عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-05-2012, 08:10 PM
الصورة الرمزية ملاك صعبة الامتلاك
ملاك صعبة الامتلاك ملاك صعبة الامتلاك غير متصل
أنيدراوي مجتهد
 
معلومات إضافية
الانتساب : Nov 2010
رقم العضوية : 73445
المشاركات : 266
   الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
( مميز ) [قصة قصيرة] عندما تعيد الذكريات ,تعيد الألم لقلبي




سار بخطواته المتمهلة والمترددة نحو غرفته المظلمة , واقع الأمر أن جميع الأضواء في الغرفة كانت
مضاءة لكنه لم يستطع إدراك ذلك لعدم قدرته على الرؤيا , ضغط مفاتيح الإضاءة فأغلق جميع الأضواء ظناً منه أنه
قام بفتحها . تحسس الأشياء بالغرفة حتى وجد سريره جلس عليه بتمهل وبقي ينظر في الفراغ حتى عادت إليه تلك الذكريات
التي لطالما حاول تجاهلها , لكن قلبه الرقيق أبى أن يقوم بمحيهآ , كان فقط يقوم بإيلام صاحبه بإعادة الذكريات إليه .
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××× ××××××
استيقظ من النوم وهو يشعر بشيء من التعب بعد إجهاد ساعات العمل الكثيرة في ليلته الماضية . نظر إلى ساعته وتأفف
ناظرآ إلى الوقت , لقد تأخر بالفعل عن عمله , استحم ثم خرج إلى غرفة الجلوس , تفحص المكان من حوله بنظراته حتى
لاحظ تلك الفتاة داخل منزله وهي تحمل بعض الأغراض وتحاول الوصول الى مكان وضعها عن طريق تحسسها
فقد فقطت بصرها خلال حادث مروري , أبتسم ثم توجه إليها وأمسك بيدها وقبلها : أخبرتك حبيبتي أن لا تجهدي نفسك
أبتسمت وهي تنظر للفراغ : لا بأس , كما أنني أحب القيام بذلك .
أمسك بيدها واستدرجها للأريكة في منتصف غرفة الجلوس ,أجلسها ثم جلس هو : تعلمين أننا سنذهب اليوم إلى الطبيب.
أومأت بالموافقة , ابتسم ثم شد قبضته على يدها بفرح : قد تكون لديك فرصة هذه المرة لاستعادة بصرك .
ابتسمت بحزن وأمسكت هي الأخرى بيديه : إذا كنت تعاني معي وأنا في هذه الحالة , يمكنك تركي والذهاب بعيدآ,أنت
من حقك أن تعيش حياة طبيعية , لست مجبرآ لـ .. “لم تستطع إكمال كلامها بسبب إحتضان زوجها لها ” : إن كنت تحبينني
حقآ , ولا تريدين أن تحزنيني لا تقولي كلماتك هذه مرة أخرى . أنا أريد البقاء معك دائماً و أبداً أنتي فقط “أحس ببعض الماء على كتفه
وأدرك أن دموعها بدأت بالنزول : لا تبكي , لا أريد لهذه العينين الجميلتين أن تتبلل بدموع خرجت من قلب حزين .
ابتعدت عنه قليلآ وهي ما زالت تنظر في الفراغ , ابتسمت وضربته بخفة : أحمق , من أخبرك بأني حزينة . أنا فقط .. أنا فقط
سعيده كوني رزقت بزوج مثلك .أنا أيضاُ أتمنى أن أبقى معك للأبد .
مسح دموعها ,ثم قام من على مقعده : حسنآ إذا , إذهبي للأستعداد سنذهب الآن .
أومأت بالموافقة بينما قادها نحو غرفتهما .
بعد لحظات صعد كل منهما على السياة وانطلقا نحو المشفى .
ما لبثا أن وصلا حتى ترجل من سيارته و فتح الباب لزوجته وقادها حتى عيادة الطبيب
المفترض أن يقابلاه .
فتح باب العيادة وابتسم ممسكاً بيد زوجته : مرحباً أيها الطبيب .
رحب بهما الطبيب: أهلاً . سيدتي يمكنك الذهاب مع الممرضة لإجراء بعض الفحوصات اللازمة
لتحديد مدى خطورة حالتك .
خرجت مع الممرضة , وفي نفس اللحظة تغيرت ملامح الطبيب إلى الجدية : أود الحديث معك , بصراحة عينا
زوجتك أتلفتا تماماً , لابد من أن نجد عينان أخريتان لها , قد تدوم المدة ,لذا من الأفضل أن تقدم الطلب حالاً .فالواقع هناك الكثير
