فتحت باب الغرفة تحمل معها منشفةً مبللة بماء دافئ ..
وقعت المنشفة من يدها وهي تسرع ناحيةَ السرير وتزيح الغطاء ..
شهقت بفزع وهي تجري للحمام وفتحت الباب لكنه كان خالياً ..
أسرعت تخرج من الغرفة بإتجاهـ غرفة الطبيب
وهي تصرخ : الأمير وانغ ليس في غرفته ..
أصبح المشفى في فوضى عارمة بسبب ذلك والجميع يبحث عنه في
ممرات المشفى ..
أمام غرفته توقف مع الفتاة التي ساعدته كثيراً
وتأمل الضجة : يبدو أنني إرتكبتُ حماقة ..
وكزته الفتاة : مالذي سنفعله الآن ؟!
مشى وهو يزيح القبعة عن رأسه قائلاً بصوتٍ مرتفع جاعلاً من
الجميع يلتفتون نحوهـ
" هل تبحثون عن شيء ما ؟! ... "
______________
عندما وصلا لم يكن هناك أحدٌ في الشارع الذي تفحصته غيوري جيداً ..
دخلا المنزل وكان هادئاً تماماً .. دخلت هي منزل ايون : سأدخل لأستحم ..
أومأ لها برأسه ودخل هو أيضاً سكنهم ..
إبتسمت وهي ترى ايون تنام على الصوفا في الصالة وحولها بعض الكتب ..
دخلت الغرفة وأخرجت لحافها تغطيها به ثم دخلت لتستحم ..
" كيفن !! .. "
تذكرت ذلك الشخص فجأةً وهي لا زالت تستحم ..
إستعجلت في الإنتهاء وخرجت سريعاً ..
" علي أن أطلب من شاان عدم إخبار كيفن بمكاني .. "
خرجت من سكنها ودخلت سكن الشباب .. لم يكن شاان وحدهـ في الصالة ..
إقتربت بهدوء تـُطلّ برأسها لترى من معه وهي
تسمعه يقول : سفري للصين كان بلا فائدة ..
فـ للأسف لم أتمكن من فضحها ..
الشخص الآخر ضاحكاً : كل هذا من أجل الشهرة أنت لم تفكر بغيوري صحيح !!
شاان يشاركه الضحك : بالتأكيد من أجل الشهرة , مالذي كنتَ تظنه ؟! .......
تراجعت للخارج بصمت .. خرجت تجري بعيداً عن السكن ..
لم تفهم ماقيل .. لم تستوعب أي شيء .. لاتدري سبب البرود الذي
أصابها فجأة .. حتى أنها لم تذرف دمعةً واحدة رغم كلامهم الصادم ..
كل ما تشعر به ألم نفسي يطغى على الألم الجسدي ..
إرتفع رنين هاتفها مـُجدداً برقمٍ مجهول ..
أخرجته بإنزعاجٍ شديد : هذا المـُزعج ألا ييأس ؟! في نصف ساعة 8 إتصالات !!..
أخذت هاتفها بملل وقد قررت أن تردّ عليه فهو سيستمر في إزعاجها حتى تردّ ..
ردّت عليه بإنفعال : ماذا الآن ؟! ..
" غيوري ... لماذا تأخرتِ بالرد ؟! .. "
توقفت عن المشي وصوت الطرف الآخر يصل إلى مسمعها
بعد إنقطاع دام شهرين ...
لا تستطيع التصديق ربما هذه مزحة من أحدهم ليس إلا .. لا بل هي تتوهم حتماً ..
عادت للواقع حين قال الطرف الآخر : هل تسمعينني ؟! ..... غيوري !!
أيقنت أنها حقيقة .. إجتمعت الدموع في عينيها سريعاً
وهي تهمس بصوتٍ مرتجف : هـان !!
____________
عادت للسكن بهدوء .. دخلت الغرفة وأخذت حقيبتها مع باقي أغراضها ..
إرتدت أكثر ملابسها إشراقاً وأناقة .. أخفت كدمات وجهها عن طريق المكياج ..
توقفت في الصالة تنظر لـ ايون الغارقة في النوم .. إختنقت بعبرتها ..
لم ترغب في تركها هكذا ولم تشأ إيقاظها ..
