استيقظ الجميع صباحا كعادتهم ، و بعد تناول الفطور امتلأ البيت بالصياح و الفوضى بين الأعضاء و هم يجهزون أنفسهم للذهاب الى الشركة ، و سوزي أيضا كانت تجهز ساندي و تلبسها ملابسها ،
ريووك أيضا أعد لها صندوق غذائها ، و عندما كانت هي و شيون سيخرجان من الباب وقف الجميع ليودعوها و يتمنوا لها يوما جيدا في المدرسة ..
وقف هو و ابنته أمام ذلك البناء الكبير للحضانة ، نزل الى مستواها و عدل ياقة فستانها و قال : هيا صغيرتي هل أنت مستعدة ؟
ساندي ببعض الحزن : لكني لن أراكم اليوم كله و أيضا سأتناول الغذاء هنا وحدي .
شيون بحنان : هيا لا تكوني متشائمة هكذا ، ستلعبين و تقضين وقتا ممتعا و سأعود في المساء لاصطحابك و عندما نعود للبيت ستخبريني كل ما فعلته ، اتفقنا ؟
ساندي بابتسامة : امم أجل اتفقنا .
قبلها بحنان و أمسك يدها حتى أوصلها لباب الحضانة حيث استقبلتهما الآنسة المسؤولة عن الأطفال و أخذتها منه ، ظل يلوح لها بيده حتى دخلت ثم نظر الى السماء بابتسامة قائلا : سانديااا انظري انه أول يوم لابنتنا في الحضانة .
و حدق في السماء قليلا قبل أن يزفر بحسرة و يركب سيارته متوجها الى الشركة .
أطفأ شيندونغ الموسيقى و استلقى على ركبة كانغ ان الذي كان مستلقيا على كتف ييسونغ ، جميعهم تعبوا من التدريب طوال هذه الساعات ، انهيوك : ااه يا الهي عظامي المسكينة تعاني .
هيتشول و هو يتفحص بشرته الحليبية في المرآة : ااه أخاف على بشرتي من كل هذا الاجهاد .
سونغمين : لا تبدأ أرجوك .
ريووك : شيون في ما تفكر .
شيون مستلق على ركبة دونغهي و هو يحدق في السقف : أفكر في ساندي و فيما قد تكون تفعله الآن .
كيوهيون : من المؤكد أنها تعرفت الى أصدقاء و هي تلعب معهم الآن .
شيندونغ : توقف عن القلق بشأنها .
كانغ ان : صحيح فقد علمتها كيف تلكم من يزعجها على وجهه .
ضحكوا بينما قال دونغهي : شيون صدقني ان طردت ابنتك من المدرسة فسيكون بسبب الأشياء التي يعلمها اياها كانغ ان و كيوهيون و هيتشول هيونغ .
ضحكوا بينما ضربه هيتشول على رأسه : هل تريد الموت أيتها السمكة المتعفنة ؟
في هذه اللحظة دخل ليتوك مبتسما : لدي خبر سعيد .
ليتوك : بدءا من الغد لدينا اجازة طويلة لمدة ثلاثة أشهر .
لم يصدق الأعضاء أنفسهم و بدؤوا يصيحون فرحين ، ييسونغ : و أخيرا اجازة .
كانغ ان : صحيح فقد تعبنا حقا في الآونة الأخيرة .
هيتشول : نحن يجب أن نسافر الى مكان ما .
كيوهيون : صحيح ، لكن دعونا لا نغادر البلاد فقد تعبت حقا من السفر بعيدا .
دونغهي : صحيح دعونا فقط نبقى في كوريا .
بينما هم يتناقشون في الأمر رن هاتف شيون ، عندما رأى المتصل استغرب قائلا : انه رقم الحضانة .
ثم أجاب بينما سكت الجميع : مرحبا ... أجل أنا والد ساندي هل من مشكلة ؟
ما ان سمع كلام الطرف الآخر حتى نهض واقفا و قال بقلق : لماذا ؟ ما بها ؟ هل هي بخير ؟ .. كيف لا تعلمون ... حسنا أنا قادم فورا .
