عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2013, 10:31 PM   رقم المشاركة : 2
كُوزّيت
رَذاذٌ خريفيّ
 
الصورة الرمزية كُوزّيت





معلومات إضافية
  النقاط : 411506
  الجنس: الجنس: Female
  الحالة :كُوزّيت غير متصل
My SMS


أوسمتي
رد: The little match girl بائِعة الكبريتْ " مُشاركه "

رد: The little match girl بائِعة الكبريتْ " مُشاركه ",أنيدرا



رد: The little match girl بائِعة الكبريتْ " مُشاركه ",أنيدرا

" لا بأسِ بحياةٍ كَئيبه قَبلْ سعاده أبديّه ..! "

تَجمدت يَداها بسبب البَردِ , فأخرجت عُود كِبريتْ وَ حكت بِه الحائَط بجانبها , لِيشتعلْ وَينشر نُوره فيّ ارجاءِ المَكان , أحاطته بَيدها فَشعرت بالدفئ ,
وَعلىْ ضُوءِ هَذا اللهَبِ الصَغيْر، تَخيلتْ الصَغيرةُ نَفسهَا تَجلسُ أمَام مِدفئة كَبيرْة حَديْديّة، وَالنَارُ تَشتعِلُ فِيها إشتعالاً رَائعاً يَنشُر الدِفئْ !
فمَدت سَاقيّها لتدفئَهُما ، لكن النار إنطَفئت وَاختفتْ المَدفئه مَعها وَلم يبقى إلا طَرفُ عُودِ الكِبريتْ مُشتعلاً !
فَكرتْ كَثيراً قَبلْ أن تَحُكَ العُودَ الثانيْ وَلكنْ رَغبتُها بإكمالِ ذلك الدِفئ أجبرها عَلى إخراجِ آخر وَحكه بالجِدار , فَتخيلت طاولَه مُستديره بِغطاءٍ أبيضَ مِن الدانتيلْ
وُضِع عليها ديكٌ روميْ مَشويْ تفوحُ مِنه رائِحه شَهيّه , لَم يَستمر فَرحُها بِهذا كُله بِسبب إنطفاءِ العُودِ ثانيه , فَلم ترا أمامَها إلا الحائِطَ الغَليظْ البارِد .
فَأشعلتْ الثالِثْ أيضاً ! هَذه المَره لَم يَعد ما تَخيلتهُ بالسَابِق , بَلْ وَجدت نَفسها أمامَ شَجرة المِيلاد التِيْ مُلئَت بالشمعاتِ المُضيئه فَتشعُ جَمالاً لِمن يشاهِدُها ,
وَلكن كَعادِة العُود مِن شُروطِه الثَقيله أن يَنطفئَ بمُجرد أن يَصلَ النِصف !

* * *


حَكت أخراً بالجِدارْ الباردْ لَتجِد جَدتها المُتوفيّه تَقف قَريبه مِنها , وَسط الأنوارِ المُشعه وَديعه سَعيده , إن عُدتُ للخلفْ فالجَده هيّ الوَحيده مَن كانتْ تُعامِل الطِفله
مُعامَله حَسنه خِلافاً عَن والديها ! ما إن رأتها الصَغيره حَتى صَرخت مُتألِمَه :
" جَدتيْ , جَدتيْ , خُذينيْ إليكِ ضُمينيْ بَين يَديكِ قَبلَ أن ينَطفِئ العُود , أعلَم أنِك سَتختفين كَما إختفَى كُل شيءٍ سابِقاً ! "
سارعت الصَغيره إلى حَك بَقية أعوادِ الكِبريتِ بالسَله , لِتحتَفظَ بِجدتِها التيْ ما زالت شَغوفهَ بِها , فأطلقت الأعوادُ نُوراً مِن نُور النَهار
الشَتويّ فإقتربت الجَده من حَفيدتها المِسكينه وأحاطَتها بذراعيها لَتأخذها مَعها , ثُم إنطفأت كُل الأعواد !
وَمازالت الطِفله بين المَنزلين في زاويتها , بَخديها الأحمرين وَالبَسمة تَملئ شِفاهها , بَعد كُل هَذا أماتها بَردُ الشِتاءِ فيّ المَساءِ
الأخير مِن هذه السَنه .

* * *

أشرَقَ النَهارُ الآن , الجَميعُ يتفائَلُ بِبدايّة هَذه السَنه , كَانَ الكِبارُ يَمُرون بِجانِب جُثَةِ هَذه الطِفله بَعد عِلمهم بَموتها فيْ آخر ساعاتِ السَنه الماضيّه ,
كُلْ مَن رأها يُردد " كانت تُريد الدِفء ! , يالهَذه المِسكينه لَم تَكن تُريدُ سِوى الدِفء ! "
بالتَأكيدِ فَرحُهم لَيلَة أمس أشغَلهُم عَن مَعرفة الأشياءِ الجَميله التيّ رأتها بائِعة الكِبريت !
إلىَ هُنا تَنتهيْ حِكايُة الطِفلة الحَالِمه , التيْ حملت بَرد
هَذا الشتاءْ بَين عظامها اللينه , وَ قلبها الذيْ مُلئ بدفءِ أحلامِها
الصَغيره .

مَخرجْ **
إنْ أزعَجك ضَجيجُ الحَياةِ يَوماً
إجلِسْ عَلى كُرسيكَ المُهتز
وَتلحَفْ بغيومْ السَماءِ البيضاءْ
وَإجعلْ نُجومها مٌفتاحك لطَريق وطنك الصغير ..!

رد: The little match girl بائِعة الكبريتْ " مُشاركه ",أنيدرا


رد: The little match girl بائِعة الكبريتْ " مُشاركه ",أنيدرا



  رد مع اقتباس