عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2011, 02:23 AM   رقم المشاركة : 2
luchia
سايونارا
 
الصورة الرمزية luchia





معلومات إضافية
  النقاط : 19317
  علم الدولة: علم الدولة Egypt
  الحالة :luchia غير متصل
My SMS =) ... أود دائمًا أن أودعكم بابتسامة .. فتذكروني بها .. =)


أوسمتي
Icon (36) الفصل الأول : البداية ... ماسبيرو !

1- البداية ... ماسبيرو :

كان صباحًا هادئًا ، دافئًا حيث انتشرت أشعة الشمس في جميع الأنحاء و عكست الأرض لون أشعتها الذهبية في فناء تلك المدرسة ، و تسللت نسمة دافئة عبر نافذة إلى غرفة صغيرة ، كانت مكتبة المدرسة في يوم من الأيام ، و استقر على طاولة في وسطها ثلاثة أفراد ، فتاة و صبيان .. كانوا أصدقاؤنا (هـانـي و توأمته هدي و معهما يـوسـف) ، ثم أطلقوا تنهيدة يائسة في وقت واحد و تمتمت (هـدى) بخفوت :
- أيعني هذا أننا سنمضي يوم عيد الحب مشردين !؟
ثم عادت تتفحص تلك اللوحة الورقية الكبيرة التي قد أعدتها لتشمل كل خطط يوم عيد الحب ، ثم استطردت قائلة :
- والدة (يـوسـف) مشغولة في الاستعداد لاستقبال زوجها ، فلا نستطيع أن نقيم حفلة شواء في منزلك ، أليس كذلك يا (يـوسـف) ؟!
أوميء (يـوسـف) برأسه موافقًا ، فعادت (هـدى) تنظر إلى الورقة و تقول :
- و والدنا قد دعا أصدقائه إلى منزلنا في ذلك اليوم أيضًا ، للتحدث عن المشروع الجديد!
فلا نستطيع أن نحتفل في منزلنا !
ثم تنهدت مرة أخرى ، و قبل أن تنبس ببنت شفة ، كان باب المكتبة يُفتح و دخلت (رزان) قائلة :
- ربما لن تقضي يوم عيد الحب مشردة يا عزيزتي !
التفتوا إليها في دهشة ، فابتسمت و التقطت قلم رصاص من على الطاولة و رسمت قبعة غريبة الشكل ، و قالت في سعادة :
- سنذهب إلى هناك !
تساءل (يـوسـف) قائلاً :
- لا أريد أن أعلق ساخرًا ، و لكن ما هذا ؟!
قالت (رزان) في بساطة:
- قبعة مكسيكية !
اتسعت عيون الجميع دهشة ، و هتف (يـوسـف):
- ماذا ؟!
ثم أطلق ضحكة قصيرة ، و قال :
- يا إلهي يا (رزان) ! انكِ حتى لا تستطيعين رسم قبعة مكسيكية بطريقة صحيحة !
رمقته (رزان) بنظرة نارية ، ثم قالت في برود :
- على أية حال ، سنذهب إلى هناك يوم عيد الحب ، أي بعد يومين من الآن ، فكونوا مستعدين !

