تلفظت بكلمة غير لائقة ..أردت تفادي الخطأ الشنيع لكنّ كازوكي وبلطفه المعتاد جرّني خلفه وضحكاته تردد صداها في الباحة ....أبتسمت مرغماً ....فأحساس السعادة قد تبلدّ تماماً ..أبتسامة زائفة ...كما يقال ..
منظر الساحة العاجة بالطلاب ...منظر يوحي بالرهبة.... في هذه اللحظة وافتني أشارة حسية غريبة ..."الكل هنا قاتل" ...غيّرت مجرى التفكير الروتيني ..فصنعت عالماً مليئ بالشر وعصابات الشوارع ..ليست مدرسة ..منظمة أجرامية مسمى رائع ..هل ياترى قد أثر بي الحديث العابر؟! ...لا أدري لماذا لا أصدق نفسي بأنه أمر حقيقي ..الى متى سوف أجري وراء الأوهام ..لقد سمعته ..دخولي لهذه المدرسة مرتب له بعناية ..كل شيء قد أتم بأحترافية ودقة ..أنا أشبه بكلب يبحث عن عظمته المناسبة بين كومة من القمامة ...

-شيميزو ....هل سافرت بعيداً ؟!

نظرت الى كازوكي برهة ...ما كان يجب عليّ جره الى هنا ..أنا من طلب منه التسجيل بهذه المدرسة ..سحقاً لي ...تباً !! ...لم أنتبه إطلاقاً الى العالم المحيط بي ...ركزّت وصببت جلّ أهتمامي بما سوف يحصل ؟! ماذا يخطط لي ؟! هذه الأسئلة ضجت بعقلي وتصارعت مع الآمال التي بنيتها ...مستنقع أفكاري فاض بالكثير والكثير من التساؤلات .من هو الصياد الذي سوف يخرجني منه ؟! وددّت لو أكون سمكة ...
ضحكت بخفة فأثار ذلك خنق كازوكي وصاح بلهجة مخيفة :-

-شيميزو ...هل أنت مجنون ؟! ...لم تكن تسمعني صحيح ؟!

مالذي يجري ؟! فقط أنظر على كازوكي ولكني لا أستطيع التلفظ ...لقد تذكرت نظرة واحدة بعثّت بنفسي موجة من الذعر والخوف ..عتمة العينان ..شر يقبع بالوسط جعلني أصرخ كالأبله ....تداركت نفسي وحضنت رأسي بين راحتيّ ..كابوس ؟! كل ذلك كابوس ؟!
لا ..لم يكن كذلك ...أشارة تهديد أرسلت مجدداً ..هذا مخيف ..تشبثت بقميص كازوكي الذي قد أمسكني بيدان مرتعشتين ..جلّت ببصري ليستقرّ على قامة مثيرة ...

-ريو ....أريد ريو !!

-أهدأ ..شيميزو !!

لم أستطع ....لم ألقي بالاً على كلمات كازوكي ...حرّكت يدّي بعنف .أردت التملص من قبضة كازوكي ...هدوء ممل طغى على حصن أفكاري ...أنبعجت ملامحي في لحظة ولادة جيل من الأفكار المخيفة ...أستلقيت على سريري الأبيض ...كازوكي بجانبي وبجانبه قامة قصيرة جداً ...شعرت بأنها لحظة الموت التي عانتها أمي !!

-شيميزو ...عزيزي ...شيميزو ...شيميزو

شيميزو ؟! .....فتحت عينايّ ببطء لأجد تلك الملامح الحزينة ...أول شيء يقع بصري عليه "وجه كازوكي " ....أبتسمت وتضارب الدموع بمقلتيّ يعيق تركيزي ...أودّ أن أنهار وأفرغ دموعي كاملة ....فتحت عينايّ على وسعهما جراء أحتضان كازوكي لي ....لقد شعرت بدموعه الحارّة تنساب على خديه لتلامس كتفي العاري ّ ...

