عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-2012, 10:16 PM   رقم المشاركة : 2
Miss HE
أنيدراوي متميز
 
الصورة الرمزية Miss HE





معلومات إضافية
  النقاط : 60201
  الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
  الحالة :Miss HE غير متصل
My SMS " سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنةَ عرشه ومداد كلماته "


أوسمتي
رد: - ليلة خسوف القمر - رواية بـ قلمي







- الحلقة الأولى ..

- بعد أن غرق الكون في السكون , وأوى الناس إلى فـُرُشهم طالبين الراحة إستعداداً لصباحٍ جديد يحمل معه الأمل والتفائل , كانت هي تستلقي بشقاوة الأطفال على سرير جدتها التي طردتها عدة مرات لكنها لم تستجب لعبارات تلك العجوز المحبوبة ..
- الجدة وهي تمسح على شعر غيوري المستلقية في حضنها : هذه آخر حكاية أرويها لكِ , بعدها لا تـُريني وجهكِ إلا في صباح الغدّ , هل فهمتي ؟! ... وتمتمت الجدة بصوت خفيض " ستتخرج من الجامعة ولا زالت تسمع حكايا ما قبل النوم ؟! " ..
- سحبت غيوري يد جدتها وقبلتها ثم إحتضنتها وهي تـُغمض عينيها بسعادة : حسناً موافقة يا حبيبتي _ جونج لي _ ...
* بدأت الجدة تحكي لـ حفيدتها غيوري إحدى قصص ماضيها والذي تعشقه غيوري بكل تفاصيله وتتمنى أن تعيشه يوماً ما ( المنازل القديمة - الملابس الطويلة الخاصة بالنساء الصينيات - الأحذية الخشبية ذو الصوت المميز ) والكثير مما تخيلته غيوري من خلال حكايات الجدة ...... بعد أن أنهت الجدة حديثها نظرت لوجه غيوري ورأتها مغمضة العينين .. تنهدت بإرتياح وهي تسحب يدها بلطف من حضن حفيدتها " نامت أخيراً " .. لكنها عقدت حاجبيها حين تشبثت تلك الطفلة بيدها وهي تهمس " كلا لم أنم بعد " ... صرخت الجدة بها وهي تسحب يدها بغضب : إذهبي لغرفتكِ ونامي فأنا أشعر بالنعاس ... إنقلبت تلك الأخيرة بعناد وهي تهمس بصوت ناعس : كلا سأنام بجانبكِ اليوم ....
- الجدة تدفعها : لا أريدك بجانبي أيتها المزعجة .. إذهبي لغرفتكِ حالاً ... أو إنزلي للطابق السفلي و تابعي التلفاز ودمـّريه كـما تفعلين دائماً ..
- غيوري وعنادها يزداد : كلا كلا كلا , أريد النوم هنا ....
- إبتسمت الجدة وهي تـُغطيها : إن صحوتُ على ركلة من قدمكِ فأنتِ ميتة ....
- قفزت غيوري من مكانها و ركضت بإتجاه النافذة تـُزيح الستائر وسط نظرات الجدة المستغربة .. فتحت بعدها النافذة وأخرجت رأسها تنظر للسماء تتأمل القمر فجأة ... وصلها صوت جدتها الساخر يقول : هل تمثـّلين مشهداً الآن ؟! ... عودي للنوم ودعي غبائك ينام أيضاً .... ضحكت غيوري وهي تنظر لجدتها : جدتي هل تعلمين !! غداً هناك خسوف للقمر .. هذا ما أذاعته الأخبار ...
- تلحفت الجدة وهي تعطي ظهرها لغيوري : ومالجديد في ذلك .. كل عام تقريباً يحدث خسوف .. مالذي يـُميز هذا إذاً ؟!! .. أغلقي النافذة فقد ضاع دفئ الغرفة هباءً يا حمقاء ....... أغلقت غيوري النافذة وعادت بخطوات سريعة تأخذ لنفسها مكاناً على سرير الجدة الفسيح والمماثل لسريرها .. لكنها ولسبب لا تعلمه تحبُ سرير جدتها أكثر ..
**
- في صباح اليوم التالي كانت غيوري تقف أمام نافذة الصالة العملاقة تنظر للخارج بضيق صبر وتنظر للساعة بين الحين والآخر .. وتساؤلات الجدة التي تجلس مع الأم والأب وحفيدها ( شقيق غيوري ) لا تتوقف عن سبب وقوفها ....
- غيوري بملل : حبيبتي _ جونج لي _ أكملي إفطاركِ ولا تشغلي بالكِ بي ...
- الجدة : هيا تعالي وتناولي إفطاركِ لن يخسف القمر في النهار ..
- ضحكت غيوري : أعلم أعلم .. ثم لا تهتمي لي فـ أنا أكثر واحدة تعرف طريق المطبخ عندما أجوع ........ ضحكت أمها بينما وضعت الجدة الطعام من يدها وقالت بغضب : لن أتناول شيئاً حتى تأتي ....... وضعت غيوري يدها حول خصرها بإعتراض : جدتي توقفي عن العناد لو سمحتِ ...... وبقيت قليلاً تنظـُر للجدة التي لم تـُبدي أي إستجابة .. ليقف شقيقها الأكبر _ هان كيونع _ ويمشي نحوها .. حملها بين ذراعيه رغم إعتراضاتها و أجلسها معهم على المائدة ... وبمجرد جلوسها رنّ جرس الباب لتقف بسرعة والإبتسامة تملئ وجهها : تمتعوا بوجبتكم ... وراحت تجري لتفتح الباب , بينما راح _ هان _ يـُدّلك يديه بإحباط : خسارة جهدي الذي بذلته لحمل تلك البطة .... ويرتفع مع آخر كلماته صوت ضحكات الأب والأم أما الجدة فقد إكتفت بإبتسامة ..
**
- في غرفة غيوري .. كانت تجلس مع صديقتها المقربة شومي ... التي جائت لزيارتها للتو ....
- غيوري وهي تفتح خزانة الملابس وتبحث بها : لماذا تأخرتي أيتها القبيحة ؟!
- شومي وهي تعبث بأغراض جلبتها معها : لقد توقفتُ عند محل القهوة في طريقي وأحضرت البعض ... ونظرت لغيوري التي وضعت فستاناً على جسدها تستعرضه قائلة : ما رأيكِ ؟! ... وقفت شومي تـُصفق بإنبهار : جميلٌ جداً ... هل سترتدينه اليوم ؟! .. أومأت الأخرى برأسها وراحتا تـُناقـِشان مناسبة الليلة ......

