عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2012, 09:19 PM   رقم المشاركة : 117
Miss HE
أنيدراوي متميز
 
الصورة الرمزية Miss HE





معلومات إضافية
  النقاط : 60201
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :Miss HE غير متصل
My SMS " سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنةَ عرشه ومداد كلماته "


أوسمتي
رد: - ليلة خسوف القمر - رواية بـ قلمي


بعنوان الليلة الأولى ..



- فتحتُ عيناي على إتساعهما " هذا !! هذا الرجل !! " .. سألته : ماذا تفعل هنا ؟!
- نظر للمبنى الذي كنتُ أتـّـكئ على جدارهـ وقال : أنا أسكن هنا , ماذا عنكِ ؟! هل أنتِ بخير ؟!... أومأت برأسي وأنا أراقب نظراته القلـِقة قبل أن يقول وهو ينظر لحقيبتي : هل وجدتي عملاً ؟!
" هل يتذكـّرني ؟! " .. حركتُ رأسي بالنفي ليقول : لماذا أنتِ مع حقيبتكِ في الخارج في مثل هذا الوقت ؟!
- " أبحث عن سكن , هل تعرف مكاناً يؤجـّر غـُرفاً بسعر معقول ؟! " ( خجلت من قول سعر رخيص )
- صمت قليلاً وكأنه يفكر ثم قال " أنتِ مـُصرّة على رفض العمل كـ مـُدبـّرة منزل ؟!
- إبتسمت في نفسي (هـذّب الكلمة ولم يقل خادمة ) : لايمكنني ذلك , سأتعب فقط من العمل عندهم , إنهم كثيرون جداً ..
- الرجل : هل ترفضين أم لا ؟! في الحقيقة لم أجد لهم مدبرة جيدة فجميع من أحضرهن يهربن بسرعة لأنهن لا يـحتملن ألسن الشباب الطويلة , لكن مما رأيت ذلك اليوم فأنا أعتقد أنـكِ تستطيعين القيام بذلك خصوصاً الملسون شاان , الذي عرض عليكِ الموضوع ..
- قلت بعجلة وأنا ألوي فمي : نعم أعرفه ذاك الغبي .... رأيته يـُخفي إبتسامته وهو يقول : في الأخير موافقة أم لا ؟!
- هرب سؤال سريع من فمي : وكم الراتب ؟!
- " 1000 دولار , هل تكفي ؟! "
- رفعت حاجبي بإستنكار كنت سأقول ( فقط !! ) لكن تذكرت أنه راتب خادمة لذا أومأت برأسي : حسناً هذا جيد ..
- " أشار لسيارته البيضاء الفارهة : حسناً لنذهب إليهم الآن ... حمل حقيبتي بدلاً عني ومشى وأنا أتبعه , ركبنا السيارة و غادرنا وشعور بالنشوة يعتريني " وأخيراً سأجد غرفة ومجانية أيضاً !!... أول شيء سأفعله هو أن أستلقي ليومين متتاليين أريح هذا الظهر المسكين وهذه الأقدام المتورّمة " ... إبتسمتُ من تفكيري الغبي وأنا أنظر للخارج عبر النافذة ..

