[C O F F E]

لَست أهلاً للنَّقاش بشَكل مُفحَم وَ مُفصَّل على هكَذا
مواضِيع لعَدم تعمَّق بجوانب أمثالِها ، لِيسَ تنقِيصاً
من أهميَّتها ولكِن لعلَّ الميُول وقلَّة معرفتِي بمصَادر
مفيدَة تحكِي عَنها هُو السَّبب وعلى كلِّ أحببت الحضُور
وتلبيَة الدَّعوة والمشَاركَة فالطَّرح جميل وَ مُلفت
والمُوضوع مُهم وحديثُكَ المُوجَز عَنه لم يُلغي أهميَّته
أو يقلَّل من تأثيِره على القارئ والمتلقَّي لذا شكراً
جزيلاً لطرِحكَ وَ اختياركَ لمثل هذا المُوضوع.

وسأعرَّج بدايةً على الأحداث العشَرة ثمَّ
سأحاول الإجابَة على الأسِئلة :

(10) تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي

أتذَّكر اهتمامِي بمُشاهدةَ الأفلام الِّتي عرضَت لتلك
الحُقبة ومنها فِيلم رُوى سيرة حياة ويليام ويلبرفورس
أحد السَّياسيَّن البريطانيَّين الّذين ساهمو فِي إلغاء
تجارَة الرَّقيق واستعبادهم.


وكَم كان ما شاهدَّته وما قرأت وسمعت عنه مَن مقُتطفات
ومعلُومات بسيطة هُنا وَ هناك مؤثَّراً وعميقاً بطبيعة الحال، فلا أسوأ من
أن تنتهك حرمة الإنسان ودَمه وماله لأجلِ لونه .



وكَم كان ما ذَكرَتهُ الآن عن هذِه المجزرَة الوحشيَّة
الِّتي راح ضحاياها بسبب طَمع البَشر وَ عجرَفتهم وَ
سُوء تقديرهم إستكمالاً لسلسلة المعلُومات والحقائِق
المثيرة للأسَف والحُزن الِّتي عرفتها سابقاً


بالفعل آلمِني هذا كثيراً، فمن خلال هاته التَّجارة انبثقت سلسلة طُويلة
من الجرائِم بحقِّهم ويكفي أنَّ الرَّقيق عانوا قرُوناً قبل أن تُنزَع عنصريَّة اللَّون
من عقُول من استأسدُوا علِيهم وسلبُوهم حرًّيتهم بل كان من أسوأ وأفضَع
التأثيرات الِّتي وقَعت بسبب هاته التجارة لِيس الألم الجسدِي أو المُوت أو
العذاب بل ذلك الأثر النَّفسي والَّشعور بالنَّقص وعقدة الذَّنب الِّتي
شَعر الرَّقيق بسببِها أنَّهم [ وأنَّ لونهم ] لهو نقصٌ
وعقدةٌ علِيهم مداراتها والتخلَّص منها او استحقاق أن يقعُوا فِي شباك العبوديَّة بسببها

(9)حرب يان الأخيرة والإنتقال إلى عصر اسرة مينغ

(8) ثورة لوشان

(7) ثورة تايبينغ

(4) الفتوحات المغولية

(3) الحرب العالمية الاولى

(2)الحرب العالمية الثانية !

جَمعت هاته الجرائم تحت سَقف واحد واقتبتسها معاً،
لأنَّها كلَّها اندرَجت تحت [ مسمَّى الحرب ] وهيَ كارثَة
من نتاج البشر قائِمة معَهم تتطَّور بتطَّورهم وياللأسَف
فنرى من بعضَ الدَّول الآن إهمالاً لشعوبها وتجاهلاً
لأنسانيَّتهم مقُابل برجَمة العقُول وتكوين الجيُوش وتسخير
المزانيَّات لتطوير الأسَلحة الفتَّاكَة والنَّووية وبأيَّ
نيَّة يتم ذلِك ؟ سوى الدَّمار والتدَّمير!


