و في صباح اليوم التالي استيقظت هيوري كعادتها مبكرة حيث لبست الزي المدرسي و اتجهت مباشرة إلى فصلها 2\ج في انتظار المعلمين .
الحصة الأولى كانت كيمياء , أتى المعلم و جلس ليرد على ملاحظات الطلاب حول البحث لكن دون جدوى لا توجد أي أسئلة , للعلم أن فصل 2\ج كان أسوء الفصول علميا و أدبيا و رياضيا مع تواجد جميع رؤساء الأندية فيه , وقف المعلم قائلا : لم يمضي سوى يوم على موعدنا لكن لا أرى أي استجابة .
عندها سألته هيوري : هل من الممكن أن يكون البحث مشترك بيني و بين زميل ؟ , أجاب عندها المعلم : افعلي ما شئتِ لا يهمني إلا أن يكون نموذجياً , لم يكن عند هيوري أي سبب يدفعها إلى السؤال لكن لأشغال وقت الحصة , بعدها خرج المومياء من الفصل و أتى بعده مدير المدرسة , اتجه إلى وسط الفصل و اخرج ورقة قرأها على مسمع من الطلاب :-
وفقاً لما وردنا من اعتراض و حسن تدبير نادي الأزياء و الموضة على توزيع الغرف بين الطلاب قررت إدارة المدرسة التالي : إعطاء زمام الأمور في يد نادي الموضة و الأزياء بما انه المسؤول عن إيصال الشكوى و سوف يتم تحديد غرف الطلاب بعد نصف ساعة من الآن
كان الخبر بمثابة الصدمة لأغلب الطلاب لأنهم لا يعرفون شيء عن هذه المكائد التي تدور من دون علمهم , قبل خروج المدير صرخت ميكا معترضة : كيف يمكن أن توزعوا الطلاب بهذه الطريقة التي سوف تؤدي إلى الإخلال بأخلاقهم ؟
عندها قالت ريزا : انظروا من يتكلم عن الأخلاق , رئيسة نادي اسكب لي الشاي من فضلك
ميكا بغضب و هي تقف على طاولتها : نيرو أعطني اسطوانة الأكسجين بسرعة , هي التي كانت يجب أن تحترق بدلاً من معلمنا
المدير : اتركوا النزاع الآن سوف يتم توزيع الطلاب بالقرعة , فمن الممكن أن يتواجد طالبين يتوحدان بالجنس نفسه فلا بأس , و من الممكن أن يحدث العكس , جميع الأمور محتملة
بعدها خرج المدير و اخذ الطلاب يتناقشون في من سوف يلازمهم في غرفهم , بعض الطلاب لا يهمهم سوا أن يكون لديه زميل مرتب لا يحدث أي مشاكل في الغرفة و البعض الآخر لا يهمهم الموضوع أصلا , لكن هيوري كانت تتمنى وجود نيرو في نفس غرفتها , بعد مرور نصف ساعة من التشاور في أمر الغرف وقفت ريزا قائلة : أنا المسؤولة عن إعطاء كل طالب مفتاح لغرفته التي سوف يقيم فيها , لكن سوف نتأخر لأن عدد الطلاب كبير قليلا , سوف تتم القرعة عند الساعة الخامسة مساءً اليوم و آسفة على التأخير و شاكرة لكم إنصاتكم .