* وحلّ المساء أخيراً ..
- في قصر امبراطور الصين .. إجتمع الشباب والشابات في حفل بهيج لتهنئة ولي العهد الصيني بمناسبة تخرجه من الجامعه ....
- وصـلتُ القصر أخيراً , وبعد تفتيش دقيق ها أنا أخطو أولى خطواتي داخل البلاط الإمبراطوري بفستاني الأبيض الطويل والذي يـُظهـِر كتفيّ وظهري , رأيت جمعاً غفيراً من الشباب والبنات من أبناء النبلاء " هل هم جميعاً أصدقاء الأمير _ وانغ _ ؟! " .. الجميع كان يرتدي ملابس حافلة وجميلة " من حسن حظي أني لم أرتدي ذاك اللباس البسيط الذي لحـِقتني به السيدة مورا " ... بحثت بعينين باسمتين عن صديقتي _ شومي _ رأيتها تقف قرب الأمير _ وانغ _ وبعض رفاقه , إقتربت منهم بهدوء ليلتفتوا مرحـّبين , إبتسمت بخجل للأمير : مبارك تخرجك _ وانغ _ ..
- إبتسم وانغ : شكراً لكِ ... أحرقتني نظراته المتفحـِّصه من أعلى رأسي حتى أخمص قدميّ : تبدين جميلة كـ عادتك غيوري ..
- شعرت بالإحراج من إطرائه ونظرات الشباب الباقين تحاصرني , رحت أعبث بخصلة من شعري الطويل والذي رفعته بتسريحة بسيطة وردّيت بخجل : شكراً لك .... ثم نظرت لإبن عمه _ هوان _ : وأنت أيضاً هوان , مبارك تخرجك .. إبتسم بهدوء وهو يومئ برأسه ..
- مدّت _ شومي _ كأساً لي وهي تقول : لنشرب نخب تخرجكَ _ وانغ _ ..
وصلـَنا صوت أحد الشباب وهو ينظر للخارج عبر الحائط الزجاجي : لقد إبتدأ الخسوف ...
- وضعتُ كأسي وأسرعتُ نحو الباب لأخرج للفناء الواسع الأشبه بحديقة كبيرة , وتبعني الشباب والبنات , وقفنا نتأمل القمر وهو يختفي شيئاً فشيئاً ويلتحف السواد ..
- وانغ وهو ينظر للقمر : يبدو أنني أخطأت في إختيار يوم الحفل !!
- شومي وهي تنظر لوانغ بإبتسامة : كلا لم تـُخطئ , حتى يكون يوماً مميزاً يحمل الكثير من الأحداث وليس فقط الحفل ..
- أومأ وانغ برأسه وهو يبتسم : هل تظنين ذلك !! حسناً ربما يصبح يوماً مميزاً مع الخسوف ....
**
- بعد نصف ساعة .. كـُنا نجلس حول طاولات مستديرة قد أعدّها الخدم على عـُجالة لنجلس في الخارج نشاهد مراحل الخسوف ..
- قـُلت وأنا أتابع القمر : كيف له أن يصبح هكذا مـُنطفأَ لا إضاءة فيه ؟!
- إبتسم وانغ بسخرية : هل حقاً لا تعرفين السبب ؟!
- " بالتأكيد أعرف , يدخل القمر كـُلـّه منطقة ظل الأرض !! عقلي يرفض فهم هذه الظاهرة !! "
تعالت ضحكات الشباب من حولي على تعليقي الذي لا أعتبره مضحكاً , لذا تجاهلتهم فقط وأنا أفكرّ " هل يمكن لشيء مـُضيء كالقمر أن يفقد نوره لوقوعه في الظل ؟!

