عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-2008, 03:08 PM   رقم المشاركة : 5
katren
 
الصورة الرمزية katren





معلومات إضافية
  النقاط : 19090
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :katren غير متصل
My SMS Unable To Stay, Unwilling To Leave


أوسمتي
Smile35 ++ الجزء الرابع ++


فتحت عينيها ببطء شديد ولم تر سوى ظل شخص يقف أمامها مباشرة ، قالت بصوت يائس :
- أرجوك لا تقتلني ، مازلت أتمسك بالحياة !

سمعت ضحك الغريب قائلا :
- مضى وقت طويل عن آخر مرة ضحكت فيها هكذا !
- إذا فأنت ترغب بالضحك لا القتل !
استمر بالضحك قائلا :
- ولم يرغب شخص في قتل شابة جميلة ، متمسكة بالحياة ...
- من أنت ؟!
- لحظة واحدة ! هل تدركين أين أنت الآن ؟!
- أنا بين التلال ...
- يا له من تعبير جميل ... أعطني يدك لأساعدك على النهوض ..
- ماذا ؟! لست مسنة وفي وسعي الركض مسافة ميل !
ضحك هنا بخفة ثم قال :
- حسنا يا آنسة ... تفضلي بالنهوض ..

نظرت إليه باستياء فهي تحس بالإعياء من السفر ، ولم تكن تتمنى الاستيقاظ حتى الصباح ! لكنها على الرغم من ذلك وقفت ، وهنا تمكنت من رؤية ذلك الغريب بوضوح ، كان شابا طويلا يتمتع بعينين ساحرتين ، شعره أسود اللون وابتسامته رائعة ، إليسا بمجرد أن رأته قالت :
- ابتعد عني !
نظر إليها بتعجب ، أكملت :
- لا تنظر إلي هكذا ! أعرف الكثيرين أمثالك ، المظاهر تعني لهم كل شيء ! ورغباتهم فوق كل شيء ! لا يعرفون للإيثار معنا ، ولا حتى للحب طعما !
- هناك أناس لا يعرفونك ، أو بالأحرى لا يسعون لاكتشاف جوهرك الداخلي ولا يكلفون أنفسهم حتى للاقتراب من الجوهر ... لذلك فإنهم يسيئون فهمك ، أليس كذلك ؟!

توقفت مندهشة من هذه الكلمات ، فقالت :
- نعم ، هو كذلك ...
- إذا لم َ تحكمين علي ّ من المرة الأولى ؟!
صمتت وكأنها لم تنتبه إلى تصرفها ثم قال لها :
- ماذا تفعلين هنا ؟!
- أنا ؟! لا أدري أحببت المنظر ؟!
- غريب ؟!
- ما الغريب ؟!
- أنا أقيم من شهرين في هذا المكان، ونادراً ما يأتي شخصٌ إلى هنا ويمكث حتى هذه الساعة !
- إذا أنت الذي تسكن هذا المنزل ! لذلك يرى الناس هذا الضوء ، فيخافون منه !
- أ أنت ممن يؤمنون بقصة الأرواح الغاضبة ؟
- بالطبع لا !
- إذا لم خفت من أن أقتلك ؟!
- لا أدري ... كنت نصف متيقظة !

ابتسم ثم قال :
- إنها التاسعة ! وأنت هنا لوحدك ، هل تعانين من شيء ما ؟!
- لا ، إنني أريد مزيدا من الهدوء ، بعيدا عن ضوضاء المدينة !
- هذه الأماكن خير ملاذ لمن يحب التفكير والتأمل ، لكنك تبدين وكأنك تحاولين الهروب ... من شيء ؟!
- بالفعل ! إنني أهرب من اللذين لا يفهموني ! لكن أفكارهم تلاحقني !

تنهد هنا قائلا :
- ما اسمك ؟!
- إليسا
- إليسا ... هذه الحياة قصيرة ... لا تستحق أن نأخذها بصعوبة ! ... حياتنا ترتبط بنا ، بإمكاني أن أعيش بسعادة في حين أن لدي القدرة على أن أقفل الباب على نفسي وأعيش بين الجدران !

نظرت إليه وبدت منشدة جدا إلى كلامه ... ابتسم لها ثم قال بصوت عميق وهو ينظر إلى القمر :
- هناك الكثير من الأشخاص يدركون ذلك متأخرا ! وهم يتمنون عودة الزمن إلى الوراء ليعيشوا كل لحظة بسعادة ، بعيدا عن الحزن والكره !

