عرض مشاركة واحدة
قديم 21-11-2013, 02:06 PM   رقم المشاركة : 15
حكآية روح !
 
الصورة الرمزية حكآية روح !





معلومات إضافية
  النقاط : 18061
  علم الدولة: علم الدولة United Arab Emirates
  الحالة :حكآية روح ! غير متصل
My SMS عطرك فاح بالأرجاء ...ولنا لقاء


أوسمتي
رد: في دمائي ...ترتشف مشاعر دامية !!

" رائحة خانقة "


هل مازلت على مايرام ؟! تسألت بنفسي وأنا أرفع الغطاء من فوق رأسي ..كنت أتفحص يداي وألامس وجهي لأتأكد من هوية هذا الجسد الذي أرتديه الآن ...نعم لا أتوقع بأنه جسدي ..شيميزو السابق كيف وافته الجرأة على لطم "ريو" ولأجل من ؟! ..لأجل لين الذي كنت أخشاه وأرتعب خوفاً منه وفي الأمس وقفت بصفه ضد "ريو " الذي ما تمضي دقيقة واحدة ألا وأشعر بالسعادة والهدوء بجانبه ..ماهذا الشعور الذي أختزنه ؟! ..شخصيتي متناقضة تماماً .





أبتسمت ساخراً على أفكاري الغريبة التي لن يصدّقها أي شخص عاقل ثم غسلت وجهي محاولاً تبديد أي ملامح للحزن والكآبة ..فاليوم بداية الأجازة الأسبوعية لن أعكّر مزاجي بمواقف تافهة ..توقفت لحظة عند كلمة "تافهة " ليعيد شريط الذكريات ما جرى في الأمس ..في هذه اللحظة تمنيت أن أكون مجنون أسير بلا هدى ولكن مالبثت أن نفضت هذا عن رأسي فالصحة تاج على رأس الأصحاء ..لن أكون حجوداً لنعمة عظيمة منّحت ليّ





أتجهت بنظري الى طاولة الطعام حيث أنتظر كوب الحليب الصباحيّ الذي يعده أبي ...من المخجل جداً حصول هذا ثم إنني لا أحب ذلك ولكنّ أبي من يصرّ على تناوله وفاءاً بوالدتي التي كانت تقوم بذلك كلّ صباح منذ أن نصحهما الطبيب بحجة أن جسمي ضعيف .....توقفت عن التفكير فقلصت يدّي حول الكوب وأنا أنظر الى ورقة مطوية على الطاولة آنست وحدة الكوب فتحتها بلطف وبدأت بقرائتها بصوت منخفض :-



عزيزي شيميزو :-

صباح الخير ...يجب عليك ردّ التحية ياطفلي فالأطفال الجيدون يطيعون والدهم بكل شيء



حوّلت ببصري ناحية النافذة فشعرت بحماقتي وأنا أردد :-

-صباح الخير ....طفلك جيدّ وأنت تعلم هذا .

فتحتها مجدداً وأكملت :-

عزيزي ..كوب الحليب الصباحي بأمكانك تسخينه ..أنتبه بأن تصاب بأذى

وأعتذر جداً على عدم مقدرتي بمرافقتك للبيت الريفي فالأعمال قد تكابلت عليّ ومن كل جانب

الأمضاء :- والدك





قبضت عليها بكل قوة ...ماذا يقصد ؟! هذه أول مرة يتعذر فيها ثم إني أعلم بأن عمل والدي سهل فهو مدير شركة ولايعمل بأيام الأجازة أبداً.... في النهاية أستسلمت للأمر فليس هناك أي فائدة من التذمر أو الغضب فهذا لن يغير من الواقع .

تنهدت بضجر على حالتي التي يرثى لها ..وحيد ...مشتت ...حائر ..ضيق يلتف حولي وكأنه يريد تفتيتي بأي طريقة كانت ...شعرت بدوار طفيف وأنا أعدّ فطوري المتكون من رغيف خبز وبعض الجبن المملح .



,*




أرخيت جسدي على المقعد الجلدي الأسود الذي يقبع بمكتبة والدي ..ليس هناك أي مانع أن أستخدم مكتبته لمراجعة دروسي والأستعداد للأمتحانات لطالما تمنيت أن أجلس بها لوقوعها على الحديقة المليئة بأزهار الجورجي والياسمين ....عضضت قلمي متطلعاً الى الساعة التي تجاوزت الثامنة ففكرت بأنه يجب عليّ إنهاء دروسي فربما سوف ينهي أبي عمله باكراً .

