عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2013, 08:00 PM   رقم المشاركة : 8
كُوزّيت
رَذاذٌ خريفيّ
 
الصورة الرمزية كُوزّيت





معلومات إضافية
  النقاط : 411506
  الجنس: الجنس: Female
  الحالة :كُوزّيت غير متصل
My SMS


أوسمتي
ايليا ابوماضي باعث الأمل ومفجر ينابيع التفاؤل

ايليا ابوماضي باعث الأمل ومفجر ينابيع التفاؤل,أنيدرا


ايليا ابوماضي باعث الأمل ومفجر ينابيع التفاؤل,أنيدرا
قَبل زواجه اجتاز أبو ماضي عدداً من التجارب العاطفيه القاسيه ,
حيث كان يجتازها في كل مره صحيحاً سليماً ,
إلا تجربه واحده بينها وهي تجربه كادت تصيب منه مقتلاً , لتجعله أحد الشُعراء الكبار العاشقين الباكين
على فراق محبوبه ظالمه , من جراء صدّها المتعمد لهم .
كانت فتره غير قصيره من أسعد أيامه , لأنه كان يقضيها بقربها , فقد ظل مُصدقاً ما قالته محبوبته له , وفجأه
وجدها تتخلى عنه تاركه إياه يندب على فراقها , فقال :
"إنما تلك أخلفت قبل ليلين من موعدي
لم تمت لا وإنما أصبحت في سوى يدي".
محبوبته هذه , جعلها عروسة قصيدته " الداليّه " وهي نفسها محبوبته هند من في قصيدته " الغابه المفقوده "
حيث يحدثنا عن تلك الأيام العذبة الجميلة, والرحلات الخلوية الممتعة التي قام بها ومحبوبته الى تلك الغابات,
قبل أن تصبح "في سوى يده" فيقول:
"يا لهفة النفس على غابة كنت وهنداً نلتقي فيها
أنا كما شاء الهوى والصبا وهي كما شاءت أمانيها
نباغت الأزهار عند الضحى متكآت في نواحيها
لله في الغابة أيامنا ما عابها إلا تلاشيها
طوراً علينا ظل أدواحها وتارة عطف دواليها
وتارة نلهو بأعنابها وتارة نحصي أقاحيها
وإن تضاحكنا سمعنا الصدى يضحك معنا في أقاصيه"


ايليا ابوماضي باعث الأمل ومفجر ينابيع التفاؤل,أنيدرا

جعـل أبو ماضي من شعره منطلقـاً لأفكـاره الفلسفـية التي صاغها ببلاغة وسهولة ومـرونة بيان. فلسفـته في الكـون وما وراء الطبيعة
وفي الوجـود والعدم, وفي الـروح والحقيقة, اعتمـدت عـلى مبـدأ إعتنـقه عـدد من الفلاسفة الذين رأوا في البحث عن هذه الأمور مسألة عقيمة
لا تؤدي بصاحبها الى حل تلك الأسئلة التي راودت المفكرين منذ زمن بعيد جداً, فالفكر في نظرهم لا يستطيع أن يتخطى حدوده المادية
ليصل الى اكتشاف حقائق مجهولة تتعدى قواه الفكرية. وكان قد سبق أبي ماضي من الشعراء في هذا المبدأ الشاعر الفارسي عمر الخيام الذي يقول:

’،

أتى بي لهذا الكون مضطرباً فلم تزد لي إلا حيرة وتعجّب
وعدت على كره ولم أدر إنني لماذا أتيت الكون أو فيم أذهب"

وأبو ماضي يقول في قصيدته الطلاسم:
"جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت وأبغض فيمسي الكون سجناً مظلما
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت والمرء لولا الحب إلا أعظما
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت فتألمت من قبل أن تتألما
كيف جئت, كيف أبصرت طريقي الله لم يخلق لنا غير السم"
لست أدري".

أخذت فكرة عدم تلاشي الإنسان بعد الموت تلاشياً كلياً في التراب, تزداد سنة بعد سنة رسوخاً في رأس أبي ماضي,
بحيث نجده ينشر في مجلته "السمير" مقالاً جعل موضوعه الإنسان وما يوجد فيه من غرائب. ورأى أن الإنسان مجمع غرائب, وملتقى الأسرار والأحاجي؛
فيه من الحيوان شيء, ومن النبات شيء, ومن الجماد شيء, وأعظم من هذا كلّه فيه شيء من الإله.

وإيمان أبي ماضي بأن الإنسان بعد موته سوف يعود فيولد من جديد إما حيواناً أو نباتاً تدب فيهما الحياة,
هو إيمان استقاه من بعض أقوال الفلاسفة القدماء الذين كانوا يقولون إن الإنسان الفاضل سيتحوّل بعد موته عن طريق التناسخ الى زهرة فوّاحة العبير,
والإنسان الشرير سيتحوّل الى حيوان.



  رد مع اقتباس