عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-2008, 02:41 PM   رقم المشاركة : 2
katren
 
الصورة الرمزية katren





معلومات إضافية
  النقاط : 19090
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :katren غير متصل
My SMS Unable To Stay, Unwilling To Leave


أوسمتي
Smile35 ++ الجزء الأول ++

++ الجزء الأول ++,أنيدرا

- كلام فارغ !

كانت هذه أول كلمة تفوهت بها إليسا بعد مشاهدتها لفلم رومنسي ، لم تكن إليسا فتاة تؤمن بالحب مطلقا ، كانت تحب الفلسفة وتكتب أشعار الحب لأشخاص وهميين لكن في نظرها أن الحياة قاتمة من ناحية الحب ، بل إنها تعتقد أنه زائف وأنه في حدود المسرح والتلفاز ...



نهضت من مكانها وذهبت إلى غرفتها ، كانت إليسا رائعة الجمال ... صاحبة شعر برونزي اللون وطويل , عيناها واسعتان تتسم بالتحدي والمراوغة ... أنفها رفيع ووجنتاها متوردتان وفمها شديد التزمت .... ربما لم تكن صاحبة طول فارع فطولها طبيعي وقوامها معتدل ...


دخلت إلى غرفتها وألقت بنفسها على السرير الحريري وهي تتأمل صورتها قبل 5 سنوات حينما كانت فتاة 16 ربيعا ... قالت بصوت عميق :
- كم تبدو أحلامنا مشرقة عودة إلى صفحات الطفولة .... نكبر فنكتشف أن نظرتنا للأمور محدودة .... وأن الحياة لوحة تزداد تعقيدا كلما اقتربنا منها !



أخذت نفسا عميقا وهي تتذكر كلام صديقتها لوسي ليلة البارحة في المطعم :
- أصبحت أكثر انطواء .... لا تخرجين للاحتفالات ولا حتى للعشاء ! هذا فوق أنك ترفضين الرقص أو حتى الغناء ... إنك شديدة التحفظ والحياة تتطلب أن تكوني أكثر انفتاحا لتسعدي !
- أنت مخطئة ! أنا لست بحاجة لأحد ! إنني فتاة قوية ولن أرتبط بأي شخص ! سعيدة بحياتي وبوحدتي !
- إليسا ... أرجوك ! ماذا سيقول الناس عنك ! ربما عليك أن تزوري عيادة لمعرفة سبب التغير مؤخرا !
-أذهب إلى طبيب نفسي لأنني أرى أن الحب أمر فارغ ! أخبرتك أنني سعيدة هكذا !
- لكنك تحسين بالنقص ...



عندها أخذت هذه الكلمة تتردد في بالها ، أغمضت عينيها بشدة وراحت تكتب :
- الناس شرائح مختلفة ... وألوان متعددة ... هل يجب أن تتداخل هذه الألوان جميعها لتشكل لوحة؟ ألا يمكن أن نستغني عن لون واحد ونعمل بالباقي !

كتبت هذه الجملة في قصاصة بيضاء فيها نقوش وردية ناعمة حيث عطرت هذه القصاصة بأروع عطور باريس التي تعشقها ....و وضعتها في صندوق مرصع بلآلئ بيضاء لامعة و كرات زجاجية بحروف مختلفة ...



هذا الصندوق كان مركز نبوغ إليسا الشابة ، لأنها تضع فيه تساؤلاتها الفلسفية لتجد لها حلا وتفسيرا بنفسها بعد فترة وهي عادتها منذ أن كانت في العاشرة ، مشكلتها أن تساؤلاتها أصبحت تتزايد وتتوسع بطريقة تعجز عن تفسيرها بنفسها .... حيث زادت رغبتها في الاستقلالية والوحدة ، كانت تحاول أن تبتعد عن الناس ... وكأن شيئا اعتقدته فخافت منه منعها ذلك ...


في الصباح التالي أفاقت إليسا على صوت الباب يُطرَقُ بشدة :
- إليسا ...... إليسا .......



بالطبع لم يكن الطارق سوى الخادمة ميري التي اعتادت على إزعاجها في مثل هذا الوقت، ابتسمت إليسا واستيقظت خصوصا بعد أن تخيلت ميري على شكل جرس كبير يصرخ بشدة :
- إنني مستيقظة .... هذا يكفي ...
- حسنا آنسة إليسا ...الفطور جاهز بالأسفل ..



