وضع التوأمين الرأس في الممر كي يخيفا الشبح, جعل هذا الشبح غاضباً جداً,مالذي يتوجب عليه فعله؟؟
هو لايستطيع التفكير بشيء في هذه اللحظة لذلك عاد إلى غرفته..
شعر الشبح بالضعف الشديد والتعب وبقي في غرفته لمدة خمسة أيام ولم يعيد رسم بقعة الدم في المكتبة, كانت هناك بقعة الدم لثلاثمائة عام والأن أرضية المكتبة أصبحت نظيفة..
بعد أسبوع شعر الشبح بتحسن لذلك قرر أن يحاول مرة واحده لإخافة التوأمين لقد خطط ليجعل وجهه مخيفاً بقدر الإمكان لقد انتظر لمنتصف الليل.
مشى ببطء وصمت لغرفة التوأمين, كانت الساعة الواحدة صباحاً وكان البيت هادئاً جداً وباب غرفة التوأمين مفتوحاً بشكل خفيف,قطع الشبح رأسه وحمله بذراعه..إنه لشيء مخيف أن ترى شبحاً مقطوع الرأس!
كان يريد أن يرعب التوأمين,دفع باب غرفة التوأمين حتى ارتطم الباب بالحائط, كان مخططاً ان يصرخ وهو ممسك برأسه في كلتا يديه, لكن جرة ماء ثقيلة سقطت من على الباب عليه, لقد خدعه التوأمين, لقد ابتل الشبح بالماء وقام التوأمين بالصراخ والضحك.
ركض الشبح في الممر فهو لم يخيف التوأمين ولم يخيف أي شخص من عائلة أوتس.خرج واشنطن من غرفته فتوقف الشبح عن الركض وكان يجري خلفه التوأمين في الممر
وصرخا<<بووووووووووو>>
في أذنيه وكانوا يلوحون بذراعيهم..
ضحك واشنطن على الشبح,لم يكن يعلم الشبح مالذي يتوجب عليه فعله..هرب من خلال أقرب باب عائداً إلى غرفته السرية ليجلس فيها.
لم تشاهد عائلة أوتس الشبح مرة اخرى في الليل,انتظر التوأمين الشبح عند حلول الظلام..وضعوا حبلاً في الممر وربطوا فيه علب معدنية لكن الشبح لم يمشي من حولها,فقط السيد أوتس من مشى في الممر وسقط بسبب الحبل,غدا غاضباً جداً.
غضبت فيرجينيا ايضاً على التوأمين وقالت لهما :"ألا تستطيعا ترك الشبح المسكين لوحده؟لماذا تريدون أن تؤذونه؟ولماذا تريدون خداعه؟فقد عاش هنا لوقت طويل دعوه وشأنه.
لم يستمع التوأمين,لكن الشبح سمع كلمات فيرجينيا وقد أعطته الأمل.
في أحد الليالي ذهبت فيرجينيا إلى المكتبة وكان بابها مفتوحاً قليلاً دفعت الباب ومشت بهدوء في الغرفة كان هنا شخص يجلس بجوار النافذة انه شبح كانترفيل, كان ينظر على نافذة المكتبة المصنوعة من الزجاج الملون وكانت هناك كلمات مرسومة على الزجاج و كان الشبح يرتدي أفضل ملابسه ومسرحاً شعره الرمادي.
قالت فيرجينيا بهدوء:"إنني أشعر جداً بالأسف من أجلك, أنا آسفة لأن أخواي لم يكونا لطيفين معك, لكنك حاولت اخافتهم"
قال الشبح:"نعم, لقد فعلت إنا وظيفتي أن اخيف أي شخص يأتي إلى ممتلكات كانترفيل"
قالت فيرجينيا:”أنا أعلم بأنك ضعيف جداً, السيدة أمني مدبرة المنزل أخبرتنا أنك قد قتلت زوجتك"
رد الشبح:” نعم فعلت, لكنها لم تكن لطيفة ولم تكن معاملة أخوتها لي لطيفة لقد جعلوني أعاني من الجوع حتى الموت".