بعد مرور بعض الحصص أتت فترة الطلاب الحرة , توجهت هيوري إلى النادي الفرنسي و هناك رأت ميكا و أومي في انتظارها
هيوري : مرحبا
ميكا و هي تصرخ : اللعنة على الحقيرة ريزا , سوف تموت اليوم لا محالة
أومي : اهدئي لم يحصل شيء حتى الآن
ميكا : أنها تكيد الآن المكائد , حتى القرعة ستكون في صالحها و سوف ترون
هيوري : ماذا تعنين ؟
ميكا : هي الآن تخطط لجعل نيرو في غرفتها بحجة أن كل رئيس نادي يجب أن يكون مع رئيسة ليتناقشوا في شؤون الأندية و طبعا الإدارة موافقة على كل طلباتها , وصلتني أخبارها عبر جواسيسي
أومي : هل أنت رئيسة النادي الحربي للمدرسة ؟
ميكا : عند الضرورات تباح المحرمات
أومي : لديك حكم قاهرة للعادة
ميكا : هذه صفة وراثية في عائلتنا
هيوري بلهفة : على هذا المنوال يجب أن أكون رئيسة أحد الأندية في أسرع وقت
ميكا و هي تطمئن هيوري : المشكلة أن جميع الأندية تم السيطرة عليها و لا اضن أن هناك فرصة لك لكن ثقي بالقدر , سوف يجلب لك الحظ السعيد
هيوري بحزن : لا ادري اشعر أني مشتتة ذهنياً و غير مستقرة , سوف اذهب إلى المكتبة لأعد بحث الكيمياء لعلي أريح نفسي من ضغوط الغرف هذه ((( شوفوا بالله كيف تريح اعصابها , بالكيمياء ما شاء الله عليها )))
أومي : أنا لا اعرف شيءً فيها لذا الرسوب علي واجب
ميكا : لا تهمني الكيمياء بقدر ما اهتم في تدمير مخطط ريزا
هيوري : حسنا سوف اذهب الآن إلى المكتبة , سوف نلتقي أمام المسرح اليوم الخامسة
أومي : حسنا
مشت هيوري إلى المكتبة و في طريقها رأت نيرو , تجمدت في مكانها و عندما اقترب منها لم تعرف ماذا تفعل فتعثرت في المشي فسقطت عليه و أوقعت ما كان بيده من كتب , شعرت هيوري بالإحراج من فعلها فساعدته في التقطت الكتب التي أوقعتها على الأرض و مدت بالكتب له .
لم يأخذها بل وضع يده على جبينها و اخذ يحدق بها بتمعن , عندها احمر جسم هيوري كله و شل عن الحركة , عندها قال بصوت ساحر : هل حرارتك مرتفعة ؟ هل أرافقك إلى ممرضة المدرسة ؟ طبعا لم يتلق أي رد لأنها تحولت إلى مجسم أثري فأخذ الكتب و انصرف على الفور .
هنا رجعت الروح إلى جسم هيوري من هول ما حدث لها , قالت في نفسها : هذا مجرد موقف بسيط فكيف إذا كان هو الذي سوف يكون في غرفتي ؟ و أكملت مسيرها إلى المكتبة .
دخلت هيوري المكتبة و طبلت من أحد أعضاء نادي المعارف العامة إحضار كل الكتب و المراجع المتعلقة بالكيمياء ثم جلست على إحدى الطاولات المنعزلة عن الناس , بعد دقائق من الانتظار وصلت جميع الكتب التي قامت هيوري بطلبها و بدأت بإعداد البحث .
بعد ساعة سمعت صوت صراخ مزعج كان صوت المومياء المعروف , فزعت هيوري فقامت من مكانها لترى ما الأمر فوجدته يبحث هو الآخر عن نفس الكتب التي تستخدمها هيوري , فنادته و طلبت منه الجلوس معها لأنها كانت للتو قد استعارتها , دُهش المعلم من منظر المراجع المتراكم على الطاولة .
لم ينطق بكلمة سوا انه أثنى عليها و على مجهودها الجبار لإعداد بحثها المأمول , استمرت هيوري بجمع و تنظيم المعلومات حتى جاء وقت توزيع الغرف و هي لا تدري .
بعد مرور ساعات من القراءة جاء وقت توزيع أرقام الغرف على الطلاب , لم تشعر هيوري بالوقت لكنها عندما سمعت صوت المدير يذكر الطلاب بالذهاب إلى المسرح قامت بإغلاق الكتب و إيقاف عملها حتى تنتهي قرعة توزيع الغرف .
