منتديات أنيدرا الدراما الكورية و اليابانية



الملاحظات

الروايات والقصص المكتملة الرّوآيات والقصَص آلمُكْتمِلة لأنيدرا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-04-2008, 09:45 PM
الصورة الرمزية أمير المحبة
أمير المحبة أمير المحبة غير متصل
أنيدراوي مجتهد
 
معلومات إضافية
الانتساب : Mar 2007
رقم العضوية : 923
المشاركات : 169
   الجنس: الجنس: Male
  علم الدولة: علم الدولة United Arab Emirates
'*~ مقاعــــد المـــــرّ ~*'

'*~ مقاعــــد المـــــرّ ~*'


'*~ مقاعــــد المـــــرّ ~*',أنيدرا


بقلم: ناصر محمد الأميري


أراهم هنا وهناك، في كلّ مكانٍ يتألّمون، وإلى هذا وذاك يشكون، وهم دائماً لمحزونون! أراهم ويزداد قلبي حسرةً وألماً على ما يقولون ويفعلون؛ يتقطّع قلبي مرارةً لرؤيتهم تارّةً (بسخريةٍ) يضحكون، وتارّةً أخرى (بحزنٍ) يبكون! بقيت على هذا الحال لا علم لي بما يريدون، ولا لي معرفةً بكيفيّة مساعدتهم لعدم معرفتي بما لديهم مكنون! فأنا وحدي وهم أجمعون، واليد الواحدة لا تصفّق كما تعلمون، وكلّنا نذكر الشّيخ الذي يحتضر وأولاده السّبعون، وعدم مقدرة الفرد منهم أن يكسر جمع العصيّ فيجتمعون، ونرى الطّيور تطير، والأسراب تسير، وإذا ما تخلّف أحدهم فإلى الدّرك يسير حتّى إذا ما أدرك سرباً آخر فإليهم مجدّداً يطير، وترفرف أجنحتهم لتساعد الكسير حتّى يكمل مجدّداً المسير بقوّة الجمع الغفير.

لقد كانت أمنيتي أن أُساعِد لا أن معهم أُكاسِل، ولهذا الهدف حاولت أن أحاور ولكنّهم لا ينطقون رغم أنّي لهم أجاور؛ فكم منهم استنكر كلامي، وكم منهم من طريقه طردني.

فقد كنت في ذاك اليوم أسير كما تعوّدت في ذاك المكان المهجور؛ يعجبني أن أرى أحوال النّاس وأتعلّم من أخطاء الآخرين، لا أقصد بذلك السّخرية منهم؛ بل إنّني أريد أخذ العبرة والعظة، ومساعدة من يحتاج الموعظة. إنّهم أُناسٌ وجدتهم في ذاك المكان، وهم من اللذين تخبّطوا في حياتهم، ونال منهم اليأس والبؤس ما نال، وهم لا يحرّكون ساكناً في سبيل مواجهته.

فها أنا ذا أرى الذي خسر تجارته وأمواله، وظلّ على بساط الفقر، فسألته: يا عمّ، مالي أراك شاحب الوجه، دامع العينين، مهموم القلب، كسير االفؤاد؟

- فأجابني: خسرت أموالي وتجارتي، وعدت إلى أَرْذُل الأحوال، لا حول لي ولا قوّة ولا راحة بال. فأردفت كلامه بسؤالٍ آخر: وما هي قصّتك يا عمّاه؟! إنّها لقصّةٌ طويلةٌ يابنيّ، سأسردها عليك باختصار، لعلّك تخفّف عمّا في قلبي من آلام، ويتحوّل ما أتمنّاه إلى واقعٍ بعد الأحلام. لقد كنتُ شاباًّ ميسورَ الحال عظيم الشّأن، ولي منصباً بين كبارِ رجال الأعمال، فتمنّيت لو أنّني مثلهم أكون، وأملك المال والبنون، فتلقّفني ذاك الرّجل الوسيم الذي هرعت إليه طالباً النّعيم. ودلّني على طريق التّجارة، وبدأت في جمع الأموال، ومن مشروعٍ إلى مشروعٍ، ومن محلٍّ إلا محلاتٍ، ومن مالٍ إلى أموالٍ، حتّى وثقت به، وسلّمته الحلّ والحلال، وبتُ مرتاح البال حتّى انقلب الحال!

