باك
مشكورين على المتابعة
.....
لكن سعيد كان في عالم آخر...
لذلك خاطبته بطريقة اخرى:
لاأريد منك سوى أن تبقى بجانبي وإلى الأبد
فيجيبها:إلى الابد ياحبيبتي
وكان هذا الموقف هو ما كانا ينتظرانه ليفجر ينابيع الحب في قلبيهما
وماان سمعت منه"نازك"كلمته الأخيرة غير مصدقة وكأنها تريد أن تتيقن أن هذا الذي يحصل ليس حلماً
وطوقت عنقه بذراعيها واحتضنته تقول:بل أنت حبيبي وعمري
ولن تكون هذه الليلة سوى أول ليلة يرتفع فيها صراخ طفل الحب ...يخرج من أعماق قلبيهما بعد أن ظل حبيساً في رحم الصداقة...
وفي اليوم التالي حدد الموعد المقابلة
قابل سعيد صاحب المستشفى فقد كان رجلاً كبيراً في السن وكما قالت "نازك" كانت المقابلة روتيناً لن يقدم شيئا او يؤخره
وبالفعل وافق الرجل أن ينضم "سعيد"إلى طاقم الأطباء لديه...بدا"سعيد" متردداً بعض الشيء حين علم بذلك وأخبر "نازك"إلا انه وافق في النهاية بل وأشارت رفيقته ان يبحث عن سكن قريب من مكان عمله خصوصا وأنه كما قالت وهي تضحك:
خصوصاً وأنت شخص تكره الزحام والأزعاج وستكون ساعات عملك على الفترتين
وفي هذا الأمر استاعطت أيضاً أن تقنعه...
واستقر رأيه في الأخير مع رأيها على شقة صغيرة انيقة أعجبته وأعجبتها..كانت عبارة عن صالة للطعام وللجلوس ونافذه كبيرة تحتل معظم الجدار وفي الجدار المقابل هناك غرفة النوم
وذات يوم ارسلت نازك بطاقة مكتوب عليها : دعوة إلى سعيدة ...انت مدعو على حفلة عشاء هذه الليلة واخبرته عن العنوان والشقة...لكن اتمنى أن تغادرها في الساعة 8 وتعود عند العاشرة
حبيبتك نازك
...
بعد ذلك غادر سعيد المشفى ووصل إلى شقته وتمدد على أريكة الصالة وهو يفكر إي جنون تنوي فعله نازك لهذه الليلة أخذ غفوة قصيرة كي يريح جمسه بعد عناء المستشفى
وحين قاربت الساعة على الثامنة خرج من شقته وأقفلها بما أن "نازك" تملك مفتاحاص لها ..ذهب في نزهة بسيارته يمضي بها الوقت
كانت الشقة كما تركها لم يلحظ فيها أي تغير إذا ماتغاضى عن رائحة العطر التي تفعم المكان ولاتدري مصدرها بالضبط والتي يصعب أن تعرف كيف ولدت
تمتلكه الدهشة حين لم يجدها في استقباله وفكر أتراها أعدت لكل شيء وجهزته ثم رحلت !
لايمكن المكان هادئ لايوحي بأن هناك احتفالاً بالعشاء الليلة ...ام هي مزحة منها ولكن لايمكن فرائحة المكان والمويسقى كل ذلك يدل على أنها هنا..وفكر للحظة وابتسم بركن فمه حين علم أنها ربما قد جهزت المفاجاءة هناك
وتقدم نحو غرفته ..وطرق بابها كأنما هي ليست كذلك..لكن لعلمه أنها لابد أن تكون هناك..
وفعلاً سمع صوتها :
تفضل
امسك الباب وبهدوء فتحه ليفاجئه المشهد والمكان و"نازك" شاهدها وهي تقف امامه مباشرة ترتدي فستاناً طويلاً كحلي اللون..ادهشه حين رأى ذلك
مدت يدها تصافحه ومد يده إلا أنه زاد عنها حين رفع كفها ليقبل يداها لاحت على وجهها أمارات الخجل ...وحين رفع رأسه ورأى غرفته أدرك الجنون بحق رفع يده عنها وهو يقول بكل دهشه:
ماذا فعلتي بغرفتي
فتجيبه كما يفعل الأطفال:
لاشيء ...فعندما ذهبت به الي كل انحاء الغرفة طلبت منه أن يراقصها وعاشا "نازك" و"سعيد" لحظات سعيدة في تلك الليلة