عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2012, 04:41 PM   رقم المشاركة : 55
ḾịŜŝ ђỠρΣ
Miserable
 
الصورة الرمزية ḾịŜŝ ђỠρΣ





معلومات إضافية
  النقاط : 1775412
  علم الدولة: علم الدولة United Arab Emirates
  الحالة :ḾịŜŝ ђỠρΣ غير متصل
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى ḾịŜŝ ђỠρΣ
My SMS 《≡°عِندَمَا تَهْتَّمَ بِالأَشيَاءْ ؛ يَنتَهِي الأَمرَ بِكْ بِالإِنهَاكْ °≡》


أوسمتي
Pix141 رد: (مميز) وَ بَكيتُ فِيِ أَحضَانِ مُبكِينِيِ





الفصل الخامس والأخير .. :

تسلل ساتو إلى غرفتها كالسارق ؛ لكنه لم يحدها ؛ بحث في جميع ادراجها عن اي شيء قد يثير شكوكه وهو لا يزال يتذكر كلام ياغامي له :"انها تستغلك" حك رأسه بأسى لأنه لم يجد ما يثير شكوكه و لكن عوضاً عن ذلك وجد تذكرتين إلى كندا ؛ إتكئ ساتو على المكتب وهو يبتسم ببلاهة قائلاً في نفسه : ياغامي كثير الشكوك ؛ هاهي تريد مفاجئتي بتلك الرحلة ، لأنها تحبني و تريدنا ان نستمتع بالرحلة معاً.
**
بعد رحلته الطويلة إلى ماضيه المؤلم توجه إلى دولاب ملابسه ؛ أخرج قميصاً يبدو عليه القدم فحجمه لا يناسب حجم ياغامي ؛ وضع ياغامي يده في جيب القميص الصغيرة مخرجاً مفتاح فضي اللون ؛ نظر إليه بإبتسامة باهتة ثم توجه الى سريره منحنياً إلى أسفله مخرجاً صندوقاً خشبي متوسط الحجم ؛ وضع المفتاح فيه لكنه توقف بعد تلك الخطوة ؛ إرتجفت يداه ليسقط المفتاح أرضاً ؛ إبتعد ياغامي عن ذلك الصندوق متكئاً على الحائط وهو يتنفس بصعوبة بالغة ؛ ثم ضحك بصوت عالٍ ؛ ضحك بهستيرية ؛ لم يضحك أبداً في حياته كما ضحك هذه الليلة ، أغمض عيناه بشدة ، رفع رأسه عالياً مطلقاً ضحكاتاً من كل الأنواع ؛ حتى هو نفسه لَم يكن يعلم سببها لكنها راقت له .
**
كانت تلك الليلة مليئة بالتعاسة و الحزن على ياغامي المتعلق بماضيه ؛ بينما كانت سبباً لإبتسامة ساتو الذي أزاح كل الشكوك من قلبه إزاء جوري
لتشرق شمس صباحٍ جديد لتجلي كل ما حدث في الليلة الماضية بحلوها ومرها ؛ و يستيقظ ابطالنا على صوت تغريد العصافير مما اعطاهم دافعاً ليقتنعوا بأن الحياة لازالت على مايرام ، فعلى الرغم من إيذاء الأطفال لهذا الطائر ؛ المخلوق الضعيف و إخافته إلا أنه لازال يتنفس و يغرد و يحلق إلى الأفق البعيد ..
**
-صباح الخير .. قالها ساتو لتلك الفتاة الجالسة على تلك الأريكة في غرفته ؛ والتي كانت تضع هاتفها بالقرب من أذنها و كأنها كانت تجري مكالمة هاتفية؛ لكنه وضعته جانباً بسرعة البرق عند رؤية ساتو يدخل الغرفة بلا إستئذان ..
نظر ساتو إليها ؛ وجدها متوترة إلى أبعد حد ؛ ليطلق ضحكة قائلاً بعدها : ههههـ أنا آسف كان علي ان أطرق الباب ؛

