- في ذاك المكان الكئيب حيث يجلس هان مع ليو بان ..
طوال اليوم وحدهما متقابلين .. كان هان يقرأ في كتاب بينما
ليو بان يراقبه بصمت لكنه قال فجأة : هان .. هل تعلم !!
أنت لم تخبرني ما قضيتك ؟!
- ضحك هان في البداية ثم تنهد بضيق وهو يضع الكتاب
جانباً ويقول : قضيتي هي الظلم بعينه يا صديقي ..
- ليو بان : ماذا تعني ؟! ..
- هان : أختي الصغرى نام غيوري .. تعرفها بالتأكيد .. عدو الشعب الأول ..
- ليو بان بصدمة : غيوري أختك ؟!! مابها ؟!
- هان : وتسألني ما بها ؟! .. هربت من المنزل وإختفت .. وأنا هنا مـُتهم بمساعدتها على الهرب ...
- نظر ليو بان إليه بصدمة ثم قال : ولماذا هربت ؟!
- إبتسم هان بسخرية : ولماذا برأيك !! ....
- راح ليو بان يستمع لكلمات هان بحزنٍ شديد وكأن الأمر أكبر مما كان يتصوره بكثير .....
- " هان كيونغ لديك زيارة .. " ..
- وقف هان وخرج ليرى جوان الذي كان وجهه مبتسماً بسعادة
وقال : إحزر من كلـّمت اليوم ؟!
- هان بدون إهتمام : من ؟!
- جوان : الغبي ...
- حدّق به هان بصدمة ثم قال : لا تكذب جوان ..
- جوان يضحك : نفس ردة فعله الغبي .. لماذا تعتقدون أن الجميع يكذب !! أقسم أنني فعلت ..
- جلس هان وقد إنزاح عن عاتقه همٌ كبير وهو يتمتم : الحمدلله .... لكن الضيق مازال واضحاً على وجهه ..
**
- " أعتذر فيكي .. مـُضطرة للمغادرة .. " .. نطقت بها سي يونغ بعد أن أغلقت هاتفها ..
- إبتسمت غيوري : كلا لا داعي للإعتذار .. شكراً لكِ لأنكِ خرجتي معي ..
وقفت سي يونغ وخرجت بينما بقيت غيوري وحدها مـُترددة هل تدخل أم تخرج لمكان آخر .. " لكنني لا أعرف مكاناً آخر ... "
ركزّت نظرها على مسؤولي التذاكر والذين يبدون مشغولين جداً ..
مرّ الوقت بطيئاً وهي تنظر لساعتها " متى سينتهي هذا الزحام تأخر الوقت .. "
- إنتبهت حين إقترب شخصان جلس الأول بجانبها يضع ساقاً فوق الآخرى و وقف الآخر بجانبه .. إلتفتت لترى ميكي جالساً وإيل وو واقف ينظر للزحام بضيق ..
إتسعت عيناها لكنها لم تتكلم وأخرجت هاتفها تـُشغل نفسها به ليقول ايل وو : سأقتحم هذا الزحام لشراء التذاكر .. فيكي هل إشتريتي ؟! ..
- هزّت رأسها بالنفي ليقول : حسناً سأذهب .. إدعوا لي بالتوفيق ...
وجمع كفيه أمام وجهه وأسرع يخترق الزحام
بينما كتمت غيوري ضحكتها .. أمـّا ميكي فكان عدم الرضى واضحاً على وجهه الذي ظلّ جامداً رغم تصرفات ايل وو المرحة ...
**
- إنشغلت فيكي بهاتفها الذي تعبثُ به بينما بقيتُ أتفرج على الناس ...
فجأة إقتربت منـّا فتاتان وسألتني إحداهن : أنت ميكي ؟!
- إبتسمت : نعم .. لماذا تسألين ؟! ...
تبادلن النظرات بسعادة وقالت الآخرى : أرجوك أوباآ نريد أن نلتقط صورة معك فقط .. هل أنت موافق ؟!..
أومأتُ برأسي إيجاباً و وقفت معهما : بالتأكيد ...
نظرت إحداهن لـ غيوري وقالت : لو سمحتِ .. هل يمكنكِ إلتقاط الصورة لنا ؟! ...
رفعت حاجبها بإمتعاض وأخذت الكاميرا من الفتاة : حسناً ......
أخذنا وضعية للتصوير وإبتسمنا للكاميرا بينما إمتلئ وجه فيكي بالتهكـّم وهي تصوّرنا ..
أعادت الكاميرا للفتيات اللاتي شكرنها بسعادة لتقول : على ماذا تريدون التصوير مع غبي مثله ؟! وكأنه أحد المشاهير !! .... وجلست مكانها بغرور ...