قالت فيرجينيا:”تعاني من الجوع حتى الموت؟أوه أيها المسكين هل أنت جائع؟هل ترغب بشطيره؟"
رد الشبح:"لا شكراً لك, انا لم أكل أبداً لكنك لطيفة جداً أنتِ ألطف بكثير من بقية عائلتك, إنهم فظين ومعقدين وغير لطيفين"
قالت فيرجينيا وهي تبكي:”توقف! انت معقد وغير لطيف أيضاً, أنت سرقت علبة طلائي لقد استعملت ألواني لتصنع بقعة الدم في المكتبة,أنا لم أقل لأحد ذلك أبداً, لكني الأن سأذهب لأخبر والدي"
أدارت فيرجينيا ظهرها لكن الشبح تحدث مرة اخرى.
"آنسة فيرجينيا أرجوك لاتذهبي انا وحيد وغير سعيد,لا أعلم مالذي يتوجب علي فعله,أريد الذهاب إلى النوم لكني لا أستطيع".
قالت فيرجينيا:”من السهل أن تخلد إلى النوم اذهب إلى السرير وأغمض عينيك"
رد الشبح:”أنا لم أنم منذ ثلاثمائة سنة,أنا لم أنم منذ قتلت على يد إخوة زوجتي"
قطعت فيرجينيا المكتبة ونظرت إلى وجه الشبح المسن, لقد كان وجهاً حزيناً.
قالت فيرجينيا:”شبح مسكين كيف أستطيع مساعدتك لتخلد إلى النوم؟"
قال الشبح:”بعيداً في الغابة توجد حديقة صغيرة,في تلك الحديقة تنمو الحشائش بشكل طويل ونحيل,وهناك العديد من الورود والأشجار, والعندليب يغني طوال الليل
و غناء الطير العذب جميل وحزين ، والنجوم البيضاء و القمر الشاحب ينظرن إلى الحديقة الصغيرة ، إنها جداً مسالمة " .
إمتلأت عينا فرجينيا بالدموع ووضعت يدها على وجهها وقالت بهدوء : " أنت تعني حديقة الموت؟ " قال الشبح : " نعم حديقة النوم إنها جداً جميلة و هناك الصمت والسلام و ليس هناك أمس وليس هناك غداً لكن الحب هو الوحيد الذي يستطيع فتح باب الحديقة الحب أقوى من الموت "
لم تعرف فيرجينا ماذا تقول لقد استمعت إلى حديث الشبح مرة أخر : " هل قرأت الكتابة التي على نافذة المكتبة ؟ " .
قالت فيرجينيا : " نعم لكني لم أستطع فهمها " .
قال الشبح : " انظري اقرأي السطور على النافذة " نظرت فيرجينيا إلى النافذة و قرأت سطور الشعر :
عندما الفتاة الذهبية تذرف الدموع
من أجل الشبح الذي لا يستطيع النوم
بعد ذلك الميت أخيراً يموت
وفي أرض الراحة يستلقي
قال الشبح الحزين : " الكلمات تعني إنكِ يجب أن تذرفي الدموع من أجلي بعد ذلك ملاك الموت سوف يجعلني أرتاح . هل تساعدينني ؟ "
سألت فيرجينا : " مالذي يتوجب علي فعله ؟ " قال الشبح :"يجب أن تأتي معي في الظلام سترين
أشياء غريبة و ستسمعين أصوات غريبة لكن لاشيء سيصيبك أنتي جيدة ولطيفة الظلام لايستطيع إيذائك "
لم تجب فيرجينا والشبح ينتظر فقد انتظر مدة ثلاث مئة عام لكن هذه الدقيقة هي أطول من الوقت الذي مر عليه .
قالت فيرجينيا : " أنا لست خائفة سأتي معك في الظلام " قبل الشبح يدها كانت شفتيه باردتين كالثلج لكنهما يحرقان كالنار ، أمسك الشبح بيدها و مشوا إلى جدار المكتبة فانفتح الجدار وكان ظلام خلف الجدار ورياح باردة انبعثت أصوات من الرياح تقول " عودي فيرجينيا ، عودي قبل فوات الأوان " مشت فيرجينيا في الظلام مع الشبح و اختفوا من خلال جدار المكتبة .
لم تنزلد فيرجينيا إلى الأسفل من أجل تناول طعام العشاء . أرسل السيد أوتس واحد من الخدم إلى غرفتها لم يجد الخادم فيرجينيا لذا بحث الجميع عنها في المنزل و بحثوا في كل مكان لكن لم يستطيعوا العثور عليها .