-لقد أغمي عليك شيميزو ...خفت بحقّ

أضاف جملته الأخيرة وضرب بيده على كتفي ...حرّكت لساني ببطْ نتيجة ثقل أنتصب على طرف لساني ..وكأني قد أصبت بنار منعتني عن الكلام :-

-كازوكي ...لاتقلق ...أنا بخير الآن

كلمة واحدة لو أضفتها لكنت غارقاً ببحر من الدموع ..رغبة البكاء تعتصر فؤادي ..شعرت وكأن روحي تتخبط بالظلام ...أتنفس بصعوبة ...صدى كلمات كازوكي يلّف ثنايا الظلام وأشباحه ..وطأت برجليّ الأرضية الباردة ...فسحبت كازوكي من طرف قميصه وأشرت على قميصي الملقى على الكرسي بأهمال واضح ..

أمسكته وساعدني كازوكي على أرتدائه ...لم أغلق أزراره لأن الطبيب طلب مني ذلك ......حاولت أن أتذكر الأحداث السابقة ..فلم أتذكر سوى النظرة الصادرة من سواد عينيه ....أتجهت بنظري الى كازوكي الذي أتخذ له مقعداً بجواري ..فتحت فمي لأقول شيئاً ما ولكنيّ أنصت الى صوت قوي يصرخ بداخلي يمنعني من البوح بأي شيء !!




عائداً الى ذكريات سخيفة متمثلة.بطفولتي ..هذا كل ماحاولت التفكير به وأنا أعود الى الفصل بعد تبديل الزّي الرياضي كنت أفكر بالأستلقاء على أرضية الصف الدافئة ريثما يعود البقية ..فتحت الباب بهدوء بخلاف نفسي المتضاربة والضعيفة أو الساذجة كما قال السيد "لين " ..لايناسبه هذا الأسم أبداً بدأت أشك بكونه بشري أو طالب عادي ..نفضت رأسي بقوة لأمنح نفسي دقائق من الراحة النفسية ناهيك عن الحالة الجسدية الموجعة ..

النهاية ....بدت أشعتها تنعكس على محيط عينايّ ...إنه لين !! ...تجاهلته فقد أصبح بالقائمة السوداء والمهمشة لدّي ...ليس لدّي أدنى فكرة عما جرى حينها سوى أني صفعت به جالساً على كرسي ريو وقد خيّم الحزن على صحراء عينيه ...أختفى الظلام وتبددت عتمته وتلاشت من محيط عينيه القاسي ..من يكون ؟! شاب غريب !! ....بعد دقائق من الصمت ومحاولتي للسيطرة على كباح مشاعري أطلقت تلك الشفتين تنبسان :-

-شيميزو !! ....أنا على علم بما تشعر به ناحيتي ...ولكنّ

صمت فترة وتحررت دمعة من عيناه ليكمل بعدها :-

-يتيم ...هذه المدرسة لاتجيد معاملة اليتيم ....بأعتقادهم بأن هذا عيب على الأنسان، بعد معرفتهم بأني أسكن بدار ملجأ الأيتام "كوزامي" تنافروا عني جميعهم واحداً تلو الآخر ومنهم "ريو " ...ليس هناك مايحاك ضدّك ...أردت بالحديث المقصود أن أجعلك تكرهني بعدما علمت من ريو بأنك قد أعجبت بهيئتي الزائفة !!

تصريح آخر ...يحمل الكثير من الأحاسيس ..رعب و خوف وحزن وألم ...تكابلت عليّ بدون أن تمنحني فرصة للأجابة بل أكتفيت بهمر الدموع التي شقت طريقها على خدّي ....تلك معاناة أفقه آثارها جيداً فلقد خضت بغمارها بدون أسلحة أو طرق ذكية ...شعرت بالسعادة لأنه وأخيراً أظهر مشاعره المكتومة والتي بدّت جليه عندما ضمني أليه وأندفع بالبكاء .

-أبتعد عنه شيميزو !!

قطع "ريو " الموقف الدرامي الحزين ...لتتصارع أنفاساً عديدة وتتحاقد أنظار مخيفة في البقعة الخلفية في الفصل أنتصب "لين " بعد أن قذف به "ريو " أرضاً ....حدّق "لين " بي كمن يطلب المساعدة ألا أني لم أحقق له رغبته بل جمدّت بمكاني أراقب الوضع الساخن في ساحة الحدّث

-"لين" ...أبتعد من هنا أيها المنحرف!!