توجه ناحية الباب عازماً على الخروج مكملاً: رجاءاً اكملي تلك المكالمة ..
نادت جوري عليه قائلة : لـ..لا إنه رقم مخطئ ..إنه حقاً لا شيء ؛ فلتدخل رجاءاً ..
إبتسم ساتو ثم جلس بجانبها ؛ لتنهض هي بسرعة قائلة : آه؛ تذكرت اريد ان أذهب لدورة المياه .
-أووه حسناً .. خرجت جوري من الغرفة ليبقى ساتو وحيداً ينظر إلى ذلك الهاتف الذي خلفَّته وراءها ؛ أمسك به لكنها أعاده مكانه ؛ ثم نهض من مكانه متجولاً في أنحاء الغرفة ينظر للهاتف و الفضول يقتله ؛ لذا عاد ليلتقطه بسرعة مرة اخرى ليرى من كان المتصل ..
**

اعاد الهاتف إلى مكانه فور وصولها ؛ كان وجهه حينها مخطوف اللون ؛ كان يتنفس بصعوبة لم يدري ماذا سيفعل؛ هل سيخرج من الغرفة ؛ ام يسألها عما رآه ..؟
قطعت جوري لحظة الصمت بقولها وهي تنظر لساتو بغرابة : مـ..ماذا ..؟ بِمَ انت شارد هكذا ..؟
نهض ساتو من مكانه بسرعة كبيرة ثم امسك ذراعها بكل ما أوتي من قوة ليتساءل بصوت مرتجف : لِماذا..لماذا رقم هذا الوغد كان موجوداً بصندوق المكالمات الفائتة ..؟ لماذا تحدثَ معكِ ..؟
شهقت جوري ؛ و بان عليها الإنصدام مما سمعته. ؛ لكنها لم تمنع نفسها من الإجابة : كنت اخبره عن موعد الطائرة .. وقد كانت تقولهـا بلا ان تنظر إلى عيناه ..
جلس ساتو على الأريكة قائلاً بصوت بالكاد يُسمع : مـ..ماذا..؟
لتكمل هي قائلة برجاء بعدما جثت على ركبتيها امام ذلك الساتو : دعنا نتوقف عند هذا الحد ؛ سامحني ساتو ؛ أنا لا أستطيع العيش بدونه ..
حملق عيناه بأرضية الغرفة ؛ عيناه اللتان كانتا متحجرتان بالدموع ليبتسم مجيباً : أنتِ؛ لا تمزحي معي بهذه الطريقة ..
وَجَّه نظره إليها ممسكاً بيدها قائلاً برجاء: لا تمزحي معي بتلك الطريقة ؛ فقلبي لا يحتمل هذا المزاح ..
وضعت يداها على وجهها مجهشة بالبكاء مكملة : أنا لم اخدعك ؛ حاولت نسيانه لكنه وعدني بأنه سيحبني للأبد ولن يخونني مرة اخرى ..
-إذاً ماذا..؟ ماالذي تعنيه..! صرخ مكملاً: ما الذي تعنيه بكلامك..!!!
-أنا لازلت أحبه .. دعني اذهب هلا فعلت ..؟ إن كنت تحبني حقاً دعني أذهب ..!
نهض من مكانه مسرعاً ، ثم أشاح بنظره عنها قائلاً: أغربي عن وجهي .. إذهبي حالاً؛
كل ماقاله ياغامي عنك كان صائباً ؛ أغربي عن وجهي الآن .. إبتسم مكملاً: لا تخافين أنا حتماً لن أدعك تنجين بفعلتك تلك ..
أمسكت بحقيبتها التي كانت قد جهزتها في الصباح الباكر ثم مسحت دموعها قائلة: شكراً ساتو على كل شيء .
ثم خرجت من الغرفة مغلقة الباب وراءها؛ مُخلِفةً وراءها بلا أن تأبه ؛ بحر هائج في قلب ذلك الشاب الكسير ساتو؛ الذي ظل واقفاً بلا أي حركة عدا أنه قد أنكس رأسه بعدما إغرورقت عيناه بالدموع بصمت .
**
بعد إسبوع ..
خرج ساتو من غرفته مرتدياً قبعةً شمسيةً سوداء كانت قد تناسبت مع لون قميصه الرمادي ؛ مع بنطالاً قصيراً من الجينز الأزرق الغامق ؛ جاراً حقيبته السوداء وراءه عازماً على الخروج من المنزل؛ لكن صوتاً ناداه من بعيد جعلهـ يتوقفـ بقولهـ: إذاً تريد الهرب..؟
إلتفت ساتو إلى مصدر الصوت ؛ ناظراً اليه بتعجب قائلاً: يـ..ياغامي..!
إقترب ياغامي منه واضعاً يديه في جيوبه قائلاً: لماذا لم تودعني على الاقل؛ مادمت تريد السفر إلى كندا ..؟
حملق ساتو عيناه متعجباً ليجيبه: كـ..كيف عرفت بذلك..؟لابد انك بحثت عن التذكرة بين اغراضي..! صمت لوهلة بعدما انكس رأسه ليكملل بعدها: ثم انني اردت توديعك لكنني ظننتك نائماً ..
وضع ياغامي يده على كتف ساتو قائلاً له :
عيد مولد والدتك ؛ إنه بعد إسبوع من الآن ..
قاطعه ساتو قائلاً بسخرية: عيد مولد..! لماذا لاتزال مثيراً للشفقة..، حتى انك تحتفل بعيد ميلادها ، ما رأيك بأن تحتفل بذكرى وفاتها ؛ عوضاً عن ذلك ؛ ؟لماذا تظهر نفسك على انك مجنون ..!
أغمض عيناه و تنهد طويلاً ثم اجابه متجاوزاً كلامهـ : هل ستكون هنا ام لا ، هل ستحتفل بهذا معي ..؟
-لا.. اجابه ساتو بلامبالة

