رسم متحرك قد يظنه البعض كذلك،أو قصةُ أمرأةٍ مسترجلة تمردت وعاشت حياة الرجل بدلاً من حياة المرأة المملة , فمهما قيل وكيفما قيل فلن ينقص هذا من روعتها بل أنه أزادها روعةً حتى رأينا عشاقها يتكاثرون ويتكاثرون،جميعهم محبين مخلصين وبالنسبة لهم فإن تلك القصة ملحمة والتأريخ أسطورة والمرأة الرجل وردة .. نعم إنها وردة وردة ليست ككل الورود بل هي وردة فرساي وردة عانت الكثير لأنها عاشت حياة وردة فأحاطتها الأشواك لتحميها وتوالت الأيادي التي تريد قطعها ومع ذلك بقيت وردة.. كان الحزن يلون تويجاتها والألم يلوح على جسدها والمعاناة باديةً على أوراقها ومن حولها كان يوجد من يحميها ويجعلها تبقى وردة لا ليلك.. لطالما كانت تلك اليد حنونة ورقيقة معها بل إنها من كان يعرف تلك الوردة أكثر من نفسها لطالما كانت تلك اليد سنداً وعوناً لتلك الوردة تحميها من الذبول وكانت يداً تزيد من قوتها وصلابتها... ومن حول تلك الوردة تمتد يد أخرى تداعب تويجاتها وتنظر اليها بعين الشموخ وردتنا البيضاء أعجبها ملمس تلك اليد الحانية فباتت ترجوه حتى ذبلت حينها وعت بإنها قد خسرت الكثير لطلبها تلك اليد التي لم تزهها غير الوردة الحمراء في حديقة فرساي بجانب وردتنا البيضاء.. فهذه اليد ذات الملمس المخلمي أبت أن تمنح عاطفتها إلا للوردة الحمراء..
لماذا أخفى (أندريه) شعوره عن (أوسكار) ، ولم يخبرها بحقيقة حبه لها ، رغم أنه كاد يفقدها في أحيان كثيرة ، وكادت أن تصبح لغيره ؟
أولا: بالنسبة لمشاعره أندريه لم يخفي أبدا مشاعره اتجاه أوسكار بل بالعكس أوسكار هي التي كانت تسعى بشتى الطرق إلى أن تخفي مشاعرها وأن تخفي حبها الحقيقي اتجاه أندريه .. فبينما كان هو يستغل أي فرصة تتاح أمامه حتى يعبر عن حبه لها وتعلقه بها .. نجدها كانت تحاول دائما أن تظهر القسوة والتجاهل في تعاملها معه ، وذلك ربما لعلمها بحب أندريه العميق لها. أقرب مثال خطر ببالي الآن بداية الحلقة الثامنة .. بعدما استيقظ أندريه من الكابوس الذي صفعته فيه أوسكار .. وبينما كان يتحدث إلى الحصان .. دخلت أوسكار وقالت بغلظة: "قضيت الليل هنا .. ستمرض بسبب إهمالك.." وصفعت الباب خلفها.. في ذلك المشهد حزنت كثيرا على أندريه وتقطع قلبي حين قال بحزن: "لماذا لا تهتمين بي يا أوسكار؟" أوسكار أظهرت القسوة .. ولكن من وراء القسوة حنان .. فهي بداخلها تريد الأفضل له ولا تريد لأحد أن يلحق الأذى به حتى لو كانت نفسه. ربما كانت بتصرفاتها تلك تسعى إلى دفعه نحو اليأس بحبها فينساها .. ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل. ومن أقوى محاولاتها بأن تثني أندريه عن حبه لها: هي حبها لفيرسن فأوسكار لم تحب فيرسن قط ولم تغرم به أبدا ولو كان كذلك لكانت وقعت في هواه منذ اللحظة التي رأته فيها في الحفلة التنكرية إبتدأ إعجاب أوسكار بفيرسن في نهاية الحلقة السادسة .. ولكن إزداد أعجابها به بعد موقفه الشجاع في الدفاع عن أندريه أمام لويس الخامس عشر. ولعلم أوسكار ويقينها باستحالة حصولها على فيرسن ، إضافة إلى تعلق قلبها بآندريه ، قامت باتخاذ من حبها لفيرسن غطاءً على قلبها لتقتنع وتقنع أندريه بعدم جدوى حبهما ، وبالتالي توهمت أوسكار بأنها تحب فيرسن. ولكن .. وعلى الرغم من ذلك فالمدقق لأحداث المسلسل يرى أنه يوجد هناك مواقف كثيرة أثبتت فيها أوسكار أن حبها لفيرسن لم يكن بتلك القوة مقارنة بحبها لأندريه..
