..فأنا أحب هذه الحياة....خرج سامر من المطعم..وتبعه
أحمد وصعد سامر إلى سيارته وتحرك بسرعه...لحقه احمد وصعد هو الآخر
بسيارته...أخذ أحمد هاتفه وضغط على أسم سامر...نظر سامر إلى الإسم...رمى
هاتفه...وكان الغضب على وجهه...كان ينظر إلى المرآة التي أمامه...فيرى أن
أحمد يلاحقه...ضغط على محرك السرعه...غضب أحمد لأن سامر زاد من سرعته
فهذا خطر...وهما فشارع عام وقد يحدث شيئ له...نظر سامر إلى المرآة ولم ينتبه
إلى السائق الذي أتى أمامه فجأة فصدمه....ونقل إلى المستشفى بسرعة....
أدخلوه إلى غرفت العمليات...كان أحمد قلق جدا...علمت والدته....فرأت أحمد
وصرخت بإسم سامر...وعانقت أحمد بقوة فهي خائفة على إبنها كثيرا...أمسك
ذرعها ووضعها على الكرسي وهدأ من روعها...ومسح دموعها....فقال لها...
لا تخافي سيكون بخير فسامر قوي البنية وشابا شجاع...لا تخافي سيخرج...أعدك
لن يتركنا بهذه البساطه....مرت ساعات حزينه وخانقة عليهما....خرج الطبيب
مع الطاقم...أخبرهم بانه حالته ليس خطيرة...وأنه بخير إلا أن عنقه قد كسرت
ورجله وسيكون بخير بعد أشهر...أستراح قلب والدته كثيرا كاد أن يغمى عليها
إلا أن أحمد أمسكها....بعد ان أخرجوه من غرفة العمليات...ووضعوه في غرفة
خاصة...وجلست والدته فهو نائم...سيستيقظ بعد دقائق....نظرت والدته إلى يد
سامر فأمسكتها بقوة..وقبلتها بقوة...بدأ بتحرك يده ونظر إليها...وبدأت عينيه بالبكاء
أراد أ ينهظ إلى أنه متعب فلم يستطع ...أخبرته بأن لا يترحك فجسمه تعب...ورقبته
قد كسرت ورجله...
طلب من والدته أن تسامحه...إلا أنها قالت له بأن الوقت والمكان ليس للحديث وأن
عليه أن يشفى كي يعود إلى البيت...بعد شهر بدا سامر يحرك رقبته قليلا...إلا
أنها تؤلمه...كانت الساعه الرابعه عصرا....خرج من غرفته كي يذهب إلى غرفة
الفحوصات تنقل على كرسي متحرك...خرج من غرفته توجه نحوالأمام....وثم
لليمين...توقف بعد أن رن هاتفه...رأى أنه أحمد....ضغط وبدأ يتحدث معه...نظر
إلى أمامه ورأى فتاة تمشي وهي تبكي وبدى عليها الحزن والكآبه...لم ينتبه إلى
حديث
أحمد...فنظراته كلها إلى تلك الفتاة...مرت امامه وهي واضعه يدها على فمها و
تمسح دموعها...أستدار للخلف وسقط الهاتف من يده...وحرك الكرسي....بسرعه
ولحق بها إلى أن رآها وهي واقفه لوحدها ...أراد أن يذهب إليها إلا أنه لم يستطع
ناداه الممرض وأخذه إلى غرفة الفحوصات...نظر إليها إلى أن غابت عن ناظريه
بعد الفحوصات غادر المكان وأخبروه بأنه سيغادر بعد أسبوع فحالته
جيده
مشى بالطريق إلى أن وصل إلى المكان الذي تقف به الفتاة...إلا أنه لم يراها...
