عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-06-2013, 08:56 PM
الصورة الرمزية C O F F E
C O F F E C O F F E غير متصل
سولاريتشا!
 
معلومات إضافية
الانتساب : Jul 2011
رقم العضوية : 102599
المشاركات : 8,882
   الجنس: الجنس: Male
Subforum Old حدث ذات مرّة أن قدّمتُ ثلاث ورود من السَّعادة










السَّلام عليُكم ورحَمة الله وبركآته,

سَبق وَ أن نُشَرت فِي
" مكانٍ آخر "
ولكِن أظَّن بأنَّه وقَت مُناسِب لـ مشآركُتكم هذِه القصَّة
والِّتي كتبتُها سابقاً باسمٍ آخر,


عددَ الأجزآء : ثلاثَة أجزآءْ
" غيْر مُترآبطَةَ الأحداثْ "



حدث ذات مرّة أن قدّمتُ ثلاث ورود من السَّعادة,أنيدرا



إلَى مِن يغزلُوَن الحُزَن مِن خيُوطِ
دمُوعِ كسَرتْ قلُوبَهم المُلتآعَة إلَى شظَايَـا !

إلَى مِن ينفضِوُنَ الغُبارَ عَن وسآئِد اللَّيْل
الطَّويْل, ويتوشَّحُوَن السَّهر مُبتَعديَن عَن دفءِ نُومٍ
قَد يُحيُل أحلامَهُم كوآبيَس!


إلَى كُلِّ أولئِكَ القآبعيَن فِي :

" عتْـمَـةِ الألــَم "


أهدِي ثلاثَ زهْرآت!.




1)



عآبرةٌ سبيْلٌ تفترِشُ الابتسآمةً, وتفرُدَها وشآحاً
منسُوجاً مِن الأمَل!.
تلَك هِيَ صاحبُة الطَّيْفِ الّذِي يجُول ويُحدًّق
فِي أعيُن القآبعيَن على أرصِفة الوحَدةِ ممَّن رسَمت تجآعيدُ
الخُوفِ خطُوطَها على ملآمِحُهم الِّتي آنكسَرت فـ قطَعت حبَل الثَّقةِ
بيُنهم وبيَن مَن حُولَهم.


حلَّ مسآءُها الكئيْبُ, فآختَنقَتْ بيَن جُدرآنِ المنزلِ الطَّينيِ,
المُتهآلكِ, ذآك الّذِي شآخَت كـ جُدرآنِه - ولكِن قبَل أوآنِها - !.
وعِوضاً عَن مُناجاةِ الذَّكريآتِ وآجتلابِ ذكريَاتِ الماضِي التَّعيْسِ بسودوايَّةِ
ظُلمِ مَن كآنُوا لهآ ملجأً! قرَّرَت الخرُوج.


قرَعت بحذآءِها الشَّارِع الطَّيَن المُظِلَم كأنَّما تسكُنه
أشبآحُ تتِّخُذ مِن الصَّمةِ لُغة الحوآرِ الوحيَدَة, كانَت مُعتادةً على
السَّيرِ فِيه فلَم يثِنها ظلامٌ ولآ طيُف قطِّ أسودٍ ولآ حتَّى رجلاً مُريْباً
يتَّكِيءُ على جُدرآنِ الأزَّقةِ الضَّيقةِ ويحتِضُن بيَن أصآبِعه سيْجآرةً ينفُثَها
علَّهُ يكِسُر الصَّمت المُوحِشَ بـ صُوتِ أنفآسِه وتنهِيدآتِه العميْقَة.
ولَم يجْعلَها ذآك العجُوز الكَهلُ الّذِي آحتَضن الأرضَ فرآشاً,
كأنَّما هُوَ جثّةٌ هامدةٌ. لَم يجعلهآ كُلُّ ذلِك ترتعِد أبداً !



فبطريقةٍ مَّـا .. بطريقةٍ لآ مناصَ مِنهآ, آعتادَت كُلَّ
ذلِك وأضحَى جُزءاً مِن يُومِها, لذآ فقَد وآصلت تجاُوز الأورقةِ الكثيُرةِ آنتهاءً
بالشَّارِع الرَّئيسيّ حيَن أفصَحت لهآ المديُنة عَن صخبِ أبوآقِ
سيَّاراتِها أخيْراً.


رمَت بتنهيدٍة عميْقةٍ, وَ خطَت مُسرعةً تتجآوُز
الَّسياراتِ الِّتي لَن تتوقَّف ولَن يثنِيها عبُورهَا عَن كبِح
سُرعِتها, لتصِل إلى برِّ الأمآن أخيْراً.

وتخطُو فُوق ذلِك الرَّصِيف إلى يسآرِها العديُد مِن المتآجِر,
آلِّتي تنتهي بمُنعطفٍ, يُفصِحُ لهآ عَن المركِز التَّجارِي أخيْراً.



ولجَت إلِى ذآك العالَم الفآخِر, بعكِس عتْمةِ شآرعِها
الطِّيني المُعتِم, وَ ضدَّ تيَّار الهوآءِ المصحُوبِ بغُبآرِ المنآزلِ
الآيلةِ للسّقُوط كآنَ الهوآءُ دآفِئاً, مُنعِشاً والكُلُّ بأبهَى حُلٍّةٍ
عدآها هِيَ. لكِنَّها لَم تكترِث, ولَم تأتِ لتكترِث!