إن الشخص الوحيد الذي احتفظت أوسكار بجانبها الأنثوي لأجله هو أندريه ، فعلى الرغم من قسوتها معه إلا أنه هو الوحيد الذي كانت تشعر بجواره بضعفها وأنوثتها وبالتالي فلقد كان أندريه هو الأمان بالنسبة لأوسكار وبوجوده جوارها كانت تشعر بالقوة وإلا ما كانت اتخذته تابعا ومرافقا لها. باختصار.. أوسكار كانت تحتفظ بأنوثتها لأن أندريه كان بجوارها يساعدها.. ولكن عندما قررت أن تتنكر وبشكل قطعي لذلك الجانب من حياتها .. قررت في ذات الوقت أن تبعد أندريه عنها وأن تتخلى عن مساعدته لها.. وهذا ما ذكرته لأندريه قبل مشهد (الوردة تبقى هي الوردة)..
***أندريه كان يعلم بكل تلك الأمور*** وكان يعلم بالاضطرابات التي كانت تعيشها أوسكار والضغوط التي تواجهها ولذلك لم يشأ أن يزيد من تلك الضغوط بأن يفرض عليها دور الحبيب وهي تأبى ذلك.. واكتفى عاشقنا الهادئ الوسيم بأن يلعب دور الملجأ والملاذ الآمن لمحبوبته أوسكار..
"أندريه ، لم يخف حبه عن أوسكار طيلة هذه السنوات بسبب الفارق الاجتماعي ، فهذا لا يمكن ، وحتى لو كان فسيكون سببا فرعيا وليس رئيسيا ، لماذا؟ أوسكار لم تشعر يوما اندريه بذلك الفارق بل كان فردا من أل جرجايز ، وهذا لم يكن سببا يمنعه من إظهار مشاعره نحو أوسكار" فليس أندريه من كان يخشى الفوارق الطبقية والاجتماعية والدليل على ذلك مواجهته للجنرال جرجايز عندما أراد قتل أوسكار لأنها خالفت أوامر الجنرال بوين (القائد الأعلى للجيش) ومنعت الحرس الخاص من إخراج النواب من المجلس.. إذن.. هل قام أندريه بإخفاء حبه عن أوسكار؟؟ الجواب هو لا .. فأندريه لم يتوانى للحظه عن إظهار مشاعره الصادقة اتجاه أوسكار.. ولكن الذي فعله أندريه هو.. أنه لم يفرض حبه على أوسكار كعاشق لأنه يعلم بأنها ستصده وبالتالي قد يخسرها إلى الأبد.. والسؤال هنا: لماذا تصد أوسكار حب أندريه لها على الرغم من أنها تكن بداخلها مشاعر قوية اتجاهه؟؟ الجواب: ربما قد تكون الفوارق الاجتماعية والتي ظهرت عندما قامت أوسكار بطاعة والدها أن تكون حياتها كرجل وان تكون ابنا له وقائدا للحرس.. وبالتالي الخوف من الجنرال جيرجايز ومن نفوذه إن تخلت عن حياة النبلاء.. أوربما لإنها رأت فيه الأخ والصديق المخلص منذ الطفولة وكانت تخشى أن تفقد ذلك إن اتخذته حبيبا.. جميع تلك العوامل وغيرها جعلت أوسكار تدفن حبها لأندريه في قلبها قبل أن يرى النور.. ***حتى أننا نرى أنه بعدما اعترفت أوسكار بحبها له فإنها قررت أن تتخلى عن حياة الرجال وأن تكون زوجة لأندريه كما أنها قررت التخلي عن منصبها ولقبها وأسرتها حتى لو لم تشارك في حرب باريس. وبعدما طلب منها آلاين وجنود الفرقة (ب) أن تبقى قائدا للفرقة وأن لا تتخلى عنهم فإنها نظرت إلى أندريه لتحصل على موافقته على ذلك القرار قبل إبداء موافقتها عليه ولا ننسى عباراتها المؤثرة لأندريه بعدما تنازلت عن منصبها كقائد للحرس العام: "أندريه