أحس بالحزن...عاد إلى غرفته فوجد والدته جالسه...أبتسم لها...وساعدته كي
يجلس على السرير ويرتاح...أحضرت له بعض الفواكه....تناول بعضها
ما أن تذكر تلك الفتاة حتى وضع القطعه على الصحن
وأسند ظهره على
الوسادة...أمي أريد أن أسألك لماذا تزوجت بأبي...أستغربت والدته لماذا هذا السؤال
بهذا المكان ومع مرور الزمن...فهولم يسألها منذ سنين...تنهدت وقالت له...لقد
تزوجته بعد أن طلب والده من أبي بأن يزوجني لأبنه
فوافق أبي وتزوجنا...ألم تقعي
بالحب...أحست بنوع من الغرابة فهو لم يهتم بالحب...أحببت شابا عاديا ولكن لم
يرضى أبي به لأنه من عائلة فقيرة.. سألته لماذا هذا السؤال فقال لها لا شيئ فقط
سؤال عابر....أبتسم سامر وطلب من والدته أن تعانقه....
فرحت والدته لأنه أصبح أكثرا هدوءا وقد يكون هذا تغيرا لحياته...إلا أنها لم تحب
تواجد أصحابه الذين زاروه إلى المستشفى....مرت الأيام وأصبح يتستيطع أن يحرك
رقبته ويستطيع المشي أيضا.....خرج إلى الحديقة المستشفى الكبيرة...وبدا بستنشاق
الهواء الهادئ كأنه لأول مرة يتنفس...أحس بالسعادة والفرحة غامرة على وجهه..
فهو سيغادر المستشفى اليوم بعد الظهر...وقعت عينيه على تلك الوزدة الزرقاء...
وتوجه نحوها...أراد أن يقطفها إلا أنه لم يفعل...أحس بنوع من الألم إذا قطفها
فهي تستحق أن تعيش مثلنا...فلقد أحس بمعنى الحياة ومدى أهمية أن الإنسان
يعيش لحظة بلحظة...وأن يثابر من أجل حياة
أفضل وأجمل وأن يعيش مع أناس
يحبهم ويحبونه...ألتفت إلى سيارة الأجرى...خرجت فتاة ذات الشعر الطويل...
المستقيم...أبتسم...وتقدم نحوها إلا أنه لم يستطع أن يواجهها...فغير وجهته
لم تعجبه تلك العيون الحزينه الزرقاء...كأن هناك هم بداخلها يمنعها من أن تبتسم
أو حتى تنظر إلى من حولها...كانت نظرتها سارحه وكئيبه...راقبها حتى دخلت
إلى غرفة الطبيب...خرجت بعد نصف
ساعة كان ينتظرها فالخارج...خلف شجرة
وقف ينظر إلى البوابه إلى أن ظهرت...كانت تمسح دموعها...وجرت بسرعة
وغادرت المكان..تبعها إلى باب المستشفى...إلى أنه لم يستطع ان يلاحقها...
عاد إلى غرفته وفكر...إلى أن قال في نفسه بأن يذهب ويسأل الطبيب عن حالتها
إلا أنه تردد بالبداية...ما أن خرج ووقف أمام الغرفة...رن هاتفه...إنها
والدته...أمي أهلا حسنا أراك لاحقا....
أقفل الخط وتراجع عن مخططه....بعد الظهر خرج من المستشفى...كان سعيد
بالخروج إلا أن تفكيره بتلك الفتاة...فلقد سحرته...كانت والدته سعيده ممسكه
بيد إبنها طوال الطريق...دخل إلى البيت ووجد والده جالس يطالع الجريده..لم
يفرح بوالده فهو لا يهتم به كثيرا...جعل والدنه هي من تربيه وتعتني به..أما هو
اعماله وأمواله أهم من عائلته...نظر إليه والده تقدم نحوه فقال
له...أيها الغبي
أصبحت شابا ولا تستطيع أن تعتمد على نفسك...وتجعلنا نقلق عليك...أبتسم عامر
إبتسامه خبيثه...لم يعجبه كلام والده تركه...وصعد إلى غرفته...حزنت والدته على