- لا أشعر بشيء حولي , غارقة في النوم الذي فارقني لأيام عديدة , كنتُ أستلقي على جانبي الأيمن ويداي بجانبي على الأرض , لم أشعر إلا وشيء ثقيل يدوس على ذراعي كاد أن يواسيها بالأرض , فتحت عيناي بألم وصرخت ممسكة بيدي : آآآهـ يدي !! ألا ترى ؟!
- إرتبك الشاب وجلس بسرعه ونظر ليدي : أنا آسف لم أنتبه !! هل أنتِ بخير ؟!
- نظرت إليه ... ( يا لوسامته !! ) هذا ما خطر في بالي .. قلتُ بدون نفس : أجل بخير ... بإمكانك الذهاب ...... نهض الشاب بعد أن إعتذر مني عشرين مرة وعاد لأصدقائه " كانوا ثلاثة شباب ورابع يبدو أكبر منهم " .. وإستلقى بجانبهم بصمت .. أما أنا فـ عـُدت لأستلقي مجدداً ...
**
- في منزل ايون .. كانت الفوضى عارمة , حقائب السفر في الممر تسد الطريق ,, وحذاء مرمي قرب الباب وحقيبة يد صغيرة مرمية على السرير بإهمال .. و وجبة طعام جديدة تـُرِكت على طاولة صغيرة تتوسط صالة الجلوس ... وعلى الفراش ايون تغـُط في نوم عميق دون أن تبدل ملابسها حتى ....
**
- .......... : أيتها الفتاة !! إستيقظي ... هي أنتِ ..
- إلتفتُّ على صوتها وردّيت بلغتي : ماذا ؟! مالأمر ؟!!
- السيدة : ألا تتحدثين الكورية ؟!!
- وقد وبدأت تستوعب : بلا أنا أتحدثها ..
- السيدة : جيد .. أنتِ لم تدفعي ثمن طعامك !! ...
- " آآهـ حقاً !! " ...بحثت في حقيبتي عن مال لكني لم تجد " ألم يترك لي هان مالاً ؟! " نظرت للسيدة بإحراج : أنا آسفة ليس معي مال !!
- تربعت السيدة إلى جانبي على الأرض وقالت بسخرية : ماذا ؟! ماذا قلتِ ؟!!
- أنزلتُ وجهي محرجة وتمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني " آآخ ياللإحراج كيف لا يمكنني دفع ثمن سلطة ؟! " ....
-أكملت السيدة بذات السخرية : هل أدفعه مثلاً من مرتبي ؟!!
- قلتُ معتذرة وقد زاد إحراجي : أنا آسفة .. أعتذر بشدّة ......
- السيدة : بما أنك لاتملكين المال يجب أن تعملي هنا لتسديد دينك ... ماذا قلتي ؟!
- إرتسم الإمتعاض على وجهي : لا مشكلة .. لكن بما أن ثمن السلطة رخيص .. هل سيطول عملي هنا ؟!
- السيدة تنهض : كلا .. حتى الفجر فقط .....
- تمتمتُ وأنا أتبعها : يفترض أن أعمل لـ دقيقتين فقط !! فهي تحتوي على الخس والطماطم فقط !!
- السيدة وقد سمعتني : أكلتيه والآن تتذمرين بشأن محتوياته !!
**
في القصر الملكي في الصين , صعدت السيدة غرفتها لتنام بينما بقي زوجها في مكتبه لإنهاء بعض الأعمال المتراكمة , وفي الخارج توجه الخدم إلى غـُرفهم يلقون بأجسادهم المـُنهكة على فـُرُشهم .. في غرفة الخادمات كان الجميع يستعد للنوم .. تكلمت ( ووتشي ) وهي تحدق في سقف الغرفة : أتسائل مابه ؟! ..
- سألتها رفيقتها في الغرفة : من هو ؟!
- ووتشي : هاه !! لا شيء لا تشغلي نفسكِ ...... وإنقلبت على جانبها الآخر مـُنهية حواراً لم يبدأ بعد .. وهي تفكر " حقاً مابه ؟! .. "
**
- " هيونغ !! هيووونغ متى سنعود ؟! "
- " اُصمت كيونا يبدو أن هيونغ نائم "
- " ميكي !! إلمسني ..... "
- " ماذا !! يالك من منحرف "
- " بل أنتَ وتفكيرك المنحرفين !! كنت أريدك أن ترى كيف أصبح جسدي إسفنجياً بعد أن تشبـّع بالرطوبة !! "
- " آهاا , حسناً "...... وإنفجر ضاحكاً : اُنظر إلى المياه تخرج من الجوانب .... رمقه كيونا بنظرات جامدة ثم قال : يفترض بي أن أضحك صحيح !!! ...... أدار ميكي وجهه عن كيونا وهمس : كلا لستَ مـُجبراً ...
- " ألم تناما أنتما الإثنان !! " ... نظرا لهيونغ الذي إعتدل في جلسته ونظر إليهما : أيقظا هاذين الجـُثـّتين حتى نغادر من هنا ...
* وفي مكان آخر في حمام البخار , رمت غيوري بجسدها بجانب حقيبتها بتعب شديد " آآآخ يا ظهري " ..
- السيدة تبتسم لها : هااه كيف كان العمل ؟!
- مدّدت ساقيها وراحت تـُدلكهما : متعب جداً ...
- السيدة : حسناً يكفي هذا, لقد سددتي دينك الآن , بإمكانك المغادرة ..
- فرحـَت بشدّة : حقاً ؟!