أمنيات غاصت بعقلي وأنا أعيد أدواتي المدرسية الى منزلها الجلدّي المسمى بالحقيبة ..قذفت بها بعيداً بطريقة لاشعورية وأستلقيت على الأريكة ممسكاً بريموت التلفاز متنقلاً من قناة الى قناة الى أن قررت البقاء بقناة "أم بي سي " ..مايعرضونه الآن أفضل مايعرض بالقنوات الأخرى .





طرقات عنيفة على الباب أنتشلتني من مستنقع أفكاري لأقف على قدميّ متسائلاً عن القادم .... ظننت بأن الشر قد بدأ ببث أشعته عليّ ...ولكني طردت هذه الفكرة من رأسي فأنا أعلم جيداً بأني لم أحتك بلين كثيراً حتى يعثر على منزلي

قفزت فكرة الى رأسي

"ماذا أذا كان يقتفي أثري طوال تلك المدة ؟! "

أنتفضت بشدّة وأنا أتخيل كوّن لين يودّ قتلي وبهذا اليوم المناسب حيث لا آنيس لدّي سوى أثاث المنزل ..



أيجاد الشجاعة وبمثل هذا الوقت أمر مستحيل وخاصةً بحالتي ،كان يجب أن أتحصن بأي شيء ...التقطت السكين من فوق المنضدة ودسسته في جيبيّ لمواجهة أي محاولة قتل خاطفة



توجهت الى الباب في ذعر حقيقي فمددت يدي لأفتحه ثم وصلني صوت عبر الباب في ضيق واضح :-

كازوكي :- هل أنت نائم أيها الكسول ؟!

كازوكي ؟! ....لكن مالذي يؤكد هذا ؟! ...ربما يتقن أستخدام اللهجات الخاصة وخلف ثياب الجدة كان الذئب ...لذلك يجب أن أكون في غاية الحذر ..



فتحت الباب على مضض ليقف كازوكي بقامته الطويلة وتقطيبة حاجبيه تبين مقدار الضيق الذي قد فتك به ...حرّك تيار الهواء الساخن من الخارج والتقائه بهواء المنزل البارد شعوراً بالسعادة والهدوء بداخلي ...



كان كازوكي قد بدأ يضيق ذرعاً من تصرفي الحذر معه الى أن قال بكل حدّة :-

كازوكي :- الجو حار ...وأحتاج لبعض الأنفاس الباردة !!



تنبهت لهذا الأمر ..فلقد بقينا بالخارج نصف ساعة تتخللها أحاديث مكررة عبرّت عن آسفي خلال أبتسامتي التي أيقنت بأنها غير حقيقية ...تلمست الباب بيدي من الخلف فأدرت المفتاح لأسمع صوت الرّتاج ينفلت بحدّة...



من فرط المفاجأة أحسست بدوار خفيف وأنا أنظر الى مقبض الباب المكسور فهتفت بحدّة :-

شيزو :- كازوكي ...لا أظن من أنه أنكسر من تلقاء نفسه !!



شاركني كازوكي الرأي فدرت حول المنزل لأصل الى النافذة السفلية وأدخل من خلالها ..ولن أصدّق ماأراه ...أمر لا يمكن تصديقه

تلك بطاقة دعوة لحضور زفاف حقيقي ...أنا أكاد أجزم بأني لا أحتاج الى دليل ليبين لي حقيقة مايحدث ..



مال كازوكي على الطاولة فالتقطها بحذر فأسرعت بأتجاهه لأنتزعها منه ..

صرخ بقوة :-

كازوكي :- ماهذا؟! ..حباً بالله !!



لم يكنّ لديّ أجابة لهذا بل أكتفيت بتقليب البطاقة بكفي عدّة مرات لأصعق بالنهاية بصورة والدي وقد ألصقت على جانب البطاقة وبالجانب الآخر صورة شخص أكدّت عينايّ بأنها لاتعرفه ..



فتحتها بعجلة لترتسم تلك الخطوط في الوسط والتي كنت أخشى من وقوعها

ندّعوك لحضور زفاف والدّك "

وقاحة عظمى ...ولا أعرف مسمى مناسب لأصنفها به ...لقد كانت تلك الدعوة مقصودة وقد خصصت لي شخصياً ..حقاً هذه صورة والدي !!

الذي أكدّ هذا الأمر هو فتحه لهذا الموضوع الذي سرعان ماأغلقه بأعذار واهية ..



دسستها بجيبي عندما رأيت كازوكي قادم ناحيتي ودهشته قد طغت على ملامحه اللطيفة ...تعامدت عدم الأصطدام به والصعود الى الطابق العلوي حيث تقع غرفتي !!