اتجهت هيوري على الفور إلى مسرحة المدرسة الذي هو نادي الفنون المسرحية الذي يترأسه هيجي سيد التمثيل في المدرسة , بحثت هيوري عن ميكا و أومي بين الجمهور لكن الحشد كان كبير جدا , بعد تعب وجدتهما تجلسان في المقاعد الأمامية وهناك مقعد فارغ ينتظرها , جلست هيوري مترقبة للحدث الكبير , من سوف يزاملها في الغرفة .
ظهرت ريزا بثوب ناصع البياض متلألئ و كان هيجي يرتدي درع فضي اللون لامع , كانت ملابس القرن السابع عشر و مع ذلك كانا يشكلان ثنائياً رائع حيث كان هيجي الأمير و ريزا الأميرة .
ريزا : أعزائي طلاب و طالبات ثانوية هوكايدو أرحب بكم في هذه المناسبة العظيمة و هي من سوف يكون رفيق دربك حتى تتخرج من هذه المدرسة , قبل أن ابدأ سوف تجرى قرعة رؤساء النوادي على انفراد ؛ لأنه يجب على رؤساء النوادي أن يقيموا مع شريك يكون من نفس المكانة التعليمية حتى يكون هناك ترابط بين الأندية و باقي الطلاب سوف يتم اختيارهم عشوائياً كما هو المعتاد لنبدأ , و بدأت ريزا بالسحب و السحب حتى انتهت الأوراق و بدأت الإعلان عن التوزيع
كانت القرعة على الشكل التالي :-
<< الرؤساء >>
نيرو – ريزا غرفة ((111)) , هيجي – ميكا غرفة ((222))
أومي – هانكو غرفة ((333)) , ماري – أوتاني غرفة ((444))
زورو – توشيرو غرفة ((555)) , أوران - تاشكي غرفة ((666))
و هناك الرئيس ناتو الذي رضي بعد عملية إغراء من ريزا بأن يكون اسمه مع باقي الطلاب , فرحت ريزا لوجود أوسم فتيان المدرسة في غرفتها بينما اعترضت ميكا على كون هيجي معها في نفس الغرفة
ريزا بتودد : نيرو الحظ جمعنا أخيراً
نيرو : اللعنة عليك و عليه
ميكا و هي تصرخ : لن أرضى بأن يكون هذا المجنون في غرفتي ؟
هيجي باسلوب ساحر : يا أميرتي الحسناء لا تأخذي الأمور بعنفوان , كوني أكثر رقة
ميكا بغضب : سوف اقطع عنقك بسيفك أيها الفارس المتملق
أما بالنسبة لأومي فكانت سعيدة بوجود هانكو رئيس المعارف العامة معها في نفس الغرفة
أومي : هانكو , هل لديك بعض الكتب التي تنفعني في تحسين مستوى الفريق الرياضي ؟
هانكو : بالطبع , يجب أن نتعاون في تحسين مستوى طلاب المدرسة
ميكا و هي تشد شعرها : ما هذا الجنووووووووون لن أرضى بهذه الحال لااااااااااااااااااااا
كانت هيوري حزينة جدا بقرار ريزا المتهض لحقوق الطلاب لأنها كانت تتمنى من كل قلبها أن تكون شريكة نيرو في غرفته , و لكن بعد هذه الفوضى العارمة جاء المدير و معه مدرس الكيمياء , اسكت المدير الجميع و تقدم نحو المسرح و في أثناء مشي المدير عرض معلم الكيمياء على هيوري أن تكون رئيسة نادي الكيمياء المدرسة لما رآه منها من اهتمام و رعاية بمادته في المكتبة فما كان منها سوا أن فرحت بالدعوة و وافقت على الفور على عرض المعلم ثم أخذت قلادة الرئاسة التي تمنح لكل رئيس و هي عبارة عن قلادة معلق في طرفها رمز الأكسجين الذي هو رمز الحياة .
