عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-10-2008, 04:53 AM
الصورة الرمزية صادق النية
صادق النية صادق النية غير متصل
أنيدراوي مجتهد
 
معلومات إضافية
الانتساب : Feb 2008
رقم العضوية : 19490
المشاركات : 132
   الجنس: الجنس: male
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى صادق النية
عندما يموت الإنسان واقفاً !!

بسم الله الرحمن الرحيم



((هذا حديث من القلب إلى القلب ومن يسعفه قلبه يدرك معانيه ))



لا ارى حالة أو شعور لوصف هذا العنوان اكثر من الشعور بالخيان وشعور إنسان تعرض للخيانة من اقرب الناس إليه فعدد سكان العالم ستة مليار نسمة تقريباً واكاد اجزم ان اكثر من 90% منهم خانوا او تعرضوا للخيانة.
فكم هو مؤلم حقاً ان يشعر إنسان بالخيانة من اشخاص وثق بهم وأحبهم وهم يدسون له الدسائس والمؤامرات ويرتدون أقنعة الخداع والغش وينتظرون اللحظة المناسبة للإنقضاض عليه وتحطيمه والنيل منه.
وهو يظن بكل سذاجة أنهم يحبونه ويفرحون بقربه,فليس من شك ان ألم بالخيانة يدمي القلب ويحطم الروح خصوصاً إذا كانت الخيانة من أقرب الاشخاص إليه وممن تثق بهم و بحبهم له..
فما اقسى ان يشعر الانسان بأنه كان يعيش في وهم وخداع وانه كان عرضة لمسرحية هزيلة من اشخاص كان يعتقد بل يؤمن ويثق بحبهم له وصدق محبتهم ,

يقول الشاعر :

لا تأمنن, فأني غير آمنه ***** غدر الخليل, إذا ما كان الوانا
قد خنتِ من لم يكن يخشى خيانتكم***** ما كنتِ أول موثوقٍ به خانا



مسرحية حقيرة هم ابطالها وانه كان مجرد جسر للعبور لمصالحهم الذاتية الدنيئة وا لحقيرة, فجاءة يستيقظ هذا الإنسان من حلم جميل ليرى الحقيقة المرة والمؤلمة ويرى الاقنعة تتساقط, اقنعة الزيف والخداع والتي كان مرسوم عليها إبتسامة كاذبه ومصطنعة ثم يكتشف كم كان مغفلاً ومخدوعاً لانه آمن بحب اشخاص لم يحبوه يوماً ولم يكترثوا بحبه لهم ولم يهتموا بمشاعره النبيلة اتجاههم فبمجرد ان ادار ظهره لهم توالت عليه الطعنات تلو الطعنات...طعنات الغدر و الخيانة ..بخناجر مسمومة غُمست في العسل.

وهو لا يكاد يصدق ان هؤلاء احبائه وهؤلاء اصفيائه وخلانه الذين غدروا وضحوا به بكل سهوله و بساطة دون ان يغمض لهم جفن أو ترمش لهم عين....هنا يموت الإنسان واقفاً...

يحاول كرههم وبغضهم ربما نجح وربما لا يطاوعه قلبه على كرههم رغم ما تعرض له من ألم وخيانة ومهانة قاسية ...جرحت قلبه إلى حد النزيف نزيف مؤلم بلون الغدر وطعم الخيانة

ولكن كيف لا يكرههم!! ويبغضهم!! بعد مارى من خيانتهم وغدرهم وكيف لا يكون له كرامة!!
وعزة!! نفس حتى يصبر على ذلهم له!! بعد كل الذي جرى ويجري منهم ليس هناك اعز من كرامة الإنسان .

ومهما كان مقدار هذا الحب فقد آن له ان يفيق من هذا الحلم ويرى الحقيقة المره ويدرك اخيراً أن من احبهم لم يكونوا يستحقون حبه لهم , وربما يكون حال المغدور يشبه البركان الخامد منذ قرون ينفجر فجاءه بعد ان تمتزج معادنه ببعض كذلك المغدور ينفجر بعدما تمتزج في داخله خليط من الكراهية والحقد والألم والغضب, لقد احس بأن من وهبهم حياته وبذل لإسعادهم الغالي والنفيس ما هم إلا قتله نعم قتله لكن لم يقتلوه بسلاح ولا طعنوه بخنجر او سيف ولكن قتلوه بحبه لهم و إستغلوا هذا الحب أفضل إستغلال لتدميره والقضاء عليه عندها فقط يموت الإنسان واقفاً متألماً على حاله وما اصابه مِن مَن احب ... هكذا هي الحياة و هناك الكثير من الخونه عديمي الضمير والإحساس لا يتوانون عن قتل انسان وتحطيمه لكي يصلوا إلى ما يصبون إليه من مصالح ذاتية رخيصة ويضحكون في الخفاء ويرتدون اقنعة الكذب والخداع والزيف وفي صدورهم حقد وغل على من غدروه وخانوه وكأنهم يقولون له:


((أيها المسكين المثير للشفقة والسخرية كم أنت مغفل...نحن نكرهك..نريد تحطيمك))


هذه لغة الخونه الذين تعودوا على الخيانة واصبحت طاعبهم وهويتهم وهواياتهم ايضا التي لا يتقنون غيرها وربما مرضهم الذي لا شفاء له...


بعد كل هذا هل عرفت الآن كيف يموت الانسان واقفاً؟؟؟




دمتم على خير



بقلمي~

~




تحياتي

الموضوع الأصلي : عندما يموت الإنسان واقفاً !! || الكاتب : صادق النية || المصدر : منتديات أنيدرا