عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-09-2008, 06:10 AM
الصورة الرمزية صادق النية
صادق النية صادق النية غير متصل
أنيدراوي مجتهد
 
معلومات إضافية
الانتساب : Feb 2008
رقم العضوية : 19490
المشاركات : 132
   الجنس: الجنس: male
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى صادق النية
¦ ¦ `•¸•`نَوازِعُ النَفْس`•¸•` ¦ ¦








يقول الله تعالى في محكم التنزيل ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)َ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(10)) ))

وقال عليه الصلاة والسلام : { مَا مِْنكُم مِنْ أَحِدْ , مَا مِنْ نَفَسٍ مَنفُوسةٌ إلآ وَقدْ كَتَبَ الله مَكَانُهُا مِنْ الجَنَة والَنار, و إلآ وَقدْ كُتِبَت شَقَية أو سَعِيدة }

أن النفس الإنسانية هي مرآة الروح وتعكس ما يمكن أن يكون عليه حال أبن آدم من خير أو شر و لعل النفس أمآرةٌ بسوء أكثر, ولكن لو طوع الإنسان المؤمن نفسه لتكون على الخير لانساقت له تتبعه ولكانت على السجية و انصاعت له و للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها..
فكل منا تحرضه نفسه على على المعصيه ولربما أن ضعف الإنسان في بعض الأحيان يقوده للهلاك فهو إن كان مؤمناً يحاول في صراع مرير كبح جماح نفسه وإذلالها لتخضع عن ما يمكن أن يكدر علاقته بربه الذي خلقه ويجاهدها فيغلبها أحياناً وتغلبه أحياناً أخرى..


يقول ابو العتاهية:


يا نفس إن الحق ديني ******* فتذللي ثم استكيني
يا نفس إلى متى أنا غافلٌ ******* يا نفس ويحكِ حبريني

فالنفس مجبولة على الحركة وقد امرت بالسكون وهو ابتلاؤها..


أما تعريف معنى النفس فتأخذ في معاجم و قواميس اللغة العربية جانباً لا يستهان به و قد وردت هذه المادة مدعمة بما تعرفه العرب عنها فجاء في مختار الصحاح , النَّفْسُ الروح يقال خرجت نفسه والنَّفْسُ الدم يقال سآلت نفسه وفي الحديث ما ليس له نفس سآئلة فإنه لا ينجس الماء إذا مات فيه والنَّفْسُ الجسد ويقولون ثلاثة أَنْفُسٍ فيذكرونه لأنهم يريدون به الإنسان و نَفْسُ الشيء عينه..

و طبيعة النفس التي قدمها الفلاسفة والمتكلمون لتبيان حقيقتها كثيره نذكر بعضها:

فقد ذهب الكندي والفارابي وابن سينا والغزالي إلى القول: بأن النفس جوهر أو هي ذات روحية تفيض من العالم الأعلى على البدن فتكسبه الحياة والحركة والعلوم والمعارف حتى تستكمل.

أما ابن حزم فيقول: إن النفس جسم ذات طبيعة بلا شك وإنها عالمة فاعلة حساسة لا محسوسة ذاكرة مدبرة مميزة حية خفيفة غاية الخفة وإنها حاملة لصفاتها لا محمولة.

أما ابن باجة فقال: إن النفس جوهر وصورة في آن واحد فهي جوهر مفارق إذا نظرنا إليها في حد ذاتها وصورة إذا أخذنا في اعتبارنا صلتها بالجسم.

وبغض النظر عن هذه التعريفات الفلسفيه عن ما هية النفس وهل النفس هي الروح مما قد يشوش على البعض تبقى رغبة الإنسان و مشاعره هي الفيصل في تحديد طبيعة نفسه وما تؤول إليه..
فقد يعمل الإنسان عمل ترغب فيه نفسه وهو محرم فيعلم أنه إرتكب إثماً ولكن نفسه تزين له هذا العمل فتكون نفسه هي العدو له وهي بمثابة الشيطان الذي يوسوس له..


ولكن هل يستطيع الإنسان أن يطوع نفسه لما يرضي ربه؟

نعم إذا تسلح بالإرادة والعزيمة وتوكل على الله وطلب العون من الله على نفسه صادقاً وراجياً ذلك فعلاً وعودها على حب الطاعة لله و سلك بها مسلك الخير صارت نفسه مطيتاً له يسرح بها كيفما شاء دون ان يحيد عن امر الله..


و الحب أياً كان نوعه هو من رغبات النفس الجامحة والتي تفتقد إلى السكون وتتخلل من خلال مشاعرنا و أحاسيسنا
فحب الله حب فطري جُبلت عليه نفوسنا واسترضته و أدركته عقولنا وكذا حب الوالدين و الأقربون وحب الزوج لزوجته وحب الأبناء و حب الذكر للأنثى والعكس وحب المأكل والمشرب و الجنس والمال كل ذلك من رغبات النفس المربوطة بالفطرة
ولا يعني ذلك تناقضاً إذا قلنا أن النفس أماره بسوء لان ما كان محرماً عُلم بالضرورة و يدركه العقل ويفهمه القلب إن كان الشخص على دين الفطرة..

وكذا الفخر و الخُيلاء والتكبر كل ذلك من حظوة النفس و جشعها والتي تتجلى تأثيرها على شخصيتنا وسلوكنا
و يبقى أن نقول إن العاقل من روض نفسه لطاعة المولى عز وجل وسخرها لتكون عوناً له حتى لا تُردي به مسالكِ الظلال و العار حتى تكون نفسه متواضعة لله بعيده عن الشهوات المحرمة و الملذات المحسوسه والغير محسوسه فينجو و تنجو نفسه..



:: بقلمي المتواضع ::



دمتم على خير..



تحياتي



الموضوع الأصلي : ¦ ¦ `•¸•`نَوازِعُ النَفْس`•¸•` ¦ ¦ || الكاتب : صادق النية || المصدر : منتديات أنيدرا