وكأن الدُنيا أغلقت أبوابها في وجهي ! .
لقد أغلقت بحق .., أُغلقت بوجهي لتُفتحَ في وجوه غيري .
ايقظني صوتٌ ما من احلام اليقظه الخاصه بي ., لينبهني بان المجموعة اللتي سأرقص
معها ستصعد على المسرح بعد دقائق .
ربآه ؟ ماللذي وقعت فيه ؟ لماذا وضعت متدربة ذات رتبة اولى مع متدربين ذو رتبات اقوى يستطيعون ان يمسحوا بها الارض ؟ .
تأكدتُ من مرابِطِ حذائي مجدداً ووقفت مع المجموعه اللتي سأرقص معها .
اوه تتسآئلون ماهو موضوع رقصتنا ؟ البَجع الواقع بالحب .., البجعه اللتي وقعت
في حُب ذئبٍ قد يفترسها ., بجعة عارض الكُل على الحب الذي وقعت فيه .
البجعه اللتي وثقت بالذئب الى ان كانت نهايتها سيلان الدَم على انيابه ! .
نحن الفتيات كُنا نرتدي الفساتين البيضاء البسيطه اللتي تسمح لنا بالتحرك
بسهوله , اما الشبان فكانوا يرتدون ملابساً رماديه , لقد تعبت كثيراً على التدرب على هذه الرقصه
اتمنى ان يمر الأمر بخير ..
-ناحيةٌ أخرى -
أجلس بجانِبِ والدتي اللتي كانت تتامل المجموعات الراقصه بفرح
مجموعةً تلو الاخرى , هكذا هي والدتي تعشق الفن بأشكاله ..
وبجانبي زوجة اخي اللتي لاينفك اخي عن التغزل فيها , مشتتاً انتباهي عن الحفل الراقص
رفعنا ايادينا مُصفقين للمجموعه اللتي اعتلت المسرح تواً , رفعت البطاقة لعيناي
لأرى ان عرض هذه المجموعه سيكون البجعه والذئب , حسناً .., ان استطاعوا
ان يتقنوا العرض فستنهال عليهم طلبات الانضمام للشركات بكثره .
بدأت الموسيقى تتعالى اكثر فأكثر لأسمع والدتي تقول بعد ان بدأوا بالرقص
والدتي : انظر دونغهي الى الفتيات انهن جميلات .
التففت الى والدتي لاراها تنظر اليهن بحلم ., بينما انا رأيي كان يختلف عنها .,
فقد كنت متقرفاً ومتقززاً من شِدة نُحولهن , يبدون كأنهن مريضات او مصابات
بالانيروكسيا ( مرض فقدان الشهيه ) .
لكنني لم استطع ان اخبر والدتي بذلك فهي ستغضب , لطالما احتَرَمَت والدتي
مايفعله الناس بانفسهم في سبيل الحفاظ على فنهم ..
على العموم التزمت الصمت وتكتفت وانا انظر الى العرض وانتظر نهايته بفارغ الصبر ..
- ناحيةٌ اخرى - .
هاقد انتهى العرض ..,
الاغلب حصل على عروضهم من قبل الشركات العالميه لتبني راقصي الباليه ..,
ولكنني لم اكن من بينهم .., هذه ثاني مره تحصل لي , ويبدوا انني سأُمنع من الدخول مرة اخرى للأكادمية الدوليه للباليه ..
شَعرتُ بدموعي تتدفق على وجنتاي , فهربت مسرعة لخارج المسرح , خرجت من الباب الخلفي
وجلست امامه اطلق العنان لنفسي بالبكاء .
لأرى فجأه منديلاً ابيض يُمد الي وعطراً رجالياً قوياً مختلطاً برائحة سيجاره يندفع لانفي .,
رفعت رأسي لأرى رجلاً ذو شعر اسود قصير منسدل على جبهته ببذلة سوداء
واذا بهِ يقول : سأتصور انه لم يُعرض عليكِ اي عرض ؟ , اهدأي ليس الجميع يحالفه الحظ .
هز يده اشارة بان ااخذ المنديل , اخذته من يده واخذت اجفف دموعي
التفت ورمى سجارته في سلة المهملات وعاد لداخل المسرح .
أنتهى الجُزء الاول ., ما رأيكم ؟
اتمنى ان يثير اهتمامكم , وها انا اشرع في كتابة الجزء الثاني .