رفع المعلم يده و هو يصرخ على المدير : سعادة المدير هناك رئيس جديد . المدير : دعه يأتي إلى المسرح . صعدت هيوري على المسرح تلبية لرغبة معلمها , بعدها أمر المدير بإعادة قرعة الرؤساء لأن ناتو كان خارجها و بسبب إضافة هيوري كرئيسة لنادي الكيمياء و اخبرهم بأنهم يستطيعون تبديل غرفهم على عكس بقية الطلاب و أتت القرعة الجديدة كما كآتي :-
نيرو – ميكا ((111)) , أومي – هانكو ((222))
توشيرو – تاشكي ((333)) , زورو – ماري ((444))
ريزا – أوتاني ((555)) , أوران – ناتو ((666))
هيجي - هيوري ((777))
و لتوضيح أكثر :-
نيرو : نادي الفيزياء , ميكا : الأدب الفرنسي
أومي : نادي كرة القدم , هانكو : نادي المعارف العامة
توشيرو : نادي الأحياء , تاشكي : نادي الرسم
زورو : نادي الفنون القتالية , ماري : نادي التنسيق المدرسي
ريزا : نادي الموضة و الأزياء , أوتاني : نادي كرة السلة
أوران : نادي الجيولوجيا , ناتو : نادي الرياضيات و الإحصاء
هيجي : نادي الفنون المسرحية , هيوري : نادي الكيمياء
نظر المدير إلى رؤساء النوادي و قال : تملكون عشر دقائق لتبديل غرفكم بعدها لن يسمح لكم بالتغيير ابدءوا التبديل الآن
أومي : ها نحن مرة أخرى سوياً يا هانكو
هانكو : هذا يسعدني جدا
ريزا : كيف يمكن أن يحدث هذا , أنا مع رئيس كرة السلة
أوتاني : ريزا , هل يمكنك تصميم أزياء جديدة لفريق كرة السلة الذي أدربه ؟
ريزا و هي تشد شعرها : أنا في الجحيم لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا
هيجي : هيوري , يسعدني أن تكوني زميلة غرفتي
هيوري بحزن : شكرا لك
ميكا : لا أنا مع هذا الكئيب , سوف أبكي كل يوم , سوف أموت قبل أن أكمل يومي الأول معه
ريزا بتودد و لطف : إذاً ما رأيك يا ميكا أن تأخذي مكاني مع أوتاني و أنا مع نيرو
فكرت ميكا و قالت : هناك من يستحق نيرو أكثر منك أيتها المغرورة , رمت مفتاحها لهيوري قائلة : خذي مفتاحي و أعطني مفتاحك
هيوري : كيف ؟ , أنت تكرهين هيجي كثيرا لن أرضى أن تعاني معه
ميكا : أعاني مع هيجي و لا أموت مع نيرو , بعدها غمزت لها و همست في أذنها قائلة لها : لا بأس أنت من كنت تتمنين أن تكوني مع نيرو و ها أنا أحقق لك هذه الأمنية , لا تخافي تستطيعين فعلها
هيوري وقد نزلت دموع الفرح من عيناها : شكرا لن أنسى لك هذا المعروف
المدير : انتهى الوقت , يبدوا أن القرعة كما هي التغيير الوحيد هو
هيوري – نيرو ((111)) , ميكا – هيجي ((777))
و الباقية كما هم , حسنا حسم الأمر الآن تمتعوا بغرفكم مع تمنياتي لكم بالإقامة السعيدة مع شركائكم الجدد , بعدها هذا الحدث انطلقت صيحات الطلاب معلنة انتهاء القرعة .
توجه كل الطلاب إلى غرفهم الجديدة , بالطبع لأنها مزدوجة فهي كبيرة و مريحة , حظي بعض الطلاب بمكان مطل على حديقة المدرسة و البعض الآخر بغرف بدون شبابيك أما الرؤساء الذين هم محور حديثنا الرئيسي فكانت غرفهم اكبر من غرف الطلاب العاديين بخمسة مرات , إضافة إلى ذلك فهي مطلة على البحيرة التي تبعد عن المدرسة مسافة أمتار ليست كثيرة عنهم , كان المنظر بهياً لوجود الجبال و المروج خلف البحيرة .