ليجيب ياغامي بتعجب : مـ..ماذا ..؟ ماذا قلت ايها الوغد..؟لقـد توفيت لأجلك وأنت ...... صمت بعدهـا ثم أبعد يده عن كتفه بعنف مكملاً: إذاً إذهب؛ إذهب أيها الوغد ولا تعد ..
توجه ساتو ناحية الباب ثم نظر الى والده نظرة أخيرة قائلاً وهو يبتسم : الى اللقاء أبي..
خرج ساتو بعدها مغلقاً الباب وراءه تاركاً ياغامي لوحده يعاني كما عانى قبل اكثر من عشرون سنة ..
**
وجاء اليوم الموعود ؛ يوم ميلاد يوي ؛ يوم كان من أقسى أيام حياته ؛ حيث كان جالساً أمام ذلك الصندوق الخشبي الذي كان قد فتحه للتو .. مخرجاً تلك العلبة ؛ العلبة الكبيرة الذي حاول ياغامي منحها ليوي في اليوم المدرسي ذاك لكنه فشل في ذلك ..فتح ياغامي تلك العلبة أخرج منه فستان وردي اليوم .. كان يبدو كفساتين الاميرات في الأحلام مليئ بالورود البيضاء من أسفله وعلى الجزء العلوي منه .. و قطع من اللؤلؤ المنثور هنا وهناك وفي كلا الجوانب .. إبتسم ياغامي ثم ضمه برقة قائلاً بصوت مرتجف : ذلك الفستان .. صمت ياغامي بعدما تحولت إبتسامته إلى دموع مكملاً: ذلك الفستان كنت اريد منك إرتداءه في اول موعد لنا ؛ لكن .. لكن ..
لم يستطع ياغامي إكمال كلامه ؛ لم يستطع إلا النحيب ؛ لم يستطع إلا ضم ذلك الفستان و النطق بجملة لم يقلها منذ زمن: أحـ..أحبك .. أنا أحبك يوي ؛ أحبك اكثر من شخص آخر ..
نهض من مكانه وهو لايزال ممسكاً بذلك الفستان ؛ وضعه على تلك الطاولة برقة .. ثم حوطه بالشموع و الورود .. ثم وضع رأسه على تلك الطاولة وهو يتحسس ذلك الفستان قائلاً بصوت أشبه بالهمس: لقد قمت في ذلك اليوم بتفصيله خصيصاً لك؛ كم كنت ستبدين جميلة لو انك ارتدتيه ..كنت ستبدين كالأميرة فيه.. صمت ياغامي بعدها ؛

