منتديات أنيدرا الدراما الكورية و اليابانية



الملاحظات

حـكايـا أنـيـدرا .. قصص وروايات منتدى القصص والروايات الحقيقية والخيالية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2013, 09:24 PM
الصورة الرمزية زهــراء ~
زهــراء ~ زهــراء ~ غير متصل
نــَانسِي ❤
 
معلومات إضافية
الانتساب : Aug 2013
رقم العضوية : 132853
المشاركات : 19,431
   الجنس: الجنس: Female
  علم الدولة: علم الدولة Iraq
Smile35 شقاء ! للقاص الروسي : انطون تشيخوف *

مرحباااااااا كيفكم يا اعضاء المنتدى وزواره

رجعت لكم من جديد بقصة عجبتني في كتابي للمطالعة والنصوص وحبيت اشاركها معاكم

بلا ثرثرة بابدا على طول

اكشن

______________________

الشفق يؤذن باقتراب الليل , وندف كبيرة من الثلج تتساقط حول المصابيح الطريق , وقد اضاءت لتوها وتكسو السطوح والقبعات وظهور الخيل واكتاف الرجال بطبقة ناعمة رقيقة , والحوذي (( إيونا بوقاف )) , قد لفه الثلج , فتجمد في مكانه من العربة , ابيض كالشبح , وانكمش كأقصى ما يستطيع الجسم الانساني ان ينكمش , لا يفكر في ازاحة الثلج عن جسده , حتى لو تساقط عليه منه تيار منتظم ,وحصانه كذلك : ابيض وساكن , يبدو في سكونه , وحدة خطوط جسمه ,وقوائمه الرفيعة المشدودة تشبه العصا في استقامتها اشبه بلعبة الاطفال .

واغلب الظن انه كان يتأمل ما حوله , وقد انتزع من الحرث , والقى به وسط هذا الاعصار من الانوار المخيفة , والضجيج المتواصل , وناس يتدافعون .
مضى وقت طويل من دون ان يتحرك ,خرجا الى الشارع في وقت العشاء , ولكنه لم يربح شيئا , ولم يدعه احد من الزبائن , لم يجئ احد بعد , بينما ظلام الليل يلف المدينه, ويتوهج ضوء المصابيح , وتشتد حركة الشارع . وفجأة سمع إيونا من يناديه :

_حوذي ... أوصلني الى فيبر جسكايا .

انتبه إيونا , ورأى من خلال عينين غطتهما ندف الثلج ضابطا يرتدي معطفا عسكريا واقيا من المطر .

واعاد الضابط قوله :

_ الى فيبر جسكايا ... هل انت نائم ؟ ... الى فيبر جسكايا . شد إيونا الشكيمة موافقا , فتطاير الثلج من على ظهر الحصان وكتفه , واخذ الضابط مكانه من العربة , بينما اخذ الحوذي يعض لسانه , ويمد عنقه , كما لو كان اوزة , وارتج قليلا في مقعده , وراح يلوح بسوطه , عادةلا ضرورة , فاشتد الحصان , ومد عنقه وبدأت سيقانه الخشبية تتلوى . ومن بين كتل الظلام تتراقص امام عينيه , سمع صوتا يصيح به :

_ الى اين تتجه ؟... الى اين انت ذاهب بحق الشيطان ؟...الى اين تدفعك العفاريت ؟... الزم يمينك يا رجل .

وغضب الضابط :

_ انت لا تعرف القيادة ... الزم يمينك !

ويلعنه سائق عربة اخرى ,وينظر اليه احد المشاة بغضب ,ويزيح الثلج عن كمه , وقد اصطدم ذراعه براس الحصان وهو يعبر الطريق ,وبدا إيونا في مقعد السائق كما لو كان يجلس على حصيرة من الشوك , يرفع كتفه , ويدير عينيه في نظرات بلهاء ,كما لو كان غائبا عن الوعي , لا يعرف اين هو , ولماذا وجد في هذا المكان .

وقال الضابط متكهما : اي اناس اشرارهم , انهم يتعمدون بوسعهم ان يصطدموا بعربتك , او يقعوا تحت حوافر حصانك , يفعلون ذلك عمدا كما لو كانوا على اتفاق .

ونظر إيونا الى الراكب , وحرك شفتيه , كان من الواضح ان يقول شيئا ولكن همهمة غامضة هي التي كانت تخرج من فيه فحسب .

وسأله الضابط : ماذا تقول ؟

والتوى فم إيونا بابتسامة كئيبة , وشد عنقه , وبجهد راح يقول في صوت خفيض :

_ ابني .... ابني مات هذا الاسبوع سيدي !