الغرفة 111 التي هي غرفة هيوري و نيرو كانت من أفضل الغرف حيث يوجد فيها حوض لأسماك الزينة و أصيص كبير للأزهار و بعض الحيوانات المحنطة لدرجة أن بعض المعلمين حاولوا مع المدير بشتى الطرق الاستحواذ عليها لكن دون جدوى .
وصلت هيوري إلى غرفتها في وقت الغروب الذي هو موعد الذهاب إلى الغرف , فتحت هيوري النافذة لترى غروب الشمس لأن شكله كان عظيماً من الغرفة الجديدة , يظهر الشفق الأحمر على أطراف الجبال فينعكس على ضفاف البحيرة مكوناً لوحة فنية في غاية الجمال , دخل نيرو إلى الغرفة فوجد هيوري تشاهد الغروب فلم يزعجها بل اتجه إلى دولاب الملابس ليبدل ملابسه , التفتت هيوري للوراء وجدته بدون قميص و شارعاً في نزع البقية لم تتمكن من السكون فصرخت
هيوري بغضب : أيها الوقح كيف تبدل ملابسك و أنا هنا ؟
نيرو ببرود : و ما المشكلة ؟
هيوري : أنا فتاة و لست كالفتية التي كنت معهم في السابق
نيرو : أنا آسف لم اقدر وجودك
و خرج على الفور , أحست هيوري أنها أخطأت لكن هذه طبيعة أي فتاة فقررت الاعتذار إلى نيرو عند عودته , حل الليل بظلامه و نيرو لم يأتي مرت الساعات و نيرو خارج الغرفة عندها قررت هيوري ارتداء ملابس النوم لأنها تعبت من الانتظار و في أثناء تبديلها لثيابها دخل نيرو الغرفة .
نظرت إليه هيوري و نظر في عينها , عشر ثواني من السكوت التام و بعدها صرخة مدوية من قوتها هرع كل من كان في نفس الطابق , أغلق نيرو بالباب وانتظر سكوتها , كانت الغرفة 222 هي المجاورة لهما التي هي لــ هانكو و أومي
هانكو : ما الذي جرى ؟
نيرو بثقة : لا شيء
هانكو : و ما هذا الصراخ ؟
نيرو : قلت لا شيء
فما كان من هانكو إلا أن دخل الغرفة و وجد هيوري على حالها فتلقى هو الآخر صيحة كادت أن تحطم زجاج النوافذ لم يستطع تحملها فأغلق الباب بعدها خرج توشيرو المقيم في الغرفة 333 هو و تاشكي
توشيرو : ما بكم يا جماعة هل بدأتم التشريح من أول ليلة ؟
تاشكي : لالالا , لا استطيع الرسم في هذه الضجة
نيرو : هذا ما كان ينقصنا حامل الريشة و صائد الحشرات
هانكو و بحزم : لا مشكلة يا رجال فليذهب كل واحد إلى غرفته فقد حلت المشكلة
تاشكي : و كيف حللتها يا ذكي لا اضمن نفسي من هذه الصيحات المرعبة
نيرو : الحل بسيط
طرق نيرو الباب فردت هيوري : ادخل فلقد انتهيت
نيرو : أرأيتم ؟
هانكو : و لما لم تفعلها من قبل ؟
نيرو : كنت واقفاً أمام الباب فهل تريدني أن اطرق رأسك بدله ؟
بعدها عاد الرؤساء إلى غرفهم , دخل نيرو الغرفة فوجد هيوري تمسك ببعض الملفات و تقلب صفحاتها , وقف بجانبها و قال
نيرو : بعد انتهائك من أوراق عملك أريد التحدث معك
هيوري : حسنا
جلس نيرو أمام حوض السمك يتأمل في حركاتها و ألوانها البديعة , نظرت إليه هيوري و هي على مكتبها و أخذت تتمتم في نفسها : هل هذا نيرو الذي يتحدث عنه كل الطلاب بالسوء ؟ لا أرى فيه ما يعيبه , يبدو أن الناس هذه الأيام يكرهون الشخص الناجح , انتهت هيوري من الأوراق التي كانت بحوزتها و أرادت الحديث مع نيرو لكن رأته مشغول بالحوض فلم تعرف ماذا تفعل , قالت في نفسها : لابد من خطوة جريئة ماذا افعل ماذا افعل وجدتها , تقدمت هيوري إليه و جلست بجانبه و شاركته التأمل بعد دقائق
