السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتذر عن غيابي المفاجئ...
حاضر 
أما سعيد فقد قلب السمكتين على الفحم ثم نهض ليتوجه إلى مياه البحر...
رفع بنطاله إلى فوق ركبته وبدأ يمشي على الرمل الباردة إلى حين رأى البحر يمتد أمامه بلونه الأسود تسائل عن عدم إجادته للسباحة على الرغم من بلوغه السابعة والعشرين..
تقدم نحو الماء الذي بدأ يرتفع مستواه إلى أنصاف ساقي"سعيد"
الظلام يمتد أمامه...
والشاطئ يبتعد شيئاً فشيئاَ..أزداد عمق الماء ليجاوز ركبته..وبدا كأنما هو ينتقل في بحر من الحبر الأسود فلم يعد قادراً على الرؤية قاع الماء بسبب الظلام ..
في تلك الأثناء كانت"نازك"قد اخذت هاتفها لتجد أن جدتها قد اتصلت بها عاودت "نازك"الأتصال بها مرة اخرى..
أخبرتها "نازك"أن الأمور تسير على مايرام وأنهما بخير..
ثم تحدث إلى أبنها..انتهت من المحادثه لتعود إلى "سعيد"كان قاع البحر قد تبدل فجاءة تحت اقدامه
حاول "سعيد" أن لايسقط على وجهه لكن توزانه لم يسمح له بالوقوف فتهاوى على صفحة الماء وببرودته تضرب وجهه..كان يضرب الهواء بيده تارة وتارة أخرى يقاوم برجليه أمواج الماء لكن لا فائدة..الماء يدخل إلى فمه ورأسه ويغرق تحت الماء ثم يعود فيخرج.. انوار الشاطئ تلتمع من بعيد ثم لاشيء سوى الماء والظلام
وجلس ينادني نــــازك نأأأزك ولم يسمعه أحد ويعود مرة أخرى النجدة ساعدوني وعندها إيقن الهلاك وبدات في تلك اللحظات صور الماضي البعيد تجري أمام عينيه وتاريخه..طفل ذو 9 اعوام يركض في فناء المدرسة يضحك ويلعب زيخرج يرى أمه تناديه ليذهب معها ثم يفلت من يدها وتركض الأم ورائه تختفي صورته ليظهر شاب ينتقل خطواته بكل تؤده... ووجوه كثيرة تلتمع أمام ناظري "سعيد"وصورة المرأة التي كانت تهتم به وتحبه "نازك"
ولكن إين هي ؟؟!! لقد رحلت وتركته
لا يا"سعيد" بل أنت من رحل ..أين تركتها أنها ...على الشاطئ ..لا..لا لقد ذهبت إلى السيارة ..لم..لم تعد ولماذا أنا هنا..وعند هذه اللحظة توقف تفكيره والروح التي كانت تسكن في جسده قد غادرته..كل هذه الحداث لم تأخذ من عمر الزمن سوى أقل من دقيقة..في تلك الأثناء كانت "نازك"لم ترى "سعيد" فتمتلكها الدهشة... إين سعيد اين ذهب وتناظر من هنا وهناك وبدات تصرخ بأسمه ثم سألت عنه قال احدهم: لقد رأيته عند البحر أظنه كان ينوي السباحة ..صرخت "نازك"وهي تقول:
أنه لايجيد السابحة قفزت إلى المياه لتنقذه ولكن بعد فواات الآوان..انتبهت "نازك"الي لمعت ساعة سعيد وقد جن جنونها ولم ترتفع اليد مرة أخرى حين وصلت إليه غاصت فلمحت جسده اقتبرت منه ورفعته نحو سطح وأسندت ظهره على صدرها وأخذت تسبح به نحو الشاطئ والناس مجتمعون ليرون مالذي يحصل وهل هو بخير ..بينما أتى رجلاً ليمسك "نازك"وابتعد بها لكي لاتراه وجعل يهدا من روعها... بينما رجلان بتناوبان على أنعاشه وحين نهض أحدهما مكان صاحبه لمحت نازك وجه سعيد ذهلت جمدت في مكانها..وحاول المسعفون انقاذه ولكن دون جدوى(خسارة)وكان بين الحاضرين طبيب فتفحص الشاب ثم نهض ويقول بصوت مبحوح :
كانت نازك كالتمثال الرمل طار عقلها وسلبت القدرة على الحراك ثم احضرو غطاء ووضعوا جسد سعيد فيه لم تكن تستطيع الوقوف فقد استجمعت قواها وزحفت على الرمل وهمست في سرها:
جسد ...! أصبح الآن جسداً اقتربت منه وكشفت الغطاء عن وجهه..يالهذا الموت وقسوته حين يهبط على أحبابنا..لم تكن نازك قد ابصرت ميتا في يحاتها من قبل ولم تعرف كيف الأنسان يموت كانت اذا سمعت صراخاً... اقتشعر بدنها واذا رات عزاء ميت ...أحست بغشاوة في عينها
فنازك في هذه اللحظة لم تستوعب أن الميت الذي أمامها "سعيد"!
لالالايمكن أن يكون ميتاً ..منذ لحظات كان معها يضمها ويحتظنها ويداعبها والآن تراه بلا حراك..تناديه لايجيب وتقبله لايشعر وتبكي فلايسألها لماذا تبكين ؟
هل يمكن حقاً أن يذهب هكذا ببساطة؟!ألايحتمل أن يعود ثم تبكي..كانت هذه افكار نازك وهي تجلس الي جسده وتتسأل وتصرخ بأعلى صوت "سعيــــــــــد" اغمى عليها وحاولو ان يسعفوها ايضاً في تلك اللحظات وصلت فرقة الأنقاذ لكن بعد ماذا؟!
لقد رحل سعيد لقد مااات..
ثم اصطحبوا بها الي المشفى وسعيد هو الأخر
وطبعاً نهضت نازك في اليوم التالي واصبحت على مايرام ولكن سعيد الآن سيدفن في الصباح
لذا استعدوا جميعاً حتى صديق "سعيد" قد اتى ورأى "نازك" وواسها ثم قالت هل هذا بيت حبيبي "سعيد" قال له :نعم هي تعالي لكي نعزي اهله ثم رأت اخته انها تشبه تماماً
سلمت عليها قالت اخت "سعيد":
سعدت بلقائك..سعيد كان دائماً يحدثني عنك
حقاً..
نعم انه يحبك كثيرا..
ًوعندها اقبلوا يتحدثون عنه إلى ان انتهى العزاء
ذهبت نازك مع صديق سعيد الي الشاطئ ورأت الناس مسرورين ويمرحون ويلعبون
نظرت إليهم ثم قالت بصوت حزين وبلهجة من سئم الكلام:
محمد..
لماذا الدنيا والناس لايبكون على "سعيد"..؟!
ألايعرفون الموت؟
بلى يا "نازك"يعرفونه ولكن لايعرفون أن سعيد مات
انتهت الرواية
اشكركم على المتابعة
وبمناسبة رجوعي للمنتدى وتكملتي للروايه ومتابعتكم
حأعطي كل واحد منكم تقييم
مبروك لكم
العرض العادي