أغلق الهاتف و نهض بسرعة بينما استوقفه هيتشول : يااا ما الذي حصل ؟ هل ساندي بخير ؟
نظر الى وجوه أصدقاءه القلقة و قال : لا أدري ، لقد قال المدير بأنها بدأت بالبكاء منذ بعض الوقت و لم يستطيعوا اسكاتها أو معرفة ما بها .
انهيوك : هذا غريب فساندي عادة لا تبكي بسهولة .
شيون : هذا هو ما يقلقني ، سأذهب اليها .
ليتوك : انتظرني سآتي معك .
هيتشول : و أنا أيضا قادم معكما .
التفت ليتوك الى الأعضاء : سنذهب نحن الثلاثة و أنتم عودوا الى المنزل حتى نعود .
ثم خرجوا بسرعة متجهين الى الحضانة ، دخلوا الى غرفة المدير حيث استقبلهم هناك فقال شيون بقلق : ما بها ساندي ؟ و أين هي ؟
المدير : انها في غرفة الممرضة ، في الواقع لم نعرف ما خطبها فبعد عودة الأطفال الى فصولهم بعد استراحة الغذاء وجدتها المعلمة جالسة في الحديقة وحدها و هي تبكي ، لم تكن مجروحة حتى لكنها لم تتوقف عن البكاء و لم تتحدث مع أحد لهذا اتصلت بك .
قادهم المدير الى غرفة الممرضة حيث كانت ساندي جالسة على السرير و معها الممرضة تحاول اسكاتها ، ما ان رأت والدها يدخل الغرفة حتى جرت اليه و دفنت نفسها في حضنه ، احتضنها شيون و قبل رأسها قائلا : ساندي لماذا تبكين ؟ ما الذي حصل يا صغيرتي ؟
خرج المدير و الممرضة و تركوهم وحدهم ، ربت ليتوك على رأسها بحنان قائلا : لماذا تبكين ساندي ؟
قالت ساندي و هي تبكي بشدة : ل . لماذا ليس لدي أم ؟
وقعت هذه الكلمات على الثلاثة مثل الصاعقة ، فتجمد شيون و هو يمسك يد ابنته بينما قال هيتشول : ساندي ما الذي تقولينه ؟ و لماذا تقولين هذا الآن ؟
ساندي و هي ما تزال تبكي بشدة و تشهق : كنت ألعب بالكرة مع الأولاد في الحديقة ،، لكنني تعثرت و سقطت على أحد الأولاد و أمه جاءت الى المدرسة لتعطيه صندوق الغذاء مثل الذي أعطاني عمي ريووك و .. و ....
بدأت تبكي بصوت عال فاحتضنها ليتوك مربتا على رأسها مهدئا : هل بكيت لأن أمه أحضرت له صندوق الغذاء ؟؟
هزت ساندي رأسها بلا فقال هيتشول بحيرة : اذن ماذا حدث ؟؟
أكملت ساندي و هي ما زالت تبكي : عندما سقطت أنا و هو جاءت أمه بسرعة و احتضنته و ربتت على رأسه ، و أنا أيضا كنت أتألم لكنها صرخت في وجهي و قالت أنني فتاة سيئة و أن أمي لم تربني جيدا ، عندها قالت فتاة أنني ليس لدي أم فبدأ جميع الأولاد في الحديقة بالضحك علي و ظلوا يقولون أنني يتيمة مثيرة للشفقة .
التفتت ساندي الى شيون و قالت ببراءة و الدموع ما زالت تنزل من عينيها الجميلتين : أبي هل أنا ليس لدي أم لأنني فتاة سيئة ؟
احتضنها شيون و هو يحبس دموعه : لا تفكري هكذا أبدا ، أنت فتاتي الجميلة الطيبة ساندي ، لا تهتمي لما يقولونه أبدا .
ليتوك : لا أصدق هذا الاهمال ، ساندي لا تبكي بسببهم فهم لا يستحقون دموعك .