**

- في منزل الشباب حيث كان المطبخ في حالة تشبه الدمار بعد الإعصار إنطلقت صرخة غاضبة يشوبها بعض الحزن من فم كيونا : كلااا شاااان !! لماذا ؟!!
- شاان ينظر إليه ببراءة : ماذا ؟! هل تريده ؟!
- كيونا يرمقه بجمود : هل أضربك !؟ بالتأكيد أريده وإلا ما ذرفتُ دموعي الغالية عليه !!!
- شاان يضحك : حسناً آسف , بإمكانك تقطيعه مجدداً ..
- كيونا : ماذا !! قطـّع لي نفس الكمية التي لوثتها وإلا لن تأكل شيئاً ...
- شاان : كيونا لا تكن هكذا !! ثم قد وضعت ما يكفي من البصل , أوف رائحتك !!
- صمت كيونا وهو يشـتمُّ رائحة يديه ثم قال : حقاً !! حسناً لا بأس , لكن كن حذراً أكثر أيها الغبي حتى لا تسكـُب شيئاً ... بعد أن إنتهيا كان المطبخ في حالة مـُريعة من الفوضى ليقول شاان : مسكين ميكي لو خرج ورآهـ لأُصيب بسكتة قلبية .. وأمسك بقلبه يريد تقليد ميكي لكن كيونا قال قبل أن ينسجم في الدور : توقف توقف لو سمحت , سأخرج لآكل إتبعني إن كنتَ جائعاً .. خرج خلفه شاان يقول : بالتأكيد سأتبعك , هل تعتقد أنني سأتركك تأكل لوحدك !! في أحلامك يا عزيزي .. جلسا في الصالة أمام التلفاز يأكلان .... بعد أن إنتهيا وضع كيونا يده على معدته الممتلئة : حسناً شاان أريد أن أستحمّ قبل أن أنام سأدخل قبلك " ........ و وقف يتبعه شاان يمسك بيده : وهل ستتركني وحدي ؟!
- كيونا ينظر إليه : وهل سأتركك في غابة ؟! .... دعني أريد أن أستحمّ ... مشى وخلفه شاان : أنا أيضاً أريد أن أستحم قبل أن أنام ... دخلا الغرفة وكان ميكي نائم وفوق صدره كتاب .. إبتسم شاان بسخرية وهمس : يضيع وقته على التفاهات !!
- نظر إليه كيونا بسخريه وهو يخرج له لباساً مـُريحاً : وبماذا تقضي وقتك الثمين !! ثم لا أسمح لك بشتم صديقي .... وأخيراً ماذا تفعل بتفتيشك ملابسي ؟!
- شاان بجانبه يقلـّب الملابس : وهل هو صديقك لوحدك ؟! إنه صديقي أنا أيضاً .. ثم إنني أبحث عن لباس لي , كما تعلم اليوم غسلتُ جميع ملابسي ومازالت مبللة ..
- نظر كيونا إليه بسخرية : وأنا ؟!
- شاان : أنت ماذا ؟!
- كيونا : ألست صديقك ؟!
- شاان وعينيه تبحث في الملابس : أنت !! ربما إيل وو صديقي لكن أنت !! كلا لا أظن أنك من ضمنهم ؟! ...
- أبعد كيونا يدي شاان عن الملابس : حسناً أغرب عن وجهي وإذهب لصديقك ليعطيك ملابساً ..
- شاان يتصنع الفزع : كلا أرجوك , سيقتلني ميكي إن لمستُ شيئاً من أغراضه المـُعقّمة ..... ضحك كيونا وهو يخرج للحمام ولم يرد على شاان الذي خرج خلفه ولكن بإتجاه المطبخ ليبدأ في التنظيف ..

**

- الطريق المظلم جعل الخوف يتسرب إلي وأنا أرى أنوار المدينة تتلاشى شيئاً فشيئاً , إلتفتُّ نحوهـ لأسأله إلى أين يذهب لكن تركيز عينيه الشديد على الطريق الشبه مـُظلم أرعبني , وجـّهتُ نظري للأمام وأنا أتمسك بحزام الأمان " إلى أين سيأخذني هذا الرجل ؟! .... " ... إرتفع مـُعدّل الرعب لدي وأنا أرى منازلاً قديمة تلوح أمامي " كلُ الخطأ عليّ .. كيف وثقتُ فيه بهذه السرعة وركبت معه بدون مـُقدمات ؟! " .... بقيت أفكر كيف سأهرب بمجرد نزولي من السيارة ...