_ اوه .... مات بماذا ؟

واستدار إيونا بكل جسده الى الراكب , وقال : لا احد يدري ... من حمى على التأكيد , رقد ثلاثة ايام في المستشفى وهناك مات , انها ارادة الله .

وارتفع صوت في الظلام : ابتعد ايها الشيطان ... لم جعلت العينان ايها الكلب العجوز , الى اين انت متجه ؟ وقال الضابط :

_ اسرع ... اسرع , لاننا على هذا النحو لن نصل هناك الا صباح الغد .
عاد الحوذي يمد رقبته , ويرتج خفيفا في مقعده , ويقرقع سوطه بعنف , واستدار مرات وراءه ليرى الزبون , ولكن هذا اغمض عينيه , وبدا كانه لا يرغب في الاستماع اليه . وبعد ان وصل راكبه الى فيبر جسكايا توقف امام حان وانمش في مقعده من جديد , وتجمد ثانية , وبدا الثلج يتساقط على كتفيه وعلى الحصان , ومرت ساعة , وبعدها ساعة ,... ثم ظهر على الطوار ثلاثة شبان يتمايلون , يرسلون ضجيجا عاليا , باحذيتهم الثقيلة , ونقاشهم الحاد , اثنان منهم طوال القامة , والثالث قصير احدب , وصاح الاحدب الى كوبري البوليس ايها السائق , سندفع لك نحن الثلاثة عشرون كوبيكا .

وشد إيونا الشكيمة , وعض شفته , عشريت كوبيكا ليست اجرة طيبة ولكن سيان لديه روبيل او خمسة كوبيك ما دام هناك زبائن , واقترب الشبان من العربة وبين التدافع والشتائم وثبوا اليها وحاولوا ان يجلسوا جميعا في الوقت نفسه , ولك يكن المقعد يتسع لغير اثنين ,فبقي الاحدب واقفا , وقال :

_ هيا .. الهب ظهر الحصان . واندفع بقوة , اية عربة هذه التي لك يا صديقي , محال ان يوجد في بطرسبرج اسوأ منها . وضحك إيونا : ها ... ها ... من ليست عنده غيرها !

_ طيب ... اسرع , هل تريد ان نسير على هذا النحو كل الوقت ؟...

اذن تود ان اضربك على قفاك ! . قال واحد من الثلاثة :

_ ان الصداع يؤلمني .

رد الاخر بغضب :

_ لا ارى ضرورة للكذب .. انك تكذب بطريقة مخجلة !

_ فليعاقبني الله اذا لم يكن ذلك صحيحا .

_ اذا كانت القملة تعطس فما تقوله صحيح , وفتح إيونا فمه في شبه ابتسامة وقال :

_ ها ... ها ... اي مزاج رائق لدى السادة ! وصاح الاحدب في غضب :

_ معك الى جنهم .. الا تريد ان تسرع ايها العجوز القذر ؟ الهب ظهر حصانك ... اضربه بالسوط .. اضربه بقوة ..

كان إيونا يحس بهياج الاحدب خلف ظهره , ويسمع السياب الذي يوجهه اليه , ثم رأى الناس , واحس بالوحدة تبتعد عنه شيئا فشيئا , في حين واصل الاحدب شتائمه , وصمت عنه ليضحك على فكاهة القاها احد زملائه , واستمر يضحك حتى دهمه السعال , واخذ زميلاه الطويلان يتحدثان عن فتاة اسمها ناديا بتروفنا , وينظزر ايونا اليهم , وينتظر حتى تسود فترة الصمت , ويلتفت اليهم من جديد , ويقول :

_هذا الاسبوع ... في هذا الاسبوع مات ابني ! وقال الاحدب وهو يجفف شفتيه من السعال :_ كلنا سنموت ... طيب , طيب , اسرع ... لم اعد اتحمل انا واصدقائي هذا الزحف البطئ , متى سنصل ؟

_ شجعه ... اصفعه على قفاه ! اسمعت ايها العجوز القذر ؟ ساصفعك , ساجعلك نشيطا , لو احترم الانسان مثلك فخير له ان يمشي على قدميه , اتسمعني ؟ ام لا تهتم بمايقال لك !

وسمع إيونا , اكثر مما احس بصفعة قوية على قفاه , ويضحك : ها ... ها ... اي شبان مرحين انتم ليمنحكم الله الصحة .

ويساله احد الشابين الطويلين :

_ حوذي ... انت متزوج ؟

_ من ؟ ... انا ؟ ها ... ها ... اي مزاج رائق انتم عليه .. الارض الرطبة هي زوجتي الوحيدة الان ... ها ... ها ... لقد مات ابني , وما زلت انا بعده حيا ... يا للغرابة ! لقد خطفه الموت , اخذخ وتركني .