فقَد أتَت لـ تسحَب كُرسيَّ صغيْراً مِن طآولةِ المقهَى,
وتُطلَب أرخَص المُوجودِ ثُمَّ تستِمتَع بتنآولِه كمآ لُو كآنَت
جُزءاً مِن ذلِك العالمِ البهِّي مِن حُولِها . وحتَّى لُو كآنَت طآولتُها
خاليةً ممَّا لذَّ وطآب, وحيدةً صآمتةً لآ يملُؤَها صخبُ أطفآلٍ ولآ صرآمةً
أبٍ ولآ همَسآتُ زُوج أو عشيْقٍ ولآ حتَّى مُشآكسَة أخوةٍ أو حنآن أمْ !


إلَّا أنَّها كآنَت تسعُد بأمسيآتِها الِّتي تتظآهُر
فِيها بأنَّها جُزءٌ مِن هذآ العالمِ, وَ تخرُج لـ تعُوَد
بسيَّارةِ أجرةٍ كمَآ لو كانَت غيَر مُعتادةٍ على السَّيرِ أبداً.


لكِنَّ سيَّارةً أبَت أنْ تتوقَّف لـ تستقَّلها أمرأةٌ مٌغبَّرةُ
بثوبٍ مُتوآضِعٍ كحآلِها, فمآ كانَ لِهآ إلَّا أنْ تفترِش الرَّصيْفَ
وتجلِسَ أمامَ مبَنى المركزِ الفآخِر, غيَر آبهةٍ بنظرآتِ المُتلصَّصَين
والمُتشدَّقيَن فرحاً بـ أنْ رأوُا ما يُشعرِهم برُقِّي أحوآلِهم فمآ آنفكَّوا
يوجِّهُوَن لهآ. أصآبِع الهَمس واللَّمِز, دُوَن أنْ يُحرّكُوا بمَن آعتادَت علِيهم
سآكِناً, فقَد رآق لَها رُغَم كُلِّ شيءٍ تأمُّل صخَب السَّياراتِ وَ آلتقآطُ
عباراتٍ مِن أحآديِث المَّارَّةِ الجانبيَّةٍ , وَ هُو أمرٌ لَم تعتدُه
فِي حيَّها الطَّيني الصَّامِت.




أنكسَت رأسهَا إلى رُكبَتيْهآ, لـ تُغمِضَ عيَنيهآ,
قليْلاً.. لكِنَّها, عابرةُ السَّبيْل تلَك أبَت إلَّا أنْ تخترِق سكُوَنها :


- أتمنَّى لُو نعُود إلى ذلِك الزَّمِن الجميْل,
حيَن كُنَّا نثِقُ ببعضِنا البعِض, وكانَ النَّاسُ لآ يجِدُوَن بُدَّاً
مِن تنآوُل الأحآديِث العابرَةِ مَع الغُرباءْ.



رفَعت رأسَها لـ تربِطَ الصَّوَت الهادِيءَ
الّذِي آختارَ مقعدُه بجآنبِها على الرَّصْيف وألَقى بالكلمآت
كمآ لُو لَم يكُن هذآ لقآءُهم الأوَّل.


رأتَ فتاةً مِن عآلِم, الخيآلِ لـ تلَك الأطيآفِ المُخيفةِ
فآحشةِ الثَّرآءِ بدآخلِ المركزِ التَّجارّي لُولآ أنَّ الإنسانيَّةَ
قَد ميَّزِت الأخيَرةَ عَن كثيْرٍ مِنهُم. إذْ أنَّ فِي جلُوسِها توآضُعاً, وبيَن
ابتسامِتها أملاً, وفِي نبرِتها صدِقاً لَم تِجُده فِي نظرآتِهم المُتلصَّصَةِ,
أو همسآتِهم السَّاخرَة.



آبتسَمت , كآنَت آبتسامةً شآحبَة
لَم تكن فِي وجِه عابرةِ السَّبيْل, لكِنَّها كآنَت
فِي وجِه الشَّارِع الصَّاخبِ والنَّظرآتِ المُتلصَّصةِ أمامَها :


- أحآديَثُ عآبَرة ؟ .. هه .. هذَا كانَ
حيَن كُنَّا نملِكُ الثَّقةَ فِيمَن حُولَنا.
هذآ كانَ شيْئاً يخصُّ ذلِك الَّزَمن الجميْل فقَط والآن قَد
ذَهب وذَهبتْ مَعه



- لكِنَّ الثَّقة لَم تذَهب, إنَّما القلُوب
هِيَ مَن تغآفلَت عَنها



آلتَفتت فآلتَقت بتُلكُما العينيَن المُضيئَتينَ
أملاً, وُ ثقَةً صآدَقة :


- الزَّمُن يذُهب لكِنَّ آلجمآل يبَقى
فِي نفُوسِ مَن يختآرُوَن الانِتمآءَ إلِيه فقَط.






فِي مسآءِ آخرٍ,
كانَت هُنآك فتاةٌ بثُوبٍ بآلٍ, أمامَ المركزِ
التَّجارِي, تحتِضُن سلَّةَ جُورِّي أحَمر, تُنثرُ الابتسآمةَ
وَ تمدُّ الزَّهُورَ لِمَن يُصآدِفُها, وقَد قيَّدَتها بشريطةٍ آحتضَنت
ورقةً صغيرةً كُتِبَ علِيها :



" عآبرةُ سبيْلِ تنتمِي لـ آلجمآل,
ولآ تُدركُ لـ الثَّقةِ سبيْلاً سوَى هذِه الابتسآمَة "










ملاحظة : القَصص الثّلاث لآ تُمتُّ لـ بعضِها بصلةٍ.



* بآنِتظآر ردُودكم, حتَّى " موُعِد الجُزءِ الثَّاني "

* يُمَنع النَّقل مَنعاً باتَّاً دُون ذِكر آسمِي !



الموضوع الأصلي : حدث ذات مرّة أن قدّمتُ ثلاث ورود من السَّعادة || الكاتب : C O F F E || المصدر : منتديات أنيدرا



رد مع اقتباس