* * *
أتى يوم عيد الحب سريعًا ، و أمام ذلك المبنى الضخم الشهير ، وقف أصدقاؤنا الأربعة مندهشين ، و قالت (رزان) في هدوء :
- إن والدتي تعمل هنا ، و قد سمحت لنا بحضور حلقة عيد الحب هذا العام ، في ماسبيرو! فكونوا ممتنين لذلك !
صاحت (هـدى) في دهشة :
- أنا لم أحضر إلى هذا المكان من قبل ! إنه جديد بالنسبة لي !
وافقها (هـانـي و يـوسـف) على كلامها ، ثم التفت (يـوسـف) إلى (رزان) متسائلاً:
- و لكنكِ لم تذكري لنا أن والدتكِ تعمل هنا ! ماذا تعمل هنا في ماسبيرو ؟!
أجابت (رزان):
- إنها مذيعة شهيرة !
فتح (يـوسـف) فمه ليسأل سؤال آخر ، و لكن سيدة جميلة تقدمت منهم جعلته يصمت و يلتفت مندهشًا إليها .
تكلمت السيدة و قالت في هدوء :
- مرحبًا بكم يا صغاري ! لابد أنكم أصدقاء (رزان) الأعزاء ، فلقد حكت لي عنكم من قبل كثيرًا !
بدا الخجل ظاهرًا في وجه رفاقنا ، و تأملت (هـدى) تلك السيدة الجميلة ، كانت بيضاء طويلة ، ذات شعر أسود مسترسل ، و قد عقصته خلف رأسها ، و ترتدي حلة زرقاء هادئة و تبتسم في هدوء و رزانة و قد بدت عيناها البنيتان ساطعة لامعة .
صاحت (هـدى) في دهشة :
- يا إلهي ! إنكِ المذيعة الشهيرة (أمـيـرة نـاصـف) ، يا إلهي !
قالت (رزان) في هدوء :
- إنها والدتي !
صاح ثلاثتهم في وقت واحد :
- هاه؟! والدتكِ (أمـيـرة نـاصـف)؟!
قالت (هـدى):
- إنها أشهر مذيعة برامج علمية في العشر سنوات الأخيرة !
قال (يـوسـف) :
- لقد قامت بعمل أكثر من مائة لقاء مع الكثير من العلماء العرب و الأجانب !
صاحت (هـدى) مرة أخرى:
- و قد قامت بتقديم العديد من البرامج المتنوعة ، و كلها ناجحة !
ضحكت والدة (رزان) ضحكة خفيفة و قالت :
- يا إلهي ! إنكم تحفظون سيرتي الذاتية أكثر مني شخصيًا !
قالت (هـدى) في حماس :
- بالطبع ! إن (هـانـي) يتابع برامجكِ باستمرار و خاصة البرنامج العلمي ، و هو يحبكِ كثيرًا يا سيدة (أمـيـرة) و معجب بطريقة حواركِ الراقية مع ضيوفكِ!
نظر (هـانـي) إلى أخته معاتبًا و قد تخضب وجهه بحمرة الخجل و ضحكت والدة (رزان) قائلة :
- حسنًا .. حسنًا ، كفانا حديثًا هنا و لندخل فلدينا الكثير لنكتشفه بالداخل!
ثم استدارت عائدة و تبعها الأصدقاء مسحورين و تساءلت (هـدى):
- من هو ضيف البرنامج اليوم يا (رزان)؟!
قالت (رزان):
- بما أنه يوم عيد الحب ، فقد تقرر جمع عدد من الفنانين ، و تقديم حلقة غنائية لطيفة احتفالاً بهذا اليوم !
قال (هـانـي):
- و من هم أولئك الفنانين؟!
قالت (رزان):
- لقد قالت أمي أنها مفاجأة ، و لكنها أخبرتني بأن (مـريـم عـصـام) ستكون حاضرة !
صاحت (هـدى) في دهشة و قالت :
- حـ...حقًا (مـريـم عـصـام) ستكون هنا؟! و أمامي ؟!
أومأت (رزان) برأسها موافقة ، فاستطردت (هـدى) قائلة :
- يا إلهي ! إنني أحبها كثيرًا ! فرغم أنها تبلغ الثامنة من عمرها فقط و لكنها صاروخ في عالم التمثيل و الغناء و قدمت العديد من العروض الناجحة !
قال (يـوسـف):
- انكِ حقًا تعرفين الكثير عن عالم الفن يا (هـدى) !