نيرو : هيوري
هيوري : نعم
نيرو : أنت الآن شريكتي في الغرفة و يجب علي البوح بكل ما يجب البوح به
هيوري : تكلم أنا أسمعك
نيرو : أنا لا أحب الكلام الغير مفيد و لا أحب العلاقات و لا الأصدقاء و لا الأعزاء و لا حتى الأحباء , اعرف انك لن تتقبلي الموضوع في البداية و لكن هذه طبيعتي
هيوري : و لماذا أنت هكذا ؟
نيرو : لا ادري , لكني أرى دائما أشخاص بذلوا جهد كبير في الوصول إلى احد و لكن لا يجازون إلا بالنكران و الجحود و تدمير نفسياتهم بسبب رغباتهم , كنت في مكان يعيش سكانه على النهب و النصب و الاحتيال , لم يكن هناك اهتمام بشعور الطرف الآخر أبدا لهذا مشاعر ميتة الآن
هيوري : ليس كل الناس هكذا فهناك من وصل لما يصبو إليه
نيرو : لا اهتم فأنا مرتاح في حالتي هذه , الوحدة أسلوب الحياة الأفضل , راحة تامة من الحياة و خرافاتها و علاقاتها الزائفة
هيوري : سوف تتغير مع الزمن صدقني , المعذرة لكن الوقت تأخر أريد النوم تصبح على خير
نيرو : تصبحين على خير , سوف أنام بعد أن انهي شيء ما
خرج نيرو من الغرفة و ذهبت هيوري إلى سريرها للاستعداد ليوم الغد .
في الصباح استيقظت هيوري مبكراً و لبست الزي المدرسي و قبل خروجها نظرت خلفها , كان نيرو لا يزال نائماً فذهبت لإيقاظه لكن عندما نظرت إلى وجهه و هو نائم لم تستطع حتى لمسه كان وجهه يتلألأ مثل الزمرد و كان يبدو عليه انه مستمتع بالحلم فتركته و ذهبت إلى فصلها .
مرت الحصة الأولى و الثانية و الثالثة و نيرو لم يأتي قلقت هيوري عليه , بعدها طلب معلم الجيولوجيا ( علم الأرض) من رؤساء الفصول التوجه إلى غرفهم لأنه علق في غرفة كل واحد منهم صخر ملون و يريد من كل واحد التعرف على نوع هذا الحجر و الرجوع إلى الفصل ليخبره بذلك النوع , تحركت هيوري مسرعة إلى غرفتها فتحت الباب فلم تجد نيرو موجود ناسية أمر الحجر .
تلفتت حولها فسمعت صوت باب الحمام قد فتح نظرت خلفها فوجدت نيرو خارج من الحمام و هو يضع منشفته حول وسطه , لم تنطق بكلمة واحدة أو تحرك حبلاً صوتياً واحد بل أغمي عليها على الفور , في هذه الأثناء خارج الغرفة كانا الثنائي توشيرو و تاشكي مارين من عند الغرفة فسمعا صوت نيرو و هو يصرخ : هيوري استيقظي لا يوجد ما يقلق , فعلى الفور فتح توشيرو و تاشكي الباب فوجداه معها
توشيرو : الم اقل لكم بدأ التشريح من أول يوم ؟
تاشكي : اخرج يا توشيرو أعطهم بعض الخصوصية
نيرو : ليس الأمر كما تضنون
توشيرو: نحن في الفصل , خذ وقتك
و أغلقا الباب
نيرو : هذان أحمقان فعلاً ماذا افعل الآن
تابع نيرو محاولة إيقاظ هيوري حتى استيقظت , فتحت هيوري عينها فوجدت نفسها بين ذراعي نيرو
هيوري : هل أنا احلم , لماذا لونك اصفر , ألا تزال عار..............
