عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2013, 09:37 AM   رقم المشاركة : 3
SHERRY ~
أنيدراوي مبدع
 
الصورة الرمزية SHERRY ~





معلومات إضافية
  النقاط : 4676819
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :SHERRY ~ غير متصل
My SMS Don't ever let me go


أوسمتي
رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »







رد: The Beast Inside Me ღ « مشاركة »,أنيدرا




و حيـــن جُن الليــــل ..


"ماهذا ياقمــــر ؟! "
أهكذا تخونني ؟! .. ألم نكن صحبة الألم و لسنوات ؟! "
تقودني لقيد فوق قيدي! "

لم يستطع القمر أن يجيب بل توارى بين كتل الغيوم الرمادية الحزينة
كانت أشعته الفضية الصغيرة تقف بخجل عند أطراف نافذة غرفة آنابيل الكبيرة
لكن قلب آنابيل الطيب لم يحتمل أن تكثر اللوم على أنيسها و صديقها الوحيد .. رغم خيبة الأمل , مدت أصابعها و تناولت أصغرهم
وضعته على خدها لمسته بحنان قالت " أن كنت مجبراً كان عليك على الأقل تحذيري "
همس صوتاً بداخلها .. " شهراً واحد لن يضر .. لأجل روحاً جريحة "
لم تفهم جيداً لكن حاولت أن تقنع نفسها أن شهراً واحداً بعيداً عن عذاب البقاء في نعيم منزلها المريح
قد يريحها قليلاً .. أو قد تجد في الأرجاء مايعينها في مهمتها التي خرجت من أجلها.









و عندما إنتصف الليل ..
طلب منها أحد الخدم أن تتبعه لتناول طعام العشاء مع مالك القصر
للحقيقة .. خافت من هذه الدعوة " مخلوق كهذا ماذا قد يتناول للعشاء؟! و عند منتصف الليل!! " كانت تتساءل و هي في الطريق
بعد أن قدمت لها احدى الخادمات فستان جميل و بعض الحلي الباهضة الثمن !

وصلت لقاعة الطعام الكبيرة .. ربما كانت المكان النظيف الوحيد في القصر إضافة لغرفة آنابيل
بل و كانت مضاءة بشكل مريح تحتوي على مائدة طويلة عليها شمعدانات فضية فخمة و تحيط بها كراسي وثيرة كثيرة ..
جدرانها بلون نبيذي دافئ فيها نافذة تطل على الحديقة الخلفية تزينها ستائر طويلة حمراء نقش عليها القمر زخارف فضية يقابلها لوحة جميلة في الجدار المقابل لوحة زيتية كبيرة تحمل بيوتاً و أشجار وكأنما هي قرية ولدت بحضن الريف و إندمجت معه.

كانت هذه الغرفة التي تجمعهما كل ليلة.

نادى رئيس الخدم .. السيد /ديكارت جان جاك .. وقف طاقم تقديم الطعام بجانب المائدة حاملين اطباق مغطاة
دخل السيد أو ربما نقول الأمير لكنه كان يرفض هذا اللقب
كانت خطواته ثقيلة قوية .. يرتدي معطف طويل و شعره منسدل يغطي معظم وجهه
جلس على المائدة بعد أن ألقى نظرة خاطفة على آنابيل دون أن تنتبه لها .. كانت عيناها قد إلتصقت بالارض
بدأ الخدم بتقديم الطعام و الذي حوى في معظمه على الخضار و الفواكه و القليل من اللحم
لنعترف أن هذا أثار تعجب جميلتنا آنابيل بعد أن توقعت أن غولاً مثله قد يتناول جماجم بشرية على الإفطار

بل و أكثر من ذلك كان عشاءً هادئاً .. كان فيه السيد بارع في إستخدام فضيات المائدة كأحد النبلاء
و أكتملت حالة التعجب عندما رأت رئيس الخدم يقدم له كأساً تحمل شرابأ يبدو و كأنه يضيء بلون ابيض أو فضي !
أنتهى العشاء و توجه الجميع لغرفهم .. آنابيل في سريرها تنام و تحلم بدمعة تتدلى من رموشها تغسل بها روحها قبل عينها






و مرت أيام قلائل ..
كانت آنابيل تعد الأيام ريثما ينته هذا الشهر الذي بدا أمامها و كأنه دهر !
معظم وقتها تقضيه في الحديقة الخلفية حيث الأشجار و الأزهار و التي خلت من أي كائنات
لا عصافير ..
لا فراشات ..
فقط تلك البركة السحرية و التي كانت تثير القشعريرة في نفس آنابيل أكثر من أن تبعث لقلبها الراحة!

لم تكن الوحدة هي ما تشكو منها فقد إعتادت عليها و تعايشت معها لكن كانت فقط رغبتها في البحث عن حل لمشكلتها هو ما يؤرقها و يشغل بالها
خصوصاً بعد أن حدد الوحش حركتها بغرفتها و الحديقة الخلفية فقط!