- ردّت عليها إحداهن بغضب : إحترمي نفسك وإعرفي عن من تتحدثين ....
رفعت رأسها بثقة وقالت مبتسمة بسخرية : عن من !! ..
ردّت ذات الفتاة : هل تمزحين !! ألا تعرفين ميكي أوباآ ؟!
- عادت لتعبث بهاتفها قائلة ببرود : بلا .. أعرفه وربما أكثر منكن !! ..
- إحدى الفتيات : مستحيل أن تعرفيه .. وإلا ماقلتي عنه هكذا !! ميكي أوباآ الأول على دفعته والجميع يتمنى أن يكون مثله ..
- هزّت رأسها بسخرية : آآهـ حقاً !! حسناً إذاً كونوا مثله وما شأني ؟! ..
- تبادلت الفتيات نظرات الإستغراب وقالت الأخرى : أوباآ .. ألا تسمع ما تقول هذه الغبية ؟! إنها تشتمك !! ..
- أومأتُ برأسي بمعنى لا بأس وقلت : إنسيا أمرها فهي هكذا لا تحترم أحداً .. إجتهدن فقط لتكونوا متفوقين دائماً ...
* قامتا بشكري على الصورة وذهبتا بينما عـُدت لأجلس أرمقها بغضب ...
لتقول دون أن تنظـُر إلي : لقد حفرتَ وجهي , توقـّف عن التحديق بي ....
- ضحكتُ بسخرية وأشحتُ بنظري بعيداً عن وجهها الـــ ..... ــطفولي ...
* أوشكتُ على البكاء حقاً .. مابه ميكي هذا اليوم ؟! .. في الظهيرة كان على مايرام مالذي حدث له ؟! ...
تصنعتُ عدم الإهتمام وأنا أسمع كلماته الجارحة ولم أعلـّق عليه فهو ربما يـُعاني من أمرٍ ما أو ربما لأنني
قـُلت ماقلت أمام الفتيات !! ... << هذا تفكير غيوري والتي تستغرب حال ميكي وبشدة ..
**
- في المنزل عند شاان وإيون التي جلست
بإحباط : لم أقـُل جملتين سليمتين حتى الآن !! ..
- إبتسم شاان وهو يقول : بالعكس , أنا لم أقرأ ملف قضيتكِ وفهمت كل شيء ...
- هتفت ايون بسعادة : حقاً !! ...
- نهض شاان وإقترب يجلس بجانبها : أريني ملفكِ ...
فتحت كمبيوترها وعرضت له الملف .. راحا يقرءانه سوياً وهو يشرح لها بعض النقاط التي يجب أن تركز عليها أكثر ..
وبقيا على هذه الحال فترة حتى شعرا بالتعب ..
- أبعدت الجهاز و وقفت : أشعر بالصداع الشديد .. سأذهب لغسل وجهي ...
نهضت ومشت بإتجاه دورة المياه وغسلت وجهها ثم خرجت مـُجدداً لترى شاان في مكانه وهو شبه نائم ..
- إقتربت منه وهمست : شاان ..
- تمتم بصوت ناعس جداً : همممم !!
- ايون : هل نمت ؟! ...... لم يردّ عليها لتتجه لغرفته وتأخذ لحافه وتعود مجدداً للصالة وتغطيه به
وتهمس قبل أن تخرج : آسفة أتعبتكَ معي .. وشكراً لكَ أيضاً ....
وخرجت لمنزلها بينما إرتسمت إبتسامة صغيرة على طرف فم شاان الذي لم يفتح عينيه لشعوره الشديد بالنعاس ....
**
- ايل وو ينظـُر إليها بغضب : ماذا !! مـُستحيل إذهبي أنتِ وأحضري تذاكر لفلم آخر ....
- وقفت غيوري بملل : حسناً سأذهب بنفسي ...
ومشت مـُبتعدة ليصلها صوت ميكي مـُتذمراً : هذا الفيلم جديد نزل منذ شهر , لنـُشاهده فقط ...
إبتعدت أكثر وهي تقول : لا أريده ..
- وقف ميكي : لندخل فقط ولتفعل هي ما يحلو لها ....
وقفا في الطابور بإنتظار الدخول لصالة العرض ...
وبعد دقائق من الإنتظار إلتفت ميكي للخلف ثم صدّ بوجهه وأعاده مـُجدداً بتركيز أكثر ثم إنفجر ضاحكاً جاعلاً من ايل وو يلتفت هو الآخر
ليرى غيوري تقف تضع يديها حول خصرها بغضب وتنظر إليهما ..
أشار لها ايل وو أن تقترب بهدوء وحين وصلت همس لها : بإمكاني جعلكِ تقفزين في الطابور لتقـِفي أمامي بدل الإنتظار في ....