- فعدت وسألته: لماذا ياعمّ؟! ما الذي حدث بعدها؟!

- فأجاب: وجدت نفسي مُداناً لا دائناً، ومطلوباً من كلّ جهة، لا أعلم إلى أين أسير، فقد خدعني من وثقت به رماه الله إلى السّعير ذاك الذي أعادني فقير وأخذ الأخضرَ واليابسَ منّي وتركني أسير؛ لا يمكنني السّفر أينما أريد، وتهت بين طرقات المدينة هرباً من الشّرطة والمحاكم، فأنا المطلوب لا ذلك السّارق المجنون الذي تركني ورحل ليستمتع ويأنس بنعيمي المسروق!

- هززت رأسي متأسّفاً لحال الشّيخ الكبير، ولم أستطع أن أقول له: يا صاحب اللّوم المشؤوم، أنت ألقيت بنفسك في هذا البئر المحموم، وانتظرت في مكانكَ انتظاراً تراقب عن بعدٍ بكسلٍ شديدٍ فاشرب من هذا اليحموم ..

لا أكرهه ولا أستطيع أن أحبّه، فهو من جنى على نفسه ويلوم غيره، فقد كانت هذه الكلمات في بالي تدور بسبب لومه للآخرين لا نفسه، وإرادته أن يحملوا همّه، فلهذا السّبب لقى في الماضي حتفه؛ فقد كانت الطَّبْخَةُ طبخته واغترف منها أكله، فما أنا بفاعل بهذا الجاهل!

نهضت من مكاني، وأكملت مساري عن شمالي فهذا خياري ليبتعد الشّيخ عنه ناظري، فصرت أمشي، حتّى توقّفت مندهشاً، فقد شدّني المنظر شداًّ، ورأيت ما لم أره مسبقاً؛ فقد كانت تلك هي المرّة الأولى التي أرى فيها أمام ناظري على الرّصيف رضيعاً، وبجانبه أماًّ، تريد أن تطعمه خبزاً، ولكنّ ليس لديها منه أياًّ، وطفلها يبكي جوعاً وبرداً، فيالها من حالةٍ ينكسر لها الفؤاد، وتقشعرّ لها الأجساد. شرعت في الاقتراب شيئاً فشيئاً، وكلّما اقتربت أكثر زاد ألمي وحزني، وحمدت ربّي أكثر على حالتي، وعندما وصلت إليها، نظرت في عينيّ نظرة اليائس المحتار الذي لا حيلة له ولا حال وسعادته من المحال! فسألتها بعدما رأيت دمعتها الغفيرة، وسمعت آهاتها المريرة: يا خالة، ما لي أراكِ بهذا الحال البائس، والقلب اليائس؟!

- فاجابت: مازلت صغيراً يا بنيّ على عشرة الهموم والغموم...

- فأتبعت قولها: إنّ الصّغيرَ صغيرُ العقلِ والفؤادِ...

- فعادت وقالت: فليحفظكَ الله من كلّ مكروه، وليقرّبك ممّن يحبّوه، وليجعلك ممّن يشكروه، ففي وجهك نورٌ ليس في الوجوه. ما الذي تريد معرفته، فحياتي مريرة وسط هذه الجموع الغفيرة، فمعظم النّاس يشقى وعكسها البقيّة الأخرى!

- ما هذا اليأس والقنوط؟! هل ستختارين السّقوط؟!

- إنّه ليس بيأس، إنّه الواقع يابنيّ! أجل، إنّه الواقع الذي لا تعرفونه، فكم من أمٍّ لا تجد قوتَ ابنها الرّضيع! وكم من شخصٍ لا بيتٍ دافئٍ له ولا أمان!