إحدى الليالي سمعت آنابيل صوت عزف ناي حزين يتردد برقة في أرجاء القصر ..
لم تستطع سوى التوقف و الإنصات لعذوبة اللحن و رقة العزف
شعرت باللحن يدخل لقلبها .. يحدثها ... يبعث لها صحبة لطيفة في وحدتها
كان لحناً حياً!

حاولت البحث عن مصدر اللحن لكن دون جدوى
عقدت العزم على البحث مجدداً لأن العزف الجميل كان يتردد كل ليلة
عندما تجلس وحيدة بجانب نافذة غرفتها وحيدة بعد ان بات القمر يختبيء خجلاً منها

كل يوم تبحث في غرفة أو جناح
حتى وصلت لغرفة مؤصدة بعناية بعيدة كل البعد لكن الفضول هو من حداها للتقدم
دخلتها كانت غرفة قديمة بلا نوافذ مبعثرة أثاثها محطم
في المنتصف يقف حامل صور عتيق يحمل لوحة زيتية ممزقة الأطراف لشاب بهي الطلعة أزرق العينين
نظرت لعينيه مطولاً .. تساءلت " من صاحب اللوحة ؟؟ هل هو أحد ضحاياه؟! "

دخل أحدهم سريعاً من الباب
جرها بقوة للخارج ... و جرى بها مسرعاً ممسكاً بطرف فستانها الأبيض الجميل
حتى أدخلها غرفتها و أحكم إغلاق الباب

إلتفتت فوجدته القزم رئيس الخدم .. " أجننتِ ؟!! لو علم سيدي سيغضب كثيراً .. أراهن بأنكِ لا تتمنين رؤيته غاضباً!! "
قال هذه الكلمات و هو ينتفض ربما خوفاً أو غضباً .. و خرج تاركاً إياها في حيرة لم تنقطع منذ دخولها الأول لهذا القصر الغريب.










تعلق قلبها باللحن الحزين
عاشت فيه أحلاماً على أرض الواقع .. مع عازف الناي الحزين بعد أن سرت شائعة في القصر أن عازفاً جوالاً قدم للقرية المجاورة
أصبحت تمشي و تنام و تأكل و .. تحلم الحاناً شجية صبحاً و مساءً

كانت أكثر من مجرد ألحان .. كانت كلمات و أشعار .. كانت غذاءً لروحها الوحيدة
شعرت بالحياة تدب فيها من جديد مع كل عبارات الغزل التي تصلها مع كل نغمة صغيرة يعزفها هذا الناي ..
أو لنقل عازف الناي الحزيـــــن !

" هل أحببت العزف ؟!! " تساءلت " أم إنه العازف !! نعم أظنني وقعت في غرامك أيها المجهول "
لكن لا جواب سوى ألحاناً شجية تنقل لها رسائل حب عبر أريج تحملها أشعة القمر الذي تصالح مع صديقته

إنه سحر الحب .. حب سحري خُلق في قلب فتاة وحيدة تبحث عن دموعها الهاربة

سأداويك و سأجمع دموعك بيدي

كان هذا وعد عازف الناي الحزين لها .. لكن ..
العازف سيرحل بعد أيام .. و قبل أنتهاء موعد إيفاء دينها للوحش .. إذن ماذا تفعل ؟؟
هل تتناسى وعدها للوحش و تهرب أم تضحي بحبها الوليد و يرحل حبيب روحها دون حتى ان تراه؟!
كانت الحيرة تعصف برأسها .. لكنها لم تتجرأ على البوح

" آآه يا آنابيل .. قصة حياتك ان لا تبوحي بما يجول في صدرك "



_ عازف الناي لم تغادر ؟!
_ إنه قدري
_ متى ؟؟ و إلى أين ؟!
_ غداً عند منتصف الليل ..
في سفينة تغادر إلى آخر الأرض
_ إنتظرني .. سأرافقك
_لا تنسي !!

و إختفى اللحن و غاب القمر ~

لم تفهم ما قد يكلف النسيان !







هربت قبل منتصف الليل في الليلة الأخيرة من الشهر المتفق عليه
لم تفكر بوعدها و لا بتوديع طاقم الخدمة اللذين عاملوها بكل حب و إحترام
حتى الوحش الذي كان يعاملها كأميرة و يعتني بها بسرية دون أن يضايقها بوجوده الذي يعلم مسبقاً كم ينفرها

أسرعت للميناء غير عابئة بالعاصفة التي بدأت للتو و التي جعلت الميناء يخلو من الجميع
سواها هي بعد أن أبحرت السفن الى آخر بقاع الأرض إلى غير رجعة

رمت بنفسها على كرسي حديدي قديم في الميناء بجوار أحد الجدران العتيقة و أطرقت برأسها
بعد ان شعرت بتحطم قلبها .. " تأخرت !! " همست روحها بحزن يكاد يخنقها
و .. بألم بالغ نزفت عينها أولى دموعها و تدلت كبلورة كرستالية من رموشها الجميلة
كانت دمعة مؤلمة .. ساخنة .. سقطت هي و كثير أخر تبعنها
لكنها لم تقع أرضاً !!