جلست وأخذت ورقةً صغيرة وكتبت عليها تعليقاً وتركته على الطاولة وخرجت ...
___________
" سيدي لقد وجدتُ هذا في الخارج ... "
أخذ المحقق جهاز التسجيل من مساعدهـ وتأمله
بإستغراب : أليس هذا الذي أعطيته لـ شان سونغ ؟! ..
أين وجدته ؟! ..
ردّ مساعده : لقد وجدته مـُلقى النافذة ..
شان سونغ ألقى به حين علم أنه لا يعمل ..
أوصله المحقق بجهاز الكمبيوتر : كيف لا يعمل !! متأكد أنني أعددته بنفسي ..
هي دقيقتين حتى وقف متجهاً لمكتب رئيس التحقيق طالباً منه أمر بالقبض ..
وسريعاً توجـّه لمقصدهـ ....
_______________
نزلت تجري بعد أن حزمت حقيبتها مـُتجاهلةً أسئلة والدها الذي لحق بها ..
خرجت بسرعة ترمي حقيبتها في المقعد الخلفي للسيارة ..
بمجرد أن فتحت الباب لتركب توالت سيارات الشرطة تحاصر المكان ..
إستدارت لتهرب على قدميها لكن صوت الزناد جعلها تتوقف ورئيس الشرطة
يقول : آنسة شومي أنتِ رهن الإعتقال بتهمة التحايل على القانون
والتعامل بالرشوة ..
جلست مكانها على الأرض باكية بإنهيار : لم أكن أقصد ذلك .. لم أتعمد ذلك ..
أمسك بها إثنان يوقفانها ثم وضعا الأصفاد في يدها بينما قال
والدها الذي مازال تحت تأثير الصدمة : بإمكاننا توكيل محامي صحيح !!..
____________
وصلت المطار ونزلت تجري سريعاً .. وصلت لـ مقر حجز التذاكر ..
" أريد أقرب رحلة لـ بكين .. "
" أقرب رحلة في الساعة الحادية عشرة مساءً .. "
- غيوري بصدمة : ماذا ؟! ألا يوجد شيء قبلها ؟!
- الموظف : كلا .. فقد غادرت قبل عشرين دقيقة رحلة الصباح ...
- أٌصيبت بالإحباط : حسناً أريد تذكرة لهذه الرحلة ..
أعطاها التذكرة لتستدير متجهةً لأقرب كرسي وتجلس
بهدوء تسترق النظر بين الحين والآخر لساعتها ..
________________
طرق الباب عدّة مرات لكنه لم يجد أية إجابة ..
فتحه وأطلّ برأسه ليرى ايون تنام وحدها في الصالة ..
دخل بخطواتٍ هادئة وطرق على باب الغرفة بـلـُطف ..
بقي ينتظر الردّ لكنه لم يجدهـ ..
فتح الباب وجال بعينيه سريعاً في الغرفة الخالية تراجع بعدها مـُغلقاً الباب
" أين ذهبت ؟! .. "
خرج لسكنه وهو ينظر للساعة : ألم تقل أنها سوف تستحم فقط !!
كم ساعةً مرّت ؟! ..
توجـّه لغرفته ينظر لـ النائمين : هؤلاء الأوغاد متى سيستيقظون ؟!
إستلقى على سريرهـ وإلتقط هاتفه ليردّ عليه : مرحبا ..
تمتم كيفن من الطرف الآخر بعدم تصديق : لقد إنتهى كل شيء شان سونغ ..
شاان بإستغراب : ماذا ؟! ماذا تعني ؟! ..
______________
( على السادة المسافرين إلى بكين التوجه إلى البوابة رقم ........ )
وقفت تـُلقي نظرة أخيرة على أرض المطار ..
رفعت نظارتها السوداء تـُخفي إصابةَ عينها ..
سحبت حقيبتها وإستدارت تخطو ناحية البوابة ..
بضع خطوات فقط وتوقفت مجدداً تنظر إلى المسافرين من خلفها ..
رسمت إبتسامة شاحبة على وجهها وهي تستدير مرةً أخرى ..
إقتربت من طابور المسافرين
لكنها إستدارت هذه المرة رغماً عنها حين سحبها أحدهم ..
