منتديات أنيدرا الدراما الكورية و اليابانية



الملاحظات

مساحة أنيدرا العامة لمختلف المواضيع التي لا تجد مكانها في بقية أقسام المنتدى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-05-2010, 06:43 PM
الصورة الرمزية Leeza
Leeza Leeza غير متصل
أنيدراوي جديد
 
معلومات إضافية
الانتساب : Mar 2010
رقم العضوية : 56391
المشاركات : 44
   الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Saudi Arabia
هذا الحبُّ العربي ~



وماذا لو كان الحُب العربي الابن الشَّرعي للخـوف؟


أول خوف هو خوفنا من الحُبّ نفسه. نتبرأ من الحب، كما لو كان شُبهَة وانتماءً إلى حزب محظور.

نتستّر على عواطفنا، بينما يباهي كبار اللصوص بثرواتهم المسروقة من جيوبنا، ولا يستحي القَتَلة ومغتصبو الأوطان من العيش محترمين بيننا.

نُخفي اسم مَن نحب بحذر مَن يتستّر على اسم فدائي، أو مطلوب للعدالة. ذلك أنَّ الحبّ العربي سيظل بالنسبة إلى الكثيرين مجازفة بالحياة وبالمستقبل وبالشرف، وضرباً من العمليات الانتحارية.

لذا، لايزال سؤال نزار جديراً بالتأمُّـل: «كيف يمكننا تأسيس حضارة ونحنُ نستعمل المسدسات الكاتمة للحُبّ؟».

لكن مأساتنا مع الحُبّ لا تنتهي عند أعدائه، بل تمتد إلى أتباعه. فالمحبُّون هم أيضاً أعداء أنفسهم، وأعداء مَن يحبّون. لذا، كما يقول إبراهيم الكوني: «الذين هلكوا بأيدي الأخلّاء أضعاف مَن هلكوا بأيدي الأعداء»!

ذلك أنّ دوائر الخوف تُطوِّق العاشق العربي إلى ما لا نهاية. فنحنُ نخاف مَـن نُحبّ، ونخاف عليه، ونخاف منه علينا. لكننا نحبه لأننا نخاف العنوسة والشيخوخة والوحدة والمجهول والمرض والضَّجَـر والموت.. موتنا الحَتْميّ، وموتنا لفرط موت الحب. ونخاف على حبنا من الآخرين، ونخاف من الزمان على الحب، ونخاف الحب في كل زمان وفي كل الحالات، حتى ونحن في ذروة سعادتنا، ونذهب إليه على طريقة عبدالحليم، مرعوبين لفرط فرحتنا. ممسكين بيدٍ يَــدَ الحبيب، وبالأُخرى قلبنا.. «خايف ومشيت وأنا خايف.. إيدي في إيدك وأنا خايف.. خايف على فرحة قلبي...».

والخوف في عِــزّ السعادة من السعادة، حالة لَـعَـمْـري عربية، ننفرد بها حصريّـاً بين الأُمم، بحُكم ثقافة الخوف التي رضعناها، والتي تُحوِّل حتى مباهجنا إلى مناسبة لتَوجُّس الكوارث وإيقاظ المخاوف، بهدر اللحظات النادرة للسعادة في التفكير في المصائب التي قد تَلِيها.

ولأنّ مَن يتوجَّس المصائب يكاد يَقلَق لعدم حدوثها، غالباً ما تُحقِّق لنا الحياة نبوءاتنا الكارثية.

وعندها، تَصدق كل أغاني الحب العربية التي تبارك الخيبات، ونبكي حظّنا، وعبدالحليم يواصل مَـوَّالـه «رميت الورد طَفيت الشمع يا حبيبي/ والغنوة الحلوة مَلاَها الدَّمع يا حبيبي/ وفي عِزّ الكلام سكت الكلام/ واتريني ماسك الهوا بإيديّ....»!

لا أدري لماذا تتردَّد كثيراً هذه الأيام أغنية «زي الهوا» على معظم الإذاعات اللبنانية.

كلّما وقعت عليها غيَّرت الموجَة، حتى لا ينتهي بي الأمر إلى تصديق أنَّ الخيبة قدر عاطفي، والخوف من السعادة نبوءة صادقة.

بَـلَـى.. ثَـمَّـة عشَّـاق لا يعرفون الخوف من السعادة. هـؤلاء، قبل أن يُحِبُّـوا الحُـبّ هُـم يحبُّون الحياة.. بقدر ما نحنُ نخافهــــا !

من روائعِ الرائعة ..
أحلام مستغانمي ~ =)


الموضوع الأصلي : هذا الحبُّ العربي ~ || الكاتب : Leeza || المصدر : منتديات أنيدرا


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
 
الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 AM.
ترتيب أنيدرا عالمياً
Rss  Facebook  Twitter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

منتديات أنيدرا An-Dr للدراما الآسيوية و الأنمي

منتديات أنيدرا