السيد و السيدة أوتس كانَ قلقين جداً ، كانت ليلة صيفية و الشمس لم تغب بسرعة لذا بحث الخدم والعائلة عنها في الحدائق قبل أن يحل الظلام كانت هناك أشجار كثيرة و بحيرة عميقة في تلك الحديقة ، نظروا إلى البحيرة و الأشجار و سألوا الناس عنها في محطة القطار لكن لم يرها أي أحد .
ذهب السيد أوتس ليخبر شرطة القرية عن إختفاء ابنته فيرجينيا ، لكن حل الظلام في ذلك الوقت ولا أحد يستطيع البحث في ذلك الوقت . لم يرغب أحد من العائلة أن يأكل أو ينام ، جلسوا في المكتبة و انتظروا يأملون أن تعود فيرجينا إليهم بأمان ، خططوا لكي يبحثوا عنها في الصباح .
كان الوقت منتصف الليل عندما قررت العائلة الذهاب إلى النوم . غادروا المكتبة و صعدوا الدرج جميعاً و فجأةً جميع الساعات في المنزل دقت على الساعة الثانية عشر و سمع الجميع أصواتاً مزعجة فقد دوي الرعد خارج المنزل وسمعت عائلة أوتس بكاء مفزع ثم صدرت داخل المنزل موسيقى غريبة و فتح باب في أعلى الدرج .. وقفت فيرجينيا أمام الباب وهي تنظر إليهم وكان وجهها جداً شاحب و كانت تحمل صندوق صغير بيدها قال السيد أوتس بغضب " : إين كنتي ؟ والدتك قلقة عليكِ جداً و قد أخفتينا عليكِ جميعاً . يجب أن لا تفعلي بنا ذلك مرة أخرى " قال التوأمين :" باستثناء الشبح فأنت تستطيعين خداعه " قالت فيرجينيا بصوتٍ هادئ :" أبي أنا كنت مع الشبح و الأن قد مات و يستطيع أن يرقد بسلام و قد أعطاني صندوق مجوهرات جميلة قبل أن يموت " .
و أرت والدها صندوق صغير وضع بداخله عقد مصنوع من الأحجار الكريمة الحمراء ، قال لها والدها : " من أين لك هذا ، أين كنتِ ؟ " نسي السيد أوتس الغضب و كان سعيد جداً لعودة فيرجينيا سالمة قالت فيرجينيا : " تعالوا سوف أريكم " و اتجهت نحو الباب في أعلى الدرج و اتبعتها جميع العائلة .
حمل واشنطن شمعة مضيئة ثم قادتهم فيرجينا في ممر سري حتى وصلوا إلى باب خشبي قديم كان مفتوحاً و خلف الباب كانت هناك غرفة صغيرة ذات سقفٍ منخفض و كانت هناك حلقة حديدية على الحائط و سلسلتين في نهايتهما يوجد هيكل عظمي ، قالت فيرجينيا : " هذا جسد السير سايمون دي كانترفيل قتل زوجته عام 1575 بعد ذلك قام أخوة زوجته بحبسه في هذه الغرفة و لم يقدموا له الطعام . السير سايمون عانى من الجوع حتى الموت و شبحه كان في المنزل لمدة ثلاثمائة لكنه الأن وجد السلام " .
ألقت عائلة أوتس نظرة حول الغرفة الصغيرة و لم يعلموا مالذي يجب قوله ، انحنت فيرجينيا على الأرض بجانب الهيكل العظمي و بدأت بالصلاة . و بعد أربعة أيام كانت هناك جنازة ، قامت عائلة أوتس بدفن السير سايمون دي كانترفيل في القبر بين الأشجار .
عائلة أوتس و السيدة أمني مدبرة المنزل و جميع الخدم في ممتلكات كانترفيل وقفوا بالقرب من القبر خلفهم كان هناك أناس من القرية المجاورة ..وكثير من الناس أتوا إلى الجنازة كانت فيرجينيا تحمل زهوراً بيضاء ونظرت إلى النجوم و القمر الشاحب و الأشجار المظلمة و تذكرت ماقاله الشبح بشأن حديقة الموت العندليب يغني و غناء الطير العذب جميل و حزين فابتسمت فيريجينا وقالت : " سامحه الإله على قتله زوجته " .
انتهت القصة
أتمنى لكم المتعة و الفائدة