نظرت بدهشة لوجهه بينما أبعدها هو عن الزحام ..
أفلتت يدها دون أن تتكلم .. أجبرت نفسها على تجاهله
وفي داخلها ترغب في سؤاله عمـّا فعله ..
لكن كبريائها منعها من ذلك ..
رفعت وجهها تسترق النظر لوجهه وسريعاً أشاحت بعينيها عنه ..
تعابير وجهه آلمتها فقد بدا وكأنه سـ يبكي ..
نظرت لوجهه تحاول أن تبدو قوية وسألته بـ برودٍ شديد : ماذا تريد ؟! ..
يشعر أنه يقف أمام شخصٍ لا يعرفه .. شخصٌ جديد يمتلك وجه غيوري فقط ..
تبدو كـ قالب ثلجي تماماً ..
يريد أن يسألها عن سبب عدم ردّها على مكالماته التي تتجاوز الـ 20 ..
يريد أن يسألها عن سبب خروجها دون أن تقول شيئاً للجميع ..
" لماذا ؟! .. " .. هو كل ما خرج من بين شفتي شاان بصوتٍ أقرب للهمس ..
" لأنني تأخرت .. " .. رغم أنها تفهم جيداً مالذي يعنيه بسؤاله ..
" ليس هذا ما قصدته !! .. "
إرتسمت إبتسامة باهته على وجهها وهي تقول : آهـ تعني هذا ؟!
وإقتربت تطوّق عنقه بذارعيها لثوانٍ ثم إبتعدت
وهي تقول : ها قد ودّعتك .. تريد شيئاً آخر ؟!
لا يصدّق ما يسمعه .. لا يدري مالذي قلب كيانها وجعلها هكذا ..
أحنت رأسها تحييه بطريقةٍ رسمية وإستدارت مبتعدة ..
برجاء همس مجدداً : انتظري لحظة ..
لم تلتفت وهي تسمع نبرة صوته الغارقة في الحزن ..
خافت إن إلتفتت ورأت وجهه أن تعود إليه ..
" أنا أتحدث إليكِ ... "
أكملت طريقها بهدوء ..
آخر ماوصل لسمعها صوته يصرخ بها : نام غيوري ألا تسمعين !!
كانت حينها تعبر البوابة ....
____________
تهاوى جسدهـ على أقرب كرسي بعد أن فقد السيطرة على دموعه ..
غطـّى وجهه بكفـّيه يـُخفيها عن الناس ..
سماعه لصوتٍ قد مرّ عليه جعله يرفع رأسه محدّقاً بعينين مليئة بالغضب
برجـُلين كانا يسحبان حقائبهما خلفهما ..
وأحدهما نطق بإسم غيوري وكانت يدهـ ملفوفةً بقطعة شاش ..
نهض من مكانه و وقف مباشرةً أمامه يمسك بقميصه : هل كنتَ أنت ؟!
حدّق به الرجل بإستنكار : مالذي تفعله ؟!
لم يكمل سؤاله إلا ولكمة من يد شاان تتوسط وجهه ليقع على الأرض ..
وسريعاً جلس شاان فوقه يلكمه مراتٍ متتالية ولم يستطع أحدٌ تخليصه من قبضته ..
بعد أن رأى الدم يسيل من وجه الرجل نهض
وهو يقول : لو سوّلت لك نفسك لمسها
مجدداً فتأكد قبل ذلك من كتابة وصيتك لأنني لن أتركك تعيش ..
مسح بقايا دموعه و هو يخرج من المطار يمشي ببطء شديد ..
ركب سيارته وغادر يمشي على غير هدى ولم يتوقف
إلا أمام متنزهٍ خالٍ من الزوار ..
" ماهذا ؟! ......... هل إنتهى كل شيء ؟! .. فقط غادرت دون أن تلتفت خلفها ..... "
* لا يدري كم مرّ على جلوسه ..
عاد للواقع حين إرتفع رنين هاتفه .. ردّ عليه : مرحباً ..
ميكي : هل تريد أن تموت ؟! أين أنت ؟!
" ماذا تريد ؟! "
" منذ الأمس وأنت بالخارج حتى الآن .. مالذي تفعله ؟!
