06-12-2012, 06:31 AM
|
|
Freedom !♥
|
|
|
|
|
عَلَى أنقَآضِ حُلْمٍ أبْيَض' // أحبَبْتُكِ ۈ ڪَفَى ~ ♥
تَستَطِيعُ أن تَسْحَقَ زَهرَةً تَحْتَ قَدَمَيْك '
لَكِنّكَ لَن تَستَطيعَ أن تُزيلَ عِطرَهآ ~
عَلَى كُرسيّ مِنَ الخَشَبِ المُهتَرِئ مُتَوَضّع فَوقَ بِسَاطٍ أخْضَر مِنَ العُشبِ ,
جَلَسَا جَنْبَاً إلَى جَنْب كَزَوج طُيُورٍ عَلَى غُصنِ شَجَرة .
تَسألُهُ وَهي تُبدِي مَلَامِحَ القَلقِ فِي عَينَيْهَا الخَضرَاوَيْن :
ألَيْسَ الوَضعُ خَطيرَاً عَلَى الخُرُوجِ في نُزهَة ؟؟
فَيُجِيبُهَا : نَعْم قَليلاً ,
لَكِن لا أستَطيعُ تَفويتَ فُرصَة الجُلُوس مَعكِ في هّذآ الجَوْ الرّائع ..
يُرجِع رأسَهُ إلى الوَرَاء قَليلاً ثُمّ يُتَابِع :
عَدا أنّني لَم أسمَع اليَوْم سِوَى صَوت انفِجَارين فَقَط !
فَتَرُد : لَكن ألا يَبدُو لَكَ هَذا هُدُوء مَا قَبل العَاصِفة ؟
يُدِيرُ وَجهَهُ وَينظُرُ في عَينيهَا :
لا يَهُمّنِي مَا سَيحدُث فأنَا سأَحمِيكِ دَوماً ..
تَنظُرُ بأسَى إلَى ذَلِكَ النّدْب عَلى يَدِه ,
فَيُبَادِرهَا القَوْل :هَل تَذكَرينَ يَوم التَقَيْتك ؟
كَادَ أولَائكَ الأشخَاص من الجَيْش أن يُفلِحُوا في خَطفِك .
نَعم .. وكَيفَ أنسَى !
لَقَد دَافَعتَ عنّي واُصِبْتَ بِهَذا الجُرحٍ في يَدِك ..
تَقُولهَا بنبرَةٍ مَليئَة بتَأنِيب الضّمير .
يُمسِكُ بِيَدِهَا النّاعِمَة التي يُزيّينُهَا خَاتَمُ خُطُوبَة صَغِير ..
لَا تَقلَقِي يَا عَزيزَتي لَن يَتِمّ تَأجِيلُ زفَافِنَا هَذِهِ المَرّة لأيّ سببٍ كَان .
لَم يَكُن يَقْصِد التّعَدّي عَلى مَشِيئَةِ الله
لَكِنّه سَئِمَ التّأجيل المُتَكَرّر بسَبَبْ الأحدَاث ,
فَتَارةً يُأَجّل الزفَاف بسبَب اعتِقَالِه لِشَهر ,
وَ تَارةً يُأجّل لأنّ بَيْتَ الزّوجِيّة قَد دُمِّر ..
"حَتّى لَو اضطرِرنَا للعَيشِ في بَيتٍ مِنَ القَش ..
يَقُولُهَا وَهُوَ يَضحَك مُحَاوِلاً تَخفِيفَ التّعَاسَة التَي كَسَت وَجهَهَا الجَمِيل .
يَسِيرَان سَوِيّاً وَقَد بَدَأَت قَطَرَاتُ المَطَرِ تُدَاعِبُ وَجنَتَيْهَا الوَردِيّتَيْن ,
وَقَبْلَ أن تَطَأَ أقدَامهُمَا ذَلِكَ الرّصِيفَ الرّطِب ....
تُفلِتُ مِن يّدِهِ وَ تَسقُط عَلَى الأرض !
يَجثُو عَلَى رُكبَتَيْهِ فَزِعَاً .. مَاذَا !! مَا الأمر !! مَا الذي حَصَل !!
لَم يُجِبهُ عَن استِفهَامَاتِه سِوَى دِمَائهَا التَي مَلَأتِ المَكَان .
تَنهَمِرُ دُمُوعه كانهِمَار المَطِر ,
وَ يَستَفيقُ مِن صَدمَتِه
لِيُدركَ أن رَصَاصَاتٍ غَادِرَة خَرَجَت مِن فوَّهَة بُندُقيّة قَنّاصٍ يَتَرَقّبُ عَلى سَطح أحَدِ المَبَانِي ,
لِتَختَرقَ جَسَدَهَا النّحِيل وَ تُردِيه جُثّة هَامِدَة .