نظرت إليه وقالت :
- لمَ أرى في عينيك الألم ؟! أمثالك مكانهم في المدينة حيث الصخب والمظاهر !
- لم أحب تلك الأمور كغيري من الناس .
- ماذا ؟!
- لكنني الآن أحس بالندم ! لماذا أدرت ظهري للدنيا في وقت كان علي أن أستمتع بها !
- ربما لأنك لم تجد أناساً يفهمون ماتريد ؟!
- كان معتقدي ، لكنه كلام فارغ ! لا طعم للحياة بدون المغامرة ، عليك أن تخوضي غمارها ! يجب أن تتألمي لتجد اللذة في العيش ! هناك أيام مفرحة وأخرى محزنة ، لكن يجب عليك أن تكوني قوية ، وتأكدي ! ما من ليل دامس مهما طال يمنع الشمس من الظهور مجددا إلى الحياة ..
- كلامك هذا منطقي ! لكنني لم أصادف من يستحق !
- ربما كان حولك طوال الوقت ، لكنك فضلت البقاء مغمضة العينين بفكرة أنه لا يوجد في هذه الدنيا من تستحقين !
- هل تظن ذلك ؟!
- بالتأكيد ، لأنني لو ركزت على الزاوية المظلمة ، حتى وإن بدت خيوط النور لن أراها لأنني شغلت بالي وحصرت تفكيري في زاوية مظلمة ، بعيدا عن الناس ، حينها سأجد تساؤلات كثيرة لن أجد لها جوابا ، فجوابها لن يكون إلا مع الناس وبهم ...

نظرت إليه بعمق ثم قالت :
- كلامك قوي جدا ، وكأنك على علم مسبق بما أحس به !

صمت الاثنان وأخذا يتأملان في البحيرة ... كانت إليسا تردد كلامه ، وتتعجب من الطريقة التي يتحدث بها هذا الشاب ، سألته :
- أخبرتك باسمي لكنك لم تخبرني باسمك ؟
- أنا سيرفيوس لازاريوس من انجلترا
- واااااو ، تتحدث وكأنك من القرون الوسطى !
- منذ أن كنت صغيرا والجميع يرميني بهذا اللقب ..
- اسمك أثريُُُُُ جدا !
- حقا ! أتمنى أن أكون أحد الفرسان الذين لا يهابون الموت ، ويمضون قدما لنيل المجد !

نظرت إليسا إلى ساعتها فقال مباشرة :
- سأوصلك إلى مكان إقامتك ...
- سيكون لطفا بالغا منك ...
- هيا بنا !
- أين ؟!
- انتظريني هنا ...

مكثت إليسا في محاولة لتحديد مشاعرها ، فهاهي تحس بمزيج غريب ورائع .
- هل وجدت من يفهمني أخيرا !


- هيا أيتها الأميرة !
التفتت لتجد سيرفيوس يمتطي فرسا فقالت :
- محال !
- بلى ... هذا ريف ، هل تتوقعين سيارة فاخرة ..
- لا ، لكن لم أتخيل ذلك ..
- هيا بسرعة حتى لا تتأخري .

ركبت إليسا خلف سيرفيوس ، وقالت :
- رائع ... هل هو فرسك ؟!
- لا ، استأجرته من إسطبل قريب من هنا ... ليسهل علي التنقل ..أين تقيمين ؟
- في الفندق الذي أمامنا .. هل تراه ؟
- أوه ... نعم ...

وصلا إلى الفندق وقالت إليسا :
- لم لا تتناول العشاء في الفندق ؟!
- علي العودة فعشائي ينتظرني في المنزل .
- أ لديك خدم ؟
- لا لست بحاجة إليهم .. هل سمعتي عن مصاص دماء يمتلك خدما ؟!
قالها بحركة تمثيلية مرعبة ونبرة ساخرة ، ضحكت إليسا وقالت :
- كنت أسأل فقط لأعرف عما إذا كنت أنت تطهو .
- أنا ؟ أطهو ! ، لا ، لدي خدم بالتأكيد .. ما رأيك أن تتناولين الغداء في منزلي غدا .
- ألا يقيم معك أحد في المنزل ؟
- لا ، لوحدي منذ شهرين .
- أوه يا لك من شخص غريب ! لم تنصحني إذا ما دمت لا تطبق كلامك !
- قلت لك ، أنني أدركت كل شيء مؤخرا ! وأنا الآن في محاولة للبدء من جديد ! هل ترغبين بمرافقتي ؟
- سيكون ذلك من دواعي سروري .
- أراك غدا .

أمسك بيدها وقبلها ، امتطى فرسه ثم قال :
- غدا إذا ، سآتي مبكرا لاصطحابك !
- إلى اللقاء .

رمقته بناظريها حتى اختفى ، نظرت إلى النجوم وأخذت نفسا عميقا قائلة :
- شعور غريب ! هل سيكون هذا الشخص مهما بالنسبة لي ؟!