و أغمي عليها من جديد , جن جنون نيرو فارتدى ملابسه و حملها إلى ممرضة المدرسة و تركها هناك لأنه رأى ما يكفيه اليوم و اتجه إلى الفصل , اكتشف أنها الحصة الخامسة كانت كيمياء (( راحة )) , عندها خرج نيرو ليطمئن على هيوري فوجدها قد استعادت عافيتها فتقدم نحوها و جلس بجانبها
نيرو : كيف حالك الآن هيوري ؟ هل أنت بخير ؟
أدارت هيوري وجهها و بغضب : نعم
لم يستطع نيرو البقاء أكثر فخرج من عند الممرضة , لم تعرف هيوري كيف تواجه نيرو فانتظرت حتى انتهاء وقت الدراسة و جاء وقت الأنشطة , توجهت هيوري إلى النادي الفرنسي كما هي عادتها و انتظرت مجيء ميكا حتى وصلت و جلست معها على النفس الطاولة
ميكا : ما بك هيوري ؟ , خرجت للبحث عن الحجر و لم ترجعي
هيوري : بحثت عنه عند طبيبة المدرسة
ميكا : لماذا ما الذي جرى اخبريني ؟
هيوري بتردد : عندما خرجت من الفصل كنت قلقة على نيرو لأنه لم يحضر الحصص الأولى دخلت غرفتي و كان نيرو خارجاً من الحمام و ...و.....و.. فأغمي علي حتى الآن
ميكا : آه أنا آسفة من أجلك لكن بما انه شريكك فلا بد من حدوث مثل هذه المواقف
هيوري : المشكلة انه هو الذي حملني إلى عيادة المدرسة و هو الوحيد الذي أتى لزياتي و لكن لم اعره أي اهتمام
ميكا : لا يجب أن تغضبي عليه بهذا الشكل فهو لم يقصد , إذا عدتي إلى غرفتك فتصرفك و كأنه لم يحدث شيء حتى لا يقلق نفسه في التفكير عليك , يجب أن تغيري من نفسك يا هيوري بما انه شريكك , و بالمناسبة ما الذي تفعليه هنا ؟ ألا تملكين نادي لتترأسيه ؟ ----> (( طردة ))
هيوري : انظري إلى ملف النادي
فتحت ميكا الملف و كان المكتوب كله
من عام 1999 - 2008
أعمال : لا يوجد عمل مذكور
أعضاء : لم يتم اختيار أي أعضاء
رؤساء : لم يقم احد بترأس النادي من قبل
نقاط : صفر
انجازات : لا يوجد أي انجاز
أوسمة : غير مذكور انه تم الحصول على احدها
الأهداف المستقبلة : الحصول على جائزة أفضل نادي
هيوري : كيف تريدني أن أدير مثل هذا النادي و أنا أصلا لا املك الخبرة ؟
ميكا : معك حق سوف تعانين , أنت في مرحلة تأسيس
هيوري : أريد منك و من أومي بعد أن تنهيا عملكما أن تساعدني في تنظيف نادي الكيمياء , لأن له 9 سنين لم يفتح و احضري معك البنادق لأني لا استبعد وجود حيوانات مفترسة هناك
ميكا بضحك : لا تقلقي نلتقي بعد الغداء
هيوري : حسنا
خرجت هيوري من النادي إلى حديقة المدرسة , لأنها لم تكن تريد أن تثقل على ميكا لأن لديها نادي تديره ----> (( فهمتها )) , جلست هيوري بالقرب من النافورة تنظر إلى الطيور التي كانت تشرب منها و إذا بيد تغطي عينها و لدقة على نظارتها في بداية الأمر لم تعرف من هو , اعتقدت هيوري بأنها أومي فأمسكت بيدها و أبعدتها برفق ثم نظرت خلفها و إذا بنيرو هو الفاعل , احمر وجه هيوري لأنه لا يوجد احد و هي الآن تمسك بيده
نيرو : ماذا تفعلين هنا لوحدك ؟
هيوري : لا شيء
نيرو : هيوري , أنا اعتذر و بشدة على ما بدر مني هذا اليوم في الصباح و .......