كانت دموعها تتقاطر و تتجمع في يد ضخمة مخيفة تعرفها جيداً
لطالما نفرت من صاحبها نظرت للأعلى ..
رأت الوحش يقف فوق رأسها يحميها من العاصفة خلفه و من الامطار الغزيرة
بعد ان إختلطت دموعه بحبات المطر المتساقطة بغزارة

" أخبرتكِ بأن سأداويك و أجمع دموعك .. كما جمعت كثير من الدموع "
و خر على الأرض بعد أن فقد كامل قوته و طاقته

كانت مدهوشة لما حصل .. عجزت عن التفكير و وصل النقاط ببعضها !!


وقعت آنابيل أرضاً على ركبتيها بجوار جسد الوحش
و هي تنظر لعينيه الطيبتين !!
لم تنظر اليها من قبل .. لم تكلف نفسها عناء النظر و انما الإشمئزاز منه , هذا فقط مافعلته.

إقتربت عربة مسرعة تجرها خيول و توقفت بالقرب منهم خرج منها رئيس الخدم مسرعاً يحمل زجاجة صغيرة
كانت الزجاجة مضيئة تحمل تلك الجرعة التي تعود الوحش على تناولها كل ليلة
أعطاها لآنابيل طالباً منها أن تساعده في تناول جرعته الاخيرة بعد ان خرج من المنزل دون تناولها لأنه قرر اللحاق بها

أمسكت القنينة بكلتا يديها فتحت الغطاء و امكست برأس الوحش و وضعته في حجرها .. و بدأت تسقيه منها
لكن الوحش لم يستيقظ .. شعرت بشرخ في قلبها !!


" لحق بي بعد أن اخلفت بوعدي معه .. لم يعبئ بحالته و انما بي أنا التي تركته دون اي تفكير به! "

نظرت إليه .. و كأنما تراه للمرة الأولى

" كيف لي أن رأيت الوحش الذي في وجهك و لم أرى الوحش الذي يسكن بداخلي ؟!! "

بكت .. و بكت .. بكت بحرقة شديدة
كانت دموعها تتساقط كما تساقط المطر فوقها هي و الوحش الذي ضمته اليها و هي تردد
" آسفة .. آسفة .... "


لم تنتبه ان شيئاً ما طرأ على الوحش وسط بكاءها المرير .. ليس فقط شكله و انما حجمه أصبح اصغر !
نظرت إليه بتعجب !!
و لأنه أصبح أصغر حجماً سقط " ناي " من جيبه الداخلي .. تدحرج أمامها
إتسعت حدقتا عينيها .. و توقفت لتسقط بجواره فاقدة الوعي

إستيقظ الأمير ليراها بجانبه مع كثير من الدموع و التي استطاع ان يميزها عن مياه الأمطار
حملها بين يديه الى العربة و عاد بها إلى القصر







صباحاً في غرفتها ..
إستيقظت مع دخول الأشعة الدافئة من نافذة غرفتها لتجد رجلاً بزي أنيق يقف بجوار السرير

حياها و عرف عن نفسه أنه رئيس الخدم كان بإنتظارها لتسيقظ بأمر من سيده
قال لها " أعلم مدى الغرابة التي تشعرين بها .. "

جلس على كرسي بجوار السرير و أخبرها أن الوحش لم يكن سوى الأمير ديكارت و الذي كانت صورته في الغرفة التي دخلتها سابقاً
لكنه كان شديد الغرور بنفسه و تسبب بالكثير من الأذى للناس فألقى احدهم عليه تعويذة ان تسلبه هذا الجمال بكل مالديه بما في ذلك قصره و خدمه !
و لا علاج له سوى ان تذرف دموع الحب من أجله ..
لكن من يحب شخصاً يحمل هذا القبح بغض النظر عن أن يبكيه!
جمع لأمير بالقوة الكثير من الدموع تلك التي في البركة , لكن ليس أي دموع تفيد لابد أن تكون دموع حب خالص من فتاة عصية الدمع !


سكت قليلاً ثم اردف مبتسماً..
" عانى سيدي الأمير كثيراً حتى وجدكِ و صبر كثيراً في إنتظاركِ "

" أظنكما كنتما بحاجة لبعضكما البعض !! "







,

حبــــك كان مرساتي و كل مرافئي
تعلمت أن أحبـــك مع ضوء القمر ..
يا توأم القمر .. يا نجم النجوم

حبـــــاً حمله قوس المطر في يوم ربيعي مشمس
في عالم تنزل فيه الدموع فرحاً

تعلمت حبـــاً .. حالة خـــاصة
حلماً لقلوب غمرها اليأس و أرواحاً حزينة

لعينيك سأعزف اجمل الحاني
بـــقربــــك .. تنتهي كل الاشياء و تبدأ السعادة






كان الإثنان متشابهان في آلامهما و وحدتهما
كان كل منهم بحاجة للآخر
بعد أن أحاط به حبها و حطم وحشاً سكن محياه
و تسلل حبه لقلبها و طرد وحشاً تلبس روحها
و وجد كل منهما الدفء الذي يحلم به بين يدي الآخر

حلم بها زوجة و هي رضت به .. تزوجا و عاشا حباً ملحمياً
و حلقا سوياً في فضاء من سعادة.





النــــــهايــــــــــــة ~







  رد مع اقتباس