واستدار إيونا يخبرهم كيف مات ابنه , ولكن الاحدب تنهد , وتنفس الصعداء واعلن : اخيرا وصلنا الحمد الله .

وبعد ان قبض إيونا اجرته ظل يحدق طويلا في الشبان الثلاثة , وهم يختفون في ممر مظلم , وعاد من جديد وحيدا , من جديد لا يملك غير الصمت , داعب النو جفونه خلال لحظات قصيرة , ثم عاد يمزق قلبه على نحو اقسى , مما كان من قبل , وبعينين مقروحتين اخذ يتأمل الجماهير غادية ورائحة على جانبي الطريق الا يجد بين هذه الالوف من البشر يعيره سمعا , ولكن الناس يمرون حوله ولاشعرون بشقائه , شقاء عميق بلا نهاية , لو انفجر قلبه لاغرق الدنيا !

ويرى إيونا بوابا يحمل لفة , ويقترب منه شيئا , ويتهيا للحديث معه :

_ كم الساعة الان يا صديقي ؟

_ الساعة قاربت العاشرة ... لماذا توقفت هنا ؟ ... ابتعد عن هذا المكان .

ابتعد إيونا بضع خطوات ثم انكمش جسمه , واستسلم للشقاء , بدا له من العبث ان يتجه للناس , وقبل ان تقضي خمس دقائق اعتدل في جلسته وهز رقبته , كما لو كان يشعر بالم حاد , وشد الشكيمة وهمس في نفسه : الى الاسطبل ... الى الاسطبل .

وانطلق حصانه مسرعا كما لو كان يعرف افكاره , وبعد ساعة ونصف جلس إيونا الى جانب موقد قديم وقذر , وعلى الارض , وعلى المقاعد خشبية قديمة اناس يغطون في النوم , والهواء خانق , وملئ بالروائح العفنة , ونظر إيونا الى النائمين , وهرش في جلده , وتحسر لانه عاد الى البيت مبكرا .

قال إيونا لنفسه :

دعنا نخرج ونلقي نظرة على الحصان , وفي وقت متسع دائما للنوم , لا تخف ستنام بما فيه الكفاية .

ولبس إيونا معطفه وتوجه الى الاسطبل , حيث حصانه , سأل الحصان , وهو يتأمل عينيه اللامعتين : ماذا تعمل ؟ ... هل تأكل ؟ ... كل ... كل ... ان لم تربح ما يكفي لشراء القرطم فلتقنع بالدريس , نعم لقد اصبحت عجوزا على قيادة العربات .. كان ينبغي ان يكون ابني الوحيد هو الذي يقود لا انا .. كان قائدا بمعنى الكلمة ... كان يجب ان يعيش , وسكت إيونا برهة ,ثم تابع حديثه :

_ هذه هي الضية يا حصاني العزيز .. لقد ذهب ولدي , لم يعد هناك من يسمى (( كوزما ايونتش )), قال لي وداعا , ومات من دون سبب ما , والان تصور ان لك مهرة صغيرة , وانك والدها , فجاة ذهبت هذه المهرة وماتت , الا تتاسف لموتها ... اليس كذلك ؟

كان الحصان يعلك ويجتر وينخر فوق يدي سيده , واخذت الحمية إيونا , فبدا يحكي له القصة كاملة .

________________________

انتهيت واخيرا

القصة اخذت كتابتها مني ساعتين

بس ما عليه تستاهلون
بدي ردود + تقييم

اتمنى ان تعجبكم القصة للقاص الروسي : انطون تشيخوف *

باي

الموضوع الأصلي : شقاء ! للقاص الروسي : انطون تشيخوف * || الكاتب : زهــراء ~ || المصدر : منتديات أنيدرا


التوقيع
شقاء ! للقاص الروسي : انطون تشيخوف *,أنيدرا




أنَـــا لــستُ مِثَـــالِيــةً .. ولَكــنك لســتَ كــذلِك أيــَضاً ...
آخر مواضيعي

أنـثى مـزاجيـة ~
طُـوق الـورِد || Jimin BTS
~ سجل دخولكَ بأسمِ رواِية ~
✿ آلايدولُ المتشابهونَ ✿
فِعَالِيةُ مِنْ هُم || Who Are They ؟

 
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
للقاص, الروسي, انطون, تشيخوف, شقاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
 
الانتقال السريع


الساعة الآن 10:46 PM.
ترتيب أنيدرا عالمياً
Rss  Facebook  Twitter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

منتديات أنيدرا An-Dr للدراما الآسيوية و الأنمي

منتديات أنيدرا