هيتشول بغضب : يااااااااا يفترض أن يكون هناك اهتمام أكبر بالأطفال ، اللعنة الشخص الوحيد الذي لم يربى جيدا هو تلك المرأة ، من تظن نفسها ؟؟
شددت ساندي على حضن شيون و همست له : أبي أريد العودة الى المنزل ، أكره هذا المكان لا أريده .
حملها شيون و وقف : حسنا توقفي عن البكاء ، سنذهب و لن تعودي الى هنا أبدا .
هيتشول : اذهبا و انتظرانا في السيارة ، أنا و ليتوك علينا فعل شيء مع المدير أولا .
خرجا هما أولا ذاهبين الى مكتب المدير ، فتح هيتشول الباب بعنف و دخل قائلا وسط دهشة المدير : يااا أنت هل هذه حضانة للأطفال أم ماذا ؟ كيف لا تهتمون بالأطفال هكذا ؟
المدير يهدئه : لكن ماذا حصل ؟ هل أصيبت الطفلة بأذى ؟
ليتوك بغضب : كيف تسمحون للأطفال الآخرين أن يسخروا من كونها يتيمة ؟ هل هذا ذنب تستحق أن تعاقب لأجله ؟ ألم تفكروا أبدا في نتائج هذا الأمر على الطفلة الصغيرة ؟
المدير : لقد حاولنا بالفعل ، لكنهم مجرد أطفال لا يمكننا منعهم بالقوة مثلا .
هيتشول بصراخ : ماذااا ؟ هل جننت أيها الوغد ؟ حسنا و ماذا اذن عن المرأة التي صرخت في وجهها ؟
المدير : انه رد فعل طبيعي لأم أن تغضب من اجل طفلها الصغير الذي جرح من أثر السقوط رغم أننا هدأناها لاحقا و أنا أثق أنها قد ندمت على تصرفها مع الطفلة .
كاد هيتشول يجن من رد المدير البارد عليه ، و كاد أن يضربه لولا أن اوقفه ليتوك قائلا بحدة : اسمعني جيدا يا سيد ، هذا اهمال كبير و نحن لن نسكت عليه ، و صدقني لو تأزمت الطفلة نفسيا من هذا الأمر أو وقع لها شيء ما فأعدك أنني سأقاضيك و سأقفل هذا المكان .
ثم التفت ليخرج فقال هيتشول : و شيء آخر يمكنك أن تمسح اسم تشوي ساندي من سجلات مدرستك فهي لن تعود الى هنا أبدا مجددا .
و خرج صافقا الباب خلفه بقوة و المدير يحدق فيهما ببرود به شيء من الغضب .
عند ساندي و شيون في السيارة
كانا يجلسان في المقعد الخلفي و ساندي جالسة في حضنه و هي تضع رأسها على صدره و الدموع تنساب من عينيها الجميلتين بهدوء ، شيون كان يحس بالضعف و العجز عن مواساة ابنته ، ما الذي يمكنه أن يقوله لها و يجعلها تتوقف عن البكاء ، فكر في نفسه لو أن ساندي كانت معه لما سمحت أن يحدث شيء لابنتهما ، ثم ابتسم بمرارة أليس عدم وجودها هو المشكلة الأساسية في حياته و حياة ابنته ؟
قطع عليه أفكاره صوت ليتوك و هيتشول يركبان السيارة ، انه واثق أنهما قد قاما بالصراخ في مكتب المدير ، لكن ما الفرق الذي سيحدثه هذا الأمر ؟ هل ستتوقف ساندي عن البكاء ؟
كان الصمت حليف الجميع في السيارة ، و لم يكن يسمع غير بكاء ساندي الهادئ و شيون يحتضنها بكل حنان ، حاول ليتوك أن يكون طبيعيا فقال : ساندي صغيرتي ، ما رأيك أن نذهب لتناول المثلجات ؟
ساندي بحزن : لا أريد ، أريد الذهاب الى المنزل .
قبل شيون رأسها : حسنا سنذهب الى المنزل الآن .