أطلقت زفرة طويلة وذهبت إلى النافذة وفتحتها لتستنشق الهواء العليل ... الجو كان رطبا بسبب الأمطار وباردا .. أحست بلفحة برد تجتاح جسدها وابتسمت بسعادة :
- إنه الشتاء ... بارد قاسٍ ... دخوله بهجة ... وخروجه مرجو ... ترى هل سيكون الشتاء كالمعتاد ؟!



ارتدت ملابسها استعدادا للخروج إلى الجامعة ... إليسا لم تكن تحب التبرج الزائد على الرغم من كون والدها صاحب ماركة والز للملابس وأدوات التبرج ... حيث اكتفت بالجينز وقميص برقبة مرتفعة ومعطف بفرو ناعم ودافئ بلون بني متدرج ...رفعت شعرها بعناية فهي تكره تركه هكذا والخروج به ...


نزلت إلى الطابق السفلي حيث والدها جورج و والدتها مارغريت ينتظرانها على الطاولة ... مع أخيها الأصغر مايكل الذي يبلغ ستة عشر عاماً من عمره...


كان مايكل شديد الاهتمام بمظهره وهو صاحب مجموعة متكاملة من الأصدقاء ، يحب الحفلات والغناء بعكس أخته تماما ...
علاقة الأخوين بعيدة ولا تكاد تذكر لفارق السن والتفكير وتباعد الاهتمامات ...



ألقت التحية وتبادلت مع والدتها حديثاً قصيرا جدا ::
- صباح الخير ...
- صباح الخير عزيزتي أرى أنك تأخرت في النهوض ؟!؟!
- أوه ...نعم ...كنت أشاهد فيلما بالأمس ...ثم لم أستطع النوم !
- لا بأس ... بما أن العطلة قادمة ... هل تنوين بالقيام بعمل ما ؟!
- ..... لا أدري ... هذه قصة أخرى ... أمي علي الذهاب
- لكنك لم تأكلي شيئا ؟!!
-لست جائعة ... إلى اللقاء ......
- إلى اللقاء .



كانت لوسي صديقتها المقربة قد وصلت للتو لتذهب معها ... ألقت عليها التحية وانخرطت في الحديث مباشرة ::
- العطلة قريبة جدا .... لا أصدق !! هل لديك تخطيط مسبق؟!
- غريب!
- ما الغريب ؟؟
- لا شيء ... هل لديك أنت فكرة ما ؟!
- نعم ... في الحقيقة أنا وإد خططنا لقضاء ليلة العيد معا ... مع الأصدقاء ....
- ماذا عن العائلة ؟!
- أظن أنني لم أعد صغيرة لأحتفل مع الأطفال في المنزل ! ثم إنها ليلة العيد فقط وفي الصباح سنعود .. ما رأيك أن تأتي معنا ؟!
- أممممممم .... بالطبع ما دام الأمر هكذا ....
- هذه هي إليسا التي أعرفها ..
صمتت إليسا وهي تفكر بعمق بداية حول قضائها العطلة بعيداً عن والدتها .... يبدو أن مصيرها في النهاية هو المغامرة في الحياة ... تنهدت وابتسمت للوسي ..



أصبحت عطلة عيد رأس السنة على الأبواب وهاهي إليسا تقوم بالتسوق لشراء ما يلزم مع لوسي .... كانتا في محل لفساتين المناسبات ... إليسا لا تحب الفساتين القصيرة ... كانت تحب الفساتين التي لا تتعدى منتصف الساق بعكس لوسي لكن الاثنتان تتفقان على أن النعومة واللون الهادئ هو ما يريدانه ...


ارتدت إليسا فستانها الجديد بألوان زُرقَة السماء وتألّق النجوم ... وأطلقت شعرها المتموج بخصلات متدلية على جبينها ... وضعت القليل من أدوات الزينة مع اعتنائها الشديد بالأناقة والألوان ... ارتدت معطفا من الفرو نتيجة البرودة الشديدة وتساقط الثلوج .... واستعدت لقضاء احتفال مع الأصدقاء بليلة العيد ....