قالت (هـدى) في زهو :
- بالطبع يا عزيزي ، فأنا أطمح في اختراق هذا العالم !
ضحك كلا من (هـانـي) و (رزان) و فجأة ، سمعا صوت والدة (رزان) و هي تقول :
- ماذا تفعلون عندكم يا شباب !؟ هيا ، هيا ، لنحضركم للتصوير !
تساءل (هـانـي):
- هل سيضعون لنا الماكياج أيضًا ؟!
قالت (رزان):
- إنه ليس شيئًا معتادًا مع الجماهير ، و لكن أمي ترغب في أن نظهر بأزهى صورة حينما يأتي دورنا للتحدث مع الفنان !
قال (هـانـي):
- و هل سنتحدث معهم؟! و ماذا إذا لم أحب الفنان الجالس أمامي ؟!
ابتسمت (رزان) و قالت في هدوء :
- إذن ، ما عليك سوى أن تهنيء جميع الجماهير بيوم عيد الحب و منهم الفنان هذا !
قالت (هـدى):
- فكرة رائعة !
قال (يـوسـف):
- لا عجب! فهي صادرة من ابنة محترفة في عالم الصحافة و الإعلام !
* * *
مر الوقت سريعًا ، و أخذ الجميع يستعد للظهور على شاشة التلفاز ، حينما تلفتت (هـدى) حولها و هي جالسة على مقعدها بين صفوف الجمهور و همست قائلة :
- يا إلهي ! الكل هنا جاد جدًا و يعمل بطريقة منظمة و سلسلة جدًا ! إنني أكاد أشعر بالصرامة تفوح من هذا المكان !
قال (يـوسـف):
- هذا طبيعي ! فأنتِ تتكلمين عن مجال خطير ، فالآن و لمدة ساعتين سيظهر هذا المكان على الهواء مباشرة أمام جميع الناس ، في المنازل و في المقاهي و في كل مكان ، و على كل شيء أن يكون ممتازًا و إلا صارت فضيحة فظيعة !
قالت (هـدى):
- معك حق ! و لكن هذا الجو يوترني حقًا !
قالت (رزان):
- لا تفكري كثيرًا في ذلك يا (هـدى) ! فعندما ستفكرين في ذلك ستفقدين القدرة في السيطرة على نفسكِ و هو أهم شيء في هذا المجال !
التفتت إليها (هـدى) في دهشة ، فقالت (رزان) و كأنها تكرر شيئًا اعتيادي :
- الثبات و القدرة على السيطرة على النفس أمام الكاميرا هي من أهم عوامل النجاح في مجال الإعلام المباشر ! فأن كنتِ تتحدثين بطلاقة و بثقة كبيرة أمام الكاميرا فهذا يعني أنكِ محترفة أما إذا كنتِ تشعرين بالقلق و التوتر و تخطئين في الحديث بصورة متكررة فهذا يهز من صورتكِ أمام الكاميرا و تنقلكِ بطريقة سيئة للجمهور ! باختصار، اجعلي الكاميرا تحبكِ فتظهركِ بمظهر حسن و لا تجعليها تكرهكِ فتظهركِ بمظهر رديء!
ابتسمت (هـدى) و قالت :
- انكِ تعرفين الكثير عن هذا المجال حقًا يا (رزان) ! ربما عليّ أن أستمع إلى نصيحتكِ !
ابتسمت (رزان) ثم قالت :
- و بمناسبة ذلك ، يبدو أن (هـانـي) متوتر أيضًا !
التفت (هـدى) و (يـوسـف) إلى (هـانـي) الجالس بجانبه و قد بدا متوترًا و عاقدًا حاجبيه في شدة و حينما رآهما ينظران إليه ، قال :
- أنا لست متوترًا ! أنا فقط أشعر بالإثارة !
مال (يـوسـف) على أذن (هـدى) و همس قائلاً :
- أنا متأكد من أنه متوتر فوق العادة !
أومأت (هـدى) برأسها موافقة و أخذوا يضحكون بصوت منخفض ، حتى علا صوت المخرج قائلاً:
- سنبدأ في خلال ثلاثة دقائق .. واحد .. اثنان .. ثلاثة !
ثم انطلقت أغنية هادئة و بدأ تصوير الحلقة الخاصة !




  رد مع اقتباس