حدق فيهما هيتشول من المرآة و هو حزين على حالهما ، لا بد أن هذا الأمر قد آذى شيون أكثر مما آذى ساندي .
بعد مدة قصيرة وصلوا الى البيت ، ما ان فتح لهم ريووك حتى دخل شيون و هو يحمل ساندي بين ذراعيه و هي تحتضنه بشدة و تجاوزه شيون و دخل الى غرفته بدون أية كلمة ،
التفت ريووك باستغراب الى ليتوك و هيتشول قائلا : ما الأمر ؟ لماذا ساندي و شيون يتصرفان هكذا ؟ و لما أنتما حزينين هكذا ؟
ليتوك بضعف : أين هم البقية ؟
هيتشول و هو يتجاوزهما : اللعنة ، لا أصدق ذلك حقا .
ليتوك : هيا سأخبركم بكل شيء .
اجتمع الجميع في الصالة و أخبرهم ليتوك بكل ما حصل ، سوزي بغضب : تلك الحقيرة لو أمسك بها ، اااااااااه و كيف تتعرض صغيرتي لكل هذا ؟
كانغ ان و هو يضرب قبضتيه معا : لو كنت هناك فقط لأوسعتهم ضربا .
ييسونغ : من ستضرب ؟ الأطفال ؟ انه ذنب البالغين هناك ، كيف يتصرفون باهمال اتجاه وضع ساندي الحساس .
ريووك بحزن : لهذا كانت حزينة جدا عندما دخلت ، حتى أنها لم تعانقني كالعادة .
دونغهي : لا بد أن الأمر جد صعب عليها ، كم هي مسكينة ساندي خاصتنا .
هيتشول : اللعنة كلما فكرت في الأمر أشعر أني سأنفجر .
سونغمين : و شيون أيضا لا بد أن الأمر صعب جدا عليه .
انهيوك : صحيح ، لا أستطيع تخيل نفسي مكانه أبدا .
كيوهيون : كيف يمكن لأي شخص أن يجرؤ على قول شيء كهذا لطفلة ؟ كيف يمكننا أن نجعلها تنسى ذلك ؟
أحست سوزي بالدموع تحرق عينيها منذرة بالانهمار فنهضت بسرعة و قالت : أنا متعبة الآن ، تصبحون على خير .
و دخلت الى غرفتها دون أن تترك لأحدهم فرصة للرد ، أغمض ليتوك عينيه و قال : لقد تذكرت أختها فدخلت لتبكي وحدها .
نهض دونغهي قائلا : سألحق بها .
هيتشول و هو يقف : أنا حقا أشعر بالاختناق سأخرج لأتمشى قليلا و لا تنتظروني على العشاء .
ليتوك : حسنا لكن لا تتأخر ، و لا تشرب أيضا .
هيتشول بلا مبالاة : حسنا ، حسنا ، أيا يكن .
ثم خرج مغلقا باب البيت بقوة .
ريووك : هل نجرب أن نتحدث مع ساندي ؟
ييسونغ : حاليا من تحتاجه هو والدها ، فلنتركهما معا و لنتحدث معها غدا .
كيوهيون : لا بد أن شيون يتألم أيضا .
انهيوك : لا بد أن يعيد اليه هذا الأمر ذكريات ساندي و أيام حبهما .
كان يتمشى قرب نهر الهان و هو يحاول تناسي الأمر و التخفيف من غضبه ، نظر الى السماء المظلمة في تلك الليلة ثم زفر بحسرة و هو يفكر .. فكر في ساندي و شيون ، فكر في حياته ،
و بينما هو غارق في أفكاره رأى شهابا يسقط من السماء بعيدا ـ فأغمض عينيه و تمنى أمنية : أتمنى أن أجد الحب الحقيقي .
فتح عينيه و ابتسم على سخافته ، هل فقط بتمني هذه الأمنية سوف يتحقق الأمر ..