وللأسَف استخدَم مصطلَح الحرب ليشَمل الجَهاد فقبَّحُوا
صُورته وَ أسأووا لأسسِه كثيراً وغير ذلك من التجَّاوزات


وما ذَكرته من حرُوب تاريخيَّة ، كانت بالفعل تذكيرا
مؤسفاً بذُنوب البَشر وأخطاءِهم وعَدواتهم وأطماعهم
ضدَّ بعضهم البَعض، ولا ننسَى تلك الآثار الِّتي قد لا
يلتفت إلِيها أحد لكَّنها تترُك فِي الشَّعوب ويتطبَّع أبناء
الحرب بِها فمَا من بلادٍ ذاقت مرارة الحرب إلا ووجَدت
بعدها صُعوبة فِي النَّهوض وعجزاً عن التَّطور بل وربَّما
انتكاسةً فِي صحَّة الجسد والقلب والرَّوح والبعد عن الدّين كثيرٌ
من الأمراض والفقر والكوارِث الإنسانيَّة نتجَت من الحرُوب وما أكثر
النَّماذج من حاضرِنا وفِي وطِننا العرّبي مع الأسَف

(5) جرائم الاتحاد السوفيتي

هنا أخَذت جرائِم الإتحَّاد السوفيتي جانباً، لِما
لها من وقعٍ مرير أثبَت فشَل ثورتهم ضدَّ نظام الحكم
فكَم كان مؤلِماً ما حلَّ بهم أنفسهم هم قبل أن يحلَّ
بمَن جاورهم من أذىً نتيجة استبدادهم !، أعتقِد
بأنَّه لِيس لديَّ الكثير لأتحدَّث عَنه لكنَّني أترُك الأدبَ
والتارِيخ الرَّوسي ليتكلَّم عن ذاته فكَم أبدَع الرَّوس
فِي تجسِيد مُعاناتهم والحديث عنها ولعلَّ تلك الجرِيمة
جاءت بيَن ثنايا تارِيخهم الماضِي


لكَم ودَدت واهتَممت بمعرفة المزِيد عن ذلِك

(6) المجاعة الصينية العظمى

لسُت متأكدَّة ولكِن حسبما أظَن
فقد كان الاتحاد السوفيتي شيوعيَّاً [ اشتراكياً ] كما حال الصَّين أيضاً! وكَم أثبت
مبدأ هذا النَّظام عَدم مصداقيَّته وجدواهـ بل ومُنافاته
لأبَسط حقُوق الفرَد البشريَّة وما هذه المجاعة إلا نتيجة
لِمَ آلت إلِيه الأحوال ، مؤلِم هُو ما حلَّ بِهم ولا أعلم
أحقاً يتطلَّب منا التَّطور الاقتصاديَّ كلّ تلك التضَّحيات ؟
ففي تاريخ المسلمين والإسلام ولله الحمد ما يكفل مثل
هذا التَّطور فِي ماضِي أمجادهم دُون لجوء لمثل هذه
الأنَظمة الدنيوية الِّتي تخالف الكثير ممَّا جاء في
الشريعة

(1) الاستعمار الأوروبي للأمريكتين

أتذَّكر قراءِتي لمقالة اختصرت الحديث عن
وثائقيَّ تناول حكاية هذا الاستعمار بعُنوان
[ الغرب : قصَّة إبادة ] ، كَم كان مؤلِماً ما حلَّ
بالحضارات والتراث الطبيعيَّ الأصيل لتلك البلاد
فانقلبت الصَّورة وصار الهُنود الحُمر وغيرهم من
شعُوب الأزتك والمايا رمزاً للتخلَّف والهمجيَّة والوحشيَّة
كما يحاولون أن يوحوا من خلال أفلامهم بيَنما ظلَّت
الصَّورة الواقعيَّة الِّتي يرويها هذا التاريخ المشين منهم مخفيَّة وَ
مُختبئة تحت ستار اسِم المُستعمر الّذي
رفعُوه عَنهم . فبأّي حقَ يُصبح الاستكشاف استعماراً
وشتَّان ما بين من يأتي للاستكشاف وَ الإبحار
وبين من يقصد برحلته جَمع الجيُوش والاستعمار ؟