و سكتَ عندما رآها ترفع ثلاث تذاكر وهي تقول : لقد إشتريتُ لفيلمٍ آخر ..
- ايل وو ينظر لتذاكره : لكن هذا جديد و ....
- قاطعته غيوري بإحباط : يالـ الملل هل خرجتُ لأرى فيلماً سبق أن شاهدتـُه !!! أوووف !!
- ايل وو يبتسم : حسناً تذاكر ماذا التي معكِ ؟!
- غيوري : فلم لـ ( ... ) نزل قبل اسبوع فقط .....
لم تـُكمل جملتها حتى قفز ايل وو خارج الطابور يأخذ التذكرة ليقرأها : حقاً !! ..
وإلتفتَ لـ ميكي الذي كان يقف أمامه ويستمع للحوار بصمت وسأله : ألن تأتي ؟!
- لم يلتفت وأشار بيده بمعنى لا ....
مشيا مبتعدين ناحية صالة العرض الأخرى و وقفا في طابور آخر طويلٍ جداً ...
- بعد فترة تقدم ايل وو وسحبها خلفه : سينتهي العرض ونحن في الطابور ...
- إستغربت غيوري : لحظة إلى أين ؟!
- " سنحاول الدخول .. "
- " بدون الطابور ؟! ... هذا لن ينفع " ....
لكنها لم تـُفلح في إيقاف تقدمه ...
- " هي هي قـِفا في الطابور لو سمحتم .... نعم إلى أين ؟! .... من فضلك إرجع للخلف ......"
<< هذه بعض عبارات الناس الذين يقفون في الطابور وتقدمهم ايل وو ...
- إنتبه مسؤول التذاكر للإزعاج .. تقدم منهم ورأى ايل وو وغيوري
ليقول : مالذي تفعلانه ؟! إرجعا للخلف بسرعة أنتما الإثنان .....
وأشار بيده لآخر الطابور ..
- ضحكت غيوري وهي تسحبه وتعود للأخير : أخبرتكَ أيها الغبي ...
- ضحك ايل وو وهو يقف خلفها ولم يـُعلـّق ..
وأخيراً دخلا وأخذا مكانيهما ..
- بعد دقائق كانت تقف فوق رأسيهما إحدى الموظفات تسال : أنتَ ايل وو ؟! ...
- أومأ برأسه لتقول : صديقكَ في الخارج يقول أنه نسي تذكرته معك ......
- إلتفتَ على غيوري وإنفجرا بالضحك ويعطيان التذكرة للمسؤولة التي خرجت وعادت بعد ثوانٍ وخلفها ميكي يمشي بغرور مـُصطنع ..
تجاهلاه مـُتعمدين حتى لا يشعر بالحرج مع أن غيوري كانت تنوي السخرية منه لكن ايل وو طلب منها إلتزام الصمت ..
دخل في الصف وجلس في الكرسي الفارغ الغير مخصص لرقمه بل الذي بجانبه حتى لا يجلس بجانب غيوري
التي كانت تمسك بضحكتها بالقوة هي و ايل وو .. بدأ الفيلم وهم مـنسجمين تفاجأت بـ ميكي يجلس بجانبها ..
إلتفتت إليه بإستغراب ليـُشير بيده للشخص الذي جلس في كرسيه السابق وهمس وعينيه على الشاشة : فقط جاء صاحب الكرسي ...
إبتسمت وهي تنظر للشاشة ولم تـُعلـّق ...
**
- بصوتٍ بائس مـُحبـَط قال : جوان .. أشعر بالضيق وبشدة حدّ الإختناق ....
ومسح دموعاً للتو تسللت من عينيه ..
- تفاجأ جوان الذي إختفت إبتسامته وهو يقول : هوّن عليك يا هان ماذا جرى لك ؟! ..
- " لا شيء تغير منذ شهر .. أخشى أن يضيع عمري وعمر شقيقتي هباءً ..
هي في الغربة وأنا في السجن " ..
وإبتسم من بين دموعه ساخراً من واقعه ....
- ربت جوان على كتفه وهو يشعر بألم صديقه : سيتغير كل شي صدقني ..
- " كيف !! القضية أُغلقت حتى عودة غيوري المختفية .. وهذا الأمير ربما يموت في أي لحظة !! أخبرني مالذي سيتغير ؟! .. "
- جوان بإنفعال : ومن قال أنه سيموت ؟! .. ولي العهد سـ يستعيد وعيه ويتكلم بالحقيقة .. لا تكن متشائماً هكذا !!