أنا الآن تحت إمرتك .. طريقك هو طريقي" *** أما أندريه فلقد كان مدركا للأسباب والعوامل التي قد تدفع بأوسكار بأن تتصدى لحبه .. وكان يشعر بما يختلج صدر أوسكار من مشاعر.. ولذلك قرر عدم الضغط عليها بإعلان حبه لها جهرا وصراحة .. وانتظرها حتى تستطيع أن تصقل مشاعرها وأن تستوعب حبه شيئا فشيئا إلى أن استسلمت واعترفت بحبها له. فبالنسبة لي أرى أن أوسكار هي التي اعترفت لأندريه أولا وليس أندريه الذي اعترف أولا.. وما كان من تصرف أندريه نحو أوسكار في مشهد (الوردة تبقى هي الوردة) إلا عبارة عن جواب لسؤالها الاندفاعي وتهجمها عليه.. نذكر تفاصيل المشهد: تطلب أوسكار من أندريه بألا يرافقها لأنها لا تريد الاعتماد عليه وأنها تريد الاعتماد على نفسها كالرجال ، وتطلب منه أن يعيش بالطريقة التي يريدها لنفسه يجن جنون أندريه ، ولكنه يلحق بها ليخبرها بكل هدوووء عبارته الرائعة والخالدة: " أوسكار .. يجب أن تعرفي أن الوردة تبقى هي الوردة ولا يهم مهما كان لونها..والبنفسج والقرنفل يبقى وردا كذلك" وأظن أن أندريه قال تلك العبارة حتى تستفيق أوسكار من غفوتها وتلتفت لأنوثتها.. ولكن أوسكار تصرخ وتندفع سائلة: "ماذا تعني يا أندريه .. أتعني أن المرأة هي المرأة مهما فعلت؟ أجب على سؤالي يا أندريه.. خُـذّ" ومن ثم تصفعه.. ولم تكتفي بذلك .. بل تمسك بقميصه بأسلوب مستفز وتصرخ: "هيا أجبني يا أندريه.." فقام بالإجابة على سؤالها!!! ولكن.. عندما شعر بأنه أخطأ قال لها والدموع تنهمر من عينيه: "منذ عشرين عاما وأنا أعيش معك وأكن لك كل الحب والمودة .. لك أنتِ فقط .. أحبكِ .. نعم أحبكِ .. لقد أحببتك من كل قلبي" هنا اعتراف صريح من أندريه ولكنني شعرت بأنه نوع من الاعتذار عما فعله ، وكأنه يقصد بقوله (لا يمكن أن أؤذيكِ ، فالمحب لا يؤذي من يحبه) أو كأنه مبرر لوجهة نظره (الوردة تبقى هي الوردة) فكأنه يقول لها (أنتِ وردتي التي أحببتها منذ عشرين عاما على الرغم من تخفيها في زيّ الرجال).. فأوسكار لم تكن بحاجة إلى ذلك الاعتراف من أندريه لتعلم كم هو يحبها فهي تدرك منذ البداية مقدار حبه لها .. وهذا ما أكدته بنفسها في ليلة اعترافها حين قالت: " أندريه كنت تعلم أني قد أحببت فيرسن في الماضي مع معرفتي بحبك القوي لي.. مع كل ذلك.. وبعد كل هذا الرفض.. مازلت تحبني؟"
***طبعا كان المشهد من أروع مشاهد المسلسل*** هذه هي وجهة نظري من مشاعر أندريه.. ثانيا: بالنسبة لطفولته فلقد كان أندريه العامل الرئيسي في أن تتعلم أوسكار حياة الصبيان.. وأعتقد أن ذلك هو الهدف الذي جعل الجنرال جرجايز يتخذ من أندريه مرافقا لابنته في طفولتها. وبالتالي عاشا معا طفولة سعيدة بريئة نتج عنها حب أندريه الجنوني لأوسكار فاتخذ منها أهم كنوز حياته .. ولكن في ذات الوقت نتج عنه تجاهل أوسكار لمشاعر أندريه ومشاعرها واتخذت منه أهم كنوز حياتها دون اعتباره حبيبا لها..