أكمل طريقه على شاطئ النهر بهدوء ، و فجأة ظهرت فتاة كانت تتحدث على الهاتف و تجري بحماس : وااو أنتما أيضا ستعودان الى كوريا ؟ سويون أوني هذا رائع ، بالطبع قد اشتقت اليكما ، أنا حقا متحمسة ..
بدون أن تنتبه اصطدمت بهيتشول الذي كان يحدق في النهر بشرود ، سقط هاتفها و تحطم و هي قد سقطت فوق هيتشول و قد ظهر وجهه بعد أن سقطت قبعته و نظاراته .
تجمد كلاهما للحظة و هما يحدقان بأعين بعضهما ، خاف هيتشول من أن تكون من معجباته و تبدأ بالصراخ فينتبه له الناس ، دفعها عنه جانبا فسقطت على الأرض : هل أنت عمياء أم ماذا ؟
الفتاة : أنا آسفة لم أقصد .
هيتشول و هو ينفض ملابسه : اللعنة كيف تجرؤين على هذا ؟ ألا تعرفين من أنا أم ماذا ؟
الفتاة و قد غضبت : ياا و من تكون ؟ اصمت و حسب فأنا أيضا قد تحطم هاتفي .
هيتشول بتفاجؤ : ماذا ؟ أنت لا تعرفين من أنا ؟ هل أنت مجنونة أم قادمة من الفضاء ؟ انظري فقط الى جمالي و لمعان وجهي الوسيم .
الفتاة بسخرية : من المجنون يا هذا ؟ ثم أليست لديك مرآة ؟
هيتشول : يااا أيتها الوقحة ، كيف تجرؤين ؟ أنا ..
قاطعته الفتاة و هي تحمل هاتفها المحطم : اللعنة الآن ستعتقد سويون أوني أنه قد حصل لي شيء سيء ، يجب أن أتصل بها فورا ، ترى هل هناك هاتف عمومي قريب ؟؟
هيتشول تصاعد غضبه و هو يراها لا توليه اهتماما فصرخ عليها : اللعنة يا لك من خنزيرة متعجرفة .
استدارت الفتاة و علامات الدهشة و التفاجؤ على وجهها قبل أن تتحول لملامح الغضب و قالت بصراخ : أيها الأحمق اللعين من تظن نفسك حتى تشتمني يا مغفل ، يا لك من مجنون مختل عقليا ..
ثم استدارت و ابتعدت عنه بخطى مسرعة و هي تشتمه بينما هو رفع وجهه الى السماء و قال : ان كانت حبيبتي ستكون مثلها فانسى الأمر ، أفضل العيش وحيدا طوال حياتي .
ثم استدار هو أيضا عائدا الى البيت .
دخلت غرفتها و استلقت على سريرها و هي تتذكر اختها الراحلة و تستعرض ذكرياتهما معا و بدأت تبكي ..
فتح باب الغرفة بهدوء و دخل ، رآها مستلقية فوق السرير و هي تدفن رأسها في الوسادة و تبكي بصوت مكتوم ، آلمه قلبه عليها فأسرع اليها و احتضنها بين ذراعيه ..
دونغهي بحنان : لا تبكي ، أنا هنا معك .
تمسكت سوزي به و دفنت نفسها في حضنه أكثر و هي تقول : لقد اشتقت اليها كثيرا أوبا ، اشتقت لها بجنون .
دونغهي : أعلم ، جميعنا اشتقنا اليها يا حبيبتي .
سوزي : لماذا حصل هذا لساندي اليوم ، ألا يكفي أنها جاءت الى هذا العالم يتيمة و لم ترى أمها يوما ؟ .
دونغهي و هو يهدئها : لا بأس ، أعرف هذا لكن ماذا يمكننا أن نفعل حبيبتي ؟ انه فقط القدر .
أمسك وجهها بين يديه و مسح دموعها بيديه برقة ثم قبل جبينها و قال : مهما كانت جراحنا في الماضي يجب أن نستمر في العيش و يجب أن نكون سعداء .
أومأت برأسها و عادت لتحتضنه و هي تشعر بالامتنان لكونه معها و في حياتها ، لكونه حبيبها ..