هل عـُدت للصين مشياً على قدميك ؟!.. "
" توقف عن الإستظراف وأخبرني ماذا تريد ؟!.. "
صرخ به ميكي : غداً أول أيام الإمتحانات وتسألني ماذا أريد ؟! أسرع بالعودة ..
قال شاان بنبرة ساخرة حزينة : أليس إختبار الغد هو الذي رسبت فيه ؟! ..
" لا يهم .. فـ لتعد فقط .. "
أنهى المكالمة و وقف يمشي عائداً للسيارة لكنه توقف حين
رأى غيوري تجري أمامه وهي تحمل حذائها بيدها متجهةً لسيارته ...
وضع يديه على جبينه يمسحه وهو يتمتم : توقف شاان أرجوك توقف ...
ركب سيارته وعاد للسكن وكان الجميع ينتظره ..
أومأ برأسه ومشى لغرفته ليقول ميكي : غيوري عادت للصين !!
وقف مكانه دون أن ينظر لهم ليصرخ ميكي بإنفعال : هل غادرت حقاً ؟!
إستدار شاان وتعابير وجهه تفيض بالسخرية : أجل .. غادرت ..
وأكمل طريقه للغرفة متجاهلاً بقية الأسئلة ...
_____________
- دخل ايل وو عليه ورآهـ ينام فوق الغطاء دون أن يخلع ملابسه ..
شعر بالشفقة عليه فهو يبدو كالميـّت تماماً ..
غطـّاه بلحافه وإستلقى على سريره يحمل كتابه ويقرأ فيه مـُسترقاً
النظر بين الحين والآخر لـ شاان الذي لم يتحرك منذ ألقى بنفسه لحظة دخوله ..
* بعد ثلاث ساعات ..
دخل ميكي عليهم وكان ايل وو للتو قد غفت عينه ..
إقترب من شاان يوقظه بهدوء : شاان .. شااان إستيقظ الساعة الرابعة فجراً ...
شااااان ..
فتح عينيه ونظر لميكي وهمس بصوتٍ ناعس : ماذا ؟!
" إنهض وإستذكر قليلاً أمامك أربع ساعات فقط .. "
إنقلب شاان وهو يقول : لماذا لا تفهم ؟! هذا وأنت موجود لحظة طردنا !!
إبتسم ميكي وهو يبعثر شعر شاان الكثيف : وماذا أفعل إن كنتَ
لم تعطنا مجالاً للتحدث ... ؟!
أدار شاان رأسه إليه وقال : ماذا تعني ؟!
إتسعت إبتسامة ميكي : يعني أن الدكتور قرر أن يعفو عنكما ....
هبّ شاان جالساً وهو يحاول فتح عينيه الناعستين : حقاً !! حقاً ميكي ؟! ..
سحب ميكي وعانقه بسعادة وهو غير مصدق بينما إرتفعت قهقهات
ميكي على ردّة فعله وقال : تذكرني بمخلوقة ما !!
إبتعد شاان ونظر إليه بمكر : ايون !! هل فعلت ذلك هي أيضاً ؟!..
ميكي بخبث وغرور : تبحثان عن سبب لـ تـُعانقاني ..
تجاهله شاان و توجـّه للحمام وإغتسل سريعاً ثم خرج
ليستذكر و وجد ميكي قد أعد له القهوة ..
جلس في الصالة وأخذ كتابه معه : شكراً ..
إقترب ميكي وسحب من شاان الكتاب وأعطاه كتابه : سيسهل عليك
قراءة الأشياء المهمة .. ركـّز فقط على المحدد ..
فتحه شاان بصمت وهو في داخله شاكرٌ جداً لميكي
" لو لم تكن موجوداً لربما مازلتُ في السنة الأولى من الجامعة " ...
بينما فتح ميكي كتاب شاان وراح يقلبه وهو يتمتم : هذا الكتاب الجديد
سأعرضه للبيع ...
_______________
وطئت قدميها أرض الصين أخيراً ..
عبرت البوابة بقلبٍ ينبض بقوة بسبب مشاعرها المضطربة ..
سريعاً رفعت يدها تـحجب عينيها عن أضواء كاميرات الصحفيين
الذين يملئون صالة المطار ..