- ابنكِ حديث الولادة؛ فأين والده عنكما؟!

- والده؟ من والده؟ إنّ هذا الطّفل ليس له أب!

- صُعِقت لما سمعت، وقلت صارخاً: وأين والده إذاً؟!

- هربتُ منهُ إلى الأبد، فلا هو بسائلٍ عنّي، ولا هو بباحثٍ عن مكاني، أَوَيُعْقل أن أبقى مع من لا يحترم زوجته! أَوَيُعْقَل أن أظلّ مع من لا له شعورٌ ولا إحساس!

- قلتُ متسائلاً: وأين الشّرطة من كلّ هذا؟!

- لم أتحدّث إليهم البتّة...

- وكم من الزّمنِ استمرّ على حالكِ مع زوجكِ الوحش اللّئيم حتّى هربتِ؟

- إنّه لزمنٌ طويلٌ استمرّ بضعة سنين بعيداً عن الحنين وسط طنّات الأنين وركلاتِ الجنين...

- وكيف انتظرتِ لسنوات بدون أن تقدّمي بلاغاً عنه؟!

- لقد خفت من المجهول وانتظرت من يساعدني حتّى حين...

- هززت رأسي متأسّفاً مرّةً أخرى، ولكنّ هذه المرّة أشدّ من الأولى، وهربتُ منها مُطرقَ الرّأس أتهادى.......

مابالهم يا ربّ لا يسعون، تعبت ممّا فيه يفكّرون، يسبّون ويشتمون، وإليّ يشتكون؛ لا ساكناً يحرّكون، ولا بركةً يعملون، فكيف يجنون مايريدون إن بقوا على مقاعد المرّ ينتظرون؟! هل ستمطرُ السّماء ذهباً فيضحكون، أم أنّهم سيجدون كنزاً تحتهم ففرحةً يطيرون! يا من يجلس هنا وهناك في سكون، اقفزوا من مكانكم لعلّكم تبصرون وتَرَوْا ما لم تَرَوْن!

صرخت فيهم صرخةً بما في قلبي مكنون، فقفزوا من أماكنهم قفزةَ المذهول المجنون، فهرعوا إليّ كلّهم يتقافزون، ورأيتهم فاستغربت وفرحت لما يفعلون، فها هم في الأخير يتحرّكون، ويحتاجون لدافعٍ يدفعهم فإلى النّجاح يحلّقون؛ فقد كانوا في مقاعد المرّ أنفسهم يسجنون رغم ما لديهم من طاقةٍ وحلولٍ للمستحيل، فلم أجد لديّ حلاًّ سوى إقناعهم بالرّحيل عن مكانٍ أغلق في وجوههم السّبيل، وفتح لهم أبواب الجحيم، والوسواس الرّجيم، والفكر العقيم؛ فأبعدهم كلّ البعد عن النّور العظيم، والنّجاح والنّعيم.

وهتفتُ فيهم قائلاً: لم أربط نفسي يوماً بمقاعدكم المرّة، وجلساتكم البائسة، وحسراتهم الدّائمة. لا تفكّروا بأنّني لم أواجه المصاعب والمتاعب كما واجهتهم، بل إنّها دمّرتني أكثر عنكم، وانتظرت طويلاً حائراً ذليلاً، بائساً محبطاً، ومكتّفاً حزيناً؛ لم يمدّ أحدهم يده ليساعدني وينتشلني من محنتي، فبقيت بعيداً عن حرّيّتي غارقاً في علّتي، لا أستطيع فعل شيءٍ حيالَ لوعتي، أناجي نفسي وأناجي وحدتي، واستمرّ هذا الحال إلى أن حان موعد انتهاء مُهلتي! فقد مرّ بعض الأشخاص في يومٍ من الأيّام أمامي، يضحكون وأبكي، مرتاحون وأغلي، مسرورون وتضيق نفسي؛ فتساءلت لوهلة عن الفرق بيني وبينهم، أريد أن أصبح كما يصبحون، وأمسي كما يمسون. فبحثت لفترات، وعقدت المقارنات، وتبعت المسارات، وسلكت الطّرقات، ولم أجد حلولاً مناسبات! فتمهّلت لبرهة، وركّزت فيهم لفترة، وتفاجأت فجأة، لرؤيتي ما لم أره، وماغفلت عنه لمدّة، فقد كان الجواب أمامي دائماً، ولكنّني كنت هائماً، ولهذا الفرق ناسياً، بسبب مقعدي السّاكن. فقد كان الفرقّ أنّهم يتحرّكون ولا ينتظرون كما انتظرت في مكاني لقرون!

