التوكُّل على الله :
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال :
قاتَل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب وغطفان بنخل ، فرأَوا من المسلمين غرَّة ، فجاء رجل منهم يُقال له غورث بن الحارث ـ وقيل : دعثور ـ حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ، وقال :
من يمنعك منّي ؟
قال : الله .
فسقط السيف من يده .
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف ، وقال :
من يمنعك منّي ؟
قال : كن خير آخذ .
قال : تشهد أن لا إله إلاّ الله ؟
قال : لا ، ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك ، ولا أكون مع قومٍ يقاتلونك .
فخلَّى سبيله .
فأتى أصحابه ، وقال :
جئتُكم من عند خير النَّاس .
{ حياة الصحابة ـ عند البيهقي والبداية : 2 / 682 }
ثَمَرةُ الخوف مِنَ الله :
أخرج الحاكم وصحَّحه عن ابن عبَّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال :
لمَّا أنزل الله عزَّ وجلَّ على نبيِّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية :
( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاس وَالْحِجَارَةُ ) ... سورة التحريم ، الآية 6 .
تلاها رسول صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ على أصحابه ، فخرَّ فتىً مغشيَاً عليه ، فوضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده ، فإذا هو يتحرَّك ، فقال رسولُ الله عليه وسلم :
(( يا فتى ، قل : لا إله إلاّ الله )) .
فقالها ، فبشَّره بالجنَّة ، فقال أصحابُه :
يا رسولَ الله ، أمن بيننا ؟
فقال : أو ما سمعتم قوله تعالى : ( ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَخَافَ وَعِيدِ ) ... سورة إبراهيم ، الآية 14 .
{ حياة الصحابة ـ عن الترغيب : 2 / 688 }
تَرْك بعض الحَلال مَخافة الحَرَام :
قال سفيان بن عُيَينة :
لا يصيب عبد حقيقة الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال ، وحتى يدع الإثم وما تشابه فيه .
{ كتاب الورع ، للإمام أحمد بن حنبل }