أخرجت تلك البطاقة الكريهه من جيبي تأملتها للحظة ثم شعرت بأنفلات ضحكة ساخرة من فمي ...هذا هو ماكنت أخشاه



لقد حصل وأيضاً بطريقة وقحة دُعيت أليه ...يُراد مني أن أشهد هذا الموقف الرومانسي البغيض وأن يُستمتع بمشاهدة دموعي وتفكك أعصابي وتدهورها ...

نعم ...أنا لم أعدّ قادر على تحمل شيء ...كان هذا الخيار الذي صنعته بعنف وأنا أخرج السكين من جيبي وأرفعه قصداً لأشج رأسي وأشج كل حزن وموقف عصيب قد تأزم بحياتي



لأنهي شيئاً أو مخلوقاً يسمى "شيميزو " ....لقد أستسلمت ...لقد سقطت

أن أنتحر وأقتل كل شيء بداخلي و..و



بتر أفكاري أندفاعة قوية من الخلف ليسقط السكين على المكان الخاطئ

صرّخت بقوة وأنا أشاهد عين كازوكي تنزف دماً ...ماهذا ؟! ...مالذي أقترفته ؟!



لم أستطع التحدّث ...بل أكتفيت بأهدار الدموع عبثاً وأنا أشاهد كازوكي تتبدّل سحنته الى أخرى غاضبة وهو ينطق بكلماته بحدّة :-



كازوكي :- حباً بالله ...مالذي كنت تنوي فعله ؟! هل تودّ الأنتحار ؟! شيميزو يجب أن تسيقظ ..الأنتحار ليس الحلّ الصحيح لحلّ أية مشكلة ...



كان يتنفس بصعوبة وهو يكملّ كلامه بصرامة غير معهودة :-

-لم تعدّ شيميزو الذي أعرفه ...هناك شيء يختفي بداخلك ..شيءُ غامض تودّ كتمانه والأحتفاظ به لنفسك !!



شعرت برعشة تسري بجسدي ...هذه اللهجة لم أعتادها منه ..كما أن جرحه قوي ولكنه لم يسمح لي بالأقتراب منه بل أكتفى بالخروج من غرفتي .



,*



مرّت ساعات طوال وأنا راقد على السرير دون أن أغمض عينيّ ....الذي يسمى بحالتي الآن أستدعاء شر الشيطان ...وعلى ماأعتقد بأنه مسمى رائع ويليق بالخلوة الضميرية التي هزّمت أمام أفكاري الشيطانية المتتالية ...


أستنشاق هواء نقي يعيد لهذا اليوم صفائه بمخيلتي كان الأنسب برأيي ...مازلت لا أستطيع النظر الى يدي التي تسببت بأذية عين كازوكي ....


كان الجو حاراً في الصباح ولكن الحرارة المرتفعة تلاشت بعصره فبدا لي الجو خلاباً ودافئاً وأنا أمرّ على البحيرة الواسعة ...أشق طريقي الى مكان غير محددّ وأجرّ كياني المتأرجح بين فكيّ الموت الى لاشيء ...!!

رؤية تلك الأبتسامات والضحكات من فم الأطفال والشباب من أمثالي جعلتني أشعر بالحقارة من ذاتي وحالي الذي ألت أليه ...كرّهت كل شيء من حولي


فقط هناك ماشدّني وجعلني أنسى كل شيء ..إنه ريو !! ..نعم ريو يتجول بين تلك الأزقة البعيدة والتي تبعد عن البحيرة مسافة ليست بالقصيرة أو الطويلة ...قبضت على يديّ بقوة وأندفعت بأتجاهه حتى أستطعت أن أمسك معصمه من الخلف

كان في حالة يرثى لها ...وقد فاجأني حاله ..قميصه الأبيض ممزق ويكشف جسده النحاسي الصلب ...بنطاله بدا وكأنه قد خاض صراعاً عظيماً مع أحد مصارعيّ الملاكمة ...


تحدّثت بدهشة بالغة :-

شيزو :- ريو ؟! ...مالذي جرى لك ؟!


التفت أليّ بوجه شرس وأنسدلت خصلات شعره الأخضر على جبهته لتخفي بعض الجراح العميقة على وجنتيه ثم تحدّث بطريقة مستفزة :-


ريو :- آه حسناً ..هذا ماخلفته صفعتك في الأمس !!


أتسعت عينايّ بقوة حتى أني شعرت وكأنهما سوف


تخرجان من مكانهما ثم صرخت بقوة :-

شيميزو :- لا ....هذا مستحيل !!


هتف ريو بحدّة :-

ريو :- ماهو المستحيل؟! ...لقد كانت هذه صدمةً لي

وبكل معنى الكلمة ،هذه لن تمرّ بسهولة شيزو !!


