اننتهى الفصل السابق بصوت اطلاق نار ..
*************
ما أن دوى صوت الرصاصة في الطائرة حتى انتبه الجميع إلى أن هناك شيئًا ما ليس على ما يرام ..
و انطلق بعض الشهقات و بدأت بعض المسافرات في البكاء ..
و انتظر بوخليل و كايتو و كنوح دوي رصاصة أخرى و لكن الصوت لم ينطلق ..
فالتفت كايتو إلى جانا و طلب منها أن تنقل المسافرات إلى الدرجة السياحية التي هي أبعد ما يكون عن قمرة الطيار و مساعده ..
و بنفس الوقت إلتفت كايتو إلى بوخليل و كنوح و بدأ يتحدث معهما .. ثم إنقطع الحديث بتساؤل من بوخليل عندما سأل : أين ميسري !؟؟
و بقى السؤال معلقا في سماء القمرة دون إجابة ..
************
كان ميسري يغسل وجهه في الحمام المجاور لكابينة الطيار مباشرة عندما دوى صوت الطلق الناري .. و تخشب في مكانه عندما سمع ذلك الصوت ..
و بدأ يتسائل عما إذا كان وقع الأقدام المستعجل الذي سمعه في الممر قبل قليل متجها إلى غرفة القيادة له علاقة بالموضوع ..
و بعد قليل من التفكير ، قرر أن يجرب الدخول للقمرة ، فمعنى دوي الرصاصة و عدم تحطم الطائرة هو أن شخصًا ما قد أصيب بتلك الرصاصة ..
و أخرج قلم الحبر الذي يضعه بجيب قميصه عادة و نقله إلى جيب سرواله ..
و فتحت باب الحمام ليذهب للقمرة ..
************
بعد أن فرغ بوخليل من سؤال الأعضاء الموجودين على متن الرحلة ، لم يجد إجابة واحدة عن مكان ميسري ، ثم فجاة تذكرت يانكومي أن ميسري قد طلب منها قرص مسكن لأنه يعاني من بعض الصداع و عندما أجابته بأنها لا تحمله معها .. قال بأنه سيذهب لغسل وجهه فربما يخفف هذا صداعه ..
هرع كنوح للحمام الموجود بمؤخرة الممر و فتحه و لم يجد به شيئا ثم فتش حمامات الدرجة الثانية و الدرجة السياحية و لم يجد أي شيء ..
و عندما عاد إلى كايتو وبوخليل ، كانت النظرة التي ارتسمت على وجهه كافية لتوضح أنه لم يعثر على العضو المفقود ..
و إلتفت بوخليل ناحية غرفة القيادة .. و قد أدرك ما حدث ..
***********
وقفت جانا لتكلم المسافرات ، و لكن الكلمات هربت منها ، و لم يكن هذا غريبًا عليها ، فقد كانت معروفة بين صديقاتها بالحياء الشديد و إنخفاض الصوت ..
وبينما هي في حيرتها ، إقتربت منها صديقتها القديمة كاترين ، و قد أدركت ماحدث ، فضغطت على يد جانا مشجعة ثم جذبتها ناحية إحدى المضيفات اللاتي حاولن بيأس السيطرة على الفوضى التي سببها صوت الطلق الناري بين المسافرين ..
و إقتربت كلا الفتاتين من المضيفة و سألتاها عن أقرب مخرج و عن أبعد مكان عن كابينة القيادة ، فجاءت الإجابة المتوقعة بأن المكان هو الدرجة السياحية ، و أن هناك إجراءًات خاصة بالتعامل مع حالات الطواريء مثل هذه منذ بداية القرن ..
و لكن لم يتم تطبيقها لأن المضيف المسؤول عن تنفيذها قد إختفى هو الآخر ..
طلبت منها جانا أن تريهما الطريق للإذاعة الداخلية لتتحدثا مع الركاب .. فتحركت المضيفة بإتجاه المؤخرة .. و لحق بها كل من جانا و كاترين ..
**************
تحرك بوخليل ناحية غرفة القيادة و جذبه كايتو من يده و سأله : إلى اين تذهب !؟؟
أجابه بوخليل : ذاهب لقمرة القيادة ..
رد عليه كايتو : إذا كان هذا من اجل ميسري فانسى الموضوع ، لأنه إذا كان ميسري هناك فهو إما من تلقى الرصاصة أو من أطلقها .. و كل من الإحتمالين اسوا من الآخر !!
رد عليه بوخليل : نعم ، للبحث عن ميسري ، فأنا من أحضره إلى هنا ، و أنا مسؤول عن إعادته سالما.. و حتى لو لم يكن ميسري هناك ميسري فيجب أن أذهب لأعرف سبب إنطلاق الرصاصة .. نحن من أحضر الأعضاء إلى هنا ، و نحن مسؤولون عن سلامتهم ..
تحمس كنوح و قال : ِنعم الرأي ، و أنا ذاهب معك ..
رد عليه كايتو : لا ، أنت لن تذهب معه لأني أنا من سيرافقه ..
و عندما فتح كنوح فمه عشان يعترض أسرع كايتو و أكمل : أنا و بوخليل سنذهب لغرفة القيادة و لو أصابنا مكروه فمن الضروري أن يكون هناك من نقدر أن نأتمنه على حياة و سلامة الأعضاء ..
و وضع يديه على كتفي كنوح و قال له : هل أستطيع الإعتماد عليك في هذا الموضوع !؟
انصدم كنوح من الطريقة الدرامية في التعامل ، لكنه فهم أن هذا هو تصرف لحظات أخيرة فعلا و أن هذا قد يكون أخر حديث بينه وبين المدير .. على وجه الأرض ..
فأطرق برأسه و قال : نعم ..
و أشاح بوجهه للناحية الأخرى ..
###############################
###############################
بامكاني المتابعة ، و لكن ردي قد طال أكثر من اللازم .. و اتمنى رؤية افكاركم ^_^