- السيدة تبتسم : أجل .... وذهبت ..
- " هاقد هربتُ بعيداً .. ماذا الآن ؟! .. "... إستندتُ على حقيبتي أفكر " لم يخطر في بالي هذا الأمر أبداً .. بل لم أفكر فيه , هل نسي هان أن يعطيني نقوداً أم ماذا ؟! .. هل يتوجب علي البحث عن عمل ؟! .... ساعدني يارب " .. بقيتُ أفكر في كيف سأجد عملاً ولم أشعر إلا وأنا أنهض من مكاني وأتجه للسيدة التي قبل قليل .. قلتُ بإرتباك وأنا أبعثـِر شعري القصير بإحراج : أشكر لك إحسانكِ لي .. لكن هل أستطيع أن أحصل على وظيفة هنا ؟!!
- رأيتُ المفاجأة ترتسم على وجه السيدة : وظيفة ؟! تريدين العمل هنا ؟!
- قلت بعجلة : نعم أنا حقاً بحاجة للعمل ...
- السيدة : لا أعتقد أن هناك مكان شاغر للعمل ..... لحظة دعيني أرى الجدول ... ذهبـَت وأنا أدعو أن تجد لي مكاناً ... ألقـَت السيدة نظرة على جدول العمل ثم عادت وقالت : أنا آسفة لكن ليس هناك مكان شاغر حالياً ...
- إكتسى وجهي بملامح الإحباط : حقاً !! حسناً آسفة لإزعاجك ..... وعـُدتُ أجـُرُّ أقدامي لمكاني ... توقفتُ عندما سمعتُ صوت شخصٍ يكلمني , إلتفتُّ لأرى أصدقاء الشاب الذي داس على يدي , لويتُ فمي وأنا أنظر إلى الشخص الذي يكلمني وقلت بدون نفس : ماذا تريد ؟!
- تنحنح الشاب ثم قال : هل تبحثين عن عمل يا آنسة ؟! ...... رفعتُ حاجبيّ بإستغراب وأنا أنظر لأصدقائه يوكزونه ويتهامسون ثم قلت : وهل لديك عمل ؟!
- أحد الشباب يكلمه : شاان مالذي تفكر به ؟! ... ليردّ عليه : اُصمت أنت ودعني أتفاهم معها .... وأعاد نظره إليّ
وأنا أترقـّب بسعادة ثم قال : في الحقيقة نحن بحاجة لشخص يقوم بالأعمال المنزلية .. همم ما رأيكِ ؟!
- تحولت إبتسامتي إلى صدمة ثم إلى حزن .. بينما قال الأكبر : مالذي تـُفكر في فعله أيها الشيطان الصغير ؟! هل تفكر برمي عملك على هذه الفتاة ؟!
- المدعو شاان بإستعطاف : كلا هيونغ ليس كذلك , لكن أنت تعلم أننا مشغولون جداً هذه الفترة ..
وأعاد نظره إليّ مجدداً : ماذا قلتِ ؟!
- كنتُ أرغب بالبكاء , و أوشكتُ على الصراخ في وجهه لكني تمالكتُ نفسي وقلت : تريد خادمة أيها الشيخ العجوز !! وتقول أنك مشغول جداً !! .... ضحكتُ بسخرية وأنا أنظر إليه من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه : جسدك الضخم بلا فائدة , حركه بدل أن تتراكم عليه الشحوم " بصراحة هذه جملة أمي الشهيرة لي كلما تسببتُ بفوضى " .. رمقـته بنظرات غاضبة وعدت لمكاني بخيبة كبيرة " خادمة !! ".. وضحكات رفاقه عليه تخترق أذنيّ ..
**
- إستيقظت ايون على رنين هاتفها المتواصل , كانت إحدى رفيقاتها في الجامعة , وضعت الهاتف في وضع الصمت ثم نهضت لتستحم وتغير ملابسها , عادت بعدها لغرفتها وبدأت في تفريغ حقائبها , إتسعت عيناها وهي تـُخرجه من حقيبتها الصغيرة : لماذا أخذته معي ؟! .. أووهـ مكلا لماذا فعلتُ ذلك ؟! .... وضعت الظرف بين الملابس المطوية في الخزانة وأكملت ترتيب أغراضها ثم خرجت بعدها لـ شراء ما ينقص ثلاجتها من طعام ....
**
- بدّلتُ ملابسي و مشيتُ بإتجاه باب الخروج لـ حمام البخار.. خرجتُ أمشي على غير هدى " أين سأذهب الآن ؟! أين سأسكن وأنا حتى مال لا أملك ؟! " ... مشيت ومشيت حتى تعبت .. جسلت على كرسي يبدو أنه مواقف إنتظار الحافلات .. أسندتُ رأسي ورحت أتأمل الشارع , الناس , السيارات " لماذا لا أحد يعمل و الجميع يتجوّلون في الشوارع في هذا الوقت ؟! " سألتُ أحدَ المارّة وأخبرني أن هذا يوم العطلة الإسبوعية لكوريا وهو يوم الأحد " ..... بعد فترة من جلوسي وقفتُ وإنحنيت لآخذ حقيبة ملابسي التي أتجول وهي برفقتي .. رأيت ورقة تغيرت ألوانها من كثرة الأقدام التي داست عليها , رفعتها من باب الفضول لا أكثر ويالسعادتي " بحث عن موظّفين " بدون تفكير أسرعت نحو العنوان المذكور ........
إنتهت الحلقة ......