دخل الى غرفته و أغلق الباب ، وضع صغيرته على السرير و مسح دموعها بحنان فنظرت اليه بعينيها البريئتين الحزينتين و قالت : هل أنا طفلة سيئة أبي ؟
شيون بحنان : لا لست كذلك أبدا يا صغيرتي ، أنت هي ملاكي و كل شيء في حياتي .
ساندي و هي تقاوم البكاء : اذن لماذا ليس لدي أمي ؟ أنا أريد أمي مثل الأطفال معي في الحضانة .
آلمه قلبه بشدة من كلماتها و لم يعرف ماذا يقول ، في النهاية هي مجرد طفلة و لن تفهم الأمر و سيكون ذلك قاسيا عليها ..
أراد أن ينسيها الأمر فقال : ساندي هل تعرفين ما هي أكثر الأيام التي شعرت فيها بالسعادة ؟
هزت رأسها بلا فتابع و هو يداعب وجنتها : عندما قابلت أمك أول مرة أحسست بالسعادة ، و عندما تزوجنا أحسست بالسعادة ، و لكني شعرت بسعادة أكبر عندما أخبرتني أمك ذات يوم أنها ستنجب لي طفلة جميلة و طيبة و رائعة ، ذلك اليوم الذي عرفت فيه أنني سأصبح أبا كان أجمل يوم في حياتي ، كيف اذن تكونين طفلة سيئة و أنت جعلتني أشعر بالسعادة ؟
عانقته ساندي و هي تقول : أنا أحبك أبي .
ضمها شيون أقوى الى صدره و قال : و أنا أحبك أكثر من أي شيء آخر ساندي ، و أمك أيضا تحبك كثيرا و هي تراقبنا من السماء و تريدنا أن نكون سعداء لذلك يجب أن تكوني سعيدة و تبتسمي دائما لأنك عندما تبتسمين تجعلين الجميع سعداء حسنا ؟
أومأت بنعم فقبل رأسها و قال : اذن تعالي لتغسلي وجهك و لنتناول الطعام معا .
غسلت وجهها و ساعدها في تغيير ملابسها ، شيون : و الآن لنتناول طعام العشاء مع البقية .
شيون : لكن لماذا ؟ هل تريدين أن نأكل أنا و أنت في مطعم ما ؟
هزت ساندي رأسها و قالت : أنا أريد النوم لست جائعة .
شيون : لكن ساندي يجب أن تأكلي شيئا .
ساندي برجاء : أرجوك أبي لست جائعة أنا أريد النوم .
شيون : حسنا لكنها ستكون آخر مرة أسمح لك فيها بالنوم دون تناول الطعام حسنا ؟
أومأت برأسها ثم اندست تحت الغطاء و هي تعانق دميتها المفضلة ، تنهد شيون ثم استلقى قربها و احتضنها ، غنى لها قليلا ثم قرأ لها كعادته قصة من قصص الأطفال الى أن نامت ..
قبل جبينها و تأملها مفكرا في نفسه أنها جميلة و بريئة تماما مثل أمها ، سمع طرقا على باب غرفته فنهض ليفتحه و وجد أمامه دونغهي ..
دونغهي : شيون طعام العشاء جاهز هيا لتتناولا الطعام معنا .
شيون : لا شكرا ، ساندي كانت متعبة و نامت و أنا أيضا ليست لدي شهية للأكل .
دونغهي بتردد : هل أنتما بخير ؟ .. أنت و ساندي ؟
شيون بابتسامة : لقد أخبركم ليتوك صحيح ؟
أومأ دونغهي فتنهد شيون قائلا :لا تقلقوا نحن بخير .. أو سنكون بخير .
ابتسم له بضعف ثم أغلق الباب و عاد ليستلقي قرب طفلته و هو يحاول كبت دموعه و منعها من الانهمار ، في هذا الوقت بالضبط شعر أنه ضعيف و أنه يحتاج لزوجته أكثر من أي وقت مضى ...