- " وماذا إن لم يفعل !! ماذا إن حدث شيء لغيوري ؟! أعتقد أنني أخطأت حين فعلتُ ذلك ... "
- " هل أنت نادم الآن ؟! .. توقف وإلا ضربتك هان .. من الذي لم يتمكن من النوم لأيام متتالية يجهـّز للأمر حتى تمكن من ذلك بإقتدار ؟! .. "
وكان جوان يحاول خفض صوته المنفعل حتى لا يسمعه أحد ...
- " أنت لا تعلم شيئاً .. ألم ترى جدتي وأمي وأبي كيف أصبح حالهم ؟! .. فجأة أصبح البيت خالياً عليهم .. أنا متأكد أنهم سينفجرون من شدة الحزن لكنهم يبتسمون ويضحكون في وجهي عند زيارتي ..
ليس أنا من يرغبون برؤيته بل غيوري .. وجه أمي وجدتي يقول ذلك ... "
- إبتسم جوان بحزن : هل يريدون رؤيتها ؟! .. غداً ستكون عندهم صور جديدة لها .. مباشرة من هناك .. لا تـُحزن نفسك هان .. تباً لك أشعر برغبة في البكاء ..
وضحك وهو يـُبعثر شعره بينما تلألأت دموعه في عينيه لكنه لم يسمح لها بالنزول ..
**
- أخرجت هاتفها الذي كان في وضع الصمت وفتحت الرسائل التي تصلها من كيفن .. كان بعضها منذ الظهيرة حين تجاهلته .. وأخيرة وصلتها قبل دقيقة وكان يقول فيها
( مرحباً يا صغيرة .. أرغب برؤيتكِ غداً خصصي لي وقتاً من فضلكِ .. تصبحين على خير ) ...
أرسلت له ( حسناً .. سأتصل بك غداً .. تصبح على خير .. ) ...
- إنتهى الفيلم ونهض الجميع ليخرجوا .. وقف ايل وو أولاً وخلفه ميكي وأخيراً غيوري ..
في طابورهم الطويل والذي يتحرك بـ بـُطء إشتدّ التدافع ليلتصق الشخص الذي خلف غيوري بظهرها لتلتفت وتبعده بيدها بـلـُطف لكنه لم يتحرك بسبب الزحام .. إضطرّت للإلتصاق بظهر ميكي لتجنب الإحتكاك به حين إقترب أكثر ..
إلتفت ميكي بضيق ورآها تختفي بين القامات الطويلة للرجال ..
مدّ يدهـ ليسحبها أمامه لكنه تفاجأ حين إستدارت تصفع الرجل الذي خلفها
و الذي لم يكن إحتكاكه بسبب الزحام فقد كان يتحرّش بها وهي
تقول : ألن تتوقف أيها القذر ؟!...
توقف ينظر بصدمة كما الجميع عندما تقدم الرجل بغضب شديد وأمسك غيوري من عنقها بعنف : ستموتين على يدي أيتها الساقطة ....
- أمسكت غيوري بيديه تحاول إفتكاك نفسها منه لكن قبضته كانت أقوى منها بكثير ..
بدأ يضيق نفسها شيئاً فشيئاً وذاك الرجل يزيد من ضغطه على عـُنقها ..
إزدادت دهشة الجميع عندما ركلته غيوري بكعبها العالي ليتركها صارخاً من شدة الألم ويعود مجدداً لكن هذه المرة يدفع بها للأرض ثم يركلها بقدمه ..
- لم يشعر ميكي بنفسه إلا وهو يندفع نحو الرجل يـُمسك به ويوقعه أرضاً ويجلس فوقه يلكم وجهه بكل قوته
وهو يشتمه : مالذي تعتقد أنك تفعله أيها القذر الوضيع !! .....
- بينما جلس ايل وو بجانب غيوري يرفعها عن الأرض : هل أنتِ بخير ؟! ...
- أومأت برأسها وهي تنظر لميكي الغاضب بفزع ..
راح إيل وو و يـُبعد ميكي عن الرجل الذي سالت الدماء من
وجهه .. لينهض بتعب و ينظر إلى ميكي مـُبتسماً بـمكر : سترى أيها اللقيط ....
لكن ركلة قوية من ايل وو أوقعته أرضاً مجدداً ..
- مشيا عائدين لغيوري التي كانت تقف وتراقب بخوف وجه ميكي الذي لا يزال الغضب يملئه و سحبها و وضعها أمامه بجفاء ..
بينما سألها ايل وو الذي أمامها : هل اُصبتي ؟! .. هل تريدين الذهاب للمشفى ؟! ..
- هزّت رأسها بالنفي بقوة دون أن تتكلم .. وهي تنظر أمامها بخوف من ذاك الشخص الغريب الذي يقف خلفها .. " هذا ليس ميكي ... "
- بعد خروجهم كان رجال الشرطة بإنتظارهم ......
إنتهت الحلقة ...