أنسحب "لين " بهدوء فتبعته على عجل ...وريو لم يكف عن تحذيري الى أن تلاشى صوته تدريجياً ....وقفت بجانب شجرة التوت وأنا أرقب "لين " ....أفتربت ناحيته فكزيت على أسناني بقوة حتى أدميت شفتايّ فنبست بكلمات ...ماكانت لدّي الشجاعة قبلاً على البوح بها :-

-"لين" ......أنا أيضاً ي..ت.يتيم !! ...لا أملك حضن أمي ولكني أملك حضن أبي ...نعم !! ..وضعك يشابه وضعي

-لا أملك أي حضن !! ....لقد توفيا !!

-لين!!

يتيم ؟! لا يملك أيِ من والديه ....هذا مؤلم ....الدموع التعبير المناسب لهذه المواقف التي يصفعني بوحها المؤلم ....هل أكتفيت حقاً ؟! لا مازلت أنحب وبشدة .....حصل خطأ ما ...كنت قبل قليل خائف منه ..ولكني الآن أضمه أليّ وبكل قوة ....أنا لست طبيعي ....أشعر وكأن جسدي قد خانني وأصبح يتحرك بلا رقابة مني ..مايمليه عليه قلبي فقط .....أزيل عقلي القائد الرئيس لأفعالي ...فظيع ...لا أتصور ذلك أبداً !!





لن أندم على أمرٍ أقترفته البتة ....هذا مافكرت به وأنا أرمق ريو مستفسراً عن غضبه غير المبرر ...أسترقت نظرة جانبية عليه ..حتى لو أظهر ملامح العنف ألا أنه يبقى مرحاً ومشاكساً ...لا تناسبه تلك التكشيرة أبداً ...رفعت أصبعي السبابة محاذاة حاجبيّ وأشرت لريو بطريقة عابسة .....أسفرت محاولتي بفشل ذريع ...أحسست بتحطيم بالغ جراء نظرته المرعبة!!

بأنتهاء الدوام المدرسي وأثناء همّي بالخروج أمسكني "لين " من ذراعي وقال لي :-

-شيميزو ....سوف نذهب معاً الى المحطة !!

أجاب ريو بدلاً عني بفعل عنيف من وجهة نظري ...فلم أستطع السيطرة على أعصابي الذابله فرفعت يدي لأوجه له صفعة عنيفة ....خلال قبضي ليدّي عاتبني ضميري ووخزني بأبرة الألم التي لا تكف عن وخزي إطلاقاً ....مازال ريو واضعاً يده على جبينه يستفسر مني تصرفي الفظيع بنظراته المتفاجئة والتي سرعان ماتحولت الى أشعة نيران أحرقت علاقتنا بكلمات صاعقة :-

-لاتكلمني بعد الآن ....متبرئ مما سوف يجري معك !!

قالها وخرج مسرعاً وسط نظرات الطلاب وأستنفارهم من تصرفي الطائش ...حوّلت نظري الى لين فقال لي :-

-صفعته ...بسببي!!

-كلا ...مافعله سوف يسحق ماتبقى من مشاعر لدّي !!

سمعت صوت كازوكي محذراً الطلاب من أيذائي بعد أن سمع صراخي وبكائي فأستطاع أن يقابل لين ..جال بنظره بيني وبين لين فوجه تهديده الى لين :-

-هل أنت من قام بذلك ؟! ....سوف أحطمك الآن !!

أمسكت بيده ..مخفضاً رأسي وعينايّ تدران الدموع بلا توقف ...حملت حقيبتي وصرخت بعنف :-

-إنه بريء ..كازوكي !!

حلّ الشجار بخروجي من الفصل ....حائر ...أنقطعت السبل أمامي وخاصة ّ عندما أتيت الى المنزل ولم أجدّ أي أثر لوالدي ...الذي أفتقدته بهذا اليوم ...آويت فراشي مبكراً وقد تنبهت الى الحافة التي تقف عليها مشاعري ....أودّ أن أنهار ...أنهار ..نعم ...أنا على وشك الأنهيار ...أنهيت يومي بالبكاء على الوسادة ..لأغرق بنوم طويل .



في النهاية ...
طلبت مني حكآية انها تسألكم سؤال
وش رأيكم بالفصل والرواية لحدّ الآن ...وبكل أمانة


بااااي



* خرب عندي التنسيق ...أعطتني تنسيق وااايد حلو
أن شاء الله ترجع وتردّ عليكم وتنزل الفصول =)



  رد مع اقتباس