من الحالات المشابهه لحالتها .
ارتسمت تعابير القلق و الغضب على وجهه : قد تطول ؟
دخلت الزوجة مع الممرضة : عزيزي , هل نستطيع العودة للمنزل , بدأت أشعر بالتعب .
نظر إليها بارتباك : آه . نعم بالطبع , تعالي معي .
توجها نحو المنزل وفي طريقهما دارت بينهما بعض الأحاديث تخللها سؤالها : إذا ماذا قال لك الطبيب ؟
لم يجب , فأعادت سؤالها والقلق يعتليها فأجابها بسعادة مصطنعة : قال بأن عينيك أتلفتا , لكنهم وجدوا لك عينين أخرتين
لابد أنك محظوظة , هناك العديد ممن لم يحظوا بهذه الفرصة .
“سأرى مجدداً ؟”
“نعم “
أعادها للمنزل وخرج هو متحججاً بجلب بعض الحاجيات من المتجر , رفع هاتفه واتصل برقم الطبيب : سأعطيها عيني .
“ماذا؟”
“سمعتني , هي أكثر ما أهتم له , سأقوم بأي شيء لأجعلها سعيدة “
“حسنآ , لكن ستبقى المشكلة نفسها , العين تالفة , إذا أعطيناها عينيك فماذا سنعطيك ؟”
“أريد عينيها , أعلم أنه طلب صعب لكن هذا ما أريده . و .. لا أريدها أن تعلم بهذا الأمر حتى أنتهاء العملية”
“حسنآ إذا . توجه لمكتبي فالغد وسنباشر العملية “
أغلق الهاتف ودخل المنزل سار نحو غرفة الجلوس ليرى زوجته نائمه , أيقظها وأبتسم لها : عزيزتي غداً ستكون العملية .
” غدا؟”
“نعم”
” لكنني خائفة..”
“لا تخافي , لن أدع مكروهاً يصيبك ” همس لها ثم قبل يدها ..
ظل طوال الليل ينظر إلى وجهها علما منه أنه لن يستطيع رؤيته مرة أخرى . بكى ليس خوفا من القادم
وليس كونه سيفقد بصره , بل كونه لن يرى وجه محبوبته مرة أخرى , فقط ليسعدها .
وفي اليوم التالي توجه كل منهما نحو العيادة وقبل أن يباشرا العملية أمسك بيديها وتأمل وجهها للمرة الأخيرة : تشجعي
ولا تخافي , حسناً ؟
أومأت بالموافقة وباشر كل منهما العملية , بالفعل جرت الأمور بشكل صحيح وتبادلا أعينهما كما أراد ..
فتح عينيه ليرى الظلام حوله , ابتسم : إذن , لقد نجحت .!
تنهد بارتياح , سمع خطوات شخص ما دخل الغرفة , ابتسم , لكن شعر بصفعه على وجهه تبتعتها صرخة : أحمق !
اجتمعت الدموع في عينيه نتيجة لصدمة ما حصل . إنها زوجته , محبوبته صفعته , لكن لماذا ؟ هو لم يفعل أي
شيء خاطئ صحيح ؟
بعد أن استدار رأسه نتيجة للصفعة , نظر للأمام في استقامة , لم تمر ثواني حتى أستمع لبقية كلام زوجته الممزوج بصراخ
الألم : لم ؟ أخبرني لم فعلت هذا ؟ لا تخبرني أنه بسبب حبك لي , مهما يكن لم يجدر بك هذا , أنا أكرهك .
خرجت الباب وأغلقته بقوة مما جعل جسده يرتعش , نزلت دموعه بعدما كانت ترجوه النزول و التخفيف عنه
لكنه أبى أن يظهر ضعفه أمام زوجته .
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××× ××××××
همس لنفسه وهو جالس لوحده بعد أن استرجع ذكرياته : منذ ذلك اليوم لم أرها ..
ابتسم بسخرية , لتفاهة تفكيره وقتها , ضحى لأجل الحب , وهي تركته لأجل الحب
حقاً الحب سلاح ذو حدين .
سمع صوت خطوات شخص ما , خاطبه ذلك الشخص: سيدي لماذا تجلس في الظلام ؟
فتح الشخص الذي أتضح أنه الخادم الأنوار المطفأة , وقف وتوجه نحو خادمه وهمس له : ذلك
لا يشكل فرقآ , حقاً لا يشكل فرقآ , فحياتي مظلمة منذ ذلك اليوم .




أتمنى يروق لكم ~

الموضوع الأصلي : ( مميز ) [قصة قصيرة] عندما تعيد الذكريات ,تعيد الألم لقلبي || الكاتب : ملاك صعبة الامتلاك || المصدر : منتديات أنيدرا



رد مع اقتباس