[love melodies]

ولدت ليسينغ في مدينة كرمانشاه في بلاد فارس (إيران حالياً)، حيث عمل أباها هناك كموظف في البنك الفارسي الملكي. انتقلت العائلة بعد ذلك إلى مستعمرة بريطانية في روديشيا الجنوبية (زيمبابوي حالياً) عام 1925م، حيـث امتلكــت مزرعــة، إلا أنها لم تدر أرباحاً بعكس توقعات العائلة. إرتادت ليسينغ مدرسة دومينيكان كوفينت الثانوية حتى بلغت الثالثة عشـرة مـن العمر، حيث أكملت تعليمها بنفسها بعد ذلك . ولما بلغت الخامسة عشر من عمرهـا، استقلت عن منــزل أسرتهــا وعمــلت كممرضة، وبدأت من ذلك الوقنت قراءاتها في مجالي السياسة وعلم الاجتماع، وكان ذلك أيضا حين بدأت أول محاولاتها فــي الكتابة. في عام 1937 انتقلت ليسينغ إلى مدينة سايسبوري، حيث اشتغلت كعاملة تليفونات، وسرعان ما تزوجـت للمــرة الأولى، وكان ذلك من فرانك وسدوم، الذي انجبت منه طفلين، قبل أن تنتهي تلك الزيجة عام 1943. انضمت ليسينغ بعد طلاقها إلى نادي كتب اليسار، وهو أحد نوادي الكتب الشيوعية، والذي تعرفت فيه على جوتفريد ليسينغ، والذي سرعان ما أصبح زوجها الثاني بمجرد التحاقها بالمجموعة، وانجبت منه طفلا واحدا قبل أن تنتهـي تلــك الزيجــة أيضــا، وذلك في 1949. اتجهت ليسينغ من فورها إلى لندن، ساعية وراء أحلامها الشيوعية ومشوارها الأدبي. وقد تركت طفليها الأولين مـن زواجهــا الأول مع أبيهما في جنوب أفريقيا وأصطحبت معها الابن الأصغر. ولقد علقت ليسينغ على ذلك فيما بعد بأن قالت أنها شعــرت في ذلك الوقت بأنه لا خيار أمامها، كما قالت: "لطالما ظننت أن ما فعلته هو أمر في غاية الشجاعة. فلا شــيء أكثــر إملالا لإمرأة مثقفة من أن تقضي وقتها بلا نهاية مع أطفالا صغار. فلقد شعرت أني لست أصلح الناس لتربيتهم، وأني لو كنــت قــد استمررت، لانتهى بي الأمر كمدمنة للخمر أو كإنسانة محبطة مثلما حدث لأمي". نتيجة للتنوع الحضاري الذي تعرضت إليه ليسينغ خلال حياتها، فقد تمكنت من استخدامه بفعاليــة في كتاباتها، والتــي كانت تتحدث في الغالب عن المشاكل والأحداث في تلك الفترة الزمنية. من أشهر مؤلفاتها "The Golden Notebook" . " [المفكرة الذهبية] وسمّيت «الصوت الافريقي الأبيض» الذي يدافع عن حقوق السود وينتقد الاستعمار والتمييز العنصري والاضطهاد والظلم. وهذه القضايا الانسانية والسياسية شكلت الموضوعات الرئيسة في معظم رواياتها، علاوة على قضية المرأة التي شغفت بها ولكن من غير أن تصبح صوتاً نسوياً، يتصنع الدعوة الى تحرير المرأة من القيود المفروضة عليها. وغدت روايتها الشهيرة «القطرس» أشبه بالمرجع للحركة النسائية في بريطانيا والعالم الانغلوفوني. لم تشأ ليسينغ أن يتحول دفاعها عن المرأة الى موقف يماثل المواقف الذكورية، فسعت الى كتابة روايات تفيض بالحبّ، لا سيما الحبّ بين العرقين، الأسود والأبيض، إضافة الى القصص «الغرامية» المعقّدة والمستحيلة في أحيان. لكنها في رواية «الصدع» سعت الى فضح «وحشية» الرجل في مقاربة سردية «غرائبية». - إنها لم تحظى بأي تعليم مناسب أو مؤهلات وكان عليها أن تصبح كاتبة . ماذا غير ذلك يمكنها أن تكون ..؟ - إن الزواج ليس الحال المفضل لها وإنها كانت أكثر سعادة في الأوقات التي لم تكن فيها متزوجة .. - إن أكثر النساء غباءً ورداءة طبع، يمكنها تهميش أكثر الرجال لطفا وعطفا وذكاءً، ولا أحد يمكنه الاحتجاج على ذلك. - أنها تعيش كما لو أنها على أهبة الرحيل، ويعود ذلك لإحساسها بأن حياتها أشبه بنبتة اقتلعت من تربتها وغرست في مكان آخر، لقد ظلت تحس بالغربة طوال حياتها، - المرأة ترى أشياء معينة بصورة مختلفة تماما عن تلك التي يراها بها الرجل . - لعلّ هناك فرصة ضئيلة لقيادة السفينة بمنأى عن سلاسل الصخور . - لا بد أن نبدأ بتعليم الصغار أن يتقبّلوا ذواتهم على أنهم أفراد متكاملون، بصرف النظر عن جماعاتهم أو أعراق العشب يغني ، 1950 قبل الطوفان ، 1953 رجل وامرأتان ، 1963 مدينة البوابات الأربع : 1969 الشمس بين أقدامهم ، 1973 مذكرات من نجا , 1969 مارا ودان ، 1999 الحلم اللجميل , 2002 الجدتان , 2003 الأنثى , 2007 روايتها تقريباً 50 رواية أولهمـ العشب يغني وآخرهمـ الأنثى " وفي أثناء مقابلة لها مع أحدى المجلات قالت بأن هذهـ الرواية ستكون الأخيرة لها " مذكرات من نجا في مدينة مطوقة تروع شوارعها الجرذان والعصابات، تقوضت فيها أركان السلطة الحاكمة، واستشرى العنف العقيم، يؤتى لامرأة متوسطة العمر والحالة الاجتماعية بطفلة عمرهــا اثنا عشر عاماً ويقال لها إنها مسؤولة عن تربيتها. هذا الكتاب، الذي وصفته الكاتبــة بأنــه "محاولة لكتابة سيرة" هو مذكرات تلك المرأة اليومية، وهو نظرة سريعة علــى مستقبــل أكثر ترويعاً من حاضرنا، وعلى القوى الوحيدة القادرة على إنقاذنا من التدمير الكامل . الأنثى تأخذنا دوريس ليسينغ إلى مجتمع خيالي خالِ من الكيدية الجنسية , والغيرة , والمنافسة مجتمع خالِ من الذكور , لا تحتاج فيه الأنثى إلى الرجل أو حتى لمعرفته , حيث يتم الحمل بـ إناث فقط وولادتهن حسب المد والجزر ودورات القمر , ولكن مع ولادة غريبــة لطفــل ذكــر يضطرب المجتمع المسالم الأحادي الجنس وتداهمه الأخطار . الجدتان خمسون سنة كاملة تفصل بين تاريخ صدور مجموعة دوريس ليسينج الأولــى من الروايـــأت القصيير سنة 1953 وتاريخ صدو مجموعتها هذه الجدتان سنة 2003 . خمسون سنـة مــرت من عمر الإنسان شهد فيها العالم أكثر من حرب , وأكثر من طاغية , وأكثر مـن زمــن صـعب وأكثر من كارثة على جميع الصعد,أصدرت فيها ليسينغ زهاء الستين كتاباً في القصة القصيرة والرواية القصيرة , والرواية , والشعر , والنقد , والمسرح , وحتى الأوبــرا , وكـانـت اللحظــات الجميلة محدودة حقاً , لا نكاد نتبينها وسط هموم أبطالها , ومآسيهمـ , ومعاناتهم , وبحثهـم المستميت عن الذات , الحب , الأمل , وعن الوجود وسط عالم غير معقول تسودهـ الفوضـى والخيبة والإحباط .