كاد أن يغمض عيناه لكن صوت فتح باب غرفته قد منعه عن ذلك .. ادار وجهه ناحية الباب ناظراً اليه بتعجب .. لكن هذا التعجب سرعان ما زال بعدما سمع صوت ابنه ساتو يقول بنبرة مرحة : لقد نسيت ان تجلب قالب الكعك يا أبي..ثم توجه ناحية الطاولة ليضع قالب كعكٍ كان قد جلبه للتو .. مكملاً بلا ان ينظر لوالده ياغامي : لماذا تنظر الي ..؟ الا تريد تقطيعه ..؟
لم يستطع ساتو النظر الى عينا والده حتى في ذلك الظلام الحالك ؛ فقد كان متأكداً بأن والده سوف يعلم بشأن بكاءه حتى لو كان في كهفٍ مظلم .. لذلك قرر مسح دموعه بنفسه بلا ان يرى ياغامي ذلك .. نهض ياغامي من مكانه وهو لايزال تحت تأثير الصدمة : لماذا عدت بهذه السرعة ..؟ لم اكن اتوقع ذلك ..؟
إبتسم ساتو مجيباً : لِمَ علي ان أتأخر ..؟ لقد كان سريعاً جداً ؛ فقط كنت انتظر خيانة جون لها لأتشمت بها وقد حدث ذلك سريعاً ..أسرع من المتوقع .. ثم اكمل إشعال الشموع ..
هنا ضم ياغامي إبنه ساتو قائلاً له بصوتٍ باكٍ: أيها الوغد لا تترك والدك وحيداً بعد الآن ..
إبتسم ساتو مربتاً على ظهر والده مجيباً: أنا آسف لانني جعلتك تعاني؛ لكن؛ كان علي ان استعيد كرامتي التي سلبتها جوري مني..
.. صمت قليلاً ثم وضع يده على وجنة والده ليمسح له دموعه مكملاً: أبي لا تبكِ في هذا اليوم ؛ دعنا نكن سعداء ..وأنـا على كل ما فعلته قبل سفري إلى كندا أنـا أعتذر حقاً .. أنـا حقاً كنت أنوي الإحتفال معك .. أومئ ياغامي برأسه قائلاً : أنـا أتفهمك ساتو .. نهض ساتو من مكانه ثم جلس بالقرب من والده ياغامي أمام تلك الطاولة ..
ليحتفلوا بعيد ميلاد يوي المتوفاة.. التي كان طيفها يحوم حول تلك الغرفة المليئة بالحب و الحنان ؛ مع إبتسامة رضى كان قد رسمتها على شفتيها بعدما مسحت على رؤوسهم ؛ ثم عادت لتطير من جديد .. لكن هذه المرة بإبتسامة ؛ لا بدموع ..

~~

تَمَتْ ..
آملـ أنـ تُكونَ النِهاية قَد حازَت على إعجابِكُم .. وَ مُرضية بالنِسبَةِ لَكمُ ..
شُكراَ لِدَعمِكُم لِي إلى هذا الوقتـ ..
إنتظرونـي في قصـة قصيرة قريباً ..

يُرْجَى عَدَمِ النَقْلْ سِواَء مَعِ الرَابِطْ أوُ بِدونْ




  رد مع اقتباس