جموعٌ غفيرة تهتف بصوتٍ مرتفع لم تفهم أغلب ما قالوهـ ..
إلتفّ الناس حولها وإنهالت عليها أسئلة الصحافة ...
لم تنطق بحرف فقط كانت تخفض رأسها وتحاول إيجاد مكان لقدميها
للخروج من هذا المأزق ..
يدٌ قوية قبضت على معصمها وسحبتها سريعاً بعيداً عن الفوضى ..
وقفت خارج المطار تنظر إليه حين ترك يدها ..
حدّقت به بصدمة حين جثى على ركبتيه قائلاً : أعتذر عم كل ماجرى
لكِ غيوري ..
إبتسمت وهي تمسح دموعها بظهر يدها ثم تقدمت نحوه
وأوقفته : الحمدلله على سلامتك وانغ ..
" شكراً لك .. "
إلتفتت تبحث حولها وهي تقول : أين هـان ؟!..
" أنا هنا .. لقد منعني الوغد وانغ من الدخول إلى
المطار يريد أن يكون أول من يراكِ "
______________
طوال الطريق ملتصقة بالنافذة تنظر للخارج : لا زلتُ لا أصدق أنني في بكين ...
إبتسم هان وأكمل قيادته بصمت وهو ينظر إليها بين الحين والآخر
" أنا أيضاً لا أصدق أنكِ عدتي غيوري " ..
بينما بعث برسالةٍ لأمـّه
( لا تسألي غيوري عن وجهها .. )
توقفت سياراتهم أمام المنزل و نزل وانغ وهوان معهما ..
فتحت باب المنزل ودخلت لتقف أمها التي كانت تتابع التلفاز ونظرت إليها
وهي تمسح دموعها : صغيرتي عادت ....
وقف الأب معها بينما تسمّرت غيوري في مكانها وهي تنظر لأمها
تارة ولأبيها تارةً أخرى ..
دفعها هان وهو يقول : إن تركتكِ ستقفين حتى الغد ...
قرّبها لأمها التي إحتنضتها بقوة وهي تبكي بصوتٍ مرتفع ..
أبعدها الأب عن إبنته وعانقها بلـُطف وهو
يقول بنبرة حانية : أهلاً بعودتكِ غاليتي ... والدكِ إشتاق إليكِ ..
إبتعدت عنه تنظر في عينيه اللتين تلمعان من
تجمع الدموع وقالت : آسفة أبي ..
قبّل جبينها وسحبها لتجلس بينما تقدم وانغ وهوان
وإنحنيا ويقول وانغ : أنا آسف يا عمـّي .. آسف يا عمـّتي ..
آسف هان .. آسف غيوري ..
الأب : إرفعا رأسيكما فأنتما لم تفعلا شيئاً خاطئاً .. تفضلا بالجلوس ...
___________
" هان أين أختك ؟! .. "
" صعدت لتستحم .. هل أناديها ؟! ... "
" أجل .. سنضع الطعام بعد قليل .."
صعد هان سريعاً وطرق على باب غرفتها بإزعاج كما كان يفعل
دائماً وهو يردد " غيوري غيوري غيوري أنا هان .. سأدخل "
" هي ألم تنسى هذه الحركة التافهه !! ..أدخل أيها المزعج .. " ...
ضحك هان وهو يسمع صراخها من داخل الغرفة .. فتح الباب وأطلّ برأسه ..
نظر لشعرها القصير المبعثر بعد الإستحمام
وضحك قائلاً : عفواً لكن أين غيوري ؟! شقيقتي الصغرى !!
ضحكت وهي ترتب شعرها : إخرس ..
إقترب هان وجلس على سريرها وراح يراقبها وهي تجفف
شعرها : لماذا تجففينه هكذا ؟! هذا ما جعله منتفشاً ..
" لأنني منذ قمت بقصـّه وأنا لم أمشطه أبداً .. فقد تجفيف .. "
إقترب هان وأخذ المجفف من يدها : هذا سابقاً ..
الآن يجب أن لا يكون مبعثراً حتى و إن كان قصيراً ...
وراح يسوّيه لها بينما كانت غيوري تنظر لنفسها بالمرآة بإبتسامة
ثم تمتمت : لقد زاد طوله .. الآن بدأت أشعر أنني أنثى ..