وأضيف أيضاً أن المستعمرين في تلك الحقبة قاموا
بإبادة الحيوانات الِّتي اعتَمد عليها السَّكان الأصلّيين
في عيشهم كما قاموا بشَّن الحرُوب علِيهم وحرمانهم
من ثروات أرِضهم سيَّما مع كثرة الذَّهب هناك كما
أجبروهم على التخلّي عن لغتهم ولباسهم وعبادتهم
بل وحتى أسماءِهم


وما أوردَّت أعلاه هُو مُوجز من اطلّاع سريع على المقالة
ليواكب ما طرَحتهُ ولِمن يريد التَّفصيل فِي حقيقة هذا
الأمر الّذي أثار الدَّهشة فيَّ -شخصيَّاً- ووجدَّته مثيراً
للاهتمام والتساؤل وغيَّر من حقائِق وأفكار وقناعات
كثيرة كنَّا قد أخذناها تحت تأثير شعارات إعلاميَّة منمقَّة منذ مدَّة طُويلة ، فرابط المقالة [ هُـنـا ]






والآن لننتقل إلى الإجابة على الأسئلة :

انه حقاً عالم مليء بالشر ، ولكن برأيك أي حدث كان هو الأكثر دموية على الإطلاق تاريخياً ؟ ..

من الصَّعب الإتيان بحدث فكلَّها دمَّوية ولكِن ربَّما
بسبب عَدد الضَّحايا المهول وانقراضَ بعضهم بالأصح
كان للحدث الأولّ دمويَّته الكبرى ! فمئة مليون
قد تعنِي أكثر من دُولة فِي بعض بقاع العالم!

وهل تتوقع حدوث حرب قريبة نعاصرها ؟!

لستُ مهتمَّة بالشأن السَّياسي ولا خبيرة به لأتوقَّع ،
ولكِن ممَّ أراه يُوَجد حرُوب وهيَ مستمرّة ما استَّمر البشر
الأمرُ هُو أو السؤال هُو : هل تتسَّع رقعتها ؟ سيَّما
وقد ترَّكز على جانب بلدان العرب والمسلمين أم تنتقل
لرقعة أخرى ؟

وهل تر ى ما يحيط بالعرب الآن مخطط من المتوقع أن يضاف إلى هذه الأحداث الشرسة!؟

ممـ أذُكر أنَّ نقاشاً مَّا قد أثير حُول هذِه النَّظرية
نظرِية التخطيط وأنَّ ما يمَّر به العالم العربي ليس ولِيد الصَّدفة
ولا مجرَّداً أو عشوائيَّاً! ومن جديد أجد معلُوماتي تتضاءَل أمام هذا
السؤال فهُو ضَخم وبَحر شاسع تستطع أن تفرِد له البحُوث وتستطيل
في تحليله والبَحث عن مصادر إندلاعه وكَم تمنيَّت لو يكُون هناك
ما يتمَّم ويشرح ويتقَّصى حال الأمة فِي كتاب أو بحث
مستفيض بمصداقيَّة فقد تعدَّد المتحدَّثون حُول هذا الأمر
ولكِن من أيَّهم تنبع الحقيقة ؟

وكيفة خروجنا منها بأمر الله!؟

أثق دائِماً بمقوُلة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
وأجدها تلازمِني كلَّما تذَّكرت حال الأمة من حُولنا حين
قال :


[ إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله ]



طرَح جميل وفرِيد من نُوعه
شكراً لمجُهودك الرَّائع ، عذراً للإطالة
أرجو ألا أكُون قد أخطأت في ذكر شئٍ مَّا هُنا وَ هناك