هيوري : لا تكمل اعتذارك مقبول , و أيضاً أنت لم تقصد فعلها أنا التي يجب أن تعتذر لأني لم أقم بشكرك عندما زرتني عند .......
نيرو : لا تكملي اعتذارك مقبول
نظرا الاثنين إلى بعضهما و ضحكا , نظرت هيوري إلى نيرو باستغراب , هذه هي المرة الوحيدة التي رأته فيها يبتسم , كان كالقمر المتلألئ
نيرو : ما رأيك أن تري نادي الفيزياء ؟
هيوري بخجل : هذا من دواع سروري
اتجاه كلا من هيوري و نيرو إلى النادي , كان كبيراً جداً و يحوي 100عضواً للعلم أن نادي الفيزياء هو اكبر النوادي في المدرسة من كل النواحي في حجم المكان و المعدات و عدد الطلاب حيث لا يختار إلا الطلاب الأوائل و المتفوقين علمياً
هيوري : ماذا يفعلون ؟
نيرو : اليوم هو يوم المسائل يقوم كل عضو بكتابة 20 مسألة و إعطائها للعضو الذي بجانبه لحلها و في نهاية فترة النادي يقومون بتصحيحها سوياً
هيوري : عمل رائع من رئيس رائع
نيرو : شكرا
بقيت هيوري في نادي الفيزياء حتى وقت الغداء فستأذنت من نيرو لأنها كانت تريد الخروج فقام بدعوتها للغداء معه في النادي , خجلت في بداية الأمر لكن بعدها وافقت على دعوته , بدأا الأكل سوياً و بعد الغداء شكرته و ودعته لأنه كان لديها عمل مهم ( تنظيف نادي الكيمياء ) , خرجت هيوري من نادي الفيزياء و السعادة تغمرها و اتجهت نحو ناديها مباشرة , ميكا و أومي كانتا منتظرتان هناك
ميكا : لم تتأخري جئت في وقتك
أومي : مع من تناولت الغداء اليوم ؟ لم أرك في الجوار
هيوري : مع نيرو
أومي : هل تمزحين معي ؟
هيوري : لا , لقد دعاني إلى ناديه و جاء وقت الغداء و أكلنا سوياً
ميكا : عمل رائع أنت تحرزين تقدماً باهراً , لكن متى سوف تفتحين الباب ؟
هيوري : الآن , آسفة
أدخلت هيوري المفتاح في الباب لكنها ترددت , كانت تشك في وجود احد في الداخل لأن إحدى الشائعات في المدرسة تقول انه كان هناك طالبان هربا إلى نادي الكيمياء و لم يتم العثور عليهما حتى الآن , لكن بعد تشجيع من أومي فتحت الباب ببطء شديد و إذا بعاصفة من الغبار و تل من الرمال يسقط عليهم
ميكا و الغبار يغطيها : هذه البداية , الطريق لا يزال طويلا
بدأ الجميع في التنظيف كان الغبار قد عم المكان لدرجة أن بعض الرمال قد تولت إلى صخور , وجدت ميكا بقايا أحفورية لبعض الفراشات الميتة بينما عانت هيوري في إزالة شباك العناكب , و بعد هذا العمل الشاق انتهوا من إزالة الغبار و ترتيب المكان , بعدها اتجهت كل رئيسة إلى غرفتها , كانوا جميعاً منهكات فناموا فور وصولهم إلى الغرف .