وكان قد نما قليلاً ليصبح منظره بعيداً تماماً عن ذاك الشعر المشابه لـ الذكور ..
وضع هان الفرشة من يده وصفق لنفسه بإعجاب : مارأيك جميل صحيح ؟!
أومأت برأسها وهي تقف : أجل جميلٌ جداً .. شكراً لك ..
وقف هان يضع يده عل كتفها : لننزل لتناول العشاء مع والديّ ..
خرجا لينزلان .. لكن غيوري توقفت في الممر تنظر لـ باب غرفة مغلق ..
خفق قلبها .. بالكاد حرّكت قدميها اللتين إلتصقتا تقريباً بالأرض تقترب من الباب ..
بيدٍ مرتجفة أمسكت بالمقبض تحرّكه للأسفل ..
فتحته محاولة السيطرة على نفسها ..
لم ترَ شيئاً حين فتحته فالظلام يحتل جميع زوايا تلك الغرفة ..
دخلت ثم ضغطت زر الإضاءة ..
إنعصر قلبها حين وقع بصرها على السرير المرتب الفارغ ...
بينما بقي هان في مكانه يراقبها بصمت حزين ..
رآها تضع يدها على فمها والدموع تتجمع في عينيها ..
وهي تقود خطاها المترددة للسرير ..
تمتمت بعدم تصديق : هان .. لماذا حبيبتي ليست هنا ؟!
لماذا لا أراها ؟!
كتم عبرته وهو يتقدم نحوها .. إحتضنها من الخلف وهو يقول : آسف غيوري ..
لم أفعل لأجلكِ أي شيء لتعودي باكراً وتريها قبل أن ترحل ..
إستدارت تخفي وجهها في صدره تبكي ..
بينما قال هان : لقد رأتكِ وأنتِ هناك .. رأت صوركِ التي بعثها كيفن ..
كانت سعيدة برؤيتكِ وأنتِ تضحكين ومعكِ شخصٌ يـُعتمد عليه كـ كيفن ..
لذا فقد رحلت بسلام وهي مرتاحة البال ..
بعد أن هدأت سحبها هان بإتجاه المغسلة وهو يقول : لا يجب أن ترى أمي عينيك
هكذا وإلا بكت هي أيضاً ..
أومأت برأسها وهي تغسل وجهها سريعاً ثم نزلا سوية ليجدا أمهما والسيدة
مورا قد ملئتا طاولة الطعام بكل الأطعمة التي تحبها غيوري ..
الأم وهي تضع آخر طبق على الطاولة : أسرعي وإغسلي يديكِ وتعالي ..
إقتربت غيوري وعانقت والدتها من الخلف بإبتسامة : لقد غسلتها بالفعل ..
سحبتها أمها وأجلستها على الكرسي ثم جلست بجانبها
وهي ترفع صوتها قائلة : سنبدأ الأكل يا عزيزي ألن تأتي ؟!
وصلهم صوت الأب من بعيد : الآن ستأكلين قبل أن أحضر !!
ضحكت الأم وهي تنظر لأبنائها : لأنني كنتُ فيما سبق لا آكل إلا وهو أمامي ..
كنا لوحدنا كما تعلمان ..
حضر الأب وجلس ينظر للطاولة الممتلئة : كل هذا لأجل غيوري ؟!
أومأت الأم برأسها : وهل تعتقد أنه لك ؟!
ضحك الأب : أيتها العجوز !! بمجرد أن إجتمع أطفالكِ حولكِ نسيتيني ..
" هل تغار أيها العجوز ؟! "
" صحيح أغار .. "
ضحكت غيوري : سأبدأ في الأكل وأنتما إذا إنتهيتما فلتنظرا إن بقي لكما شيء ..
هيا هان إضرب بالأكل ..
* و عادت الحياة مجدداً لذاك البيت الذي كساهـ السواد لفترة من الزمن ....
أراكم مع الحلقة الأخيرة إن شاءالله ....
أتمنى أن تكون هذه الحلقة قد خرجت بشكل جيد وأن تنال إعجابكم ..
نبـّهوني إن كان هناك أخطاء إملائية ..