وبينما كنت أهتف فيهم، رأيتُ نملةً تمشي بالقرب منّي، فصمتُ لفترة؛ حتّى أراقب ما تصنع، فتعجّبت لفعلها، وعلى كفّي حملتها، ولمن معي أريتها، كيف حملت ماتريد على كتفها، وأخذت المجهود على عاتقها رغم صغر حجمها؛ لم تنتظر الطّعام ليأتي لها في الشّتاء على طبقٍ من فضّةٍ بل سعت إليه بنفسها، ووجدته في طريق مسعاها، فحصدت من الحركة ثمارها، وتركت الانتظار الذي إذا ماركنت إليه أساءها.

التفتُّ إليهم وقلت: هذا المخلوق، رغم صغر حجمه، وضعف قوامه، وبطء حركته، إلا أنّه صنع ما يمكنه صنعه، وهرع إلى مايمكنه فعله قبل أن يفوت أوانه؛ لم ينتظر من الأمور حدوثها، بل سعى إلى الفكرة، وخطّط للخُطّة، وحصد الثّمرة، فيا بشراً وُهِبَت لهم العقول كيف تكونون أقلَّ فكراً من هذا المخلوق رغم القليل الذي وُهبِ إليه وما أنتم تُوهَبون! يا ...................

لم أستطع إكمال ما أريد، فقد اشتدّ البكاء في المكان، واختفلت الوجوه نوراً عن الزّمان الأسود الذي كان، وزاد الحنين لما كان قبل الأنين؛ فقد عادت الحركة وصنعِ المستحيل بعد زجرة الطّنين، ويدِ المُعين، وصنعت بلا شعورٍ ما كان لديّ مستحيل؛ أن أراهم يشدّون الرّحال عن مقاعد المرّ ويهمّون بالرّحيل.






أعلم أنّكم مستغربون، فما مناسبة هذه القصّة.؟! ولماذا كتبتها.؟!
وكيف انتهيت منها بهذه السّرعة رغم أنّني أطيل كثيراً عندما أكتب،
وأسترسل فيما أريد أن أكتب...

في البداية عذراً على بعض الأخطاء،
فقد كتبتها بسرعة،
وأرفقتها بسرعة..

كنتُ مستعجلاً،
لماذا.؟!
لأنّني أشارك بها في مسابقة الشّيخ مايد بن محمد الإعلاميّة للشّباب . . .
أردت أن أخوض في الأمر دام الفرصة أُتيحت لي . . .
خصوصاً وأنّها في مجالٍ أحبّه وأجيده . . .

فكانت هذه المناسبة . . .
وتعرفون الباقي !_____! . . .

في انتظار آرائكم،،، على مساهمتي وقصّتي المتواضعة . . .
والتي تمّت كتابتها بناءً على مقولة الشّيخ محمّد بن راشد:

نحن لا ننتظر الأحداث بل نصنعها ...





والسّموحة
أخوكم
أمير المحبّة
^____* *____^

الموضوع الأصلي : '*~ مقاعــــد المـــــرّ ~*' || الكاتب : أمير المحبة || المصدر : منتديات أنيدرا



رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
 
الانتقال السريع


الساعة الآن 02:53 PM.
ترتيب أنيدرا عالمياً
Rss  Facebook  Twitter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

منتديات أنيدرا An-Dr للدراما الآسيوية و الأنمي

منتديات أنيدرا