أضاف جملته الأخيرة وأشار الى وجنته المليئة بالكدّمات ...تقدمت ناحيته كالأبله كنت أودّ أن أتعذر بشيء ولكن كلماته قد جعلت قلبي يُقذف ببئر عميقة لا أسمع بها سوى صوته الصارم


ريو :- كازوكي ...عينه قد تذوقت عنادك وتهورك ..وأنت لاتعلم!!


مال نحوي بجدّية بدّت عنيفة ونظرة مخيفة أكتست محيط عينيه فقال مستطرداً :-

ريو :- لاتعلم ...بأن لين هو قاتل مأجور فقط !!


بهذه العبارة أستطاع ريو أن يغرس رمح في قلبي ليسيل ويكوّن مجموعة من حمقى مشاعري التافهة !!


,*



هطل المطر على المدينة كما تساقط الألم وبغزارة على أرض قلبي ...لقد كانت دقائق لن أنساها أبداً ..رؤية وجه ريو بذاك الشكل جعلني أقرّ بأعماقي بأن هناك من يختبئ وراء كل هذا ..ربما يكون شخصاً قريباً أو يكون فرداً يعرفني حقّ المعرفة !!



بتُ الآن جازماً بأن هناك سراً تخفيه تلك المدرسة ...سر يلتهم حتى علاقاتي الأسرية ..لماذا؟! خان أبي تلك العلاقة التي بيننا ...مالذي يفيده من الزواج ؟! أيودّ تحطيمي ؟! أم أني عبء وضع على عاتقه ...أذا كان أبي يتصنع وجهاً لطيفاً ويخفي آخر أشدّ شراسة وكراهية لماذا لا يظهره أمامي؟! ..ليس هناك سبب يدعوه ألى أخفائه ...



صوت صرخ بداخلي يحذّر من هذا الزواج وآثاره ...سوف أكون مجرد قطعة من قطع الزجاج المتناثر والتي لاشكّ بأن مصيرها سيكون الى القمامة حتى لاتسبب أي أذى



هكذا صورت نفسي دوماً وقد شعرت بهذا في هذا اليوم !!

نفضت الغطاء عن رأسي ونزلت الى الأسفل لأشرب بعض الماء ..ولكني توترت عندما رأيته يخلع ملابس العمل ويلقي بها بأهمال على الأريكة ...



يحاول وبأي طريقة ألا يثير الشكوك ضدّه ...أنا متيقن بأنه قد خلعها في منزله الآخر وعاود الظهور بملابس العمل الرسمية ...لم أعدّ أهتم حتى لو تزوج نساء العالم بأكمله !!

فأنا لدّي من الهم المدرسي مايكفيني !!

والد شيميزو :- شيميزو ..لقد قلقت عليك وخاصةً عندما رأيت حذائك ومعطفك ملقى بطريقة لم أعتادها منك !!



توقفت عند آخر درجة من درّج المنزل لأبتسم بحنان وأجيب على سؤاله :-

شيزو :- لقد بالغت باللعب والركض بالخارج ..حتى أنه لم يسمح لي مزاجي بترتيب ملابسي !!



لاحت أبتسامته التي أعشقها متناسبة مع منظر الضوء الخافت فتحدث بأسى :-

والد شيزو :- جيدّ ...أنا أعتذر بحق عن تخلفي عن موعدنا لقد أتصل جدّك وأعلمته بضرورة أن أكون متواجداً بالشركة



فأضاف بعصبية :-

-سحقاً للعمل ...لقد كان يوماً شاقاً !!



يوماً شاقاً ؟! لقد أنتقلت سلة الأعذار الواهية أليك ياأبي ...كيف تجرؤ الآن على قول هذا وأمامي أيضاً ؟! ...لقد كان يوماً حافلاً وجدت به فتاتك المناسبة والتي ستحظى بحبّك وتنال مني على الأرجح !!



أستدركت نفسي فأجبت بتوتر :-

شيزو :- أنا أعتذر ...لقد شردت ..



أبتسم بودّ وهدوء ثم قال :-




والد شيزو :- لا بأس ..مثل هذا يصادفني أحياناً !!



أجبت بأمتعاض :-

شيزو:-حقاً ؟! ..لست أنا من يعاني من هذا !!



مرّت تلك الليلة بسلاسة ....لم يتطرق والدي الى أي موضوع آخر بل أكتفى بمشاهدة وجهي بتعابير غامضة قبل أن يأوي الى فراشه ..وبحركة تلقائية تبعته وماأثار حنقي ألتماع الخاتم المتربع بأصبعه الوسطى ..كنت أودّ تحطيمه وبالتالي سوف أكون مكشوفاً أمام أفكار والديّ التي بات الغموض يكسوها يوماً بعد يوم !!




هذا آخر فصل بنزله الباقي تنزله حكآية روح
في أمان الله



  رد مع اقتباس