**
- في منزل غيوري ..
- دخلتُ المنزل وبقيت واقفاً لفترة قـُرب الباب , أنا متأكد أنه منزلنا لكني مندهش وبشدّة من الهدوء الذي يخيّـم على الصالة المـُرتبـّة , فهي من المرّات النوارد التي تكون فيها مرتبة في هذا الوقت من الليل , حين تستفرد غيوري بالطابق الأرضي , فلا أحد مستيقظ سواها وأحياناً بعض صديقاتها اللاتي يبيتون عندها , ولا تسألوا عن حال الدور الأرضي الذي يتحول لجزء من منزل تعرّض لقصف أفقدهـ ملامحه , ألعاب الفيديو تجدها قد بعثرتها لتبحث عن لعبتها المفضلة , أطباق الطعام تجدها على الطاولة الصغيرة التي تتوسط الجلسة ولم يسبق لها أن فكرت في إعادتها للمطبخ بعد إنتهائها , بقعة كاتشب إنزلقت من إحدى وجباتها مستقرة على الفرشة الفاخرة , كأس عصير أوقعته وهي تلعب دون أن تنتبه , مجلاّت , روايات , أحياناً لحاف في الأيام الباردة , كـُل هذه الفوضى تتركها خلفها قبيل الفجر وتصعد لـ تنام بكل براءة الحياة , صعدت للطابق الثاني , فتحت باب غرفتها وبحثت بنظري سريعاً عنها في أرجائها المـُظلـِمة , خرجت مغلقاً الباب أحدّث نفسي : أين ذهبت في هذا الوقت ... ونظرت إلى ساعتي التي تشير إلى الــ 2:30 من منتصف الليل ..... وصلني صوت والدتي من خلفي متسائلاً بصوت ناعس : ألم تعـُد غيوري بعد ؟!
- إلتفتُّ إلى أمي مستغرباً : كلا لم تعد .. أين هي أساساً ؟!
- مشت أمي نحو الهاتف ورفعت السماعة وراحت تضغط على الأرقام : هل نسيت ؟! ذهبت لحفل تخرج ولي العهد .....
**
- في القصر الإمبراطوري .. كان الشباب والشابات يغرقون في النوم بعد أن شربوا حدّ الثمالة .. ومع النائمين كانت غيوري التي إستيقظت على رنين هاتفها المتواصل .. أخرجته من حقيبتها بكسل و ردّت عليه : مرحباً ..
- وصلها صوت والدتها من الطرف الآخر يصرخ بها : لماذا لم تعودي حتى الآن ؟! .... إعتدلت في جلستها ونظرت حولها تستوعب وضعها : أووهـ آسفة أمي , أغلقت هاتفها ونهضت تبحث عن حذائها ذو الكعب العالي , ألقت نظرةً على النائمين وضحكت من أشكالهم : لماذا ينام هكذا ؟! ألا تؤلمه رقبته ؟! وما باله هذا أيضاً !! ( أخرجت هاتفها وإلتقطت للجميع صوراً مضحكة ) .. فـ هي من عشاق التصوير , جلست على الأرض ترتدي حذائها بطريقة طفولية .. خرجت تمشي بهدوء و في طريقها سمعت صوتاً لم يكن عادياً .. بل كان صوت إستغاثة خافت قادم من مكتب الرئيس .. إقتربت من مكان الصوت بـفـُضول وأطلـّت برأسها ...
- أطليت برأسي وليتني ما فعلت ... فقد رأيت _ وانغ _ ولي العهد واقعاً على الأرض غارقاً في دمائه يأنّ من شدّة الألم ..




التكملة بعد الردود ..




  رد مع اقتباس