ملاحظة: من أكثر الكلمات التي قالها أندريه تأثيرا والتي يتضح فيها حبه لأوسكار تلك التي قالها لها بعدما أن أصيب في عينه: "إنني مسرور لأن الإصابة جاءت في عيني وليست في عينك" ومن أجمل المشاهد الموجودة في المسلسل كله على الإطلاق هو المشهد الذي يصف فيه جمالها في اللوحة التي رسمها الفنان وأجمل ما في المشهد كلماته الرائعة: إنك رائعة الجمال .. فاق جمالك الوصف .. وكأن أضواء العالم كلها تجمعت لتضئ ابتسامتك المشرقة .. كأن تاج المجد يتربع على شعرك الأشقر الذهبي يا شمسا ويا قمرا.. *** إنها وردة بيضاء.. كلا إنهما وردتان بيضاوان لا إنها حقل .. نعم حقل ورود بأكمله.. إنه حقل آراي الذي ذهبت إليه مرة أوسكار.. *** إنها صورة رائعة تبدو فيها رقتك وحتى بهجة وجهك بادية فيها كحورية الجنة.. سوف لن أنسى أبدا جمالك الذي ارتسم واضحا وطبع في ذاكرتي وقلبي إلى الأبد..
ربما كانت مؤامرة بسيطة .. لكن تاثيرها لن يكون كذلك .. وبسببها قد تنتدلع حرب أخرى .. لكن هذا ليس مهما .. فالأحلام الكبيرة لا تُحققها إلا أحداث عظيمة .. وفوضى جديدة .. قد تُحدث تغييرا في العرش ..
كانت الخطة مُحكمة .. ولم يكن الدوق أورلينز لـ يسمح بالخطأ ..
وجان .. كانت تُدرك تماما ما عليها فعله ..
وبدأت الخطة ..
ولم تجد ماري فيما يحدث .. إلا تسلية لها ..
وبدأت لعبتها ..
وسرعان ما وجدت ماري نفسها وحيدة ..
ثم بدأ الجزء الأخير من الخطة ..
حُصرت الأميرة .. وبدا لها أنها النهاية ..
ومن بعيد .. كان هناك من فطن إلى المؤامرة ..
وكان حاضرا لـ حماية الأميرة .. والقيام بواجبه..
وكان هذا هو أول لقاء يجمع بين ماري و ..
Oscar François de Jarjayes
أوسكار التي خيبت أمل عائلتها بـ كونها فتاة ..
فالمولود السادس لـ عائلة غرغايز ، والذي يُفترض له أن يرث العائلة .. لم يكن إلا فتاة .. سرعان ما سـ تكبر وتتزوج .. لـ تحمل اسم آخر لـ عائلة أخرى ..
لكن فكرة ما كانت تُلح على رأس والدها .. وأبى إلا أن تكون رجلا ..
ومرت سنوات .. لم تعرف أوسكار رفيقا فيها كالسيف بيدها ..
والشجاعة والقوة كانتا مقصدها ..
وشيئا فشيئا .. أدركت أوسكار أن التراجع بات مستحيلا .. وأصبحت حياة الرجال .. هي حياة أوسكار الوحيدة ..
وبات عليها الآن .. أن تشق طريقها بـ سيفها .. ولم يصمد جيروديت أمامها ..
وأصبحت أوسكار قائد الحرس الخاص للأميرة الجديدة ..
واستطاعت أن تُخلص ماري من مكيدة الدوق أورلينز .. ومن ثم .. كان عليها أن تتصدى لـ مخططات زيباري ..