فهي لا تصدق ما قالته...أمي هل تريدين أن تبيعني لهذا الرجل...صفعتها
والدتها...فقال لهم...أنا سأرحل لديكم حتى الغد سآتي إلى هنا...وأعرف
جوابكم....كانت سعاد تبكي وتنظر من بعيد إلى والدتها وإلى سلمى
وأبريق القهوة بيديها...فوالدتها لم تصفع سلمى طوال حياتها...كيف
تصفعها الآن....لم تتحرك سلمى من مكانها...وقفت والدتها وقالت....
أنتي تعلمين من أنني لن أعيش طويلا....عضت سلمى أسنانها بقوة و
دموع تنهمر على خدها كانت تخدع نفسها كثيرا...سقط الأبريق من يد
أختها....وسقطت على ركبتيها من المفآجئة التي سمعتها...من والدتها
قالت سلمى لوالدتها...أمي كفي عن هذا الهراء أنتِ بخير ولا يوجد أي
خطر عليك...نظرت والدتها إليها وأمسكت بذراعي سلمى ..وصرخت
وهي تبكي...بلى أنتِ تعلمين من أنني أحتضر...كانت سلمى تهز رأسها
لاااااا....مستحيل أمي...بلى...لقد علمت عندما رأيتك تنظرين إلى أدويتي
وأخذتي إحداها وسألتي الطبيب...وأذكر عندما عدي للبيت ووجهك أحمر
من كثرة البكاء...وعندما رأيتني غيرتي الموضوع وقلتِ لي من أنكِ
ذهبتي كي تتمشي...لذلك لا تحبين أن ابقى
بعيدة عنكِ...ولا تخرجين...وقفت سعاد على رجلها بصعوبة ذهبت إلى
والدتها..أمي ما هذا الذي أسمعه...منذ متى...نظرت والدتها إليها...من
عامين وأنا آخذ أدوية...لدي مرض خبيث...عانقتها سلمى بقوة كادت
أن تكسر عضامها...أمي أرجوك لا تكوني قاسية علي أنا أحتاج إليك
في حياتي...أمسكت ذراعيها...وقالت لها والدتها...لا يا سلمى أنتِ
لا تحتاجين إلي...أنتِ شابة...ويجب أن تعيشي ...وتكوني سعيدة مع من
تحبين وتحققي أحلامك...أمي أحلامي هي أنتِ ولا أريد أي شيئ...من
هذه الدنيا,سوى أن أبقى معكِ...أنتِ....أسمعاني....سيأتي غداا..وتوافقي
على ذلك هل تفهمين..أمي لا...أرجوكِ..انا سآتي معكما...كانت نظرات
والدتهما قوية وقاسية وجامدة...لم ترى سلمى وسعاد والدتهما بتلك
الصورة....أمي كيف ترمنني إليهم بتلك الصورة...جلست والدتها واضعة
يديها على وجهها...ماذا عساي أن أفعل لقد رحل والدك وسرقوا كل
أموالكم وأنا مريضة وسأرحل بأية لحظة...تحتاجون إلى من يقف
إلى جانبكما ويساعدكما...لا أريد أن أرحل وأنتما لوحدكما...جلست
سلمى على ركبتها وهي تنظر إلى أمها...قلت لك لا أريد أي شيئ
أستطيع أن أعيش معكِ ومع سعاد...لا أريد أن أسافر ولا أريد الزواج
ولا أريد المال...أنتم سعادتي الحقيقية....صرخت والدتها لاااااا...سنذهب
جميعا...لم تتحمل سلمى كلمات والدتها ونظراتها خرجت بسرعة من
البيت ومشت ومشت ومشت وجرت بسرعة وهي تبكي وتنووح....
كالأطفال....وقفت بعد أن أحست بالتعب والأرهاق...جلست تحت شجرة
كبيرة وعملاقة...فبجانب البحر...بكت بحرقة....نظرت إلى السماء والجو
حاار...لم تتحمل أحست بأن جبل وقع على صدرها...كيف لأمها أن تقرر
مثل هذا القرار...كيف لها أن تترك بيتها ووطنها وناس الطيبين من حولها
مرت ساعات ولم تعد سلمى للبيت...كانت سعاد تنتظرها عند باب البيت
إلا أنها لم تعد...خرجت والدتها...ألم تعد بعد...لا يأمي ...أمي لقد قسوتي
عليها...اعلم لكن هذا من أجل مسقبلها ومستقبلك...ستتفهمين يوما ما من أنني
لم أكن أريد إلا سعادتها وراحتها لا أريدها أن تعاني مثلي...هيا سعاد
لنذهب إلى الداخل...لكن أمي سلمى لم تعد أنها ساعة الخامسة عصرا..
لا عليك...أنا أعرفها من أن تهدأ ستأتي لوحدها...وتطلب مني السماح...
أمي هل حقا أنتِ مريضة وعلى حافة ال.....لم تستطع أن تقولها...نعم
يبنتي أنا أحتضر وأختك تعلم لكنها تنكر وتكاابر...أمي أريد أن أبقى
معك إلى الأبد...لا تخافي أنا وأنتِ وأختكِ...دائما سنكون معا..أنا هنا
في قلبك...لن أرحل أبداا...كلما أردتِ أن تبكي أو أن تقولي شيئ
فقط ما عليك سوى أن تضعي يدك على قلبك سأسمعك...أبتسمت
سعاد لكلمات أمها...كانت سلمى خلفهما تسمع حديثهما...تأثرت
بكلمات والدتها...مع أنها تحتضر إلا أنها مازالت قوية ...من أجل
أبنتيها...صرخت بقوة...أمـــــــي....وجرت بسرعة وعانقتها بقوة
أنا آسفة..سامحيني...أنتِ أيضا سامحيني لقد صفعتك...لا عليك
أمي أنا أيضا أخطأت بحقك...هيا لنذهب إلى الداخل الجو حار...
جلسوا جميعهم...بغرفة والدتهم...قررت سلمى وسعاد أن ينامى
عند والدتهما....كانت سعاد على الجهة اليسرى وسلمى على الجهة
اليمنى...وتحكي لهم قصص وروايات عن الماضي وعن الصداقة
والحب والأخوة...والتضحية والصبر...بعد ساعة... نظرت
لليمين والسيار...لقد غطى في نوم عميق...أبتسمت وأغمضت عينيها
كانت سلمى سعيدة وهي نائمة بجوار والدتها وتشم رائحتها التي بقت
للآن منذ أن كانت طفلة...أنهمرت دموعها دون أن تحس والدتها بذلك
تمنت لو تبقى هكذا إلى الأبد...إلا أنها تعلم من أن الأيام السعيدة دائما