**

- كانت تتصفح البريد الإلكتروني الخاص بها عبر هاتفها وتقوم بتصفح الملفات التي أرسلها لها ميكي .. بعد أن إنتهت أغلقت جهازها و وقفت تمدد يديها " ياللراحة إنتهيت أخيراً ... " مشت نحو النافذة وفتحتها ليتناثر شعرها بعيداً عن وجهها بسبب الرياح .. وضعت يديها حول شعرها تمنع بعثرته وهي تحدّق في المكان من حولها " أعشقه وبقوة .. شكراً أجاشي لإختيارك هذا المكان " ..... أغلقت النافذة وجرت بطفولية نحو فراشها و إرتمت عليه بكل قوتها .. " حسناً إيون نامي الآن غداً لديكِ جامعة ... " .. رفعت رأسها عن وسادتها فجأة وأدارت رأسها ناحية خزانة الملابس , تأملتها قليلاً ثم صدّت وجهها بسرعة " كلا ايون كوني عاقلة " .... إستلقت وغطّت رأسها بلحافها وبدأت تغني بصوتٍ مرتفع إنقطع فجأة عندما رن هاتفها .. ردت عليه دون أن تنظر لإسم المتصل ومازالت تحت لحافها .. لم تتمكن حتى من قول مرحبا إلا وصراخ الطرف الآخر يفجر طبلة اُذنها قائلاً : أغلقي فمكِ وإلا ستذهبين للجامعة غداً مشياً على الأقدام ..... ضحكت بصوتٍ مرتفع وقالت : هل تهددني الآن أخ شاان !! لن أصمت ولتفعل ما يحلو لك ... آآهـ صحيح وسيارتك لا أريد ركوبها ... هل هناك شيء آخر ؟!.. وأغلقت الخط في وجهه وعادت لتغني وقد إنشغلت قليلاً عن ماكان يدور في بالها ... أما شاان الذي كان يعمل في المطبخ
بدأ يشتـُمها ويسخر من صوتها بصوتٍ مرتفع وهو متأكد أنها تسمعه لقرب منزلها الشديد من منزلهم وهدوء المنطقة ... بدأ هاتفه يرن مجدداً لكنه تجاهله وهو يكمل عمله منتظراً خروج كيونا من الحمام ..

**
- " آآهـ لماذا أصبح البيت بعيداً هكذا ؟! " .. توقفت أخيراً سيارة شومي أمام منزلها ونزلت تعبر الممر القصير وتوقفت حين إرتفع رنين هاتفها , أخرجته وردّت عليه : نعم ..
- " مرحبا سيدتي "
- " مرحبا من معي ؟! "
- أنا آتاشي "
- " من آتااشي ؟!"
- " الذي طلبتي منه مراقبة ليو بان "
- " آآهـ تذكرتك , آسفة فلدي مايشغل بالي .. مالأمر ؟! هل إكتشفتَ شيئاً "
- " كلا حتى الآن , لكن ليو بان لم يعد لغرفته حتى هذه اللحظة وهذا مالم يفعله سابقاً "
- " هل تشك بشيء ؟! "
- " لا أدري , هو حقاً غريب الأطوار هذه الأيام .. وكثيراً ما أراه شارد الذهن "
- " أتسائل مالذي يخفيه هذا الرجل ؟! .. حسناً أبقِ عينيك عليه جيداً ... إلى اللقاء " .... أنهت مكالمتها ودخلت تبحث عن سريرها لترمي جسدها المتعب عليه ..