تَمضِي تِلكَ اللّيلَة المَاطرَة طّويلَةُ عَليه كَدَهرٍ لَن يَنتَهي مُلِئَ نَدَمَاً وَ حَسرَة ..
لَم يَكُن يَتَوَقّع أن الزفَاف قَد يُلغَى نِهَائِيّاً هَذِهِ المَرّة ,
وَلَم يَكُن يَعلَم أنّهُ سَيَكُونُ آخرَ لِقَاءٍ بَينَهُمَا .
لَيتَنِي لَم أصطَحِبهَا إلَى الحَديقَة , كَان يُفتَرض أن أمَوت أنَا وَلَيس هِيَ ,
لَيتَنِي لَم أعرِفهَا يَومَاً .
تَغفُو عَينَاهُ الغَارقَتَانِ بالدّمُوع وَهُوَ يُتَمْتِمُ بِهَذِهِ العِبَارَات ,
لِيَستَيقِظَ فِي صَبَاح اليَومِ التَالِي المُقرّر دَفنُ شَريكَةِ حَيَاتِه فِيه !
يَااااه ,, السّمَاءُ تَبدُو شَاحِبَة والشّمسُ تَوَارَت خَلفَ السُّحُب الرّمَاديّة
وَ كَانّهَا تَلُومه عَلَى اقتِيَادٍ نَفْسٍ بَريئَةٍ إلَى المَوْتِ .
يَتَنَهّد .. لا , لَستُ السّبَبَ فِي ذَلِك هَذا قَدَرُهَا , قَدّرَ الله وَ مَا شَاءَ فَعَل .
يَنظُرُ إلَى النّعشِ الذِي تَحمِلُهُ يَدَاه ,
كَم هُوَ خَفِيف جَسَدُكِ كَظِلّكِ الذي لَم وَ لَن يُفَارقنِي يَومَاً !
أعِدُكِ أنّنِي سَأنتَقِمُ لكِ وَ سَأدعُو لكِ دَومَاً .
يُحَدِّث نَفسَهُ بِهَذَا الحَدِيثِ قَبلَ أن يُوَارِي الثّرَى عَليْهَا .
يَعُودُ أدرَاجَه وَقَد ثَقُلَت خُطَاه .
لِيَجِدُ نَفسَهُ فِي ذَاتِ المَكَان الّذي تَقَابَلا فِيهِ لأوّل مَرّة ,
لَكِنّهُ هَذِه المّرة يَبدُو مُختَلِفَاً .!
تِلكَ الزّهُور عَلَى قَارِعَةِ الطّرِيق قَد يَبُسَت بَتَلاتُهَا المُلَوّنَة ,
لِتَكتَسِيَ جَمِيعُهَا حُلّةً وَاحِدَة منَ اللّونِ الأسوَد ,
وَكَأنّهَا تُعَزّي بَعضَهَا لِفقْدَانِ الزّهرَةِ الشّابّة .
الأشجَارُ تَمَايَلت وَكأنّهَا انحَنَت أسَفَاً عَلَى مَا حَدث ,
يَبدُو المَكَانُ مُوحِشَاً .
يَسرَحُ قَليلَاً .. هَل حَدَثَ كُلُّ هَذَا حَقّاً ؟ أم أنّني أَتَوهّمُ فَحَسب !
يَستَعيدُ وَعيَهُ ليَذكر أنّ هَذَا وَاقِع .
يَرحَلُ عَائِدَاً وَ قَدْ أقسَمَ عَلَى نَفسِهِ ألّا يَحتَفِلَ بِالنّصرِ إلَا فِي ذَلِكَ المَكَان الذِي جَمَعَهُمَا مَعَاً .
في ﻟَﺣْظَهِ جُنۇوُن عبَثَت بِيَ الذاكرة فَمُتُّ وجعاً //
فَالقَلْبُ مُمْتلِئُ بِكِ ، أي أنّي لا أنسَاكِ إذا لَم ألتَقيكِ *
|
الموضوع الأصلي :
عَلَى أنقَآضِ حُلْمٍ أبْيَض' // أحبَبْتُكِ ۈ ڪَفَى ~ ♥ || الكاتب :
мɪsao » || المصدر :
منتديات أنيدرا
التوقيع |
████████
★ ★ ★
████████
دخُـول شبه منعدم ..
|
|