**

- أبطأ من سرعة السيارة وهو يـُخرج هاتفه ويتصل بشخص ما ... ويبدو أنه لم يجد رداً فالإمتعاض واضح على وجهه وهو يتمتم " أين هؤلاء الأطفال عن هواتفهم ؟! " ... إلتفتَ إلي بعد أن توقفت السيارة تماماً أمام بوابة كبيرة لأحد المنازل
.. إبتسم وقال بـ نبرة هادئة : يـُفترض أن يخرج أحدهم لإستقبالك .. فأنا مستعجل ويجب أن أعود , لكن هؤلاء الأوغاد يبدو أنهم ناموا باكراً كما أمرتهم ... إنزلي سأوصلك إليهم بنفسي ..... لا أدري لكن شعرت بصـِدقـِه وأنه لا ينوي شراً بي .. طاوعته للمرة الثانية ونزلتُ خلفه .. دخلنا ثم مشينا نعبر ممراً صخرياً طويلاً يتوسط الأرض العشبية وعلى أطراف الممر أعمدة إنارة ذو ضوء خافت جاعلة للممر منظراً جميلاً , وعلى اليمين واليسار منازل من طابق واحد سقوفها كالمنازل التاريخية تماماً , لكن الجدران والأبواب تبدو كالمنازل الحديثة بالضبط ومرتفعة عن الأرض بحدود النصف متر .. بعد أن قطعنا مايقارب العشرين متراً توقف أمام أحد منازل الجهة اليمنى وإلتفتَ نحوي وهو على وشك أن يفتح الباب وقال : أتمنى أن لا تـُصابي بصدمة من فوضويتهم ... دخلنا وكان أمامنا ممر متوسط الطول و على يمينه وشماله هناك أبواب غرف .. تقدّم قليلاً وتوقف في الصالة التي تقع على الجانب الأيسر من الممر , لم أرى أحداً فيها وفعلاُ كانت في حالة مـُزرية من الفوضى , وصلنا صوت شاب يتحدث بطريقة ساخرة لكني لم أفهم شيئاً ... إلتفتَ إلي الرجل الذي جلبني وقال : صحيح لم تخبريني بإسمكِ ؟!
- " غـ فيكي , وأنت ؟! "
- " ناديني بـ تشاسونغ "
- " إسمك طويل !! هل أناديك بـ ..... لكنّ شاباً ظهر فجأة وقطع علينا الحديث .. نظر إلينا مـُتفاجأ ثم إتسعت عيناه وهو يشير إليّ بيده الغارقة برغوة الصابون : أنتِ !!
- " نعم أنا "
- نظر لـ تشاسونغ الذي بجانبي : هيونغ !! ماذا تفعل هذه هنا ؟!
- تشاسونغ : ستعمل كمدبرة للمنزل , لماذا ؟! ألم تزعجني بأنك تعبت من العمل !! .. ثم ضحك الهيونغ وهو يتأمله : انظر لنفسك لم تنم حتى الآن وتغسل الصحون ..
- الشاب بيأس : هيووونغ !!
- تشاسونغ : توقف عن التذمر شاان , وإياك أن تـُزعجها فأنا أعرف لسانك السليط !! هل تفهم ؟!... وإلتفت إلي بإبتسامة : إن أزعجك هو أو أي شاب آخر أخبريني فقط ..
- رفع شاان حاجبه : هل أنت تـُقـوّيها علينا من اليوم الأول ؟!
- تشاسونغ بتحدي : نعم هل لديك إعتراض ؟!
- عبث شاان بشعره ضـجـِراً : كلا , لا إعتراض سيدي المحامي ... إبتسم المحامي إبتسامة جميلة وهو ينظر لـ غيوري : حسناً هو سيدُلـّكِ على غرفتك , تصبحون على خير .. ومشى نحو الباب لتقول غيوري بعفوية : تصبح على خير أجاشي .. وقف في مكانه ثوانٍ ثم إلتفت نحوهما بملامح جامدة ورآها تنظر إليه ببراءة بينما شاان يبتسم بسخرية ... إستدار و أشار بيده يودّعهما وخرج ..
- نظرتُ للشاب الطويل الذي كان ينظر لمكان هيونغ الخالي وسألت : أين غرفتي !؟ ........ وجـّه نظره نحوي بصمت ثم قال بدون نفس : إتبعيني ....... سحبتُ حقيبتي خلفي وتبعته .. وقف قرب باب غرفة بآخر الممر : هذه هي .. و إبتعد و دخل غرفة قريبة من غرفتي ... دخلتها وكانت أقل من توقعاتي , مع أنها تحتوي بعض ما تحتاجه غرفة النوم لكنها لم ترّق لي كثيراُ, تركتُ حقيبتي بجانب الباب , و مشيت لآخذ ذاك الشيء المطوي بعناية و أفرشه على الأرض , وقفتُ أتأمله بإمتعاض : لا يمكنني النوم فوقه هكذا يجب أن أغسله أولاً ؟!..ثم ألا يوجد سرير هنا ؟! ... حدّقتُ في السقف وأنا أتنهد بحسرة ثم مشيتُ نحو النافذة , أزحتُ الستائر ليتطاير الغبار علي , حرّكتُ يدي أمام وجهي لأنفضه بعيداً عني " يا للقرف " .. فتحتُ النافذة وأطلّيتُ منها , المكان في الخارج شبه مـُظلـِم ومـُخيف , تركت النافذة مفتوحة وعـُدت أجلس على طرف _ سريري الأرضي _ و نفس أصوات الحشرات التي كنتُ أسمعها في بـُستان والدي ترنّ هنا في أذني , إبتسمت وأنا أشعر بالأُلفة .. أيضاً رياحٌ تهبّ بين الفينة والأخرى تـُحرّك الأشجار ليصل صوتها لمسامعي .. مددت ساقيّ وأنا أسحب قبعة البلوفر الذي أرتديها وأغطي بها رأسي إتقاء البرد الشديد .. ولا شيء يشغلني سوى " هان أسرع أرجوك " .... فزعت عندما سمعت صوته يقول : هل تـُحدثين نفسكِ ؟! .. ومن هو هان ؟!


**

يتبع ...



  رد مع اقتباس